أسامة الكباريتي بتاريخ: 3 يناير 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 3 يناير 2003 أفاعي في حقول الزيتون.. نازية الصهيونية لها تاريخ صحيفة الاتحاد الإماراتية الأعداد (22، 25، 27 كانون الأول (ديسمبر) 2002 تأليف: أحمد الشــايب عرض: وكالة الأهرام للصحافة يبدو هذا الكتاب جاء في موعده ليذكرنا بأن الأعمال الوحشية التي تقوم بها "إسرائيل" حالياً ضد الشعب الفلسطيني لها جذور عميقة. وهناك من البراهين والدلائل ما يؤكد هذه الحقيقة، فمنذ الاعلان عن إنشاء الكيان الاسرائيلي وحتى الآن والعمليات العسكرية والقذرة تتوالى على الدول العربية من قبل قادته، بما أدى إلى وقوع الكثير من المجازر وحياكة العديد من المؤامرات. فقد أشار المؤلف إلى ما ذكره مناحم بيجين: لقد نبتت الثورة من الأرض، القصة الاغريقية القديمة التي تتحدث عن انتينوس والقوة التي استمدها من الاتصال بالأرض الأم ليست إلا اسطورة. أما القوة المتجددة التي حلت بنا -ولاسيما الشباب من أبنائنا- من الاتصال بتربة أرضنا القديمة ليست اسطورة ولكنها حقيقة، فالمسئولون بوزارة الخارجية البريطانية لم يكن لديهم أي فكرة عن هذا حينما وضعوا خططهم، فما الذي كان يمكن أن يتوقعوه عن هذه القوة الخفية التي دأب هرتزل على وصفها بأنها (غير قابلة للوزن بدقة).. ولم يكن خطؤهم حسابياً.. إذ لم يخطئوا في حساب عدد اليهود الذين يريدون التوجه إلى أرض "إسرائيل". ولكنهم افترضوا أن اليهود في أرض "إسرائيل" سيظلون أيضاً فئة جبانة تناشدهم الحماية، وبدا أن سلوك اليهود أو بالأحرى موقف زعمائهم الرسميين الذي تجلى في سياسة ضبط النفس الشهيرة -يبرر هذا الافتراض ويؤكد صحته. ولكن هذه القوة غير المرئية التي أنقذت الشعب اليهودي دائماً من المحو من الوجود، قضت على الافتراض البريطاني.. وشب جيل جديد أدار ظهره للخوف، وبدأ يقاتل بدلاً من التضرع والتوسل. وقد ظل اليهود لا يحملون سلاحاً، طيلة ألفي عام تقريباً.. وضع مضطهدوهم حساباتهم على أساس هذا التجرد الكامل من السلاح.. النفسي والمادي على حد سواء، ولم يدركوا أن الظاهرتين متداخلتان، إذ أننا تخلينا عن سلاحنا حينما نفينا من بلادنا، ولكن قواتنا عادت لنا مع عودتنا إلى أرض آبائنا. فكرة عميقة وحينما قال ديكارت أنا افكر.. إذن فأنا موجود، أعلن فكرة عميقة للغاية ولكن هناك أوقات في تاريخ الشعوب لا يبرهن الفكر بمفرده على وجودها. فقد فكر شعب ما ومع هذا قد يتحول أبناؤنا مع فكرهم وبالرغم منهم إلى قطيع من العبيد.. أو إلى غير شيء. وهناك أوقات يصرخ فيها كل ما فيها قائلاً: إن احترامك لنفسك كإنسان يكمن في مقاومتك للشر.. نحن نقاتل.. إذن نحن موجودون. وشبت نازية الصهيونية عن الطوق واتجهت ضد حكام فلسطين من البريطانيين شأنها في ذلك شأن ثورة العرب ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية قررت الزعامة الصهيونية الرسمية. وهي تكبت غضبها زيادة تطوير قدراتهم العسكرية من خلال تجنيد اليهود في القوات البريطانية وهي المكافأة التي توقعوا الحصول عليها.. بل حصلوا عليها فعلاً. رجل الدولة العجوز وحينما وضعت الحرب أوزارها بعد هزيمة الفاشية شرع الصهاينة على الفور في المطالبة بالحق في إقامة دولة يهودية وهو الحق الذي كشف الآن عن نفسه باعتباره الهدف الواضح والوفاء الحقيقي الوحيد لكل كفاحهم ونضالهم. وكان نحو 600 مندوب من فلسطين وأوروبا وأميركا قد عقدوا في مايو 1942 نوعاً من الدورات الاستثنائية للمؤتمر الصهيوني العالمي بمدينة نيويورك. وحضر وايزمان.. رجل الدولة العجوز المؤتمر ولكن ديفيد بن جوريون هو الذي نفخ في المؤتمر الروح الجديدة الميالة إلى القتال التي اكتسبها يهود فلسطين وكان الكمنولث اليهودي الذي طالب بإقامة ما يدعى ببرنامج بالتيمور، دولة يهودية في كل شيء ما خلا الاسم، إذ يجب أن تكون لجماعات المستوطنين جيشها الذي يقاتل تحت علمها وينبغي فتح أبواب فلسطين أمام هجرة غير محدودة بإشراف الوكالة اليهودية التي يجب أيضاً منحها سلطة بناء البلاد وتنمية أراضيها الشاغرة وغير المزروعة، وحقق هذا المؤتمر فوزاً معنوياً للتنقيحيين، فقد لحق بن جوريون والأغلبية المعتدلة ببيجن والأقلية المتطرفة وبعد (بالتيمور) فسر فقهاء القانون من جديد إعلان بالتيمور بأنه لا يعني منح الشعب اليهودي وطناً في فلسطين فحسب بل وطناً قومياً. ومعنى قومياً انتماء لأمة.. ومن المنطقي، أن وطناً قومياً يعد مرادفاً لدولة. ورفضت قلة ضئيلة منشقة من المؤمنين بالمثل الأخلاقية الانسياق وراء هذا التفسير، وشكا موشي سميلانسكي وهو أحد مهاجري تسعينيات القرن التاسع عشر المخضرمون، من أن.. جواً معيناً بدأ يفرض نفسه على المستوطنين. وكان التنقيحيون هم أول من أعلن في المعسكر الصهيوني أن الدولة هي عقيدة أساسية لديهم.. هؤلاء التنقيحيون الذين كانوا حتى إعلان بالتيمور كالمنبوذين في الحركة الصهيونية.. وكان الشباب من أنصار الحركة التنقيحية هم فقط الذين نشأوا قبل ذلك على روح التعصب والنزعة العسكرية والتي أطلق عليها الجهل المطبق وقصر النظر بصفة القومية. ومع هذا ينشأ السواد الأعظم من شباب الصهيونية اليوم على هذه الروح. وأوضح المؤلف أن الطريق الذي اختارته الصهيونية في الأراضي الفلسطينية هو استخدام العنف الذي اتخذه التنقيحيون أساساً ومثلما انضم المعتدلون في بالتيمور إلى المتطرفين في اقتراح هدف مشترك كذلك، تعاونت الصهيونية برمتها لتواجه معارضة بريطانية لتحقيق هذا الهدف ولم يكن استخدام العنف بطبيعة الحال الوسيلة الوحيدة، اذ كانت الدبلوماسية لا تزال لها أهميتها.. وهي مجال نبغ فيه وايزمان والزعامة الرسمية وكان ظهور القوة العظمى الأميركية إحدى الحقائق الجديدة في عالم ما بعد الحرب. ومارس الصهاينة قوة ضغطهم الرئيسية منذ ذلك الحين فصاعداً في الولايات المتحدة لا في بريطانيا، تلك القوة الاستعمارية القديمة التي أخذ نجمها يأفل سريعاً. واكتسب وايزمان مجده بعد أن برهن على أستاذيته في فن الدبلوماسي أحد جانبي المحيط الاطلنطي بنفس قدر أستاذيته قبل ذلك في الجانب الآخر وهبت الجالية اليهودية الاميركية ذات الأهمية الرئيسية في الانتخابات والكثرة عدداً من الجالية اليهودية في بريطانيا في النهاية بصورة جماعية لنصرة القضية. وقام الصهاينة بتحويل النفوذ الذي يتمتعون به إلى ضغط مارسوه على بريطانيا عن طريق الحكومة الأميركية وهو ضغط كان مكملاً، بل تجاوز وزنه، ذلك الضغط الذي كانوا يمارسونه من خلال الناخبين اليهود في الدوائر الانتخابية البريطانية ذاتها. وسعى الرئيس ترومان بلا خجل من أجل كسب أصوات اليهود، وقال لسفراء أميركا لدى دول العالم العربي: آسف يا سادة ولكن يجب عليَّ إرضاء مشاعر مئات الآلاف الحريصين على نجاح الصهيونية، وليس لدي مئات الآلاف من العرب بين الناخبين في بلادي. التسامح مع العنف أكد الكتاب أن التسامح مع العنف الذي يمارسه الصهاينة لم يقتصر على فلسطين بل امتد أيضاً إلى الولايات المتحدة، وتعرض الشعب والساسة لحملة دعائية خاطفة لم تكن أقل حدة من الأفعال التي مجدتها. وكانت رسالة الحملة بسيطة بقدر ما كانت متحيزة إذ جاء بها أن المقاتلين العبرانيين في فلسطين يثورون ضد نفس المضطهد القاسي الذي استخلص الثوار الأميركيون حريتهم من قبل ذلك بمائة وسبعين عاماً. وهي نفس الحرب الوطنية التي خاضها الايرلنديون وخاضها البوير في جنوب أفريقيا. وشعر عضوان بمجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية نيويورك بأنهما ملزمان بتوجيه احتجاج مباشر إلى وزير الخارجية البريطانية، وطالب احدهما الولايات المتحدة بالتنصل من جرائم البريطانين: وامبرياليتهم الوحشية. وغاب عن البال في هذه الحملة المسمومة تلك الخدمات التي لا تقدر بثمن التي قدمها الامبرياليون البريطانيون أنفسهم للصهيونية وعلى حسابهم إلى حد كبير في معظم الأحيان. وغابت عن البال الثورة العربية التي استمرت ثلاثة أعوام وأخمدها البريطانيون لحسابها. وبدا الآن أن الجنود البريطانيين ليسوا أفضل من جنود العاصفة الهتلرية. وكان المناخ ملائماً لاقدام الصهاينة وأصدقائهم الأميركيين علنا على الثناء على أعمال العنف واستجداء الأموال لتشجيع المزيد منها. وقد أكد بن هخت كاتب السناريو في هوليود وفي رسالة إلى الإرهابيين اليهود في فلسطين نشرتها جريدة نيويورك هيرالد تربيون.. جاء فيها أن يهود أميركا يقفون معكم فأنتم أبطالهم، وأنتم بسمتهم ورمز فخرهم، فخلال ألف وخمسمائة عام مضت، فلم يسلم اليهود من ضربات كافة شعوب أوروبا ولكن البريطانيين هم الذين يتعرضون للضربات فعلاً هذه المرة. إنكم أول رد له معنى.. للعالم الجديد. وفي كل مرة تنسفون فيها ترسانة بريطانية أو تهدمون سجناً بريطانياً.. أو تنسفون قطار سكة حديد لبريطانيا أو تسرقون مصرفاً بريطانياً أو تهاجمون ببنادقكم وقنابلكم الخونة الغزاة البريطانيين لدياركم يصبح ذلك عيداً صغيراً في قلوب يهود أميركا أيها الأصدقاء الشجعان نحن نعمل لمساعدتكم.. إننا نجمع أمولاً لكم. وتطرق المؤلف أحمد الشايب إلى آلاف الدولارات التي كانت تسلم لمندوب أرجون عقب كل حفلة من حفلات المسرحية الموسيقية التي كتبها هخت ورفع علم. وعلى الرغم من أن القانون الأميركي يحظر قيام الاشخاص بإرسال أسلحة لدولة أجنبية ولكن هخت وأصدقاءه نجحوا في إقناع الحكومة الأميركية بأنهم يعتبرون الأموال التي جمعوها للإرهابيين تبرعات خيرية معفاة من الضرائب. ولم تسفر الاحتجاجات البريطانية المقدمة إلى وزارة الخارجية الأميركية عما اعتبره تحريضاً على قتل مسئولين وجنود بريطانيين في الأرض المقدسة عن أي نتيجة. ولم تكن أميركا سوى أهم أربع وستين دولة يمارس الصهاينة نشاطهم فيها. ففي فرنسا على سبيل المثال لقوا تعاطفاً كالذي وجدوه في أميركا من خلال استقلالهم لنزعة تقليدية موروثة من المشاعر المعادية للبريطانيين وكان عدد كبير من كتاب الافتتاحية بصحف مثل الفيجارو أعضاء في الرابطة الفرنسية من أجل فلسطين حرة صهيونية. بل لقد قيل إن جريدة لوموند التي تتميز بحسن التقدير والجدية تدرك عدالة وقوة قتال الأرجون ضد بريطانيا العظمى. ولا يبعث على الدهشة أن بريطانيا كانت أقل الدول تقديراً للعنف الذي يمارسه الصهاينة فالجنود والإداريون البريطانيون الذين كانوا يصلون إلى فلسطين منذ بداية عهد الانتداب وتخالجهم مشاعر محايدة أو موالية للصهيونية، كانوا يميلون إلى اكتساب مشاعر موالية للعرب من خلال الاتصال المباشر بكلا الطرفين. ومن الطبيعي أن الحركة الصهيونية عجلت بظهور هذه التحولات وزادتها عنفاً. وكان هناك قدر من الاعتراف الصهيوني على مضض به، على الرغم من أن القوات البريطانية تتسم بالخشونة وتبعث على الازدراء في أحيان كثيرة، فإنها تتصرف في مجموعها بإنضباط لم يكن ليستطيع أن يتصرف به إلا عدد قليل من الجيوش الأخرى في مثل هذه الظروف. ومع هذا كانت وقائع مزرية قام بها رجال الشرطة وجنود الجيش بعمليات انتقام شخصية من اليهود وأصبحت النزعات المناهضة لليهود محسوسة. لم تتحمس إحدى المحاكم العسكرية في محاكمة ضابط يدعى الماجور فاران، حيث برأته من تهمة ضرب أفضى الى موت شاب يبلغ من العمر ستة عشر عاماً مشتبه في إنتمائه لعصابة شتيرن. ارهابيون وقطاع طرق وانتقلت هذه المشاعر إلى الدولة الأم، فقد أمسى ارنست بيفن وزير الخارجية مناهضاً للصهونية بشدة، ووصفت الصحف الصهيانة العبرانيين الذين يقودهم بيجين بأنهم إرهابيون وقطاع طرق، فكتبت مجلة أميركية يهودية تقول: إنه يتصاعد استياء مجتمع يضرب به المثل في التسامح لا من يهود فلسطين فحسب ولكن أيضاً من يهود بريطانيا الذين يشعرون بتعاطفهم على نحو ما، ومع هؤلاء الأجانب الذين يطلقون الرصاص عمداً على الجنود البريطانيين وانفجرت المشاعر المعادية لليهود، واضطر رجال الشرطة إلى حراسة معابد اليهود، وحينما أبحر فاران إلى ليفربول ازدحمت أرصفة الميناء بالآلاف الذين جاءوا للترحيب به. وكان الغضب والرغبة الطبيعية في رد الضربات هو رد الفعل العاطفي الأول على العنف الذي يمارسه الصهاينة. وكان هذا لابد ان يكون معقولا تماما• اذ كان لبريطانيا مائة الف جندي في فلسطين• وتمثل رد الفعل الثانى، والحاسم في النهاية، في الرغبة في الانتهاء من المهمة الرهيبة برمتها: فصدرت جريدة الصانداي اكسبريس تحمل عنواناً رئيسياً أشبه بالصراخ أحكموا أو اخرجوا في صباح اليوم التالي لوقوع ست عشرة عملية إرهابية تمت في وقت واحد في جميع أنحاء فلسطين وأسفرت عن تدمير اثنتي عشرة عربة مدرعة ومقتل وإصابة ثمانين جندياً. بعد أن تطرق المؤلف إلى الأعمال الإرهابية التي قامت بها الصهيونية منذ الاحتلال الانجليزي في فلسطين، ينتقل إلى استعراض مواقف أخرى من العنف والإرهاب الصهيوني في فلسطين والموجه ضد أصحاب الأرض الاصليين ويتناول ما حدث في دير ياسين حيث كانت تشتهر بأنها قرية مسالمة، وظلت تعيش لشهور على نحو من الانسجام مع المستوطنات اليهودية المجاورة لها في الوقت الذي كانت تتصاعد فيه الاشتباكات الفلسطينية اليهودية في كافة أنحاء البلاد. وكانت من الناحية العملية القرية الوحيدة في منطقة القدس التي لم تشك للسلطات الفلسطينية بأنها في خطر. وأوى القرويون إلى فراشهم كالعادة لإدراكهم بصورة تبعث على الارتياح بأنهم أبعد عن احتمالات الأهداف اليهودية، ومع هذا وكإجراء احتياطي وعلى نحو يتفق مع العادة القديمة قام كبار رجالات القرية بتعيين اثني عشر شخصاً للحراسة الليلية، وكان هؤلاء الحراس يقتنون بضع بنادق قديمة من طراز موزر، وبنادق تركية كانت مهمتها الرئيسية حتى ذلك الحين هي اصطياد الأرانب وإطلاق الرصاص لتهيئة خلفية صاخبة لحفلات الزفاف والمآدب التي تقام في القرية. وفي الساعة الرابعة والنصف من صباح أحد الأيام انقضت قوة مشتركة من الأرجون وشتيري قوامها 132 شخصاً ومع حلول ساعة الظهيرة كانوا قد ذبحوا ثلثي السكان. كانت الأرجون تعمل بالنسبة لهذه العملية - كشأنها بالنسبة لحادث نسف فندق الملك داود - بالتعاون مع الهاجاناة والزعامة اليهودية الرسمية. وهذه المذبحة وقعت على أطراف أكبر مدن فلسطين وقلة قليلة فحسب من الأشخاص، هي التي شهدت المذبحة بعينها أو بعد وقوعها مباشرة، وذلك فيما عدا مرتكبيها والضحايا الذين كتبت لهم الحياة بعدها، ولم يعتبر مرتكبو المذبحة ما فعلوه أمراً فظيعاً على الإطلاق وأن الأشخاص الذين وصفوها اعتبروها كذلك قد خدعوا بدعاية كاذبة تستهدف تلطيخ سمعتهم. ويقول بيجين إن رجاله قاتلوا قتالاً نظيفاً في مواجهة مقاومة شرسة وسعوا لتجنب وقوع أي خسارة واحدة غير ضرورية في الأرواح بل إنهم بإستخدام مكبرات الصوت لتحذير النساء والأطفال والرجال المسنين وتنبيههم باللجوء إلى التلال حرموا أنفسهم، بروح إنسانية من عناصر المفاجأة التامة. ردود فعل واسعة كان للنصر الذي تحقق في دير ياسين كما وصفه أفراد جماعة أرجون في مؤتمر صحفى، ردود فعل واسعة النطاق وصفها بيجين بقوله: إن مركز القيادة العربية في رام الله يذيع قصة فجة عن وقوع فظائع يزعم فيها قيام قوات الأرجون بإرتكاب مذبحة بلا تمييز راح ضحيتها نحو 240 شخصاً من الرجال والنساء والاطفال في دير ياسين. وسرعان ما انتهزت الأجهزة الصهيونية الرسمية التي تخشى قوة الأرجون المتزايدة وما تحظى به من تأييد شعبي، فرصة هذا الاتهام العربي وقبلته على علاته حتى بدون أن تتحقق من صحته، وشرعت في التنديد بالأرجون وتشهر بسمعتها، ومع هذا تمخضت هذه الدعاية العربية الصهيونية المشتركة عن نتائج غير متوقعة وبالغة الأهمية، فقد استولى على الفلسطينيين في كافة أنحاء البلاد بعد اقناعهم بتصديق الروايات المتطرفة عن مذابح الارجون ذعر لا حدود له حيث أنهم بدأوا يهربون بجلدهم. وسرعان ما تحول هذا الفرار الجماعي إلى هجرة جماعية محمومة يتعذر السيطرة عليها. ويصف المؤلف التصور العريض لصدور برنامج بلتيمور ومناصرة فكرة إقامة دولة يهودية باعتبارها الهدف الصهيوني الرسمي، بأنه بحلول عام 1947 كانوا قد رسموا خرائط وجمعوا معلومات مفهرسة عن كل قرية، وطابعها الاستراتيجي ونوعية سكانها في فلسطين. وكان الهدف من خطة داليت، طبقاً لما جاء بكتاب معارك 1948، وهو مسجل تاريخي مفصل للهاجاناة والبالماخ هو السيطرة على المنطقة التي منحتها الأمم المتحدة لنا بالإضافة إلى مناطق نحتلها من جانب الجيوش العربية. كذلك استهدفت الخطة تطهير مثل هذه المناطق من سكانها العرب. وبهذه الطريقة كان يمكن توسيع نطاق الحد الأدنى الذي لا يمكن انتقاصه -وهي الأراضي التي منحتها الامم المتحدة للصهاينة- وجعل دولتهم كبيرة ويهودية قدر الامكان قبل أن تتمكن الجيوش العربية من وقفهم وقبل أن يتضح للأمم المتحدة أن مشروع التقسيم الذي أصدرته غير فعال. وقد انتقلوا إلى موقف الهجوم لأنه على الرغم من المناوشات التي لا تهدأ نتيجة تنفيذ خطة جيمبل والنكسات التي تعرضت لها القوات العربية غير النظامية - عقد السكان المدنيون أو أغلبيتهم الساحقة العزم على الصمود والبقاء في أماكنهم. وأيضاً لأن الولايات المتحدة وهي الروح المحركة وراء التقييم بدأت الآن في التراجع عن هذا الموقف فيما وصفه المؤتمر اليهودي الأميركي بتكتيكات مخزية، ونفاق. وكانت عملية ناتشسون التي استهدفت اقتطاع ممر يربط تل أبيب بالقدس هي بداية تنفيذ خطة داليت، وكانت تستلزم تدمير وإجلاء نحو عشرين قرية، وكانت دير ياسين إحداها. كما كان من المقرر الاقدام على اثنتي عشرة عملية أخرى في تتابع سريع بعد ذلك ثمان منها المنطقة المخصصة للدولة اليهودية، ونجحت بعض هذه العمليات وفشل البعض الآخر وتأجل تنفيذ عمليات أخرى إلى ما بعد 15 مايو. وحتى مع هذا، كان الصهاينة مع حلول هذا التاريخ على وشك اكتساح فلسطين كلها. ولم تكن عملية ناتشسون كما تصورها مخططو الهاجاناة تتطلب إراقة مثل هذا القدر من الدماء، ولكنها لم تكن من حيث الطريقة التي أتبعت فيها، حادثة منعزلة مثلما تم تصويرها بعد ذلك، بل كانت مجرد تطبيق متطرف لسياسة عامة. كتب أريه اسحاق المؤرخ الإسرائيلي ومؤلف كتاب عن تاريخ الحرب يقع في 1200 صفحة يقول: بعد هذه الحادثة بأربعة وعشرين عاماً بوسعنا أن ندرك إذا ربطنا الحقائق أن المعركة سارت إلى حد كبير وفق النمط المألوف لاحتلال قرية عربية عام 1948. ففي خلال الأشهر الأولى من حرب الاستقلال قامت قوات الهاجاناة والبالماخ بتنفيذ اثنتي عشرة عملية من هذا النوع، وكانت الطريقة المتبعة هي الغارة على إحدى قرى العدو ونسف أكبر عدد ممكن من المساكن فيها. وخلال هذه العمليات كان يقتل عدد كبير من المسنين والنساء والاطفال أينما بدرت مقاومة. وبوسعي أن أذكر في هذا الصدد عدة عمليات من هذا النوع قام بتنفيذها رفاق باعيل في السلاح.. وهي القوات غير النظامية التابعة لوحدة البالماخ والذين كانوا يتلقون تدريباتهم للاهتمام بنقاء الأسلحة العبرية. وكان المسئول عن طرد الفلسطينيين من ديارهم في النهاية هو ذلك المزيج المعقد من الغارات الخاطفة المادية والنفسية التي قامت بها قوات رسمية ومنشقة على حد سواء، فكانت قوات الهاجاناة وارجون تشن هجمات مفاجئة واسعة النطاق على المدن والقرى وتقصفها بمدافع الهاون والصواريخ وسلاح دافيدكا الشهير. وكان عبارة عن أداة غريبة الشكل تقذف بستين رطلاً من مادة الش•خ•ش لمسافة 300 ياردة تقريباً وسط مناطق مكتظة بالسكان وعلى نحو يفتقر تماماً إلى دقة التصويب كما كانت تستخدم أيضا قنبلة البرميل. وقدم ضابط احتياطي بالجيش الإسرائيلي اشتراك في حرب عام 1948، تفصيلات عن هذا السلاح في مقال بعنوان كل شيء مشروع كتبه عقب هذه الأحداث بفترة طويلة لحساب مجلة البحرية الأميركية: كان عبارة عن برميل خشبي أو معدني مملوء بمزيج من المتفجرات والبترول ومزود باطارين قديمين من المطاط يحتويان على قتيل التفجير، وكان يتم دحرجته عبر الأزقة الشديدة الانحدار والحارات المدرجة، بأحياء المدن العربية إلى أن يرتطم بالجدران والأبواب فيطلق جحيماً من لهب مروع وانفجارات لا نهاية لها. وفي الوقت نفسه يثار ذعر إضافي بين السكان بواسطة إذاعات باللغة العربية موجهة من محطات إذاعة صهيونية سرية أو مكبرات صوت مركبة فوق عربات مدرعة بالمناطق المستهدفة. وكانت الإذاعات تحذر من انتشار الأوبئة الخطيرة مثل الكوليرا أو التيفوس وتلح إلى تعاون العرب مع العدو وتهدد بأن السكان الأبرياء سيدفعون الهجمات الفلسطينية على اليهود. ولكن هناك موضوعاً يكشف الستار عن هذا، على وجه الخصوص أورد عنه هاري ليفين المؤلف الصهيوني البريطاني مثالاً مناسباً، قال: كان أحد مكبرات الصوت ينطلق مدوياً باللغة العربية في منطقة قرية في القدس، وكانت الهاجاناة توجه إذاعتها إلى المدنيين العرب تحثهم على مغادرة الحي قبل الساعة الخامسة والربع صباحاً، وجاء بهذه الاذاعة: لتأخذكم الرحمة بزوجاتكم وأطفالكم ولتهربوا من حمام الدم هذا.. اهربوا من خلال طريق أريحا، فهو لا يزال مفتوحاً أمامكم، أما إن بقيتم فستحل بكم الكارثة. ويميط ضابط الاحتياط الإسرائيلي اللثام عن الجانب المتعمد في هذا فوسط انفجارات قنابل البرميل.. ومع انتشار الذعر على نحو لا يمكن السيطرة عليه في كافة أنحاء الاحياء العربية جلب الإسرائيليون سيارات جيب تحمل مكبرات صوت تردد تسجيلا لأصوات تنم عن الرعب وكانت هذه الأصوات تتضمن صراخاً وعويلاً وأنيناً يقطع نياط صوت كثيب يصيح باللغة العربية أنجوا بأرواحكم أيها المؤمنون فاليهود يستخدمون غازات سامة وقنابل ذرية. يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أسامة الكباريتي بتاريخ: 3 يناير 2003 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 3 يناير 2003 الشخصية اليهودية الإسرائيلية والروح العدوانية عرض/ مراد عبد الرحمن مبروك صدر خلال الشهر الماضي (ديسمبر/ كانون الأول 2002 ) كتاب للدكتور رشاد الشامي بعنوان "الشخصية اليهودية الإسرائيلية والروح العدوانية" عن دار الهلال المصرية، واعتمد المؤلف في هذه الدراسة على الموضوعية والعقلانية في التناول والاستناد إلى الحجج والأدلة والبراهين وتضمنت مقدمة وخمسة فصول. وقد تناول المؤلف في المقدمة رؤيتين ترتبطان بالشخصية اليهودية الإسرائيلية هما: • الأولى: ترى أن الشخصية اليهودية الإسرائيلية امتداد للجنس اليهودي الذي حدثتنا عنه الكتب السماوية، وترى أن هناك وحدة في العناصر المادية المكونة لهذه الشخصية وتجمع في طياتها كل عناصر الشخصية اليهودية التقليدية، ويرى المؤلف مجموعة من المآخذ علي هذا الرؤية، منها تسليمها بوجود واقع تاريخي مادي متصل منذ نشأة الديانة اليهودية حتى اليوم يجمع بين اليهودي السوفياتي والعربي والألماني واليمني وغير ذلك من الأجناس المختلفة، وأنها تنظر إليه على أن له خصائص فريدة تختلف عن بقية البشر، فضلا عن كونها تخلط في استخدام المصطلحات مثل إسرائيلي ويهودي وصهيوني وتتجاهل الواقع الخاص بالتجمع اليهودي الإسرائيلي من خلال دولة إسرائيل في العصر الحديث، وهو واقع يرتبط بمعطيات جغرافية ولغوية واجتماعية وسياسية وسيكولوجية تتجاوز بكثير حدود الدين اليهودي. • الثانية: ترى أن الإسرائيليين اليوم ليسوا بحال من الأحوال امتدادا للجنس اليهودي القديم وأنه ليس ثمة وجود لتراث يهودي واحد، ومن وجهة نظر المؤلف فهذه الرؤية أقرب إلى التصور الموضوعي في تناول الشخصية اليهودية الإسرائيلية، ومن ثم اعتمدها في التناول منهجا للدراسة، ولذلك عني بدراسة الشخصية دراسة تاريخية تبدأ بالشخصية اليهودية الانعزالية الغيتوية، وتمر بالشخصية اليهودية الانعزالية الصهيونية، وتنتهي بالشخصية اليهودية في إطار الانعزالية الإسرائيلية، وفرق المؤلف بين الشخصية العبرية واليهودية واليهودية الإسرائيلية واليهودية الصهيونية. الانعزالية الغيتوية تناول الفصل الأول "الشخصية اليهودية في إطار الانعزالية الغيتوية" والغيتوية عند المؤلف نسبة إلى الغيتو، وهو كل شكل من أشكال اليهودية الانعزالية وسط الشعوب التي عاشوا بين ظهرانيها، والغيتو عبارة عن حي أو عدد من الشوارع المخصصة لإقامة اليهود. ويرى أن أول ما يلفت النظر في الشخصية اليهودية أنها لم ترتبط في وجودها بإطار جغرافي محدد، أي أن الجغرافيا لم تكن جزءا من هويتها ولم تكن سمة من سمات تراثها الذي تميز بتعدد مراكزه الثقافية، ويتتبع المؤلف رحلات اليهود بداية من النشأة ورحيلهم إلى الشاطئ الشمالي من البحر الأسود وترانسكا فانيا وطوران في القرن الأول الميلادي، وتأثرهم بعادات الهيلينيين، ووصولهم منذ مرحلة ما قبل المسيح بقرون عديدة إلى شواطئ روسيا وانتشارهم عبر القوقاز وجورجيا حوالي 132 ق . م.، مع اندحار ثورة بركوخبا ضد الرومان. ويناقش المؤلف أبرز العناصر التي تحكمت في حياة يهود شرق أوروبا حتى عشية فترة التنوير اليهودي (الهسكالاة) وهي: • العزلة اليهودية: وقد اتخذت مناطق الانعزال اليهودي تسميات عدة، منها الشتتل وتعني المدينة الصغيرة، والقاهال وهي كلمة عبرية تعني جمهورا أو جماعة كبيرة من الناس في مكان واحد، والغيتو. • الدين اليهودي: ويناقش المؤلف السمة الرئيسية للشخصية اليهودية وتتمثل في التناقض بين الشعور بالاستعلاء والشعور بالدونية والاضطهاد، وهذا التناقض جعل الشخصية تتسم بالروح العدائية ضد الآخر. الانعزالية الصهيونية في الفصل الثاني "الشخصية اليهودية في إطار الانعزالية الصهيونية" ناقش المؤلف تطور الشخصية اليهودية منذ أواخر القرن السابع عشر وأوائل الثامن عشر، وفشل حركة التنوير اليهودية وظهور الانعزالية الصهيونية، ومع نهاية الثمانينيات من القرن التاسع عشر وفشل الهسكالاة كحركة اندماجية يهودية شاملة كانت هناك ردود فعل يهودية أربعة فردية وليبرالية وقومية إقليمية وقومية شاملة وهي الأبرز حيث عمدت إلى جمع كل اليهود بهدف خلق قومية يهودية لها أرضها الخاصة. وأورد المؤلف أهم سمات النمط اليهودي الصهيوني وهي : • التمرد علي اليهودية التقليدية والانجراف نحو العلمانية. • رفض الاندماج في الشعوب أو نبذ العبودية اليهودية. • الرغبة في الانتقام من الأغيار وتبني العنف. • رفض الشخصية اليهودية الغيتوية. • الالتزام الأيديولوجي. وحاول الكاتب التدليل علي كل هذه السمات من خلال الممارسات اليهودية المختلفة، ومن خلال الدراسات والإبداعات المتنوعة في الفكر الصهيوني، لذلك يقول "والمثير للدهشة بالنسبة لهذه المرحلة الهامة من مراحل صياغة النمط الصهيوني التي اعتمدت خلالها كثير من قيم الصهيونية وبصفة خاصة نظرية "دين العمل" التي أرسى مبادئها المفكر الصهيوني أهارون ديفد غوردون (1856-1922) وهي أن علاقة النمط اليهودي بفلسطين كانت قائمة علي العلاقة بالأرض والمكان وليس بالتاريخ أو العلاقة التاريخية بفلسطين، لذلك يقول أحد أبطال يوسف لوايدور ويدعي لوآش وهو نموذج العبري الجديد "إنني أحب فلسطين ولن أتركها أبدا لأنني ولدت فيها وبها تربيت وتعودت عليها وأنا أحبها، ولكنني لو ولدت وتربيت في بلد آخر فإنني كنت بلا شك سأحبه كما أحب بلادنا الآن" ويسعون لتحقيق ذلك بالحرب فيقول بياليك في نصه "قوموا أيها التائهون في الصحراء، اخرجوا من البرية فمازال الطريق طويلا ومازالت الحرب طويلة". الغيتوية الإسرائيلية ناقش المؤلف في الفصل الثالث "الشخصية اليهودية في إطار الغيتوية الإسرائيلية" ظروف نشأة الشخصية اليهودية الإسرائيلية في نهاية القرن التاسع عشر بسبب ازدياد موجات الاندماج اليهودي في المجتمعات الأوربية وزوال مقومات الذاتية اليهودية وشيوع موجة الاضطهاد، كما ناقش أيضا أهم المجموعات التي شكلت الاستيطان الصهيوني في فلسطين وهي الهجرة الأولى (1882-1903) والهجرات الثلاث اللاحقة وهي الهجرة الثانية (1904-1914) والهجرة الثالثة (1919-1924) والهجرة الرابعة (1924-1931) والهجرة الخامسة (1932-1938) وفي هذه المرحلة يرى أن المجتمع الإسرائيلي تكون من عدة مجموعات هي: • مجموعة اليهود الأشنكازيم: وهي التي هاجرت إلى فلسطين فرارا من الاضطهاد الأوروبي لها أو اعتقادا منها في الصهيونية كحركة قومية. • مجموعة اليهود السفارديم: وهي التي هاجرت تحت ضغط الحركة الصهيونية وإرهابها أو أملا في مستوى معيشة أفضل. • مجموعة اليهود الصبارديم: وهي التي ولدت على أرض فلسطين ولم تعرف لها وطنا. • مجموعة اليهود الروس: وهي التي هاجرت من روسيا إلى فلسطين. • مجموعة يهود الفلاشا: وهي التي هاجرت من إثيوبيا إلى فلسطين. وأمام هذه الأنماط المتعددة يحار المؤلف في اختيار النمط الذي يمثل الشخصية اليهودية الإسرائيلية لاختلاف أعراقها وأنسابها وبيئاتها وتقاليدها وعاداتها وثقافاتها، ولم يجد بدا من مناقشة سمات كل مجموعة من الناحية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والجغرافية والاقتصادية والثقافية وغيرها، ويتعامل مع النمط الإشكنازي الإسرائيلي والصبارديم على أنه الممثل للشخصية اليهودية الإسرائيلية، على أساس أن هذا الجيل قد بدأ في العقد الثالث من تاريخ دولة إسرائيل اعتبارا من السبعينيات في الصعود لتولي مسؤولية الحكم وتوجيه الأمور في إسرائيل. سمات الشخصية اليهودية يسرد المؤلف في الفصل الرابع بعض السمات الأساسية للشخصية اليهودية الإسرائيلية، ويورد آراء قدري حفني حول السمات التي تميز الصابرا من الإسرائيليين، وهي الانطوائية والكآبة والتشكك والتشاؤم والشعور بالدونية والعدوانية واللامبالاة والبرود العاطفي والإحساس بالفشل والحساسية المفرطة للنقد والحاجة للمديح والإطراء وخشونة المظهر وانفعالية الأعماق. ثم يناقش المؤلف خصائص الشخصية اليهودية الإسرائيلية الإشكنازية والصبارية وهي: • الإحساس بالوطنية الإسرائيلية ورفض الحل الأرثوذكسي للعلاقة مع التراث اليهودي وتحول الأيديولوجيا إلى مجرد جزء من العالم الثقافي الشامل. • الانقسام الذاتي والتجمع حول السلطة في حالة التهديد من الخارج والإذعان للشرعية والتأرجح بين الإخلاص للجماعة واللامبالاة بالآخرين. • الإحساس بالافتقاد للجذرية والبرود العاطفي والحساسية تجاه النقد، والروح العدوانية أو التوحد في المعتدي. والسمة الأخيرة طغت علي الشخصية اليهودية الإسرائيلية من حيث ضرورة التوحد في المعتدي حتى يغدو اليهودي الضحية نازيا له ضحاياه يقتل بدلا أن يقتل ومن ثم تشكلت في فلسطين العصابات الإرهابية لتنفيذ مذابح دير ياسين وكفر قاسم وصبرا وشاتيلا وجنين وغيرها، والهدف الجماعي لعملية التوحد بالمعتدي هو أن يتحول الحمل ذئبا حتى لا يبقى أمامه خطر يخشاه، ويستند المؤلف في كل هذه السمات إلى دراسات ووثائق مختلفة ومتنوعة. العدوانية تجاه العرب في الفصل الخامس "جذور ودوافع العدوانية تجاه العرب في الشخصية اليهودية الإسرائيلية" يناقش المؤلف دوافع العدوانية لدى الشخصية اليهودية الإسرائيلية تجاه العرب ويجملها في الآتي: • استلهام الروح العدوانية في التراث الديني اليهودي. • استلهام تقاليد الروح العدوانية في الفكر والسلوك الصهيوني. • الفزع من ذكريات الأحداث النازية. • تمجيد القسوة الإسبرطية كمثل أعلى. • عسكرة المجتمع الإسرائيلي. • الرفض العربي للوجود الإسرائيلي. • الطابع الإمبريالي لإسرائيل ودعم أميركا لها بما يحقق لإسرائيل مصالح حيوية. ويذكر المؤلف أهم العوامل التي تستند إليها أميركا في مساندتها للوجود الإسرائيلي وهي: • معارضة أميركا لمفهوم القومية العربية وإمكان استخدام إسرائيل بديلا إستراتيجيا لتحقيق المصالح الأميركية في المنطقة. • تأثير قوى الضغط الصهيوني في الولايات المتحدة، والتصور الأميركي بأن مساندتها لإسرائيل هي مساندة للضعيف، ووجود إسرائيل في المنطقة العربية أمر حيوي لازدهار الرأسمالية الأميركية. • إسرائيل تحول دون ظهور قوى راديكالية في المنطقة العربية تهز من تأثير النفوذ الأميركي، كما أن تدهور إسرائيل يهز من صورة أميركا ونفوذها في المنطقة. • الإحساس بحتمية الحروب للحفاظ علي الوجود الإسرائيلي، لأجل ذلك تسعى إسرائيل بكل ما تملك لرفض أي محاولة تدعو للسلام في المنطقة مستخدمة العدوان لتحقيق نفوذها في المنطقة بغية تحقيق مصالحها العليا أولا ومصالح أميركا ثانيا. المصدر :الجزيرة نت http://www.aljazeera.net/books/2003/1/1-1-1.htm يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أسامة الكباريتي بتاريخ: 3 يناير 2003 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 3 يناير 2003 عرض آخر لنفس الكتاب: العدوانية أصيلة في الشخصية الإسرائيلية: أصوات هامسة مقابل صرخات الدم والنار عرض - حلمي النمنم صحيفة الاتحاد 1/1/2003 تكشف الأحداث باستمرار عن أن "إسرائيل" تمتلك روحاً عدوانية بالغة القسوة، تبرز في عمليات القتل التي تمارسها يومياً ضد أطفال وشيوخ وفتيات من فلسطين.. وقد استوقفت تلك الحالة د. رشاد الشامي أستاذ الأدب واللغة العبرية بجامعة عين شمس، وكانت موضوعاً لكتابه الجديد الشخصية اليهودية الإسرائيلية والروح العدوانية. هناك اتجاهان بين الدارسين والباحثين لتناول الشخصية الإسرائيلية، الأول: يرى أن الإسرائيليين المعاصرين امتداد لذلك الجنس اليهودي القديم، وأي تصرف أو سلوك يصدر عن الإسرائيلي المعاصر يمكن تفسيره بالرجوع إلى التوراة وما ورد فيها أو كتب التراث الإسلامي والمسيحي عن اليهود.. وهذا الاتجاه يعيبه أنه ينظر إلى اليهود على أنهم جماعة ذات خصائص فريدة ومميزة عن سائر البشر، كما يفترض أن لليهود وجوداً وواقعاً مادياً ثابتاً لا يتغير بمرور القرون. الاتجاه الثاني: يرى أن الشخصية الإسرائيلية المعاصرة تمثل مرحلة منفصلة عن مراحل سابقة تمثلها الشخصية اليهودية الجيتوية أو الشخصية اليهودية الصهيونية قبل قيام الدولة العبرية، لأن وجود الشخصية الصهيونية في منطقة جغرافية معينة هي فلسطين بظروفها يقدم لنا شخصية بسلوك معين، أبرز سماته العدوانية، لقد التقت عوامل عديدة لتبرز هذا السلوك، فهناك تراث في الديانة اليهودية يمجد العنف تجاه غير اليهود، ويمكن أن نطالع ذلك بوضوح في نصوص التوراة وحكاياتها. ويقول د. رشاد الشامي: هذا الحكم يبقى غير مطلق، وينبغي أن نتعامل معه على أنه يخضع لاستثناءات لا تفتقر إلى النزعة الانسانية وإلى الثقافة الشمولية المتحررة من خصوصيات الواقع الإسرائيلي الذي أفرز هذه الروح العدوانية تجاه العرب. الأرض.. والأهل اعترف عدد من الزعماء الصهاينة بحتمية الوضع الناجم عن محاولة الاستيلاء على الأرض والبيوت العربية، وكان المفكر الصهيوني اشير يشيعياهو جينزيرج الشهير باسم احاد هاعام وهو رائد تيار الصهيونية الروحية قد تنبأ بما يحدث اليوم، ففي عام 1891 كتب نحن في الخارج نظن أن فلسطين اليوم صحراء تقريباً وأرض برية غير مزروعة، وأن أي شخص يستطيع أن يشتري من الأرض حسب رغبته ومناه، ولكن هذه ليست هي الحقيقة على الأرض. فمن الصعب إيجاد أي أرض غير مزروعة في البلاد.. ويضيف: نحن في الخارج نظن أن العرب في مستوى الحيوانات ولا يعرفون ما يدور حولهم، ولكن ذلك خاطيء تماماً والعرب خاصة أهل المدن يرون نشاطاتنا في بلدهم وأهدافنا، ولكنهم يصمتون ولا يتحركون لأنهم لا يرون الآن خطراً على مستقبلهم فيما نحن بصدده، وإذا حان الوقت وطور شعبنا حياته في فلسطين لدرجة تجعل السكان الأصليين يشعرون بضيق فإنهم عندئذ لن يفسحوا الطريق أمام شعبنا بسهولة. وبعد أكثر من عشرين عاماً عاد هاعام ليؤكد ملاحظته السابقة بالقول: إن كثيرين من أهالي فلسطين الذين أخذ حسهم القومي في النمو منذ الثورة التركية يقصد ثورة أتاتورك ينظرون بكراهية وحنق، إلى بيع الأراضي للغرباء ويعملون جهدهم لوقف هذا الأثم. ويثبت التاريخ أن الحركة الصهيونية دخلت فلسطين رسمياً عام 1881 ولكن المعارضة الفلسطينية للهجرة الصهيونية سبقت ذلك بوقت، وقد بدأت هذه المقاومة على مستوى أبسط وأكثر إنسانية.. مثل مقاومة الفلاح غير السياسية للأجانب الذين رأهم يشترون أرضه، ولأنها مقاومة غير سياسية فإنها تؤكد إدراك المزارعين الفلسطينيين لخطر الاستعمار الصهيوني، ولم ينقل لهم زعماؤهم هذا الإدراك، بل إن المقاومة الفلاحية كما لاحظ عدد من الصهاينة هي التي نبهت أولئك الزعماء للخطر الصهيوني. وكتب الصهيوني المخلص سايبدبوتام يقول: يشعر العرب إزاء البعث اليهودي في فلسطين كما كانت تشعر انجلترا إزاء بعث سيطرة ويلز القديمة على بريطانيا.. وقد اعترف ارثرروبين المسؤول عن الاستعمار الصهيوني خلال العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي بالطبيعة اللا أخلاقية للصهيونية السياسية. دماء الابرياء في 8 سبتمبر 1922 بعث هاعام بخطاب احتجاج إلى صحيفة هاآرتس الإسرائيلية على مقتل طفل عربي على يد أحد الصهاينة مؤكداً أن الأنبياء والرسل انقذوا اليهود من الدمار لكن المستوطنين الصهاينة الآن لا يسلكون مسلكاً يتماشى مع تعاليم الانبياء.. فقد قال بغضب واضح في خطابه يا الهي أهذه هي النهاية؟ هل هذا هو حلم العودة إلى صهيون أن ندنس ترابها بدم الأبرياء؟ إن الله يكون قد أنزل بي العذاب إذا مد في حياتي حتى أرى بعيني رأسي إنني قد حدت عن جادة الصواب.. إذا كان هذا هو المسيح، فإنني لا أود رؤية عودته. كانت تلك صرخة مبكرة ضد تيار العنف والقسوة الذي بدأ مع موجات الهجرة اليهودية الأولى إلى فلسطين، والذي لم يكن له سوى هدف الانتقام الحيواني تعويضاً لعقدة الاضطهاد والشعور بالنقص، التي عانى منها اليهود الذين اعتادوا على العنف والتعذيب وسوء المعاملة في روسيا، ومن اضطهاد النازي، مما دفعهم إلى تقليد مضطهديهم أو التوحد في المعتدي تنفيساً عن مشاعر الكراهية المكبوتة تجاه جميع الأمم والشعوب. في مواجهة صيحة هاعام يزخر الفكر الصهيوني بمبررات عديدة للعنف المسلح تعتمد على أسانيد من الدين اليهودي ذاته، رغم أن أغلبية المستوطنين اليهود لم يكونوا يمارسون شعائر اليهودية، وكان كثيرون منهم ملحدين علناً، واستناداً إلى هذا التراث الديني أباح تراث الصهيونية العنف والقسوة والجريمة، ويعتبر جابوتنسكي فيلسوف العنف والإرهاب في الحركة الصهيونية، وكان واضحاً مع نفسه حينما قال لمستشار الطلبة اليهودي في فيينا: تستطيع أن تلقي كل شيء.. القبعات والأحزمة الملوثة والافراط في الشباب والأغاني، أما السيف فلا يمكن إلقاؤه.. عليكم أن تحتفظوا بالسيف، لأن الاقتتال بالسيف ليس ابتكار ألمانيا، بل هو ملك لأجدادنا الأوائل. إن السيف والتوراة قد نزلا علينا من السماء. وقد أصدر جابوتنسكي عام 1930 مجموعة قصصية باللغة الروسية، وجعل بطل قصة يهودون يحدد هدفه بصورة بسيطة هي: على التلاميذ أن يحصلوا على فرعين من فروع العلم: أن يتحدثوا العبرية وأن يضربوا بالقبضة. وجاء مفكر صهيوني آخر هو ميخا يوسف بيرديتشفيسكي يرى أن الأيام العظيمة في تاريخ اليهود هي أيام محتلي كنعان.. ففي هذه الأيام نمت غرائز الاحتلال والوجود، ولو كان ذلك عن طريق إبادة الغير وجاء بعده مناحم بيجين ليقول: إن قوة التقدم في تاريخ العالم للسيف.. ويعارض بيجين فلسفة ديكارت بفلسفة أخرى تقول: عندما قال ديكارت: أنا أفكر إذن أنا موجود. قال فكرة عميقة جداً غير أن هناك أحياناً في تاريخ الشعوب لا يكفي التفكير لاثبات الوجود. فقد يفكر شعب ثم يتحول أبناؤه بأفكارهم إلى قطيع من العبيد.. هنا يصرخ كل ما فيك قائلاً: إن عزتك ككائن حي رهن بحبك للشر.. نحن نحارب فنحن إذن نكون. وهنا يصبح العنف الأداة التي تعتمد عليها الصهيونية لإعادة صياغة شخصية اليهودي، العنف هنا يصبح مثل الطقوس الدينية التي تستخدمها بعض القبائل البدائية حينما يصل أفرادها إلى سن الرجولة لأن اليهودي حينما يمارس العنف والقتل يتخلص من مخاوفه ويصبح جديراً بالحياة. ولم تكن تلك مجرد آراء وأفكار نظرية بل انتقلت وتحققت في الواقع، فقد قام الباحث الأميركي باري بليخمان بدراسة حول الآثار المترتبة على الانتقامات الإسرائيلية واعتمد على عمليات الانتقام الإسرائيلية والاحصائيات وردود الفعل على الجانبين العربي والإسرائيلي، وانتهى إلى أن الانتقام سلوك قومي إسرائيلي وأن "إسرائيل" تعتبر الانتقام صورة شرعية من صور السلوك القومي ولاحظ بليخمان أن التصريحات الإسرائيلية المصاحبة للاعتداءات تتضمن مفردات مشتركة وهي تأكيد على أن تلك الاعتداءات.. واجب والتزام وأن جيش الدفاع كان مجبراً على التحرك.. وأنه لم يكن ثمة اختيار.. ولا توجد بدائل أخرى. ويؤخذ على هذا الكتاب أن تحليلاته قائمة في معظم الأحوال على وقائع تنتهي عند حرب أكتوبر 1973، وكان الأفضل لو امتدت المعلومات إلى ما بعد ذلك.. خاصة وأن الاحداث عديدة مثل توقيع معاهدة السلام بين مصر و"إسرائيل" ثم الانتفاضة الأولى، والانتفاضة الثانية مروراً باتفاقية أوسلو ومعاهدة السلام الأردنية والإسرائيلية. http://www.palestine-info.info/arabic/terr...fikr/odoane.htm يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أسامة الكباريتي بتاريخ: 11 يناير 2003 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 11 يناير 2003 شمعون بيريز.. ومستقبل "إسرائيل" عبد الله خلف صحيفة الوطن الكويتية -2،3،5 كانون الثاني (يناير) 2003 (مستقبل "إسرائيل" كتاب جاء على هيئة حوار متواصل أجراه الكاتب الروائي الأمريكي «روبرت لتيل» مع شمعون بيريز) كتاب تكلم فيه بيريز عن كل شيء الا عن مستقبل "إسرائيل" كما جاء في العنوان، والحقيقة أنه ليس لشمعون بيريز بل لكاتب وروائي أمريكي كبير هو (روبرت ليتل)... عادة أن المحاور وواضع الأسئلة هو صاحب الكتاب، والكتاب كله أسئلة يجيب عليها شمعون بيريز وفي مفهوم ما خبرته وألفه الغير أن من يجري اللقاء هو صاحب المصنف إن كان بين دفتي كتاب أو مقابلة صحفية أو إذاعية أو تلفزيونية.. هكذا جاء الكتاب: (شمعون بيريز مستقبل "إسرائيل") حوارات أجراها روبرت ليتل، ترجمة محمد نجار تقديم ناجح المعموري. والحقيقة أني وجدت المحاور يضع بيريز كثيراً في زوايا حرجة لا يرتضيها عادة قادة "إسرائيل" من أحد، ولكن مناورة بيريز الفطنة واعتماده على ثلاثة محاور جعلته يمسك بزمام الكتاب وكأنه ملكه وصار الكاتب والروائي الأمريكي في ضيافته بعربة الخيل التي قادها. محاور بيريز الثلاثة التي تحكم بها في الكتاب هي: الخبث، والذكاء، والثقافة العالية، حقاً إنه من دهاة العصر.. هكذا تنقل الثقافة صاحبها من منعطف إلى آخر دون أن تعثر قدمه، ويقيه ذكاؤه من الارتطام بالمواضع الخطرة، والخبث دهاء، والدهاء خلاص من المواقف المحرجة وإن استعان بالكذب الدبلوماسي. وعلمنا تاريخنا الفقهي والأخلاقي أن الورع من العظماء لا يملك ناحية الرهان بل المخادع والمراوغ من القادة هو الذي يجتاز كل سباق.. وجدت في هذا الكتاب الجديد ثنائية ذكاء بين مجرى الحوار وصاحبه... والأول لا يدير ظهره للقارىء العربي بل يجاريه بقدر ما يمكنه الآخر. عموما لا يستطيع كاتب أمريكي وإن علت قدرته وكذلك الأوروبي أن يخطّىء يهودياً وإلا صار هدفاً منسياً أمام الصهيونية العالمية التي امتلكت في العقود الأخيرة من القرن العشرين معظم صحف أوروبا وأمريكا ووسائل إعلامها المسموعة والمرئية.. قدم روبرت ليتل صورة جديدة لشمعون بيريز الحائز على جائزة نوبل للسلام مشاركة مع ياسر عرفات ورابين سنة 1994 لجهودهم المشتركة في مساعي السلام، كما منح قبل ذلك وفي 1978 السادات وبيجن جائزة نوبل للسلام إثر الاجتماعات التي نظمها الرئيس كارتر في 1978 في كامب ديفيد. ومما يحسب لبيريز من المواقف أنه تعهد بسحب القوات الاسرائيلية من لبنان عام 1982 إبان سيطرة الليكود على الحكم... وبيريز بولندي الأصل، قد غيّر اسمه واسم عائلته، فاسمه كان (بن اموتز) بمعني النسر، أما اسم عائلته فكان (بيرسكي)، غير اسمه وهاجر إلى فلسطين قبل احتلالها سنة 1934. أرسل إلى الولايات المتحدة عام 1950 ليرأس مكتب ملحق وزارة الدفاع الإسرائيلي في أمريكا وأثناء وجوده هناك التحق بجامعتي نيويورك وهافارد.. وعاد فاشترك في العدوان على مصر عام 1956 الذي شاركت فيه بريطانيا وفرنسا.. بعد هذا التعريف عن بيريز أعود إلى الكتاب. إنه كأي سياسي يهودي غير ملتزم بالدين فهو علماني بل أقرب إلى الالحاد ولكن نظرية الحق الإلهي ومعتقدات ما قبل الميلاد الاسطورية وخرافة عودة هجرة الشعب إلى أرضه علماً أن بلاده لم تكن من قبل ذات انتماء يهودي ولكن تحول ملك الخزر في القرن السابع عشر لليهودية فجعل شعبه يدين بهذه الديانة وبعده ارتد معظمه وبقي البعض. وصف بيريز اللغة العبرية باللغة المقدسة واعتبرها لغة الصلاة والتراتيل والعبادات. علماً بأن اللغة العبرية الحديثة كما بيّن ناجح المعموري في المقدمة أن ثلثها من العربية الحديثة، والثلث الآخر من الآرامية والعربية القديمة، والثلث الباقي من مفردات أوروبية حديثة من الإنجليزية والفرنسية والالمانية والروسية... إذن العبرية الإسرائيلية غير اللغة العبرية الأصولية لغة التعبد عند اليهود.. ولغتهم الحديثة ليس لها عمق حضاري وتراثي.. لذا خلق اليهود لغة سياسية هجينة وأعطوها صفة القداسة. ومن مراوغة بيريز وتلاعبه في الكلمات قوله: (كان أحد أسباب عودتنا إلى أرض الوطن عودة إلى اللغة لم يكن بإمكاننا تصور عودة إلى الأرض من دون الرجوع إلى اللغة). • وقد سأل روبرت ليتل بيريز: في الأيام الستة الأولى، خلق الله الكون من دون تعب وكلل على ما يبدو، إلا أنه استراح في اليوم السابع (حسب الاعتقاد اليهودي) فلماذا استراح الله في اليوم السابع حسب اعتقادك يا سيدي بيريز؟ ** وقد رد شمعون بيريز: لقد قال الله إنه أنجزها بما فيه الكفاية أنجز دون أن يتمم... فقد ترك لنا لنقوم به، قال (فلو برت) مرة انه يوجد هناك توزيع في العمل بين الله والإنسان فالله مسؤول عن البداية والنهاية ونحن مسؤولون عما بين ذلك، لذلك فقد منحنا الله البداية كما منحنا النهاية والنهاية هي بين يديه. وفي غضون ذلك قال لنا أن نكافح ونعمل بجد ومنحنا يوم استراحة حتى نستريح قليلاً ونصلي له. وهكذا يفتخر اليهود أنهم هم الذين اختاروا يوما للراحة في الأسبوع قبل غيرهم. • روبرت ليتل: «سكوت» هو أحد أبطال رواياتي الأدبية قد قال بالمناسبة بأن أفضل وسيلة للتعليق حول الأمور الكبيرة هو التعليق على الأمور الصغيرة... لذلك اسمحوا لي يا سيدي بيريز بعد اذنكم بأنني احبذ البدء بالحديث عن الأمور الصغيرة... فأنت ولدت في 21 آب 1923 في قرية (فشنيفا) الواقعة في قلب ما يعرف الآن ببيلوروسيا، روسيا البيضاء، ولوضع عام 1923 في دائرة الأهمية فإنه العام الذي قام فيه هتلر بانقلاب (حانة الجعة) في ميونخ، والعالم الذي وصل فيه موسيليني للسلطة في إيطاليا، وكان اسم عائلتك هو «بيرسكي» وهاجرت إلى فلسطين وأنت في الحادية عشرة فإن صورة فيشنيفا لا بد أنها ماثلة في ذاكرتك. ** بيريز: الحياة اليهودية في المنفى شبيهة برحلة في طريق فرعي فأنت تسافر في القطار الآن ولا أحد يراك ولكنك ترى من هو في الخارج، كنا نعيش بأفكارنا وعقولنا في "إسرائيل" وبلدة الشتات مثل محطة مرور. • روبرت ليتل: في سفر التكوين قرأنا أن الله قد خلق الأرض والبحار والعشب والبذور والشمس والقمر والأسماك والطيور والمواشي وفي اليوم السادس خلق الذكر والانثى ولكن بطريقة غامضة فما معنى ذلك؟ ** بيريز: أعتقد ان هذا التناقض الأبدي كان ضرورياً لكي يتم الحفاظ على استمرارية الجنس البشري.. هكذا بدأ روبرت يذكره بأصله بعيداً عن فلسطين وبأصولية توراتية فاصلة بين فكره ومعتقده. يقول صاحب المقابلة روبرت ليتل ان شمعون بيريز يمتاز بذاكرة قوية جدا يروي احداثا شهدها منذ 65 سنة بتفاصيلها ويسترسل ويفصل بثقافة وفلسفة وجاء في حديثه ذكر لكثير من الرؤساء ولم يتعرض بالاساءة الى أحد وخاصة الذين انتقلوا الى رحمة الله. ولاحظت في الكتاب أن السيد بيريز قد أسهب كثيراً في الماضي والتفت إلى الحاضر قليلاً ولكنه لم يعط أهمية للمستقبل غير بعض الآمال التي عرضها في كتابه السابق (الشرق الأوسط الجديد) وجعل كل المستقبل للدول الحضارية المنتجة، وقال إنه لا مكان للفقراء ولا للمتخلفين، والمستقبل لمن يواكب التصنيع وبناء حضارة الإنسان ولمن يحسن استخدام الزراعة ويطورها تطويراً علمياً مع الاستفادة بالمياه رغم قلتها. لتكملة الموضوع: http://www.palestine-info.info/arabic/terr...lfikr/mosta.htm يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان