بوش أسوأ من بن لادن

[الأفوكاتو]

انتزع اللقب من ابن لادن : الرئيس بوش أكثر شخصية كريهة لدي الأوروبيين عام 2002

إذا كان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن قد برز في وسائل الإعلام الأوروبية بوصفه شخصية سنة 2001، غير المحببة؛ فإنّ هناك ما يشبه الإجماع بأنّ رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جورج بوش الابن قد انتزع لنفسه هذا اللقب، غير المحبب أيضاً، عن سنة 2002.

فالنعوت اللاذعة الموجهة إلى جورج بوش تزايدت بدرجة مذهلة في السنة الماضية، وأخذت تتراكم ككرة الثلج التي تتدهور من مرتفع جبلي إلى قعر واد سحيق، وهو ما يعكس مؤشر شعبية الرئيس الحالي للولايات المتحدة منذ وقوع حوادث 11 سبتمبر 2001.

فنادراً ما يطالع القراء الأوروبيون هذه الأيام صحيفة أو مجلة تتطرق للشأن الأمريكي، دون أن يجدوا أنفسهم بين يدي تعليقات لاذعة تنهال من هنا وهناك على "الكاوبوي القادم من تكساس" أو "رجل الشرطة العالمي" أو حتى "الإمبراطور الجديد"، وغيرها من النعوت التي بدت مرادفة لسيد البيت الأبيض.

وتميل الصحافة الأوروبية، على اختلاف اتجاهاتها، إلى اختزال شخصية الرئيس الأمريكي في أوصاف مستقاة من معالم أداء هذا الرجل المثير للجدل وخلفياته. ويبدو أنّ بوش الابن ذاته قد أسدى خدمة جليلة لناقديه عندما أخذ يلقي بالكلام على عواهنه بمناسبة وبدونها.

فبوش الذي يتقمص خطاب العصر الوسيط، الشائع في أدبيات الاتجاه المحافظ في الولايات المتحدة الأمريكية، كان يستخدم تعبيرات مثيرة للفزع في الثقافة الأوروبية الحديثة، التي تنفر من التعبيرات الصارخة، بعد أن راج سوقها في الحقبة النازية والفاشية.

فمن يجرؤ من ساسة أوروبا اليوم على اختزال التجاذبات في الساحة الدولية بمفهوم الصراع بين "الخير والشر"، كما يحلو لبوش أن يفعل؟ ومن منهم في أوروبا يتحلى بالقدرة الفذة على نعت المصطلحات السياسية المنفلتة من عقالها، مثل "محور الشر" الذي يقوم على عدد من "الدول المارقة"!

--------------------------------------------------------------------------------