اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

عندما أصبح محافظا


Shams100

Recommended Posts

جعلوني محافظاً!!

بقلم سليمان جودة ١٩/٩/٢٠٠٧

أتمني أن يأتي يوم أكون فيه محافظا للقاهرة، ليس لأني أريد أن يكون عندي خدم، وحشم، وحرس، وأُبهة، ولكن لأني أشعر بالخجل كلما مشيت في شوارعها، وأشعر بالعار، كلما قارنت بينها وبين أي عاصمة أخري، أوروبية، أو حتي عربية، وأعتقد أنها يمكن أن تكون أجمل وأنظف وأهدأ، دون أن يكون ذلك في حاجة إلي عبقرية، ولا إلهام، ولا وحي، ولا إبداع، ولا حاجة خالص!.. فقط هي في حاجة إلي عقل يفكر لها بمنطق، ثم ينقل تفكيره إلي شوارعها.. لا أكثر ولا أقل..

عندما أصبح محافظا لها، سوف أفعل فيها، ما فعله رجب طيب أردوغان، رئيس وزراء تركيا، الذي تولي منصب عمدة أسطنبول، لثلاث سنوات، قبل رئاسته الوزراء، فجعلها في هذه المدة القياسية من أجمل المدن.. وسوف أفعل فيها ما فعلته شركة «سولدير» في بيروت، عندما أعادت تخطيطها، وتنظيمها، وخلقها من العدم!

سوف أتخذ قرارا يجري تنفيذه خلال ثلاث سنوات، كحد أقصي بنقل مدارس العجوزة، والمهندسين، وجاردن سيتي، والزمالك، ووسط البلد ماعدا الحضانات، إلي أرض مطار إمبابة، وهي أرض سوف أحولها إلي منطقة مزروعة بالمدارس، والحدائق، لتكون الأرض الذكية ـ علي وزن القرية الذكية ـ فمساحتها فوق المائتي فدان، وتستطيع أن تستوعب مدارس كل هذه الأحياء بسهولة، وساعتها سوف أكون قد حققت ثلاثة أهداف في وقت واحد.. أولها إنقاذ هذه الأحياء الراقية من القبح الذي يزحف عليها،

يوما بعد يوم، ثانيها إنقاذ العاصمة من الصخب والضجيج، وتحقيق شروط البيئة الجيدة فيها، وثالثها توفير مناخ صحي مناسب في الأرض الذكية، يتلقي فيه الطلاب الدروس، ويجدون هناك آفاقا مفتوحة وملاعب ومساحات خضراء ممتدة، يشعرون فيها بالراحة، والهدوء، بما يجعلهم أقدر علي تلقي العلم، والتفاعل معه، وبما يتيح لهم تنمية قدراتهم العقلية، بقوة وسرعة وثبات.

وسوف أتخذ قرارا بنقل كل الشقق السكنية المستخدمة لأغراض إدارية إلي خارج العاصمة، ماعدا عيادات الأطباء أو الأنشطة الإدارية، التي لا يحتاج النشاط منها لأكثر من فرد للقيام به.. فعيادة الطبيب ـ مثلا ـ ليست في حاجة لغير صاحبها، كما أن استخدامه لن يتجاوز سيارة واحدة، في العادة.. أما الشقة المستخدمة لغرض إداري ففيها عشرة موظفين علي الأقل، ومعهم عشر سيارات.. فأين هي الشوارع التي يمكن أن تستوعب هذا الجنون؟!

سوف أعمل، وقتها، علي إنقاذ القاهرة من هلاك متجهة إليه، علي مرأي من الجميع دون أن يتحرك واحد منا!.. فالذين ينادون بإنشاء عاصمة جديدة، يقولون ذلك، دون أن يفكروا في مستقبل القاهرة، وكأننا سوف نحرقها، ونشعل فيها النار لنتخلص منها.. وسوف أمنع تماما، كما حدث في إسطنبول، وفي بيروت، وفي غيرهما، هدم الفيلات، وإقامة أبراج إدارية في مكانها، إذ يكفي أن تقوم أبراج سكنية، ونواجه مصيبة واحدة، بدلا من مصيبتين!

قرار نقل المدارس من القاهرة إلي الأرض الذكية، وقرار تفريغها من الشقق الإدارية، كفيلان خلال فترة زمنية، يجري تحديدها مسبقاً، بتحويل العاصمة من أكثر المدن تلوثا وقبحا وسوء حال، وصخبا، وضجيجا، إلي القاهرة التي رأيناها في فيلم عمارة يعقوبيان!!.. وفي أفلام العشرينيات، والثلاثينيات!!

أذكر أني سألت الفنان فاروق حسني، وزير الثقافة، ذات يوم، عن آخر أخبار جهاز التنسيق الحضاري، الذي نشأ خصيصا للتركيز علي كل ما يريح العين في العاصمة، فقال إنه عاصر خمسة محافظين للقاهرة لم يهتم واحد منهم بالجمال فيها!! فأحسست بالحسرة، والحزن، والألم، وتمزق صدري، وتذكرت قول الشاعر الذي كان ينعي حاله، ويقول ـ ما معناه ـ يارب هل يرضيك هذا الظمأ.. والماء يجري أمامي..

إلي آخره.. فالعواصم من حولنا تطور شكلها كل يوم، وتجدد شبابها، والعاصمة بكين تعيد خلق نفسها، استعدادا للدورة الأوليمبية في أغسطس ٢٠٠٨.. لكننا نجد متعة في قذارة العاصمة وعشوائيتها وسوء منظرها وبؤسها وتعاستها، ونصمم علي أن نظل في ذيل عواصم الدنيا.. فمتي «ننكسف علي دمنا»، وندرك أنه عيب في حقنا جميعا.. عيب والله.. أن يكون هذا هو حال عاصمة البلد!

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 3 سنة...

للرفع

معا من اجل افكار جديدة تعيد صياغة مدننا العريقة ..

تفاءلوا بالخير تجدوه

بعضا مني هنا .. فاحفظوه

رابط هذا التعليق
شارك

أن تعلن منطقة نصف البلد و منطقة الفاهرة الفاطمية

منطقة تراث انساني

تزال فيها كل التعديات و يعاد ترميمها و تنسيقها

تخيلوا المنطقة دي هتبقي تحفة إزاي ؟؟

03zjkty10.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...