الاستشهاديون يضربون من جديد

[أسامة الكباريتي]

بسم الله الرحمن الرحيم

عملية استشهادية مزدوجة في نفس الوقت وعلى شارعين متوازيين في وسط تل أبيب ..

التقديرات الأولية حسب إذاعة العدو ونقلها تلفزيون المنار على الهواء مباشرة : ثمانية قتلى وثلاثون جريحا منهم سبعة في حالة الخطر ..

تاتي هذه العمليات لتؤكد لشارون أن إرهابه لن يوقف الجهاد .. وأن طوابير الاستشهاديين تنتظر شارة البدء ..

وأن دماء الشهداء من أطفال وأبرياء لا تذهب سدى عند المجاهدين الفلسطينيين .. وماهي إلا مسألة التوقيت والتخطيط لتطال ذراع المقاومة الطويلة قلب العدو في عقر داره ...

[Proud Muslim]

الله أكبر و لله الحمد .

اللهم أقبلهم شهداء عندك يا قوي يا متين .

[أسامة الكباريتي]

الحصيلة ترتفع إلى 20 قتيلا و 80 جريحا ..

الفوضى تعم مكان العمليتين والاسعاف يعجز عن التحرك في ظل الازدحام ..

نفي الجهاد إصدار أي بيان حتى هذه اللحظات حول العملية المزدوجة ..

[أسامة الكباريتي]

بوش يوافق على اجتياح غزة سرا

القاهرة - عبد الرحيم علي - إسلام أون لاين.نت/ 6-1-2003

أثار توقيت عمليتي "تل أبيب" مساء الأحد 5-1-2003 التي نفذها استشهاديان فلسطينيان وراح ضحيتها 20 إسرائيليًا بالإضافة إلى إصابة أكثر من مائة آخرين.. تساؤلات عديدة حول اختيار توقيت ومكان تنفيذ العملية التي وقعت في منطقة تعج بالعمال الأجانب، وما هو الهدف الذي أرادت الجهة المنفذة تحقيقه من اختيار هذا الموقع، وكذلك ردود الفعل المتوقعة من إسرائيل.

يقول "خالد البطش" الناطق الرسمي باسم حركة الجهاد الفلسطينية بغزة لـ"إسلام أون لاين.نت": إن الحكومة الإسرائيلية قد أخذت موافقة الرئيس الأمريكي جورج بوش على اجتياح قطاع غزة شريطة أن يتم هذا على مراحل وفي جنح الليل ولا يؤدي إلى حدوث ضجة إعلامية كبرى. وأضاف خالد أن الحكومة الإسرائيلية بدأت بالفعل في وضع الخطوط النهائية لعملية الاجتياح التي ستتم بشكل منفصل، بمعنى اجتياح كل منطقة على حدة على أن تستمر العمليات أثناء الليل وتنتهي عند طلوع الفجر.

وطالب خالد من كافة الدول العربية - شعوبًا وحكومات - ممارسة أقصى قدر من الضغوط لمنع ما يخطط له شارون وحث أطراف عالمية بالتدخل بجانب الشعب الفلسطيني الأعزل في مواجهة بطش شارون.

أما "دياب اللوح" عضو اللجنة العليا لحركة فتح بغزة فيقول لـ"إسلام أون لاين.نت": إن العمليات الفدائية التي تقع داخل الخط الأخضر في المدن الإسرائيلية ليس الهدف منها إيقاع قتلى داخل صفوف المدنيين أو الأجانب، ولكنها تأتي في سياق مسار عملية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بشكل عام.

وأضاف "دياب" في تصريحات لشبكة "إسلام أون لاين.نت" الإثنين 6-1-2003 أن هذه العمليات ربما تأتي في وقت يصعب تفسيره سياسيًا أو من وجهة النظر التفاوضية، ولكنها يمكن تفسيرها كرد عملي على ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية من انتهاكات يومية (قتل وتخريب وهدم منازل) داخل المدن الفلسطينية ضد المدنيين العزل من أبناء الشعب الفلسطيني. وأشار إلى تأثير تلك العمليات على الداخل الإسرائيلي اقتصاديًا واجتماعيًا ونفسيًا؛ فهي تعمق الأزمة المستفحلة هناك.

رد فعل طبيعي

وحول اختيار المكان قال "دياب اللوح": إن العرف جرى بأن تقوم الجهة المنفذة باختيار مكان تنفيذ عمليتها بدقة عن طريق معرفة كافة المعلومات المتعلقة بالمكان من تواجد مكثف لإسرائيليين أو عمال أجانب أو خلافه. وأضاف أنه لا يعتقد أن المنفذين كانوا يستهدفون العمال الأجانب بقدر ما تعبر العملية عن ردة فعل طبيعية متوقعة تجاه ما ترتكبه إسرائيل من مجازر وحشية كل يوم.

وحول إدانة فتح للعملية أكد "دياب اللوح" أنه على حد علمه لم تقم فتح كحركة بإدانة هذه العمليات، ولكن من الناحية النظرية فإن فتح لديها موقف معلن يقوم على عدم تنفيذ عمليات داخل الخط الأخضر لعدم منح شارون المبرر لاستهداف المدنيين الفلسطينيين. ويضيف: "… ولكن هذا الموقف النظري شيء والواقع العملي شيء آخر، فالمقاومة الفلسطينية تمر بظروف استثنائية حيث لا يمكن تحمّل ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي والوقوف مكتوفة الأيدي دون رد، لذلك فليس من الصواب الحديث كثيرًا عن المنطق، فهذه الأمور لا تسير في خطوط مستقيمة وطبقًا لما هو منصوص عليه في اللوائح والقرارات السياسية العليا".

ويتابع حديثه قائلا: "هناك احتلال يقوم بأعمال بشعة لا يمكن السكوت عليها، وهناك في المقابل رد فعل إنساني لا يمكن إجراء حسابات عقلانية دقيقة ومنطقية تجاهه"، ويطالب "دياب" من يريد تحكيم العقل بأن يدعو إسرائيل أولاً إلى ذلك؛ لأنها على الأقل تتحكم بجيش نظامي تستطيع السيطرة عليه عمليًا.

وحول مدى تأثير ما يحدث من شدّ وجذب داخل حركة فتح كبرى الفصائل الفلسطينية على وحدة الحركة، أكد "دياب" أن حركة فتح جزء من الشعب الفلسطيني وهي في صدارة المقاومة. وقال: "نحن عندما نتحدث عن المقاومة لا نسمح لأحد -أيًا كان موقعه- أن يجري محاكمة لهذه المقاومة؛ لأنها مقاومة شرعية تعبر عن نبض الشارع الفلسطيني، وهذا الصوت المقاوم الذي يخرج من عمق حركة فتح يقول لجميع من يطالبون بالتهدئة: عليكم بإنهاء الاحتلال أولاً ومنح السلطة كافة الإمكانيات لمباشرة مسئوليتها، ثم بعد ذلك تعالوا نتحدث عن التهدئة".

خسائر كبرى

ويشير "خالد البطش" إلى أن اختيار المكان يعكس رغبة المنفذين، سواء كانوا من مسئولي الأجهزة العسكرية في فتح أو الجهاد أو حماس، في إيقاع أكبر قدر من الخسائر في صفوف العدو.

ويضيف "خالد" في تصريحات خاصة لشبكة "إسلام أون لاين.نت" الاثنين 6-1-2003 أن العدو ضرب كثيرًا من المدنيين، ولم يرحم شيخًا ولا طفلاً في محاولة للضغط على المقاومة الفلسطينية لدفعها للتوقف.. والآن المقاومة ترد بنفس الأسلوب ولكنها هذه المرة أدخلت عنصرًا جديدًا في حساباتها وهو استهداف العمال الأجانب.

وأوضح "خالد" أن هؤلاء العمال شكلوا رصيدًا أنقذ الاقتصاد الإسرائيلي من الانهيار عندما عوضوا النقص في العمال الفلسطينيين وحرموهم من فرصة عمل، وبالتالي فإن هذه العملية هي رسالة واضحة لهم وللدول التي ينتمون إليها تقول بكل وضوح: "إنكم تتحملون جزءا" من المسئولية عما يحدث للشعب الفلسطيني.

وحول تأثير العملية على حوار القاهرة بين الفصائل الفلسطينية المختلفة أكد "خالد" أنه لا يجب الربط بين حوار القاهرة الذي يهدف إلى ضبط العلاقات الفلسطينية الفلسطينية، وبين المقاومة المشروعة للعدو المحتل. فالمقاومة لم تذهب إلى القاهرة لوقف العمليات، إنما طلب منها تحديد أولويات عمل واختيار أدوات محددة.. وكل هذه الأمور خاضعة للمناقشة، والرأي الأول والأخير للفلسطينيين.

من جهة أخرى أوضح "دياب اللوح" عضو اللجنة الحركية العليا لحركة فتح بغزة أن شارون ليس بحاجة إلى تصيد ذرائع أو فرص لاجتياح غزة أو طرد الرئيس عرفات؛ فشارون في حالة توغل واجتياح مستمر للقطاع، بالإضافة لاحتلاله الدائم للضفة الغربية، وبالتالي فموضوع الاجتياح مطروح ومتوقع سواء وقعت عملية تل أبيب أم لم تقع.