اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

اسوء ما سمعت عن ضرب العراق


Mohammad Abouzied

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

ضرب العراق .. متي وكيف سيكون؟!

بقلم: الفريق أول متقاعد سعد الدين الشاذلي

رئيس أركان القوات المسلحة المصرية خلال حرب أكتوبر

مهمة العراق الرئيسية في تلك الحرب رفع ثمن الانتصار الأمريكي إلي نقطة الردع الذي يدفع أمريكا إلي إيقاف الحرب

مقدمة:

- إن جميع التصريحات التي تصدر عن الرئيس الأمريكي جورج دابليو بوش ووزرائه والكونجرس الأمريكي تؤكد أن الإدارة الأمريكية الحالية مصممة علي توجيه ضريه عسكرية ضد العراق بهدف إسقاط النظام وإقامة نظام بديل موال لأمريكا.

- أما كيف ومتي ستكون هذه الضربة فهو ما تقوم الإدارة الأمريكية بدراسته. والخيار الأفضل الذي تبحث عنه، هو ذلك الذي يحقق لها ما يلي:

- (أ) أن يتم تنفيذه بأقل خسائر بشرية ممكنة.

- (ب) أن يتم تنفيذه بأقل أموال ممكنة.

- (ج) أن يتم تنفيذه في أقل وقت ممكن.

- (د) أن يحظى هذا الخيار بأكبر قدر ممكن من التأييد الدولي والعربي والإسلامي.

الخيار الأول:

"توجيه ضربات جوية وقصفات صاروخية إلى الأهداف والعسكرية والاقتصادية والبنية التحتية بهدف كسر إرادة القيادة العراقية وإرغامها على التسليم. وفي نفس الوقت تقوم بعض القوات الخاصة وميلشيات من المعارضة الشعبية في الجنوب والكردية في شمال العراق بأعمال تخريبية ضد أهداف منتقاة في عمق العراق."

مزايا هذا الخيار (من وجهة النظر الأمريكية):

- (1) يمكن تحقيقه بأقل خسائر بشرية أمريكية... بل يمكن القول بدون خسائر بشرية إطلاقا - حيث أن التفوق الأمريكي الساحق في القوات الجوية وضعف إمكانيات الدفاع الجوي العراقي عن مجابهة تلك الهجمات. ويشهد على ذلك نتائج الغارات الجوية التي تمارسها القوات الجوية الأمريكية ضد العراق لفرض نظام حظر الطيران شمال وجنوب خطوط العرض 33، 36 شمالا - والتي تتم بشكل شبه يومي تقريبا دون أن تتمكن وسائل الدفاع الجوي العراقي في إسقاط طائرة واحدة. وكما يشهد على ذلك أيضا نتائج الغارات الجوية الأمريكية على يوغوسلافيا في الفترة من 24/3 حتى 10/6/1999.

- (2) التكاليف المالية لمثل هذه الحرب سيكون قليلا، وإذا ما قورن بتكاليف حرب شاملة تشارك فيها القوات البرية والبحرية والجوية كما حدث في حرب الخليج الثانية عام 1991. وقياسا على تكاليف الحرب في يوغوسلافيا والتي تكلفت فيها أمريكا 15 مليار دولار، فإن هذه الحرب المحتملة ضد العراق يمكن أن تكون في حدود 50 مليار دولار .. في حين أن حرب الخليج الثانية عام 1991 تكلفت 94 مليار دولار.

- (3) تنفيذ هذا الخيار لا يحتاج إلى وقت طويل للحشد وذلك نظرا لوجود قواعد جوية وبحرية أمريكية في كثير من الدول المحيطة بالعراق. وفي استطاعة القوات الجوية والبحرية الأمريكية أن تستكمل حشودها حول العراق - إذا أرادت ذلك - في منتصف شهر نوفمبر الحالي.

- (4) هذا الخيار يمكن أن يكون أكثر قبولا لدى الرأي العام العالمي ولدي بعض الأنظمة العربية من الخيار الثاني الذي يتضمن إشراك القوات البرية... حيث أن إشراك القوات البرية يعني غزو العراق بينما الضربات الجوية والصاروخية تعني الانتقام. وقد تعود العالم والأنظمة العربية على الغارات الجوية الأمريكية والبريطانية على العراق والتي تكاد تكون شبه يومية دون أن يتحرك أحد.

عيوب هذا الخيار (من وجهة النظر الأمريكية):

- تتمتع القوات الجوية بقوة تدميرية هائلة. ولكنها لا تستطيع أن تحتل أرض، فالقوات البرية هي وحدها التي تستطيع أن تحتل الأرض... وبالتالي هي التي تستطيع أن تسقط النظام العراقي إذا نجحت في الوصول إلى بغداد واحتلالها، وبالتالي فإنه مادام هدف أمريكا هو إسقاط نظام صدام حسين... فإن إشراك القوات البرية مع الهجمات الجوية والقصفات الصاروخية هو الحل الوحيد لتحقيق هذا الهدف.

الخيار الثاني:

"تقوم القوات الجوية والبحرية الأمريكية بتوجيه ضربات جوية وقصفات صاروخية إلى الأهداف العسكرية والاقتصادية والبنية التحتية لبضعة أيام أو بضعة أسابيع قبل أن تنطلق القوات البرية في اتجاه بغداد للإجهاز على ما بقي من مقاومة، ولتحقيق الهدف النهائي للحملة وهو إسقاط النظام وإقامة نظام عسكري أمريكي لإدارة البلاد إلى أن يتم إقامة نظام عراقي عميل للولايات المتحدة."

عيوب هذا الخيار (من وجهة النظر الأمريكية):

- ورغم أن هذا الخيار هو انسب الخيارات لتحقيق الهدف الأمريكي -إلا أن هناك كثير من العقبات التي تعترض تنفيذه نوجزها فيما يلي:

- (1) العقبة الأولى: حجم القوات البرية

- الحجم المناسب لتحقيق هذا الهدف هو حوالي إحدى عشرة فرقة على الأقل وحيث أن كل ما تملكه أمريكا من قوات برية حاليا هو عشرة فرق بيانها كما يلي:

- عدد 2 فرقة مدرعة (موجودة في أوربا)

- عدد 4 فرقة ميكانيكية (اثنين في أوربا + واحدة في كوريا)

- عدد 2 فرقة مشاة (واحدة في هاواي)

- عدد 1 فرقة اقتحام جوي.

- عدد 1 فرقة محمولة جوا.

* إنه يتضح أن أمريكا لا تستطيع وحدها تدبير الفرق البرية المطلوبة لتلك الحملة. وقد ظهر ذلك بوضوح إبان حرب الخليج الثانية عام 1991 حيث تم حشد 15 فرقة ضد العراق بيانها كما يلي:

- عدد 5 فرق برية أمريكية (اثنين مدرعة + 3 ميكانيكي)

- عدد 2 فرقة مارينز أمريكية.

- عدد 2 فرقة جنود جو أمريكية.

- عدد 2 فرقة (مصرية) واحدة مدرعة + واحدة ميكانيكي.

- عدد 1 فرقة (سورية)، واحدة مدرعة.

- عدد 1 فرقة بريطانية مدرعة.

- عدد 1 فرقة فرنسية خفيفة.

- عدد 1 فرقة (خليجية (أغلبها من القوات السعودية،

وحيث أن مصر والسعودية وسوريا قد أعلنوا رأيهم بوضوح بأنهم لن يشاركوا في الحرب الأمريكية ضد العراق. وحيث أن فرنسا هي الأخرى مازالت حتى الآن تعارض توجيه ضربة عسكرية إلى العراق فإن هذا يعني أنه على أمريكا وبريطانيا وحدهما تدبير القوات البرية لتنفيذ خطة غزو العراق بقوات برية!!.

- (2) العقبة الثانية: أماكن الحشد:

- السعودية:تشكل السعودية منطقة حشد مثالية لهذا الحجم من القوات، بما توفره من قواعد جوية وبحرية... وبما يتوفر لديها من اتساع الإقليم وما توفره من شبكة رائعة من الطرق السريعة. ولكن السعودية أعلنت بشكل قاطع بأنها لن تسمح باستخدام أراضيها كقاعدة للانطلاق لضرب العراق.

- الكويت:نعم تتصل الكويت بحدود برية مشتركة مع العراق، ولكن صغر مساحة دولة الكويت وعدم توفر القواعد الجوية والبحرية التي تسمح باستقبال إحدى عشرة فرقة (حوالي 275.00 ضابط وجندي) يجعلها غير مناسبة كقاعدة انطلاق ضد العراق، أضف إلى ذلك أن المنطقة لشط العرب العراقي لا تصلح لعمل القوات الميكانيكية، ومع ذلك فإن الضرورة قد تفرض على أمريكا استخدام الكويت كقاعدة انطلاق لقوات محدودة.

- تركيا: تركيا تمثل منطقة انطلاق مناسبة للقوات الأمريكية ضد العراق من حيث أنها دولة صديقة لأمريكا ومن حيث أن شمال العراق يسكنه الأكراد الذين كثيرا منهم يعارضون النظام العراقي في بغداد. ولكن يعيب هذا الاتجاه أنه يمر عبر مناطق جبلية وعرة غير مناسبة لحرب الدبابات والقوات الميكانيكية، ولكن من الممكن استخدامها كاتجاه ثانوي للهجوم ضد العراق بقوات من جنود الجو الذين يستخدمون طائرات الهليوكوبتر في هجماتهم.

- سوريا وإيران: لا يمكن استخدام أي منهما كمنطقة حشد وانطلاق ضد العراق حيث أن أمريكا تعتبرهما من الدول الغير صديقة للولايات المتحدة بل إنها تعتبرهما من الدول المارقة.

- الأردن: تقوم أمريكا بتصنيف النظام الأردني على أنه حليف رئيسي لها في المنطقة، ولكن لأن غالبية سكانه من الفلسطينيين ونظرا لضعف إمكانياته العسكرية والاقتصادية، وأنه محاط بأربعة دول قوية (سوريا والعراق والسعودية وإسرائيل) فإنه لا يقبل ولا يصلح لأن يكون منطقة حشد للقوات التي تنطلق في هجومها البري ضد العراق. وهو في نفس الوقت لا يستطيع أن يتصدى بنجاح لأي قوات من الدول المجاورة له إذا أرادت تلك القوات أن تمر من خلال أراضيه.

- (3) العقبة الثالثة: الوقت اللازم للحشد

إن حشد 11 فرقة برية من أمريكا وأوربا إلى منطقة الشرق الأوسط يحتاج إلى ثلاثة أشهر على الأقل.

- (4) العقبة الرابعة: التكاليف المباشرة

تقدر التكاليف الأولية لهذا الخيار بحوالي مائة أو مائتي مليار دولار. وهو مبلغ ضخم تريد الولايات المتحدة من دول أوربا واليابان وكرويا الجنوبية وربما بعض الدول العربية أن تساهم بالجزء الأكبر من تلك التكاليف كما حدث بالنسبة لحرب الخليج الثانية، وذلك هو أحد الأسباب الرئيسية لإصرار أمريكا على أن تصدر الأمم المتحدة قرارا صريحا بضرب العراق، مع ذلك فقد أراد الرئيسي الأمريكي بوش أن يقنع الشعب الأمريكي بضرب العراق حتى ولو لم تصدر الأمم المتحدة قرارا بذلك فقال "إن هذا المبلغ لا يمثل سوى واحد أواثنين في المائة من الدخل القومي للولايات المتحدة".

- (5) العقبة الخامسة: إسرائيل

- إسرائيل هي الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة. وهي العصا الغليظة التي تحتفظ بها أمريكا لكي تؤدب بها الدول الشرق أوسطية التي تخرج على طاعة الولايات المتحدة. وقد حرصت الولايات المتحدة ألا تشرك إسرائيل معها في حرب الخليج الثانية ضد العراق عام 1991، حتى لا تحرج الأنظمة العربية التي شاركت في تلك الحرب ضمن المعسكر الأمريكي.

- أما اليوم فقد أعلنت جميع الدول العربية والإسلامية الرئيسية أنها تعارض ضرب العراق وأنها لن تساعد أمريكا في تنفيذ مخططها لضرب العراق... وبالتالي فقد سقط الشرط الذي يمنع أمريكا من الاستعانة في حرب الخليج الثالثة ضد العراق. كما أن ورقة التوت التي كانت تستخدمها أمريكا لتدعي بأنها ليست ضد الإسلام والمسلمين، وأن " الدول العربية هي التي تهدد أمن وسلامة إسرائيل وليس العكس... هذه الورقة قد سقطت هي الأخرى. وبالتالي فلا مانع من إشراك إسرائيل في هذه الحملة ضد العراق.

- إن إسرائيل لا توفر منطقة حشد فحسب، بل أنها تمتلك القوات البرية الكافية لتنفيذ المهمة. إن إسرائيل تستطيع أن تخصص تسع فرق (6 فرق مدرعة + 3 فرق مشاة) للاشتراك في عملية غزو العراق، وهي قادرة على تعبئة تلك القوات وجعلها قادرة على بدء الهجوم خلال سبعة أيام فقط وليس ثلاثة اشهر إذا أريد نقل تلك القوات من أمريكا وأوربا.

الخطة الأمريكية الإسرائيلية المحتملة

- مناطق الحشد والانطلاق

- إسرائيل قاعدة حشد رئيسية وينطلق منها ست فرق مدرعة وثلاث فرق مشاة.. مشكلة في ثلاث فيالق كل فيلق فرقتين مدرعتين وواحدة مشاة.

- الكويت قاعدة حشد ثانوية وينطلق منها فرقة مشاة أمريكية.

- تركيا قاعدة حشد ثانوية وينطلق منها فرقة اقتحام جوي أو فرسان الجو أمريكية.

- يقوم الفيلق الإسرائيلي رقم واحد (اثنين فرقة مدرعة + فرقة مشاة) باجتياح الأردن وتأمين مرور الفيلق الثاني والفيلق الثالث في اتجاه العراق عبر الأردن ويتم ذلك خلال يومين.

- يقوم الفيلق الإسرائيلي رقم اثنين (اثنين فرقة مدرعة + فرقة مشاة)، بالمرور خلال الممرات المؤمنة بواسطة الفيلق الأول. ويعبر الحدود الأردنية العراقية صباح اليوم الرابع من نقطة تقع على مسافة 50كم جنوب نقط التقاء الحدود الأردنية مع الحدود السورية والحدود العراقية. ثم يندفع شرقا ويحتل رأس كوبري في منطقة الفالوجة على نهر الفرات بنهاية اليوم الخامس كمهمة مباشرة. ثم يتابع التقدم بهدف احتلال بغداد كمهمة نهائية.

- يقوم الفيلق الإسرائيلي رقم ثلاثة (اثنين فرقة مدرعة + فرقة مشاة) بعبور الحدود الأردنية جنوب نقطة عبور الفيلق الثاني بحوالي 50كم صباح اليوم الرابع. ثم يندفع شرقا ويحتل رأس كوبري على نهر الفرات جنوب الفالوجة بحوالي 50كم بنهاية اليوم الخامس كمهمة مباشرة. ثم يتابع التقدم بهدف احتلال بغداد بالتعاون مع الفيلق الثاني كمهمة نهائية.

- تتقدم فرقة المشاة الميكانيكية (الأمريكية) من مناطق حشدها في الكويت في اتجاه شمال غربي عبر الصحراء وتحتل الناصرة والبصرة بنهاية اليوم الخامس.

- تتقدم فرقة الاقتحام الجوي (الأمريكية) من مناطق حشدها في تركيا وتحتل منطقة آبار البترول في كل من الموصل وكركوك.

مزايا هذه الخطة (من وجهة نظر أمريكا):

- يمكن تنفيذها دون حاجة إلى إصدار قرار من الأمم المتحدة.

- توفر إسرائيل الجزء الأكبر من القوات المطلوبة لتنفيذ الخطة

- يمكن البدء في تنفيذها خلال أسبوع واحد من اتخاذ القرار السياسي بالهجوم على العراق.

- إن عدم إشراك دول أوربية في تنفيذ خطة الهجوم على العراق سوف يعني أنه في حالة نجاح تلك الحملة فإن جميع المكاسب والغنائم ستكون من نصيب أمريكا وإسرائيل وحدهما.

عيوب هذه الخطة (من وجهة نظر أمريكا):

- سقوط ورقة التوت التي كانت تختفي أمريكا وراءها مدعية أنها ليست ضد الإسلام والمسلمين لكي تخدع بعض الزعماء العرب.

- احتمال قيام ثورات شعبية أو انقلابات عسكرية ضد الأنظمة العربية الصديقة لأمريكا وإسرائيل.

الخطة الدفاعية العراقية:

- العوامل المؤثرة على الخطة:

- (أ). الاعتراف بالتفوق الأمريكي والإسرائيلي الساحق في مجال القوات الجوية

- (ب). الضعف الواضح في وسائل الدفاع الجوي العراقي.

- (ج). التفوق الأمريكي والإسرائيلي الواضح في حرب المدرعات، إذا ما تمت المعارك في الأراضي المفتوحة وذلك نتيجة توفر الاتصالات السريعة بين المدرعات والقوات الجوية.

- (د). ولإجهاض عناصر التفوق التي يتمتع بها العدو أو التقليل من حدتها فأنه يتحتم على العراق أن يتلافى بقدر ما يستطيع الدخول في معارك كبيرة مع العدو في الأراضي الصحراوية حتى تكون الغلبة للقوات الجوية والمدرعات الأمريكية والإسرائيلية.

الخطوط العريضة للخطة:

- (أ) إقامة خط الدفاع الرئيسي ضد الغزو الأمريكي المنتظر على طول نهر الفرات حيث أن كل من القوات الجوية والقوات المدرعة تفقد الكثير من فعالياتها إذا جوبهت بمواقع دفاعية تم اختيارها بعناية وتم تجهيزها بخنادق جيدة وخطة نيران سليمة.

- (ب) زرع أكبر قدر من الألغام في المناطق الصحراوية التي تمتد من الحدود الأردنية حتى نهر الفرات.

- (ج)الاحتفاظ باحتياطيات تكتيكية وتعبوية متعددة حيث أن التفوق الجوي الأمريكي سوف يجعل القيام بهجوم مضاد استراتيجي بقوات عراقية كبيرة عملية محفوفة بالمخاطر.

- (د)يجب أن يكون الهدف الرئيسي للخطة هو تكبيد العدو اكبر قدر من الخسائر البشرية.

الموقف الدولي العربي

- وبصرف النظر عن الأسباب التي دعت إلي ذلك فإن الموقف الدولي والعربي اليوم هو أكثر تعاطفا مع العراق وأكثر اعتراضا علي التجبر الأمريكي عما كان عليه عام 1991 ولكن يجب ألا نضع آمالا كثيرة علي الموقف الدولي حيث أن المعارضة التي تقودها روسيا وفرنسا والصين وألمانيا أساسها هو التجاهل الأمريكي المتعمد لتلك الدول ولدور الأمم المتحدة، ولكنهم يشتركون مع أمريكا في كراهيتهم للإسلام والمسلمين. وهم يوافقون علي ضرب العراق بعد صدور قرار من الأمم المتحدة بناء علي شكوك بأنه يملك أسلحة تدمير شامل (نووي - بيولوجي - غازات) ولا يتحدث أحد منهم عن تطبيق ذلك علي كوريا الشمالية وإسرائيل وغيرها من الدول التي يعرف العامة والخاصة أنها تملك أسلحة تدمير شامل. كما أننا لم نسمع مطلقا تهديدا روسيا أو صينيا أو فرنسيا باستخدام حق الفيتو ضد أي قرار بضرب العراق. وهناك سبب آخر غير معلن لتلك المعارضة هو أن عدم صدور قرار من الأمم المتحدة بضرب العراق سوف يكون مبررا كافيا لتلك الدول بعدم المساهمة في الحملة ضد العراق إذا قررت أمريكا أن تقوم بتلك الحملة خارج إطار الأمم المتحدة وفيما يلي بيان بالمساهمات المالية التي قدمتها الدول الرئيسية لتمويل الحملة ضد العراق عام 1991م:

- اليابان 13.0 مليار دولار

- ألمانيا 10.0مليار دولار

- كوريا الجنوبية 0.4مليار دولار

- السعودية 48.0مليار دولار

- الكويت 22.6مليار دولار

- الإجمالي 94.0مليار دولار

ومن تلك المساهمات المالية (94 مليار دولار) حصلت أمريكا علي (54.6 مليار دولار) في حين أن التكاليف الفعلية لتلك الحرب كان (48 مليار دولار). أي أن أمريكا ربحت من تلك الحرب 6و6 مليار دولار!!

الموقف العربي

- إن موقف السعودية اليوم واضح تماما وهو أنها لن تساهم في ضرب العراق، وأنها لن تسمح للقوات الجوية المتمركزة في السعودية بأن تقلع من تلك القواعد بهدف ضرب العراق. ولكن هناك شواهد قوية بأن هناك ثلاث دول عربية سوف تشارك أمريكا في حربها ضد العراق:

- (أ). الكويت: أعلن الشيخ صباح الأحمد الصباح وزير خارجية الكويت يوم 4 نوفمبر الحالي أن القوات المسلحة الكويتية لن تشارك في عملية عسكرية ضد العراق. ولكن إذا صدر قرار من مجلس الأمن فيمكن للولايات المتحدة استخدام القواعد(وكالات الأنباء العالمية). ويلاحظ أن هذا التصريح يختلف عن تصريح وزير الخارجية السعودي الذي أعلن في نفس اليوم بأنه حتى في حالة صدور قرار من مجلس الأمن فإن السعودية لن تسمح للولايات المتحدة بضرب العراق من القواعد الموجودة علي أراضيها.

- (ب). قطر: أورى وزير خارجية قطر في حديث له في برنامج بلا حدود التي أذاعته قناة الجزيرة بتاريخ 23 أكتوبر الماضي " نحن لا نستطيع أن نقول لا لأمريكا" وهو يعني أن أمريكا سوف تستخدم قاعدة العبيد القطرية التي تقوم أمريكا حاليا بتوسيعها وتحديثها من أجل استخدامها في ضرب العراق.

- (ج). الأردن: لا يوجد قواعد أمريكية في الأردن. ولكن أفادت وكالات الأنباء العالمية عن وجود نشاط أمريكي مكثف في الأردن. ويعتقد أن ذلك لترتيب الحصول علي موافقة الأردن لاستخدامه كدولة مرور إلي العراق سواء بالنسبة للقوات الأمريكية أو القوات الإسرائيلية. فإن وافق الأردن فقد أصبح مشاركا في ضرب العراق. وإن عارض ذلك وقاتلت القوات الأردنية ضد القوات الغازية بقدر ما تستطيع فسوف تسقط عنه تلك التهمة.

الموقف الأمريكي

- أعلن كولين باول وزير خارجية أمريكا في 1- 11- 2002 أن بعض الدول الأوروبية تؤيد الموقف الأمريكي مثل بريطانيا وإيطاليا وأسبانيا. وأن بعض الدول العربية تؤيد أيضا موقفنا ولكنه لم يذكر تلك الدول.

الجمهوريات السوفيتية السابقة

- أعلنت الجمهوريات السوفيتية السابقة والتي أصبحت الآن جمهوريات مستقلة ضمن الاتحاد الروسي، بأنها لن تسمح لأمريكا باستخدام قواعدها وأجوائها من أجل توجيه ضربة إلي العراق. ومن الواضح أن هذا الموقف يعتبر أكثر تقدما من موقف الكثير من الدول العربية والإسلامية.

الخاتمة:

- إن معرفة خطط العدو مسبقا وقبل تفعيلها هو نصف الطريق إلي النصر. لأنها تسمح للطرف الذي ألم بها أن يتخذ الإجراءات اللازمة لإفشال تلك الخطط. ولكن هذا لا يعني أنه لو قام العدو باتخاذ خطة أخري أو إجراء تعديلات جوهرية في خططه السابقة أن يقف الطرف الآخر عاجزا عن مجابهة الموقف الجديد.

- يجب أن تعلم جميع الدول العربية والإسلامية أن أمريكا هي العدو الأول للإسلام والمسلمين. وأنها رغم كل قوتها وجبروتها فإنها لا تستطيع أن تجابه 1200 مليون مسلم دفعة واحدة. وأنها لذلك تنوي تدميرها الواحدة بعد الأخرى. وإذا استمرت تلك الدول في موقفها المتخاذل بينما يذبح العراق فسوف يأتي الدور لكي تذبح هي الأخرى إن عاجلا أو آجلا. ولن ينفعها يومئذ أن تقول: (أكلت يوما أكل الثور الأبيض)!

- ليس هناك مجال للمقارنة بين القدرات العسكرية للولايات المتحدة وبين العراق. ولذلك فإن مهمة العراق الرئيسية في تلك الحرب هو أن يرفع ثمن الانتصار الأمريكي إلي نقطة الردع الذي يدفع أمريكا إلي إيقاف الحرب. وفي اعتقادي أنه لو نجح العراق في تكبيد القوات الأمريكية 3000 قتيل، فسوف يدفع ذلك الشارع الأمريكي للضغط علي حكومته من أجل إيقاف الحرب.

- إن حساب المسلم يوم القيامة سوف يكون علي أساس ما ورد في الكتاب والسنة ولن يقبل منه القول بأننا كنا مستضعفين في الأرض، أو أننا كنا نلتزم بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة. فقد قال تعالي: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَة؟!ِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيل ٌ * إِلاّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً، وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُم،ْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً، وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{، (التوبة: 38- 39).

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

الغريبه ان سعد الدين الشاذلي سبق ان اشار في حرب الخليج الثانية وقبل الضرب بأن العراق يستطيع ان ينتصر في هذه الحرب والاذاعة والتلفزيون العراقي اخذ شهادته حجة واضاف عليها

لدرجة ان اذيع ان صدام طلب استيراد عشرة الالف تابوت مقدما لنقل موتى الامريكان مثل الي كان بيصدر فيها جثث المصريين العاملين عنده قبل الازمة

فهل يا ترى تحليله صائب هذه المرة

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...