رسالة محمد على إلى عمر مكرم

[Cleo]

فى بداية عهد محمد على، أدرك الوالى أن زعماء الشعب لن يستطيعوا بفكرهم المحدود ثمرة غياهب الظلام التى ألقى المستعمر العثمانى بمصر فيها أن يفهموا فكره الجديد و و محاولاته للارتقاء بمصر و الخروج بها من الظلملت إلى النور.. فعمد إلى التخلص منهم بنقلاب أبيض... غير دموى...

لقد أخذ محمد على فى البذل و العطاء بسخاء للزعماء الشعبيين و أعفاهم من الكثير من الضرائب التى كانت مفروضة على باقى الشعب(رشوة يعنى) حتى إذا جاء الوقت و عارضوه، عايرهم بما سبق و أن أعطاهم و أنهم قبلوا أن يتم تمييزهم عن باقى الشعب...

رجل واحد فقط هو الذى قبل أن يرد هذه الهبات لمحمد على و تمسك بدوره كنائب للشعب....

إنه عمر مكرم زعيم الأشراف.....

اغتاظ محمد على من موقف عمر مكرم و لكنه احترمه بشده.. و هدده بعزله عن زعامة الأشراف....

وللمفاجأة صمد الرجل و تشبث بموقفه...

ازداد احترام محمد على للرجل و لكنه لم يكن يستطيع أن يبقيه فى القاهرة صانعة الأحداث فنفاه إلى دمياط (كانت دمياط فى ذلك الوقت من أكثر المناطق رخاء فى مصر و كانت ميناء مصر التجارى الأول)

وبعد عدة سنين... وعنما شعر عمر مكرم بدنو أجله أرسل بحفيده إلى محمد على ليطلب الإذن فى السماح له بالحج....

فى المداخلة القادمة أنقل لكم ما أورده المؤرخ عبد الرحمن الجبرتى عن هذا الموقف... و نص الرسالة بالغى الرقة التى رد بها محمد على على عمر مكرم....

[Cleo]

يقول الجبرتى :

وفى يوم السبت ثانى عشره، حضر السيد عمر أفندى نقيب الأشراف سابقا وذلك أنه لما حصلت النصرة و المسرة للباشا فكتب إليه مكتوبا بالتهنئة و أرسله مع حفيده السيد صالح إلى الإسكندرية فتلقاه الباشا بالبشاشة و طفق يسأله عن جده فيقول له بخير و يعو لكم. فقال له هل فى نفسه شىء أو حاجة نقضيها له؟ فقال لا يطلب غير طول البقاء لحضرتكم، ثم انصرف إلى المكان الذى نزل به. لإاسل له (الوالى) فى ثانى يوم عثمان السلانكلى ليسأله و يستفسره عما عسى أن يستحى من مشافهة الباشا بذكره، فلم يزل يلاطفه حتى قال : لم يكن فى نفسه (أى عمر مكرم) إلا الحج إلى بيت الله إن أذن له أفندينا بذلك. فلما عاد بالجواب (أى عثمان) أنعم عليه بذلك و أذن له بالذهاب إلى مصر (القاهرة) و أن يقيم بداره إلى أوان الحج إن شاء برا و إن شاء بحرا وقال : أنا لا أتركه فى الغربة (المنفى) هذه المدة إلا خوفا من الفتنة و الآن لم يبق شىء من ذلك فإنه أبى و بينى و بينه ما لا أنساه من المحبة و المعروف و كتب له جوابا بالإجابة و صورته بحروفه :

"مظهر الشمائل سنيها حميد الشؤون و سميها سلالة بيت المجد الأكرم والدنا السيد عمر مكرم دام شأنه . أما بعد فقد ورد الكتاب اللطيف من الجناب الشريف تهنئة بما أنعم الله علينا و فرحا بمواهب تأييده لدينا فكان ذلك مزيدا من السرور و مستديما لحمد الشكور و مجلبة لثناكم و أعلانا بنيل مناكم ... جزيتم حسن الثنا مع كمال الوقار و نيل المنى.. هذا و قد بلغنا نجلكم عن طلبكم الإذن فى الحج إلى البيت الحرام و زيارة روضته عليه الصلاة و السلام للرغبة فى ذلك و الترجى لما هنالك وقد أذناكم فى هذا المرام تقربا لذى الجلال و الإكرام و رجاء لدعواتكم بتلك المشاعر العظام... فلا تدعوا الابتهال ولا الدعاء لتا بالقال و الحال، كما هو الظن فى الطاهرين و المأمول من الأصفياء المقبولين و الواصل لكم جواب منا خطابا إلى كتخدائية و لكم الإجلال و الاحترام مع جزيل الثناء و السلام"

-تمت-

[ragab2]

كليو

فى بداية عهد محمد على، أدرك الوالى أن زعماء الشعب لن يستطيعوا بفكرهم المحدود ثمرة غياهب الظلام التى ألقى المستعمر العثمانى بمصر فيها أن يفهموا فكره الجديد و و محاولاته للارتقاء بمصر و الخروج بها من الظلملت إلى النور.. فعمد إلى التخلص منهم بنقلاب أبيض... غير دموى

مالفت نظرى

هو جملة المستعمر العثمانى

فعلا كان الاحتلال العثمانى استعمارا للبلاد العربية وفرض جزية عليها وبلطجة سياسية واستبداد تحت زعم الخلافة

تحياتى