الإعلام وثقافة تمييع القضايا (على هامش محاكمة الصحفيين)

[أبو محمد]

ليس هذا الموضوع دفاعا عن شيخ الأزهر الذى نادى بعقاب الصحفيين الذين أطلقوا إشاعة وفاة الرئيس حسنى مبارك

وليس هذا الموضوع تأليبا للرأى فى "المحاورات" ضد الصحفيين الذين تنظر فى أمرهم المحاكم المصرية

وليس هذا الموضوع للمناداة بتقليل مساحة حرية الصحافة أو للوقوف موقف المعارضة لطلب إصدار قانون يمنع حبس الصحفيين

ولكنه موضوع أحمّل فيه الإعلام ورجاله ، ومن يطلقون على أنفسهم ألقابا ما أنزل الله بها من سلطان تبدأ باسم "المفكر" يليه ما يطربون لسماعه من الصفات .. أحملهم جميعا مسئولية ضياع جوهر القضايا التى يتناولونها ، وانتشار ثقافة تمييع الأمور لتضيع هباءا منثورا .. أحملهم مسئولية عدم الاستمرار فى مناقشة أى قضية إلى نهايتها أو على الأقل إلى أن يتشكل حولها رأى عام ضاغط على أصحاب القرار

قرأت فى الصحف عن خطبة شيخ الأزهر .. وقرأت عنها موضوعين فى باب "سياسة داخلية" ولم أستخدم صلاحية ضم الموضوعين بل تركتهما ليحاول من يقرأهما الرد على سؤال : لماذا يفتح عضو موضوعا لمناقشة قضية مفتوح بشأنها موضوع آخر فى نفس الباب من "المحاورات" ؟

نحن واقعون بوعى أو بدون وعى تحت تأثير إعلام يعلمنا أن نتكلم جميعا فى نفس الوقت .. يعلمنا أن نهمل الاستماع إلى الآخر ونكتفى بسماع أصواتنا ..

والقائمون على هذا الإعلام يتقمصون شخصيات المدرسين الذين تعودوا على استخدام مهارة الإرسال ولم يتعلموا مهارة الاستقبال حتى تضخمت ذواتهم فظنوا أنهم فوق المساءلة وراحوا ينعقون جميعا فى بوق واحد مستنكرين محاسبة زملاء لهم وقعوا فى خطأ ثابت يشهد عليه 80 مليون مواطن .. منهم من قرأ إشاعة موت الرئيس فى صحفهم ومنهم من سمعها فى وسائل إعلام أخرى ليثبت خطأ الإشاعة بعد أيام قلائل بعد أن تسببت فى ارتباك آخر فوق ما نعانيه من ارتباك فى العديد من نواحى حياتنا ، إرتباك كان له آثاره الضارة سواء كانت مباشرة وغير مباشرة ..

فبأى حق ينادون بعدم محاسبة مرتكبى الخطأ ؟ بماذا يمتاز الصحفيون عن أصحاب المهن الأخرى وهم أول من يملأ الدنيا صراخا منادين بقطع رقاب المهندسين المخطئين والأطباء المخطئين والمحامين المخطئين وأصحاب الأعمال المخطئين والساسة المخطئين وأى مهنى أو غير مهنى متهم حتى قبل أن تثبت إدانته ؟ ..

والأدهى من ذلك أنهم يفتحون صفحات جرائدهم وميكروفونات برامجهم لمن يطلقون على أنفسهم لقب "المفكر ..." ليطلع علينا مبررا خطأ "رجال" الإعلام ومستنكرا لكل صوت ينادى بمحاسبتهم على أخطائهم ويتساءل وهو جالس على كرسيه الوثير : أين كنتم من المناداة بعقاب المرتشين والفاسدين حتى تنادوا بعقاب الصحفيين ؟

إنهم ، ومع سبق الإصرار والترصد ، يكرسون ثقافة " يعنى هى جت على ده ؟ " حتى صار الخطأ والفساد والإهمال شيئا عاديا نعيشه كل يوم يبرر بعضه بعضا .. وأصبحنا لا نرى المخطئ مخطئا لأننا تعودنا على الخطأ ، ولا الفاسد فاسدا لأننا تعودنا على الفساد ، ولا المهمل مهملا لأننا تعودنا على الإهمال .. تعودنا على كل ذلك لأن وسائل الإعلام علمتنا أن نملأ الدنيا ضجيجا بلا طحن كما تفعل تلك الوسائل ليل نهار ..

أوافق على عدم حبس الصحفيين فى قضايا الرأى ، ولكنهم لا يختلفون عن أى مهنى فى قضايا الخطأ غير الشريف أو قضايا الإهمال فى القيام بواجبهم نحو تحرى الخبر ، أو قضايا الفساد والإفساد ..

إنهم هم من علمونا تمييع الأمور حتى يختلط الخطأ الشريف بالخطأ غير الشريف .. فإن أيدت محاكم الاستئناف أو النقض أحكام الحبس على الصحفيين الذين ينشرون الأكاذيب ويهملون فى تحرى صحة ودقة ما ينقلون من أخبار ، فإلى حيث ألقت

[Sherief AbdelWahab]

لكن من يطالبون بعقاب هؤلاء هم الآخرون يمارسون نفس التمييع.. فهم يعتقدون أنهم عندما يخطئون لا يجب أن يعاقبوا.. يعني لما فلان يعملها تبقى "هيصة وبلوة وجريمة" ولما هما يعملوها "يبقوا من الأبطال" -مع الاعتذار لنجيب سرور..

وكأنه لا خطأ إلا الشائعة..وإلا هذا النوع من الشائعات..

لماذا لا يعاقب صحفيو الحوادث في الصحف القومية مثلاً عند نشرهم حوادث دون إذن من النائب العام وببيانات مغلوطة تسيء وتشين بعض من في تلك القضايا وتدمر سمعتهم ومستقبلهم؟ أم لأن ضحايا تلك الممارسات من آحاد الناس وبالتالي فلا ديَّة لهم؟

عندما يفتح ملف "الأخطاء" يجب أن يفتح بالكامل ، وأن يلقى كل المخطئين عقابهم الرادع بغض النظر عن اسم الصحيفة أو المؤسسة الصحفية التي يعملون بها..

أما الفتح "الانتقائي" لتلك المسائل فلن يؤدي إلى شيء.. ولن يصب إلا في مصلحة بعض المنتفعين في الحزبوطني والجماعة الصحفية ومنهم مترشحون لمنصب نقيب الصحفيين.. ودقي يا مزيكا!

والمقرف أن الإعلام الرسمي هو الذي يساعد على فتح هذا الملف "وان-واي"..

خلص الكلام

[أبو محمد]

الأخ الفاضل / شريف

أجدنى مضطرا إلى إعادة كتابة هذه الفقرة ..

إنهم ، ومع سبق الإصرار والترصد ، يكرسون ثقافة " يعنى هى جت على ده ؟ " حتى صار الخطأ والفساد والإهمال شيئا عاديا نعيشه كل يوم يبرر بعضه بعضا .. وأصبحنا لا نرى المخطئ مخطئا لأننا تعودنا على الخطأ ، ولا الفاسد فاسدا لأننا تعودنا على الفساد ، ولا المهمل مهملا لأننا تعودنا على الإهمال .. تعودنا على كل ذلك لأن وسائل الإعلام علمتنا أن نملأ الدنيا ضجيجا بلا طحن كما تفعل تلك الوسائل ليل نهار ..

أرجو ألا تكون ممن يبررون الخطأ بسوابق له من باب المساواة فى الظلم عدل .. إذا استسلمنا لإغراء هذا الاستسهال فلا نلومن إلا أنفسنا إذا أصبح الفساد ظاهرة عادية علينا أن نعيشها ونتقبلها كأمر واقع

[Sherief AbdelWahab]

بالعكس يا عزيزي..

أنا لست ممن يبرر.. أنا مع فتح كل الملفات والمحاسبة على كل التجاوزات بدون تفرقة ولا عمل أي حسابات لقوة ونفوذ المؤسسة أو الحزب أو ... أو ... أو ..... .

كل عام أنت بخير..

خلص الكلام

[حسام يوسف]

الاخ العزيز شريف

الهدف من الموضوع ليس دقة الخبر

الهدف من الموضوع قصف اقلام شريفة

وياسلام لو يقدروا يقصفوا رقابيهم

ودول ناس مجاهدين

لان تقول الحق لدى سلطان جائر هو جهاد عظيم

وكفاية اللى هما فيه

وربنا ينصرهم

[أبو محمد]

بالعكس يا عزيزي..

أنا لست ممن يبرر.. أنا مع فتح كل الملفات والمحاسبة على كل التجاوزات بدون تفرقة ولا عمل أي حسابات لقوة ونفوذ المؤسسة أو الحزب أو ... أو ... أو ..... .

كل عام أنت بخير..

خلص الكلام

وانا معك يا صديقى .. وأرجو ألا يكون ما كتبت قد فتح شهية هواة قراءة ما بين السطور والقفز إلى النتائج لتوجيه تهمة الحزبوطنية لى لتضاف إلى باقى التهم التى اتهمنى بها مفتشو السرائر .. وخذ عندك هذا المثال :

الهدف من الموضوع قصف اقلام شريفة

أنا معك يا شريف فى ضرورة فتح كل الملفات .. لا فرق بين خيار وفاقوس .. ولكنى لست معك ولست مع من لايريدون فتح أى ملف إلا إذا فُتحت كل الملفات ..

هناك مثل فلاحى يقول "إتجمز بالجميز على ما يجيلك التين" .. ولو عم حميدة اللى قال لى المثل ده ، عرف إن فيه ناس بتقول لا يمكن ناكل جميز إلا إذا أكلنا التين الأول .. سيبتسم ابتسامته التى ، على بساطتها ، تُظهر كل التجاعيد التى سطرتها الأعوام الثمانون على وجهه