كتاب طريق العودة لمؤلفه الباحث د.سلمان أبو ستة

[أسامة الكباريتي]

كتاب طريق العودة لمؤلفه الباحث د.سلمان أبو ستة

دمشق ـ خاص مؤسسة فلسطين للثقافة

نشر في الاثنين ٢٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٧

حتى لا تنطفئ شمعة الأمل التي لا تزال تغمر فؤاد كل فلسطيني بحنين يزداد كل يوم ويكبر مع حامله كل لحظة وحتى يتعزز الرابط الشعوري برابط آخر محسوس يقرب المساحات ويختصر الزمن كان كتاب (طريق العودة) لمؤلفه الباحث المتخصص بشؤون حق العودة الدكتور سلمان أبو ستة، الذي يستعرض كل فصول الحكاية الفلسطينية.

أنجز الدكتور أبو ستة واحداً من أهمّ مؤلفاته وهو مجلد "طريق العودة" دليل المدن والقرى المهجّرة والحالية والأماكن المقدسة في فلسطين بالعربية والإنكليزية والعبرية.

وأخذ الكتاب من جهد الدكتور أبو ستة الكثير وأخذ من عمره أكثر ولكنه رأى النور ..

نحلق على جناح (طريق العودة)، نمرُّ بقرى فلسطين وبلداتها وطرقها وأحياناً أزقّتها، نحوم حول منتزهاتها وبياراتها ومساجدها وكنائسها التي كانت عامرة بأهلها في يوم من الأيام.

نجد في الكتاب كل ما تمكّن الباحث من جمعه عن الأماكن المقدسة في فلسطين من خرائط وعمليات مسح ودراسات ميدانية.

ووسع الباحث مداركنا إذ طاف بنا على طرقات الوطن التي قام بإيضاحها للقارئ بشكل كبير قبل أن ينقلنا إلى الجدار الذي قطّع أوصال فلسطين.

يقع هذا الدليل في 250 صفحة ملوّنة ويحتوي على 1500 مدينة وقرية، والأمر الجديد في هذا الدليل تضمُّنه الأماكن المقدسة في المدن والقرى الفلسطينية واتباع لغة الخرائط

بدأ الكتاب من بداية النكبة وبيّن لنا مراحل الغزو الإسرائيلي لفلسطين من عام 1948م إلى أبريل 1949م والأراضي التي احتلت في كل مرحلة ونرى كل ما يتعلق بالقرى والبلدات الفلسطينية والمستعمرات اليهودية أثناء الانتداب ووقوعها تحت السيطرة الإسرائيلية. لا يمكن لبحث أو لباحث في القضية الفلسطينية أن يغفل قضية ملايين اللاجئين فكيف بالدكتور سلمان أبو ستة المحاضر في هذه القضية والناشط في مجال حق العودة وصاحب الكتيّب الشهير (دليل حق العودة)..نعم لقد تحدث باستفاضة وتوسع عن اللاجئين من حيث الدول التي يسكنونها وتعدادهم وظروفهم..

وطبعاً عن حق العودة وما تعنيه الكلمة بالنسبة للشعب الفلسطيني.

فهو يحتوي أيضاً 5000 مكان مقدّس، إضافة إلى 4700 معْلّمٍ على أرض فلسطين؛ كما يتضمّن الدليل حدود القرى الفلسطينية وما يملكه أهلها العرب الفلسطينيون من أراضٍ، وما يملكه اليهود الذين كانوا يسكنون فلسطين "مسالمين" إلى جانب العرب.

ومن الأمور التي أبدع فيها الباحث وضع القارئ والمتصفّح لهذا الكتاب أمام الحقيقة الجليّة للأمور تاريخياً وجغرافيّاً ومن حيث موقف القانون الدولي الذي أذهبت القوى العظمى هيبته عندما تنكرت لنصوصه الصريحة فيما يتعلق بـ "التنظيف العرقي الذي مورس ضد شعبنا الفلسطيني، ومنهج الاحتلال في تعامله مع القرى المدمّرة التي أُجبر أهلها على الرحيل منها كذلك احتلال إسرائيل للمدن الفلسطينية ومنهج دولة الاحتلال في تعاملها مع المدن المحتلة وأهلها الذين حرّمت إسرائيل عليهم تجديد بيوتهم أو حتى إصلاحها.

و يتحدّث الدليل عن المستعمرات اليهودية قبل وبعد 1948م ، وانتشارها السرطاني داخل أراضي الضفة الغربية والاعتداء على أراضي أهالي الضفة الغربية، إضافة إلى توثيق دقيق لشبكات الطرق التي تصل بين المدن وبين المدن والقرى في جميع أنحاء فلسطين.

ومن الأمور الهامة التي يحتويها هذا الدليل هو جدار الفصل العنصري ومساره الذي يقضم آلاف الدونمات من الأراضي العربية في الضفة الغربية، إضافة إلى تحديد كافة الطرق التي يحظر الجيش الصهيوني على أبناء الضفة المرور بها وكذلك الأماكن التي يُمنع على كل عربي فلسطيني أن يوجد بها أو يقترب منها .

ولم ينس الدكتور أبو ستة وضع خريطة للأماكن التي يعودها أهالي فلسطين للترويح عن أنفسهم فيها فوضع خرائط المنتزهات.

ويحتوي الدليل أيضاً على 9 خرائط لمدن فلسطينية إضافة إلى مذكرات إيضاحية وخرائط وجداول.

ومن الجدير ذكره أنّ هذا الدليل استمرّ العمل به عدة سنوات، وقد احتاج لورشة عمل كبيرة ونشيطة اجتهدت كثيرا ليصل إلينا الدليل بشكله الحالي.

وبعد دراسة وافية للماضي والحاضر واستشراق للمستقبل القريب والبعيد يقول الدكتور أبو ستة:

وعندما تزور البلاد مستعيناً بخرائط هذا الدليل ستجد أن أراضي اللاجئين لا تزال خالية إلى حدّ كبير وأنه لا يمنع العودة لا حق ولا قانون ولا جغرافيا ولا تاريخ، وإنما يمنع العودة عنصرية التنظيف العرقي وهو لا شكّ زائل.

حقي في العودة ليس عرضة للمساومين

ولن يقدر على انتزاعه كائن من كان