(3) معروف

[سيناترا]

(3) معروف

شكرا لك ، فأنا لم أظهر جميلا بهذه الدرجة من قبل ، صدقني أنا فخور جدا بتلك الصورة ، وممتن لك إلى أقصى حد .

تمنيت منذ صغري أن أبدو جميلا هكذا ، لكنني في كل مرة أطالع فيها صورتي تضيع أمنيتي وتحل محلها خيبة أمل أخرى ... أكون حريصا عندما أجلس أمام الكاميرا على أن أبتسم . أظل محملقا في عينيها لا أرمش حتى لا تخرج صورتي مغمضة العينين ، أجتهد في الاستجابة لما يطلب مني مهما كان سخيفا ومملا ، وعلى الرغم من كل ذلك تأبى الصورة إلا أن تخرج عابسة كئيبة صارمة بلهاء لا تعنى شيئا .

صورة كهذه تعنى لي أشياء كثيرة ... تخيل أنها أول صورة لي مع بنت ، طالما حلمت بصورة تجمعني وبنت جميلة تضحك فأنا لم أحظ بصورة واحدة تجمعني ووجهها ضاحكا مبتسماً . ولم يطلب أحد مني أن أتصور معه من قبل .

لذلك كانت مفاجأة لي عندما وقفت أمامنا تتأملنا و سألت : " صورة؟ " .. فأنا لم أتوقع موافقتها أجرؤ على ذلك .. هي التي طلبت عندما سكت .. تخيل !!

أتعرف لماذا وافقت؟ ... لأنها تعرف أبي ... لا تتعجب ، فأنا وهي لم نلتقي إلا بالليلة السابقة ، تتبعتها من الميدان الذي تظاهرنا فيه حتى وصلت إلى البحر ، كلمتها ليلة كاملة ، أضحكتها وأضحكتني ، حكيت لها وحكت لي ، سألتها وسألتني .. ليتها ما سألت . عن أبي سألت .

تمنيت لو أن موجة أتت من عمق البحر واحتضنتني ، صمت فكان صمتى سكينا تقطع في ، لم أرد أن تعرف أبي ، فهي حتما رأته ، تظاهرت قبلها بقليل أمامه ورشقته بالحجارة وسبته ولعنته وعائلته أجمعها ، كنت أنا بالطبع واحداً من هذه العائلة ، لكنني أيضا كنت بجوارها أسبه وألعنه واحتضنها بعيني .

عيني التي تسمرت في عينيه وتحدته لأول مرة .. لأول مرة أصرخ في وجهه .. وجهه الذي كلما تصورت طالعني في صوري .. صوري التي أكرهها كثيرا ... أكره نفسي لأني أشبهه ولأجل أشياء أخرى كثيرة تبارزني في العتمة وتعزلني عن الناس... الناس الذين أحبهم وأحب أن أكون واحد منهم ... معها فقط وليلة واحدة شعرت أنني واحد من الناس يضحك ويحكي ويحلم .

تمنيت لو الليل يطول فلا أرى شمسا... لليل – وأنت على شاطئ البحر مختبئ بداخل مركب عتيق تسامر بنتاً لا تعرف حداً للحزن ولا حداً للبهجة – مذاق آخر ، يختلف عن ليل يطل من نافذة حجرة تحاصرك تعلق على صدرها أوسمة ونياشين قدت من جباه الناس ، وصورا تكرهها – تشبهك إلى حد كبير – لأناس لا يتصورون إلا بداخل حجرات التصوير وخلفهم ستارة داكنة ، أو لوحة صماء لحديقة أو سماء مختنقة . سماء ليست كتلك التي بالصورة ، لأول مرة تطلب بنت مني أتصور معها على شاطئ البحر وخلفنا سماء مبهجة وطيور محلقة بالأعالي ، ولأول مرة أبدو جميلا بهذا الشكل .. صدقني فأنا لن أنسى لك أبدا ما فعلت .. شكرا.

[shahd]

سيناترا ... مبدع دائما.. متميز ومتألق الى ابعد الحدود...

[bentmasria]

برافو سيناترا تفصيلية تنبض بالحيوية والحياة والبدايات الجميلة لاشراقة من داخل الروح هذا المعروف يعنى للكثير الكثير ووصفيتك فيه خاصة هنا

على شاطئ البحر وخلفنا سماء مبهجة وطيور محلقة بالأعالي ، ولأول مرة أبدو جميلا بهذا الشكل ..

هنا سماء الروح تشرق وهنا يا صديقى

تمنيت لو الليل يطول فلا أرى شمسا... لليل – وأنت على شاطئ البحر مختبئ بداخل مركب عتيق تسامر بنتاً لا تعرف حداً للحزن ولا حداً للبهجة – مذاق آخر ، يختلف عن ليل يطل من نافذة حجرة تحاصرك تعلق على صدرها أوسمة ونياشين قدت من جباه الناس

تتحدى بقوة وبحرفية كل ما ترفضه لتمنحنا نصا راقيا جميلا وصافيا كصورك المميزة شكرا لرقى ما كتبت فجأة نقرر ان نعود لا روتينيين فقط ما تمنيناه ولو فى وجه آخر لم نستغرق وقتا فى التعرف اليه

كن بخير يا سيناترا

ابدعت

البنت المصرية