اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

ماذا حدث في نهر البارد؟


Recommended Posts

ماذا حدث في نهر البارد؟

مايكل برمنكهام ***

24/10/2007

نهر البارد مخيم للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان ويسكنه قرابة 40,000 من الفلسطينيين. اغلبهم من ابناء واحفاد اولئك الذين نزحوا من فلسطين عام 1948. البعض امثال ابو محمد ولدوا في فلسطين. كان حينها في العاشرة من عمره، وفي العام القادم سيمضي ستون عاما علي قيام اسرائيل الذي تحقق بالتطهير العرقي لابي محمد والكثير من امثاله من بيوتهم في فلسطين. اخبرني ذلك ونحن جالسون في الظلام الدامس والجرذان تركض حول مقعدينا في بيته. وبينما كنت اغادر ذهب للنوم وحيدا بين الرماد والجرذان من غير جيران حوله محاولا التصديق بان وجوده سيحمي شيئا مما تبقي.

لقد حدث شيء مريع في نهر البارد ومع ذلك لم يتم اطلاع اللبنانيين علي تفاصيل ما حدث. ما بين ايار (مايو) وايلول (سبتمبر) من هذا العام دارت معارك ضارية بين الجيش اللبناني ومجموعة مسلحة صغيرة تعرف بفتح الاسلام. وقد اجبر معظم ساكني المخيم علي الرحيل بملابسهم خلال الايام الثلاثة الاولي لاندلاع المعارك. ومع تزايد عدد الجنود اللبنانيين الذين قتلوا وشوهوا بشكل مريع طغي علي اللبنانيين شعور بالوطنية والحزن جعل اي تساؤل حول الجيش محرما.

حقا لقد اصبنا نحن الذين كنا هناك بالصدمة من الحقيقة المرعبة عندما تم فتح المخيم جزئيا منذ اسبوعين لبعض سكانه. فبالاضافة للدمار من القصف الذي استمر لثلاثة اشهر كانت المنازل واحدا بعد اخر وغرفها غرفة بعد اخري محترقة. لقد كان الحريق من الداخل ومن بين الرماد علي الارض كانت هناك بقايا لاطارات محترقة. كانت آثار السخام الملتصق علي الجدران تشير الي حرقها بعد رشها بمادة قابلة للاشتعال. فالغرف والبيوت والمحلات والكراجات كلها خراب محترق اسود لا يبدو عليه اي دمار بسبب القصف او المعارك حيث احرقت كلها بتعمد من الداخل.

لا نعلم كم عدد البيوت المحروقة حيث ان سعة المخيم الكبيرة تحول من ان يتمكن عدد قليل من الاشخاص تقدير ذلك. ولكن ايجاد بيت غير متضرر بالقصف من غير ان يكون محروقا هو امر غاية في الصعوبة.

لماذا حدث ذلك؟ ولماذا لم يتم اخبار السكان الذين احترقت ثمرة كفاح عمرهم واصبحت رمادا بما جري ولو بكلمة واحدة؟ ومع اطلالة كل يوم يعود المزيد من السكان ليجدوا ان هذا هو ما حصل لبيوتهم ايضا.

وكأن احراق البيوت لم يكن كافيا، فقد تم تحطيم السيارات التي امر سكان المخيم بتركها وراءهم خلال الايام الاولي لاندلاع المعارك. كذلك تم تحطيم الدراجات النارية واجهزة التلفاز وكل ما له قيمة عند الناس. ومثل ذلك الثلاجات المثقبة من أثر الاطلاقات النارية عليها. حدث كل هذا وبشكل واضح من داخل البيوت وليس من جراء المعارك في الخارج.

تجد السكان العائدين يجلسون وحدهم خارج بيوتهم مذهولين. وعندما تسألهم ان يدعوك تدخل بيوتهم فانهم جميعا يروون لك نفس الرواية، كيف سرقت حوائجهم الثمينة حتي المخبأة منها. لم يسلم شيء من التحطيم والسرقة. واستخدمت المتفجرات لتحطيم الابواب المغلقة وفتح الخزانات الحديدية. لقد طالت السرقات كل شيء من الملابس حتي السيارات. حيت اختفي كل ما له قيمة ولم يتم احراقه او تحطيمه. ولكن اختفي، الي اين؟

ان المخيم كان وبشكل قاطع خارج نطاق سيطرة الفلسطينيين الذين لم يكن بامكانهم فعل ذلك. من الواجب الان التحقيق عن الفاعل والسبب قبل ان يختفي المزيد من الادلة المهمة. ان جزءا قليلا من هذا قد يعزي لمقاتلي فتح الاسلام. ولكن هناك من الادلة الواضحة ما يشير الي ان بعض عناصر الجيش لم تتصرف بالشكل الصحيح.

وعلي الجدران الداخلية للعديد من البيوت كتب العديد من الشعارات التي تتراوح من تلك التي تفاخر بشجاعة وحدات الجيش الي تلك العنصرية المتطرفة ضد الفلسطينيين. ووجد الكثير من العوائل ممتلكاتهم في البيوت المجاورة. كانت هناك الصور العائلية وقد اقتطع منها الجزء الذي يصور الشابات او النساء من غير حجابهن. كانت الفضلات علي شراشف الاسرة وعلي الارضيات.

ومع مرور كل يوم جديد يعود المزيد من العوائل للمخيم. وخلال ساعات يبدأون بتنظيف الحطام والرماد ليتمكنوا من تصور من اين يبدأون من جديد. ويتم احراق الشراشف الملوثة بالفضلات. لا يزال الصحافيون ممنوعين من دخول المخيم والكاميرات لا تزال ممنوعة هنا ولم تتمكن الي الان جمعيات حقوق الانسان من الدخول. ومع مرور كل يوم يفقد المزيد من الادلة.

وبالنسبة لنا نحن الساكنون بالقرب في مخيم البداوي خلال المعارك فان هذا يلي اشهرا من الروايات التي يرويها سكان المخيم عن التعذيب وسوء المعاملة علي نقاط التفتيش وفي وزارة الدفاع. وكذلك يلي ما حدث للمتظاهرين بشكل سلمي من سكان المخيم الذين حاولوا بشجاعة اخبار العالم بما يحدث والذين قتلوا بالرصاص قرب البداوي. لقد اهملهم العالم تماما حتي في موتهم.

لقد ارسل احد كبار موظفي الامم المتحدة والذي راعه ما حدث من حرق للبيوت تقريرا داخليا للامم المتحدة في نيويورك. ولكن الامم المتحدة معروفة بعدم تحركها او تكلمها عن معلومات داخلية من موظفيها. كانت امنستي انترناشونال وهي اكبر جمعية لحقوق الانسان في العالم تقوم باكمال تقريرها عن حال الفلسطينيين في لبنان الاسبوع الماضي. وغادر وفدها لبنان من دون رؤية مخيم نهر البارد وانهي المؤتمر الصحافي الذي عقد قبل المغادرة بصورة مفاجئة عند اول ذكر لنهر البارد.

لقد لعبت حكومة الولايات المتحدة دورا رئيسيا في هذه المعركة، حيث ساعدت سياسيا وعسكريا وبقوة قرار الحكومة اللبنانية باللجوء للحل العسكري. لقد كان العرض اللبناني لفتح الاسلام ببساطة الاستسلام او الموت. وقد ساند الاتحاد الاوروبي والعديد من الدول العربية هذا التوجه. لقد تم تجاهل العامل الاخلاقي والقانوني بالتمييز بين المقاتلين والمدنيين وبعدم التعرض للتجمعات السكانية. ومرة اخري يبقي الفلسطينيون في لبنان والذين ذرفت حولهم الكثير من دموع التماسيح بعد المجازر العديدة التي تعرضوا لها في الماضي بلا معين في اللحظة التي هم بامس الحاجة اليها.

ماذا حدث في نهر البارد؟ ولماذا يبدو العالم غير مكترث؟

*** ناشط ايرلندي بمجال حقوق الانسان. يقيم في لبنان منذ حزيران (يونيو) 2006. عمل سابقا بمجال حقوق الانسان والعدالة الاجتماعية في ايرلندا والعراق.

آآآآآآآآآآآآآآه يا شعبي المكابر

مطلوب منك أن تبقى خرسان حفاظا على الجحر الذي يؤويك

لو تآوهت فأنت مزعج

لو حاولت أن تصرخ لوجدت أحذية العالم كله قد دست في فمك

إصرخ

إزأر

ليسمع العالم هدير صوتك

لن ننساك يا فلسطين

أعيدوا الهتاف الصباحي إلى مدارس المخيمات

لتتجه الأكف صوب فلسطين

وليبقى الصوت الهادر

عائدون .. عائدون .. عائدون

يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا

صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا

2_471137_1_209.jpg

حسبنا الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...