اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

التعليم, الوظيفة و البطالة


Recommended Posts

بـريــد الأهــرام

42420 ‏السنة 126-العدد 2003 يناير 27 ‏24 من ذى القعدة 1423 هـ الأثنين

ويبقي الحال علي ماهو عليه‏!‏

إعلان في جريدة الأهرام عن طلب‏(‏ مهندسين زراعيين مبتدئين براتب شهري‏250‏ جنيها وفنيي ميكنة ومعدات براتب ألف جنيه‏,‏ وسائقين بمرتب‏350‏ جنيها‏,‏ سكرتيرة لغات وكمبيوتر‏650‏ جنيها‏,‏ ومدير مشروع براتب‏3‏ آلاف جنيه‏).‏

بعد ساعات من صدور الجريدة انهالت الاتصالات من كل أنحاء الجمهورية والأغلبية الكاسحة تبحث عن وظيفة محاسب وكأن كل شعب مصر محاسبون وكانت النتائج كالتالي‏:‏

‏3614‏ تليفونا لوظيفة محاسب‏,‏ تم تعيين واحد و‏218‏ تليفونا لوظيفة مهندس زراعي تم قبول‏16,‏ وعشرة طلبات فقط لوظيفة فني لا يصلح منهم أحد‏,‏ ولم يتقدم لوظيفة سائق سوي اثنين والمطلوب أربعة‏!,‏ ولم نعثر علي مدير مشروع تتوافر فيه الشروط‏,‏ واضطررنا إلي إعادة الإعلان ورفع الراتب والفنيين ولم نعثر حتي الآن علي من ينطبق عليهم المواصفات‏!.‏

تعالوا نتأمل ونتساءل معا لماذا نستمر في قبول الآلاف بكليات التجارة وما شابه ذلك من تعليم نظري لمنح شهادات لا تخدم التنمية أو احتياجات المجتمع‏,‏ والمجتمع في الحقيقة يحتاج إلي فنيين وأسطوات وحرفيين ومديرين مؤهلين مدربين؟

بالمناسبة لايوجد مديرون تنفيذيون مبدعون لسد حاجة القطاع الخاص‏.‏

لماذا يبقي الحال علي ماهو عليه وكلنا بلا استثناء نعلم ان مجتمعنا وخطط التنمية في مصر تحتاج بشدة إلي من لديهم صنعة وليس شهادة ومعظم شباب مصر في أوروبا وفي العالم يعمل في وظائف لا علاقة لها بالشهادات التي حصل عليها‏,‏ فتجد السباكين وأعمال البياض والنقاشة والدهانات في فرنسا يقوم بها مصريون من خريجي الحقوق والزراعة والتجارة‏,‏ وفي مصر الآن بجميع محطات البنزين تجد شبابا من خريجي الجامعات لتعبئة الجاز والبنزين وغسل السيارات‏,‏ وفي المزارع الآن تجد خريجي الجامعات يفضلون وظيفة عامل عادي لأن الراتب‏300‏ جنيه‏,‏ أما وظيفة مهندس أو مشرف فالراتب أقل‏!‏

المدهش أيضا أن معظم الذين تقدموا لهذه الوظائف لايعرفون كيف يقدمون أنفسهم وليس لديهم أية فكرة عن كيفية تسويق مهاراتهم أو استعدادهم‏,‏ لأن أحدا لم يهتم بتدريبهم وتأهيلهم حتي يصبحوا قادرين علي الحصول علي وظيفة‏,‏ وواضح أنه لا توجد معاهد تدريب أو تأهيل للخريجين الجدد لتوجيههم ونصحهم وارشادهم‏,‏ وبالتالي تجدهم شبه عاجزين ولا حول ولا قوة لهم‏,‏ نتيجة لأن الدولة لم تستثمر فيهم الاستثمار المطلوب لبناء إنسان قادر علي فائدة نفسه وفائدة المجتمع‏!‏

أذكر أنه في باريس عام‏92‏ كان هناك برنامج في التليفزيون الفرنسي عن البطالة التي وصلت إلي مليوني عاطل من عدد القادرين علي العمل وهي نسبة تزيد‏2%‏ علي البطالة في ألمانيا‏,‏ واكتشفوا أن السبب في ذلك يرجع بالتحديدإلي أن نسبة مراكز التأهيل والتدريب للخرجين في ألمانيا تزيد عنها في فرنسا بنسبة‏2%‏ أيضا‏,‏ وخلال عامين قررت فرنسا زيادة هذه المراكز‏2%‏ لتصبح نسبة العاطلين للقوي العاملة في فرنسا هي نفس النسبة في ألمانيا‏.‏

الفارق بيننا وبينهم أنهم هناك يلحظون الظاهرة وتتولي مراكز البحث المختصة تشخيص الظاهرة‏,‏ أية ظاهرة ويتقدمون بالحل الأمثل‏,‏ وعلي الفور تقوم السلطة التشريعية بسن القوانين اللازمة وعلي السلطة التنفيذية التطبيق‏.‏

وهكذا يتقدمون ونظل نحن هكذا محلك سر ويبقي الحال علي ماهو عليه‏.‏

محمود عمارة

الدين لله, المحبة سلام والتعصب خراب

الحياة فيلم لا يعاد عرضه

رابط هذا التعليق
شارك

التعليم هو أساس كل تلك المظاهر الفاسدة .

بصراحة حاجة تجيب احباط . :(

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله.. واخو الجهالة في الشقاوة ينعم

هذه مدونتي:

Fathy

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...