Sherief AbdelWahab بتاريخ: 15 نوفمبر 2007 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 15 نوفمبر 2007 يبدو أن مشاكل المثقفين مع بعضهم البعض أعنف مما يتخيلها الكثيرون.. المقال القادم يكشف جانباً عن ذلك.. تم تعديل عنوانه عن العنوان الأصلي المنشور في المصري اليوم -كالعادة- بمعرفة العبد لله: كنت في ألمانيا قبل أيام من تغيير قيادات الصحف القومية السابقين في يوليو ٢٠٠٥ بصحبة مجموعة من الصحفيين الأصدقاء، وتساءل أحدهم عن أسباب عدم اتساع دائرة اختيار القيادات الجديدة لتشمل أشخاصاً مثل محمد سيد سعيد، نائب مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية «بالأهرام»، وأحمد الله بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن الزملاء في الصحف القومية كافة، علي محدودية دائرة الاختيار، فهو الآن رئيس تحرير صحيفة «البديل» ويطالب رئيس تحرير آخر هو مجدي الجلاد، رئيس تحرير «المصري اليوم»، بمنع صحفي من الكتابة! فما البال لو كان جيء به رئيساً لتحرير «الأهرام»؟! كنت وجهت عتاباً في مقالي الأسبوع الماضي لسماح محمد سيد سعيد للأكاديمي الإسرائيلي يوئيل بن بنين، باستخدام الصحيفة منبراً لاتهام رموز وطنية بالتطرف ومعاداة السامية، وهو اتهام حقير من شخص ينتمي إلي كيان يمارس سياسة أحقر من أن تعلمنا التسامح، ولصياغة الاتهام في عنوان صارخ دون نسبته إلي صاحبه ودون رد منها أو حتي الحصول علي رد من المتهم الأول الدكتور رؤوف عباس أو الاعتذار منه. لكن يبدو أن ما كتبته أصاب ما هو أبعد من ذلك، ومس عصب رئيس التحرير المكشوف، فقد جاء في وقت يتردد فيه بالوسط الصحفي أحاديث عن محاولات لإنقاذ مشروع محمد سيد سعيد المتساقط، وعن صفقات يتم التفاوض بشأنها للحصول علي قطعة من كعكة الدعم الأمريكي ذي الميول الصهيونية، عصا موسي للإنقاذ، وعن علاقات جديدة لرئيس التحرير وعن أشخاص ليسوا فوق مستوي الشبهات، باتوا فاعلين في توجيه سياسة التحرير، وفي وقت أعلن فيه رئيس التحرير، تغييراً استراتيجياً في السياسة، كان الحديث مع الأكاديمي الإسرائيلي أحد تجلياته ضمن تجليات أخري تتعلق بمعالجات للنزاع العربي - الإسرائيلي، والسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. ومن ثم بدا مقالي وكأنه يكشف - عن غير قصد - صفقة يتم إنضاجها بين محمد سيد سعيد وآخرين، لتدبير دعم من المال الأمريكي المرصود تحت مظلة تشجيع الديمقراطية، ودعم وسائل الإعلام لإنقاذ آخر تجاربه الصحفية، فتسببت في إصابته بحالة فقدان توازن جردته من سمات الأكاديمي العلمية وألفاظه الرصينة وأسبغت عليه صفات يعف لساني عن ذكرها، وقلمي عن كتابتها، أطاحت بقواعد وأخلاقيات المهنة وبعلاقات إنسانية في نموذج مثالي للحماقة، يستدعي سرعة إدخاله سريعاً إلي مصحة لعلاج الأمراض الصحفية أو الأكاديمية، أيهما يفضل، لأن تكرار مثل هذه النوبات يدفع ثمنها أبناء المهنة، وهو الدخيل عليهم. ففي مقالين متتاليين حافلين بتجاوزات أخلاقية جسيمة، كتب محمد سيد سعيد نوعا رخيصا من الكتابة يعكس اعتباره ما كتبت في «المصري اليوم» يحرق آخر أوراقه التي ألقي بها، وينسف محاولته تسويق نفسه أمريكياً وإسرائيلياً، و من ثم جاء ما كتبه أبعد من الرد علي ما كتبت، فهو لم يرد علي مقال رأي - وجه إليه عتاباً - برأي، بل بتوجيه إهانات واتهامات كرسائل إلي جهات ما بأن ما حصل مجرد زوبعة في فنجان لن تخفض درجة الحرارة المطلوبة لإنضاج الطبخة، وهي إهانات تضعه تحت طائلة القانون، لكني لن أفعل. فقد حاول محمد سيد سعيد، أن يشوش علي الموضوع الأصلي، وهو منح أكاديمي إسرائيلي منبراً لاتهام مفكر وطني بالتطرف ومعاداة السامية، بإثارة قضايا أخري، وبتوجيه الإهانات علي طريقة المثل الشعبي القائل «الغجرية ست جيرانها»، وسأل الزملاء «بالمصري اليوم» عن شعورهم لو وصفهم أحد بعنوان مقالي، وتجاهل إجابة سؤالي إلي الزملاء في «البديل» عن مشاعرهم لو وصفهم أحد بأنهم متطرفون ومعادون للسامية، وذلك عن عمد، استخفافاً أو استهبالاً ورد السؤال إلي «المصري اليوم» مراهنا علي رهان خاسر جديد علي سياسة «الغجرية» ولغة السوقة للتخويف. أستطيع أن أرد بنفس الأسلوب، لكن لا أخلاقي ولا سياسة «المصري اليوم» التحريرية تسمحان بذلك، فالحاصل هو أن محمد سيد سعيد أو «ميدو مشاكل» هو الذي تآمر علي مشروعه بإجراء «تغيير استراتيجي» يحوله من مشروع منبر لليسار المصري إلي منبر للتطبيع والترويج لليمين الأمريكي الصهيوني، فهو مارس في حقيقة الأمر عملية خداع استراتيجي لكل من صدقوا كلامه، وراهنوا علي مشروع صحفي يماثل «الإندبندنت» البريطانية، فإذا به يدخل كعادته إلي ميدان له نظامه وقوانينه وقادته، فلم يحصل فيه علي أكثرمن رتبة نفر، وربما يفسر ذلك أيضاً أحد أسباب توتره. وأتوقف عن التحريض السافر للمنع من الكتابة، فالنفر الذي صدع دماغنا بالحديث عن الديمقراطية وحرية التعبير، وشكا من ضيق ذات النشر فعل ما لا يفعله مأمور قسم الدرب الأحمر، وأطلق صيحة «ستالينية» لا تخلو من مسحة نخبوية آمرة من علياء مطالباً رئيس تحرير صحيفة أخري بمنعي من الكتابة في الوقت الذي يفتح فيه صفحاته لإسرائيلي، ويمنحه حق إبداء الرأي ويريد حرماني منه، ويعطي الإسرائيلي مساحة ويسعي إلي تضييقها علي.. ويدعو لتواجد الإسرائيلي في الإعلام المصري، ويرغب في حرمان صحفي مصري من حق الوجود في إعلام بلده، لكن ذلك ليس غريباً، فقد حرم الإسرائيلي الفلسطينيين من حق الحياة. باختصار الصحفي المصري في ملعب محمد سيد سعيد لحرية الرأي أقل من الإسرائيلي.. وأخشي أن يأتي يوم نقف فيه علي سلالم نقابة الصحفيين رافعين شعار «ليتنا كنا إسرائيليين حتي يرضي»! لم يجرؤ رئيس تحرير طبيعي أو رئيس تحرير «نص - نص» (نصف أكاديمي - نصف صحفي) علي المطالبة بذلك، بمن فيهم رؤساء تحرير الصحف القومية سواء السابقون بجبروتهم، أو الحاليون وهم المتهمون بخنق حرية الرأي، لكن محمد سيد سعيد فعلها ليأسر الرأي الآخر بين سلطة تعتز بالعقاب البدني وبين فكر مريض يستعذب الاغتيال المعنوي للآخر. خلال العدوان الإسرائيلي علي لبنان صيف العام الماضي، كتبت في «المصري اليوم»، منتقداً كتابات في الصحف القومية تستقبل الأمريكان والصهاينة بالورود والرياحين، وتعتبر الشهداء منتحرين والمقاومة المشروعة «إرهابا»، ولم يغضب أسامة سرايا رئيس التحرير، بل دعاني إلي فنجان شاي في مكتبه وناقشني في ما كتبت واختلفنا، وفاجأني بأن سمح لي ولغيري بأن نكتب في «الأهرام» رأياً يخالف رأيه وننتقد بعض ما ينشر في الأهرام دون خطاب زائف أو ادعاء شجاعة أو بطولة، فلم يمنعني من الكتابة بما يملك من صلاحيات، ولم يطلب من صديقه مجدي الجلاد ذلك. سألت صديقا عن أسباب قناعته بفشل مشاريع محمد سيد سعيد الصحفية؟ فأجاب: لأنه لا هو ظل أكاديميا يحتفظ بقواه العلمية، ولا هو يلم بأصول وقواعد المهنة، يومها لم يرق لي هذا التبرير. مسألتان لا يجب أن تمران، هما: التحريض لمنع صحفي من الكتابة، ومخالفة قرار الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين بعدم التطبيع مع إسرائيل، وتمارس الجمعية ومجلس النقابة والنقيب ازدواجية إذا صمتوا علي ترويج محمد سيد سعيد للإسرائيليين الذين يصفهم بأنهم مساكين ضحايا الحمقي من القوميين العرب والوطنية المصرية المتطرفة، والجماعات الإسلامية - بالمرة - أم أن محمد سيد سعيد سيجد في مجلس النقابة القادم من يطالب باستثناء مساكين الصهيونية مرتادي سبيل محمد سيد سعيد من قرار الجمعية العمومية. نتابع جميعاً «مآثر» المحافظين الجدد من المتصهينين في الولايات المتحدة علي المنطقة في فلسطين والعراق ودارفور ولبنان، ولأن محمد سيد سعيد مفكر، فليس أقل من إبداع تيار شيوعي صهيوني للعمل تحت مظلته ولإعطاء الفوضي الخلاقة مسحة ماركسية، ولم لا والاتحاد السوفيتي المنهار كان أول دولة في العالم تعترف بإسرائيل عام ١٩٤٨ بوصفها نواة مشروع شيوعي في الشرق الأوسط يحاكي فيه «الكيبوتس» المزارع الجماعية. لقد كان ظني - وبعض الظن إثم - وأنا أستمع إلي محمد سيد سعيد، أو أقرأ له عن الديمقراطية وحرية الرأي، أنه فارس نبيل، لكن سقوط القناع كشف عن وجه عتريس.. والمطلوب إنقاذه من نفسه، قبل أن تحترق «الدهاشنة» ويهتف ناسها «زواج محمد سيد سعيد من الصحافة باطل». من قلبي أتمني أن يتخلي الدكتور محمد سيد سعيد، عن حماقته المعهودة، ففي حوض المال الأمريكي المرصود، من هم أصلح منه للاستحمام فيه، ولن يمر وقت طويل حتي نسمع عن عملية بحث عن بديل محمد سيد سعيد.. سلامتك يا محمد. http://almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=82889 خلص الكلام Sherief El Ghandour<br /><br />a furious Egyptian رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان