هل آن الآوان ؟

[amir]

السبت 01 فبراير 2003 12:44

الرياض - نصحت السفارة الاميركية في الرياض اليوم الاف المواطنين الاميركيين المقيمين في السعودية بمغادرتها تحسبا من حرب محتملة على العراق. وذكرت السفارة في مذكرة تحذير "على المواطنين الاميركيين الموجودين حاليا في المملكة السعودية القيام بتقويم دقيق لوضعهم الامني والتفكير في المغادرة".

وحذرت "المواطنين الاميركيين من تزايد مخاطر السفر الى المملكة السعودية (..) واعمال ارهابية ضد المواطنين الاميركيين في الخارج وخاصة في الشرق الاوسط". واضافت المذكرة "ان على المواطنين الاميركيين الذين يختارون البقاء في السعودية بالرغم من التحذير ان يسجلوا اسماءهم لدى القسم القنصلي في السفارة الاميركية في الرياض او قنصليات جدة (غرب) او الظهران (شرق)".

واعلنت الولايات المتحدة الخميس خفض عدد دبلوماسييها في الكويت والسعودية بسبب المخاوف التي يثيرها قرب هجوم اميركي محتمل على العراق.قال أمريكيون في المملكة العربية السعودية ان تحذيرا أصدرته السلطات الامريكية لمواطنيها تطلب منهم فيه التفكير في مغادرة البلاد يمثل علامة أخرى على قرب شن حرب على العراق لكنها ليست كافية لدفعهم الى مغادرة السعودية على الفور.

وقالت كاثلين سوندرز وهي كاتبة مستقلة تعنى بأدب الرحلات انها لا ترى سببا لزيادة القلق رغم التحذير من "زيادة بواعث القلق الامنية" الذي يعبر عن المخاوف من تزايد احتمالات تعرض الغربيين لهجمات.وقالت ان التحذير "يعطي الناس خيار الرحيل بما يتناسب مع مستوى راحتهم. انه لا يقلقني حاليا لا اكثر ولا اقل من ذي قبل."وقالت سوندرز انها لا تنوي البقاء خلال اي هجوم قد تشنه القوات الامريكية على العراق لكنها لم تقرر الرحيل بعد. واضافت "انا أتعامل مع الامر من يوم الى يوم."

ومع تزايد احتمالات الحرب عرضت الولايات المتحدة يوم الخميس على أقارب العاملين في سفارتيها بالسعودية والكويت وعلى الموظفين الذين لا يعد وجودهم ضروريا تذاكر سفر مجانية للمغادرة. وحثت المواطنين الامريكيين الآخرين على التفكير في المغادرة.

وكانت واشنطن قد خفضت عدد موظفيها الدبلوماسيين وأسرهم في الشرق الوسط قبل حرب الخليج عام 1991 خشية تعرض الرعايا الامريكيين لأعمال عدائية وهجمات.ويقيم نحو 30 الف امريكي ويعملون في السعودية واكثر من ثمانية الاف في الكويت.

وكان مقاول امريكي يعمل لحساب الحكومة قد قتل في كمين في الكويت خلال الشهر الحالي في ثالث هجوم على رعايا امريكيين في البلاد منذ اكتوبر تشرين الاول.وقال كندي يعمل في شركة امريكية ان التعليمات الامريكية الجديدة "اشارة تحذير". واضاف "لم أبلغ رسميا لكني أعلم ان هناك خطة طواريء لترحيلنا."

ورغم التحذير واصل عديد من الرعايا الغربيون المقيمون منذ وقت طويل حياتهم العادية وأمضوا اجازة الجمعة في التزاور داخل المجمعات التي يعيشون فيها وفي التسوق وقضاء مصالحهم.وقال رجل أعمال ايرلندي طلب عدم نشر اسمه "عندما أغادر السعودية أريد ان اختار التوقيت. لا أريد ان أجبر على المغادرة."

واضاف "عندما ترحل بهذه الطريقة لا تعلم ان كان سيسمح لك بالعودة. لكن في النهاية اذا كانت الأمور ستسوء الى هذا الحد فسأضطر للتسليم بأنه الصواب."وهددت الولايات المتحدة العراق بشن حرب عليه اذا لم يتخلص من اي اسلحة كيماوية او بيولوجية او نووية تزعم انه يملكها كما قال الرئيس الامريكي جورج بوش انه سيتيح فرصة للعمل الدبلوماسي "لأسابيع لا لشهور". وينفي العراق حيازة مثل تلك الاسلحة.

وقال بعض الاجانب المقيمين في السعودية انهم يتجنبون لفت الانظار خشية ان يؤدي شن حرب بقيادة الولايات المتحدة على العراق الى أعمال انتقامية وتأجيج المشاعر المناهضة للغرب.وقال مواطن امريكي باكستاني المولد في الرياض ان مظهره الذي لا يدل على انه

غربي يجعله يشعر بأمان نسبي. وقال "انظر الي. لا ابدو امريكيا في حديثي او مظهري. هذا يحصنني بعض الشيء."

واضاف "السعوديون يقومون بعمل جيد على وجه العموم بالنسبة للأمن الداخلي باستثناء حوادث قليلة هنا وهناك" دون ان يشير بصورة محددة الى هجمات بالقنابل تعرض لها رعايا غربيون.وكانت السعودية قد قالت ان تلك الهجمات التي قتل فيها ثلاثة رعايا غربيين في السنوات الثلاث الماضية نفذتها عصابات متنافسة تعمل بتجارة المشروبات الكحولية المحظورة. وما زال خمسة بريطايين وكندي واحد وبلجيكي واحد محتجزين فيما يتصل بتلك الهجمات.ويعتقد محللون سياسيون ان تلك الهجمات ترجع الى تزايد السخط في المملكة على واشنطن لما يرى على انه تحيز منها لاسرائيل وعداء للعرب وهو رأي تزايدت قوته منذ هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001.

وفي الكويت قالت مواطنة امريكية تقيم منذ عشر سنوات انها وآخرين مثلها لا يجدون في التحذير الامريكي سببا للقلق بغير داع.وقالت ان التحذير "عزز مخاوفي لكني لا أستعد للرحيل. ما زال الوقت مبكرا بعض الشيء لنبدأ في القلق. لكني أعتقد ان القادمين حديثا سينتابهم الذعر."

http://www.elaph.com:9090/elaph/arabic/index.html