كلمة حق

[Mohammad Abouzied]

كتب في جريدة الاهرام اليومي

الرياضة

42425 ‏السنة 126-العدد 2003 فبراير 1 ‏29- من ذى القعدة 1423 هـ السبت

كلمة حق

بقلم‏:‏ عصام عبد المنعم

التعادل في لقاءات القمة بين الأهلي والزمالك‏,‏ هو النتيجة التي يتمناها دائما دعاة ومناصرو الوحدة الوطنية الكروية‏..‏ ويشاركهم الرأي بالطبع رجال الأمن والمرور واستاد القاهرة‏,‏ وهؤلاء جميعا اسعدتهم نتيجة القمة الـ‏90‏ مساء امس الأول‏.‏

وفي تقديري ان هذه النتيجة تصب في مصلحة كل من الفريقين الكبيرين علي السواء‏..‏ فالأهلي الذي يمضي به قطار الدوري السريع‏,‏ دون التوقف في محطات التعادل أو الهزيمة‏,‏ وصولا الي الاسبوع الاخير للدور الأول من مسابقة الدوري الممتاز‏,‏ كان في حاجة الي‏(‏ جرس تنبيه‏)‏ خفيض الصوت‏,‏ أو نوع من التهدئة وليس‏(‏ الفرامل‏)..‏ حتي يبدأ الدور الثاني اكثر حرصا وحذرا‏..‏ مع وجود فارق مطمئن من النقاط ايضا‏.‏

والزمالك بدوره كان بحاجة للتخلص من كابوس الموسم الماضي‏,‏ واستعادة الثقة‏,‏ وقد تم له ذلك فكان يتقدم ثم يتعادل الاهلي‏.‏

كما كسب الزمالك بكل تأكيد بهذه المباراة ـ اداء ونتيجة ـ‏(‏ سياجا واقيا‏)‏ لحركة التصحيح والتجديد في صفوفه‏,‏ بعد ان اثبت كابرال ان حركته كانت في الاتجاه الصحيح وافرزت فريقا قادرا علي المواجهة الناجحة مع اقوي المنافسين علي الإطلاق‏..‏ واجبر المتربصين علي الصمت‏.‏

وإذا انتقلنا الي المباراة ذاتها فسوف تجد تباينا واضحا ما بين شوطيها‏,‏ فالأول اوروبي بإيقاع سريع‏,‏ واداء فردي وجماعي متميز‏,‏ بينما جاء الثاني مصريا صميما في ايقاعه البطئ والاداء المتقطع والتركيز المفقود والعشوائية في احيان كثيرة‏.‏

ولذلك انتهي الاول بنتيجة ايجابية وشهد اربعة اهداف وضغطا دفاعيا متبادلا وهجمات مضادة سريعة‏,‏ بينما انتهي الثاني صفر‏/‏صفر وتفتحت المساحات‏,‏ لكن‏(‏ الانفاس‏)‏ كانت قد استهلكت‏,‏ واللياقة البدنية قد انكشفت‏,‏ خاصة بالنسبة للزمالك‏,‏ مما يدعم طلب كابرال لمدرب لياقة بدنية متخصص‏.‏

نفس الشئ بالنسبة للأهلي‏..‏ فما ضياع فرص الانفرادات من مهاجميه في الشوط الثاني‏,‏ خاصة في النصف الاول منه‏,‏ إلا بسبب التعب الذي يؤثر علي التركيز عند إنهاء الهجمات‏..‏ لكن كابرال كان واقعيا في تغييراته اكثر من بونفرير‏,‏ لعلاج هذا القصور اللياقي‏,‏ فأشرك كمونة كارتكاز دفاعي ثان في الوسط مع تامر عبد الحميد‏,‏ وتجنب المغامرات الهجومية في مواجهة هجمات الاهلي المتلاحقة في ذلك الشوط وكان سلوكا حكيما دون شك‏.‏

وقد فوت بونفرير علي نفسه فرصة اجراء التغييرات المناسبة في الوقت المناسب سواء بتحرير جلبرتو واعادته الي مكانه الطبيعي في الجبهة اليسري‏,‏ او بنزول رضا شحاتة مكان سيد عبد الحفيظ‏,‏ هذا إذا كان الاخير يستحق التغيير فعلا وهو مصدر الخطورة الاهم في الجبهة الهجومية اليمني‏!.‏

إلا ان لاعبي الأهلي يذكر لهم التماسك بعد إحراز الهدف الأول المفاجئ والمبكر‏,‏ والاحتفاظ بروحهم العالية واصرارهم مرة اخري بعد ان اعقب هدف التعادل‏1/1.‏ وفي نفس الدقيقة تقدم الزمالك مرة اخري‏1/2.‏ فتعادلوا‏2/2‏ وشهدت الدقائق الاخيرة‏,‏ من الشوط الاول اكثر من فرصة تهديف أهلاوية‏..‏ في المقابل نجد ان دفاع الزمالك صار اكثر تنظيما بشكل ملحوظ‏,‏ فضلا عن قدرته علي الاسراع في التحول للأوضاع الهجومية‏.‏

باختصار يمكن القول ان النتيجة عادلة مهما اختلف معنا المتحمسون في المعسكرين فالشوط الاول كان متكافئا اداء ونتيجة‏..‏ والثاني امتلك الاهلي نصفه الاول‏,‏ لكنه اهدر اسهل الفرص تباعا‏,‏ وهو خطأ ينبغي ان يدفع من يرتكبه حسابه‏!!‏ثم عادت الامور مرة اخري للتوازن في النصف الثاني من هذا الشوط‏.‏

وقد اعجبني بشكل خاص في دفاع الفريقين كل من هادي خشبة ومدحت عبد الهادي وكلاهما كان رمانة الميزان وصمام الأمان في خط ظهر فريقه وكان ايضا نقطة انطلاق للهجمات‏,‏ هادي بتمريراته الهجومية الذكية‏,‏ في عمق دفاع الزمالك وعبد الهادي باختراقاته الناجحة‏..‏ واسهم في نجاحهما جندي مجهول ساند كلا منهما وغطي عليه بكفاءة‏..‏ في الاهلي شادي محمد وفي الزمالك بشير التابعي‏..‏ والاهم ان هذه المجموعة الدفاعية هي التي تميز أداؤها بالانضباط والاستقرار علي مدي زمن المباراة بالكامل من بدايتها وحتي نهايتها‏..‏ وبالمناسبة لا اعتقد ان عودة هادي خشبة للمنتخب الوطني ينبغي ان تتأخر اكثر من ذلك‏,‏ سواء اشترك اساسيا او كان علي اهبة الاستعداد لأي ظروف‏.‏

واخيرا نعتقد ان الحكم الانجليزي ومساعدايه اداروا المباراة الصعبة بكفاءة طيبة ولم تكن لهم سوي اخطاء بسيطة تدخل كلها في اطار هفوات التقدير لم يؤثر اي منها علي نتيجة المباراة او حتي سيرها‏..‏ كما التزم اللاعبون بقرارات الحكم ولم تصدر من الجانبين اي مظاهر غير عادية تجافي الروح الرياضية تجاه الحكم او المنافسين‏,‏ برغم ان كثرة من لاعبي الفريقين‏(‏ شباب‏)‏ متحمس وفي مرحلة إثبات الذات‏..‏ وهذا ايضا احد مكاسب هذه المباراة وهي كثيرة والحمد لله‏.‏

غدا بإذن الله يجري تكريم الابطال والبطلات‏,‏ من نجوم ونجمات الرياضة المصرية لعام‏2002‏ الفائزين في استفتاء رابطة النقاد الرياضيين بالتعاون مع مجلة نادي الشمس‏.‏

وهي المرة الاولي التي يتم فيها استطلاع أراء النقاد والصحفيين الرياضيين وحدهم حول افضل نجوم الرياضة‏..‏ وقد جاءت النتائج والحمد لله موضحة ان الغالبية من الزملاء اعطوا لكل ذي حق حقه‏,‏ وانصفوا اللعبات المظلومة‏(‏ ملحوظة‏:‏ لم اكتب اللعبات الشهيدة بالدال لأنه في كل مرة افعل اقرؤها مطبوعة صباح اليوم التالي بالراء اي الشهيرة وهو عكس المعني المقصود تماما‏)!‏

قال النقاد كلمتهم عندما اتيحت لهم الفرصة ـ منفردين ـ لكي يثبتوا بأسلوب عملي انهم عند آرائهم ومناشدتهم للمسئولين وحملاتهم المستمرة للاهتمام باللعبات الفردية التي تحصد الميداليات في البطولات وتستحق الدعم والمساندة بصورة مستمرة وليست بالشكل الموسمي الذي تعودناه مع كل دورة قارية او اقليمية او اوليمبية‏..‏ بل ان النقاد اختاروا د‏.‏هلال شخصية العام الرياضية لأنه الرجل الذي جعل من هذه الامنية حقيقة ووقف الي جانب الابطال المظاليم وشجعهم ومولهم فتألقوا وحققوا من الانجازات العالمية ما لم يتحقق منذ اكثر من‏40‏ عاما‏!!‏

وكل عام وانتم وهم والرياضة المصرية بخير‏