اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

ماالذي بيننا من البغض‏..‏ ماذاكان سر القتال والأحقاد ؟


Taher Deyaa

Recommended Posts

هذا مقال ذكى وبه تحليل جميل للوضع الدولى اليوم

للاستاذ الفاضل صلاح الدين حافظ

مراجعات نقدية ضرورية

لماذا الكراهــــية تحـــــت الجـــلد ؟

بقلم‏:‏ صلاح الدين حافظ

http://www.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=OPIN8.HTM

تحتشد القوة العسكرية الأمريكية الجبارة في المنطقة‏,‏ استعدادا للحرب الوشيكة ضد العراق‏,‏ فتثير موجات متراكمة من المشاعر المعادية للسياسة الأمريكية‏..‏

تواصل قوات الاحتلال الصهيوني عدوانها الوحشي ضد الشعب الفلسطيني‏,‏ في ظل عجز عربي وصمت دولي ودعم أمريكي‏,‏ فتزداد الكراهية يوما بعد يوم‏..‏

لاتزال الدوائر السياسية الحاكمة في واشنطن تتحدث عن الحرب العادلة ضد الارهاب الإسلامي‏,‏ خالطة بنية سيئة الارهاب والعنف والتطرف والتخلف بالدين الإسلامي‏,‏ فتصعد موجات جديدة من الكراهية من جانب مليار ونصف مليار مسلم حول العالم‏..‏

تتابع أمريكا حملة العلاقات العامة‏,‏ التي تتحدث كثيرا‏,‏ وتعمل قليلا‏,‏ لنشر الديمقراطية وتعليم العرب والمسلمين أصول الحرية‏,‏ وتلقنهم قواعد التطوير والتحديث‏,‏ حتي بالقوة الجبرية‏,‏ بما في ذلك قيامها بتغيير النظم القائمة‏,‏ وفرض نظم حكم جديدة تعمل في ظلها‏,‏ فإذا المشاعر المعادية لهذه السياسة تزداد عنفا ورفضا‏,‏ لأنها تؤمن بأن أمريكا غير جادة‏,‏ ولم تكن كذلك في السابق‏,‏ لتشجيع التطور الديمقراطي والاصلاح التحديثي الحقيقي في هذه المنطقة‏,‏ إلا إذا كان علي هواها ويوافق مقاساتها ويحمي مصالحها‏!‏

ومابين السياسات الخاطئة لأمريكا‏,‏ والسياسات العدوانية لإسرائيل‏,‏ المدعومة أمريكيا بصورة علنية واضحة‏,‏ نجد أنفسنا أسري لموقف رئيسي خلاصته الرفض‏,‏ سواء كان رفضا هينا لينا من جانب بعض حكوماتنا تلك التي تغلف مواقفها بكثير من الدبلوماسية الناعمة‏,‏ أو كان رفضا شعبيا حادا وصريحا‏,‏ لا تقيده القواعد الدبلوماسية ولا تحده العلاقات الرسمية‏..‏

وبين الفرض الأمريكي ـ الإسرائيلي‏,‏ والرفض العربي الإسلامي‏,‏ تتراكم المشاعر الغاضبة‏,‏ وتتعقد العلاقات المتبادلة‏,‏ ويزداد الشرخ عمقا واتساعا‏,‏ ويظل السؤال الحائر مطروحا بشدة ـ خصوصا منذ هجمات سبتمبر الدامية ـ لماذا الكراهية كامنة تحت الجلد علي الناحيتين‏...‏

هم يسألون‏:‏ لماذا يكرهنا العرب والمسلمون إلي هذا الحد‏,‏ ونحن بدورنا نسأل أيضا لماذا يكرهنا الأمريكيون وبعض الأوروبيين إلي هذا الحد‏..‏؟

لذلك فالأمر يحتاج منا ومنهم إلي مراجعات نقدية ضرورية‏,‏ تبحث في الجذور والأصول‏,‏ في الأسباب والنتائج‏,‏ في الحاضر والمستقبل‏,‏ قبل أن ينفلت الزمام‏,‏ فيتحول الأمر إلي حروب دينية ـ للأسف ـ وإلي صدام حضارات ثقيل وخطير‏,‏ لن ينجو من مخاطره المدمرة أحد في الشرق أو في الغرب‏..‏

وحين نعود إلي الجذور والأصول‏,‏ ندرك أن معظم العرب والمسلمين‏,‏ لم يحملوا عداء أو كراهية ـ تحت الجلد أو فوقه ـ للأمريكيين‏,‏ علي عكس العداء والكراهية التي حملوها للمستعمر الأوروبي القديم خصوصا في القرنين التاسع عشر والعشرين‏,‏ وفي حين تعرف العرب علي أمريكا الدولة الديمقراطية صاحبة مباديء الحريات وحقوق الإنسان والفرص المتكافئة والقيم والإنجازات العلمية والاقتصادية والتكنولوجية‏,‏ خصوصا منذ منتصف القرن الماضي‏,‏ فإنهم أحبوا الحلم الأمريكي بجنته الجديدة وفردوسه المقيم‏,‏ الذي لم يصطدم بهم عسكريا أو استعماريا‏..‏

بل إننا جميعا تطلعنا إلي أمريكا في أقصي الغرب‏,‏ لانقاذنا من براثن الاستعمار والقهر والاستنزاف والافساد الذي جاء به الغرب من خلال الاحتلال المباشر‏,‏ ولم تجد البعثات الدينية التبشيرية والتعليمية الأمريكية التي أتت إلي المنطقة منذ منتصف القرن الثامن عشر‏,‏ عداء وكراهية ورفضا‏,‏ كما وجدت مثيلاتها الأوروبية‏..‏

لكن أمريكا المطهرة صاحبة القيم النبيلة والرسالة التبشيرية بالحرية والعدل والمساواة‏,‏ تغيرت بعد الحرب العالمية الثانية‏,‏ لتصبح أمريكا الدولة العظمي صاحبة المصالح الحيوية والسياسات الاستعمارية الجديدة‏,‏ والاستنزاف الاقتصادي والنفطي‏,‏ حامية بعض النظم التي تحرس كل هذه المصالح‏.‏

ثم بالغت أمريكا الجديدة في تناقضها مع تطلعات شعوبنا ومعاداة حقوقها حين أصبحت حامية إسرائيل والمدافعة الأشد عن الاحتلال الصهيوني لفلسطين‏,‏ والداعم الرئيسي لتوسعه عبر الحدود العربية‏,‏ وصولا للتحدي المطلق ليس فقط لمشاعر العرب والمسلمين‏,‏ بل حتي لقرارات الأمم المتحدة ذاتها‏..‏

فهل بعد ذلك مطلوب من العرب والمسلمين أن يحبوا أمريكا ولا يكرهوا سياستها‏..‏ هل مطلوب أن يغير العرب والمسلمون مواقفهم ـ بعد المراجعة ـ ليقلبوا الحق باطلا‏,‏ ويقبلوا الظلم والقهر والانحياز والعدوان والاستعمار والحرب الأمريكية الصهيونية‏,‏ حتي ترضي عنهم أمريكا‏,‏ أم أن المطلوب حقا أن يغير الأمريكيون سياساتهم العرجاء والمنحازة‏,‏ حتي نحبهم من جديد ونعاود احترام مبادئهم وقيمهم‏!‏

لذلك قلنا في الماضي وسنقول في المستقبل إن الكراهية تحت الجلد متبادلة ولها أسباب وجذور‏,‏ وأهم أسبابها من ناحيتنا علي الأقل يكمن في عنصرين‏,‏ أولهما هذا الهجوم الأمريكي الطاغي علينا‏,‏ عسكريا واقتصاديا وإعلاميا وثقافيا ونفسيا‏,‏ وصولا لاتهام جميع العرب والمسلمين بالإرهاب والتخلف والتطرف‏,‏ بل واتهام الإسلام بأنه دين غير سماوي قام علي الغزو والقهر والسبي والتعصب‏,‏ ومن ثم وجب الصدام معه ومع معتنقيه لإخراجهم من الكفر إلي الإيمان‏!‏

وثانيهما هو إسرائيل‏,‏ عقدة العلاقات العربية ـ الأمريكية في الماضي والحاضر والمستقبل‏,‏ ذلك أنها تمارس العدوان وتثير الحرب والاضطراب في الشرق الأوسط‏,‏ تحت غطاء أمريكي سافر لا يتواني عن خوض الحرب مباشرة إلي جانبها ودفاعا عن غطرستها ووحشيتها‏,‏ دون كثير اعتبار لحقيقة المصالح الحيوية والعلاقات الاستراتيجية التي تربط أمريكا بالعرب‏..‏

هذه إذن هي العقدة الأهم والأخطر في العلاقات العربية ـ الأمريكية غير المتوازنة‏,‏ إنها إسرائيل والصهيونية العالمية ـ التي تتخذ من أمريكا قاعدة لها‏..‏

ولن تحل العقدة إلا بتعديلات جذرية في السياسات الأمريكية‏,‏ توقف الانحياز وتخفف العداء والكراهية‏,‏ لكي تتوقف علي الناحية الأخري‏,‏ الكراهية المضادة من ناحية‏,‏ وكذلك بتعديلات جذرية وإصلاحات ضرورية في السياسات العربية والإسلامية‏,‏ ترفع شأن الاستقلالية والكرامة الوطنية والقومية‏,‏ وتعلي قيمة القرار المستقل‏,‏ وترفع القدرات العربية في التطوير الديمقراطي والإصلاح السياسي الثقافي من ناحية أخري‏.‏

وبدون هذا التوازن في العمل‏,‏ وبدون مبادرات من الطرفين‏,‏ وبدون إصلاحات ومراجعات نقدية ضرورية‏,‏ في الفكر والثقافة السائدة‏,‏ وفي السياسات المطبقة‏,‏ وخصوصا من جانب أمريكا التي تتحمل بصفتها القوة العظمي المنفردة في عالم اليوم المسئولية الأعظم سياسيا وأدبيا وأخلاقيا‏,‏ لن نستطيع أن نوقف موجات الكراهية التي تتراكم تحت الجلد‏,‏ فتتسلل إلي المسام عبر الدم الجاري في العروق النافرة‏!‏

نعم نحن يجب أن نعمل ونجتهد ونصر ونطالب باصلاح أحوالنا الداخلية وتقويم اعوجاجنا‏,‏ لأن ذلك يلبي حاجة وطنية وضرورة قومية ودينية أيضا‏,,‏ ليس استجابة لإرادة أمريكية‏,‏ ولكن علي أمريكا خصوصا والغرب عموما تحمل مسئوليتهم المقابلة‏,‏ فهم يتحملون مسئولية رئيسية فيما وصل إليه حالنا من تخلف وفقر وظلم وقهر‏,‏ لأنهم استعمرونا طويلا وأفسدونا كثيرا ونهبونا علي الدوام‏,‏ سواء مباشرة أو عن طريق حمايتهم لنظم سياسية وافقت هواهم وحمت مصالحهم‏,‏ فنسي الغرب بما فيه أمريكا‏,‏ كل المباديء الأخلاقية والدينية والسياسية الداعية للحرية والتقدم والعدل والمساواة‏..‏

وبمثل ماننقد أنفسنا ونسعي لإصلاح أحوالنا ونرشد مواقفنا‏,‏ حتي عداءنا للسياسات الأمريكية والأوروبية‏,‏ أملا في مقاومة تراكم الكراهية تحت الجلد التي تنتج العداء العميق لهذه السياسات‏,‏ فإن من واجبهم هم أيضا نقد سياساتهم وإصلاح عيوبهم وتقويم اعوجاجهم وانحيازاتهم‏,‏ ومحاربة ذلك الخطاب السياسي الديني الإعلامي الداعي لكراهية الإسلام والمسلمين والعرب والعروبة‏,‏ وهو للأسف الخطاب السائد الطاغي الآن في الفضاء الأمريكي خصوصا‏,‏ تحت راية محاربة الإرهاب الإسلامي والتخلف العربي‏,‏ والمنادي بضرورة إدخال هؤلاء القوم جميعا مدارس تحفيظ الديمقراطية الغربية‏,‏ بدلا من مدارس تحفيظ القرآن الكريم وتعليم اللغة والثقافة العربية التي يطالبون بإغلاقها‏!!‏

في هذا السياق انظر إلي هذه اللهجة الاستخفافية والفكر الاستعلائي‏,‏ الذي تحدث به مؤخرا المفكر والمؤرخ الأمريكي الشهير برنارد لويس‏,‏ الذي فرض نفسه شارحا للإسلام ومفسرا لشئون المسلمين وعالما ببواطن أمور العرب‏,‏ حين اختصر أسباب العداء العربي ـ الإسلامي للغرب عموما وأمريكا خصوصا بالادعاء‏,‏ بأن هؤلاء تعودوا البحث عن كبش فداء ومشجب سهل يعلقون عليه فشلهم في التقدم واحباطهم التاريخي‏,‏ بعد تحولهم من حضارة كبري إلي دول فقيرة جاهلة محكومة بالاستبداد القبلي‏,‏ ولم يجدوا سوي كلمة الاستعمار‏,‏ بدءا بالغزو المغولي فالتركي فالبريطاني والفرنسي‏,‏ والآن أمريكا هي هدفهم الذي يصوبون عليه‏,‏ ويتهمونها بأنها سبب كل مايعانونه من مصاعب ومتاعب‏,‏ بينما لم يستطيعوا النظر في دواخلهم‏..‏

هكذا ببساطة يبريء هذا المؤرخ الاستعمار الغربي والهيمنة الأمريكية من كل عيب ويعفيها من كل مسئولية‏,‏ ويلقي بأسباب الكراهية علينا وحدنا‏!!‏

ثم انظر بعد ذلك في أساليب المسارعة بتطبيق هذا الفكر التحريضي وهذا الخطاب الكاره‏,‏ حين يتحول الي عمل وممارسة سياسية باسم البحث والدراسة‏,‏ علي أيدي غلاة اليمين الديني السياسي المعادي للإسلام والعروبة‏,‏ ففي الخامس عشر من شهر فبراير الحالي‏2003,‏ يعقد التحالف المسيحي المنظمة اليمينية الأمريكية المتطرفة‏,‏ مؤتمرا في واشنطن حول الإسلام وعلاقته بالمسيحية واليهودية‏..‏

وبرغم أن الفكرة في حد ذاتها يمكن أن تكون مقبولة‏,‏ حتي لو جاءت من هذه المنظمة المشهورة بعدائها وكراهيتها‏,‏ إلا أن الأمر يتضح سريعا حين نعرف أن المتحدثين الثلاثة في المؤتمر المزمع هم من غلاة المعادين المحرضين الكارهين‏,‏ وهم دانيال بيبس‏,‏ وجوزيف فرح‏,‏ ولبيب ميخائيل الكاتب بصحيفة جيروزاليم بوست الصهيونية المعروفة‏,‏ ولا أحد غير الثلاثة خصوصا من الجانب المقابل‏,‏ سيتحدث في مؤتمر الكراهية هذا‏,‏ حتي من باب ادعاء التوازن والموضوعية والبحث عن الحقيقة‏..‏ كذا‏!‏

وحين نعرف أن روبرتا كومس رئيسة التحالف المسيحي‏,‏ تقول إن هدف المؤتمر هو توعية المسيحيين واليهود وكل الأمريكيين بطبيعة الإسلام المعادية‏,‏ ندرك لماذا اختارت المتحدثين الثلاثة وكيف انتقتهم من بين الملايين‏,‏ وحين نعرف أن جوزيف فرح قال علنا‏:‏ إن الإسلام يصر علي الحرب المستمرة منذ أكثر من ألف سنة ضد المسيحية واليهودية وسيظل كذلك إلي أن يتم قهره بالقوة‏..‏

وحين نقرأ بعض أفكار لبيب ميخائيل‏,‏ التي يقول فيها نصا‏:‏ إن المجتمع الذي أسسه محمد بقرآنه‏,‏ يقوم علي الكراهية وسفك الدماء ومصادرة الحريات وممارسة الوحشية‏,‏ لأنه يقر العنف والعنصرية والإرهاب وقتل المسيحيين واليهود باسم الله‏..‏

أما حين نعرف أفكار ثالث الأثافي ـ دانيال بيبس‏,‏ التي تحرض حتي ضد المسلمين الأمريكيين باعتبارهم خطرا يهدد المسيحيين واليهود الأمريكيين‏,‏ ندرك ماسيأتي به مؤتمر الكراهية هذا‏,‏ نموذجا لخطاب الكراهية والعداء والتحريض الذي تحمله الرياح القادمة من هناك‏..‏

وحتما فإن الكراهية تولد كراهية مضادة‏,‏ فلماذا لا يراجع كل طرف نفسه وأفكاره ودعاياته‏!!‏

هذه هي دعوتنا إلي من يهمه الأمر‏..‏

‏**‏ خير الكلام‏:‏ تتساءل نازك الملائكة‏:‏

ماالذي بيننا من البغض‏..‏ ماذا

كان سر القتال والأحقاد ؟

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...