أسامة الكباريتي بتاريخ: 30 نوفمبر 2007 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 30 نوفمبر 2007 (معدل) قصص الجدار تحدث عن نفسها : الرأس ...... قرية جنوب طولكرم في قلب المعاناة طولكرم- وكالة قدس نت للانباء قطعنا حاجز الكفريات الواقع جنوب مدينة طولكرم والذي شكل منذ أكثر من سبع سنوات ولا يزال محطة عذاب وإذلال للكثير من المواطنين ، بسلام ودون أي احتكاك مع جنود الاحتلال المتربصين داخل المواقع العسكرية ، واللذين يتلذذون في فرض السيطرة والتنكيل بالمواطنين ، لتسير السيارات على غير العادة وكأن حاجزًا لم يكن . تابعنا سيرنا في تلك الطريق المرشوشة بالجيبات العسكرية والتي تركت بصماتها جلية في ذلك الشارع مرورا بأبراج المراقبة التي لا تخفى على أحد ، لكن عيناي وبتلقائية كانت تتجه الى الناحية الأخرى و لم تستطع سوى التحديق بالجدار الممتد والمحاط بالأسلاك لتلمح عن بعد بوابة جبارة والتي تلتقي عندها قصص وحكايات تقتل الحياة . و مع كل مسافة كنا نقطعها كنت اكتشف حجم الكارثة التي ألقت بظلالها على المواطنين الذين عزلت وصودرت ودمرت أراضيهم . وكأن واقع الحال يقول إننا نعيش في سجن إذا أردنا ان نخرج منه فإننا سننتقل من زنزانة القهر والإذلال الى أخرى أشد وطأة . الم و معاناة ففي لحظة لوّح السائق إلي بالنزول وأخبرني إنني وصلت الى مبتغاى ...... قرية الراس . كنت هنالك على موعد مع " سهلية " سيدة متواضعة وبسيطة جدا شرحت لي بطريقتها العفوية إثناء تجوالنا كيف ان الحياة اليومية للمواطنين أصبح يشوبها الخوف من قيام الاحتلال بالتوسع والاستيلاء على أراضي أكثر في ظل مواصلة ارتكابه لجرائمه اللإنسانية والتي كان آخرها بناء الجدار واصفه التحول الذي آلت إليه القرية بعد بناء الجدار بالقفص محكم الإغلاق . طرقنا أبواب عدة منازل لم تختلف فيها تفاصيل الألم والمعاناة لكنها لُفت بعذابات ذات مذاقات مختلفة . استُقبلنا بترحاب في منزل السيدة أم خبيب ، التي التهم الجدار بلمح البصر وبدون سابق إنذار أكثرمن200 دونما من أراضيها التي اعتادت على زراعتها بالبرتقال والليمون وأشكال الخضرة كافة إضافة الى أشجار الزيتون والبيوت البلاستيكية المزروعة بالخيار والبندرة ،وبدأت بالحديث عن قصتها وعائلتها مع الجدار وكأنها تواسي نفسها بالقول " إذا بتفتح جبارة إلاّ أذبح نعجة وأفرقها " وتضيف أم خبيب التي تحتضن ستة أطفال . " أرضنا وزيتونا إذا ما زرعناه ولا حرثناه لا مناكل ولا منشرب " . وكان الجدار قد ألحق خسائر جمة تقدر بحوالي 6000 دينار بمزرعة دجاج تتسع لحوالي 5000 صوص أنشأها برهان عودة زوج أم خبيب بمشاركة أخيه الذي يقطن في مدينة جبارة والمعيل لعائلة مكونة من ستة أفراد وذلك من اجل تأمين مصدر رزق للعائلتين التي تقطعت أواصرهما نتيجة قيام سلطات الاحتلال بمنع المواطنين الذين ليس بحوزتهم" تصاريح سكان " من الدخول الى قرية جبارة منذ البدء بتنفيذ المشروع الصهيوني والقيام ببناء الجدار . وتطرقت أم خبيب الى الحديث عن آثار الجدار التي انعكست بشكل سلبي على جميع المواطنين بدون استثناء لتتوقف لبرهة عن متابعة حديثها وكأنها تفكر في شيء ما ، وما ان أطرقت رأسها حتى أيقنت أنها عادت بذاكرتها للوراء، وتابعت حديثها في إشارة الى انقطاع العلاقات والتواصل الأسري جراء بناء الجدار ، تقول أم خبيب " الجدار فرقنا عن بعض ، وين أيام زمان كنا نطلع حتى بالليل ونسأل عن بعضنا البعض ونزورالاقارب أما اليوم ما منشوف حدا لأن البوابة تشكل عائقا يحول بين لقاءنا " .وأردفت " ان المأساة الكبرى ان تكون قريب من الأرض تشاهدها ولكن لا تستطيع الوصول إليها إلا أثناء الحصول على تصريح بأمر من سلطات الاحتلال التي تمارس أبشع أنواع التنكيل على البوابة كشرط للدخول ،هذا إذا لم يَْرفض الاحتلال أصلاً طلبات الحصول على تصاريح للعبور الى الأرض .وأضافت " منذ أكثر من سنة لم يحصل زوجي على تصريح للدخول للأرض بحجة انه ممنوع امنياً " . مصدر الرزق الوحيد وقبل أن نغادر منزل أم خبيب أخبرتنا أنها كباقي أبناء شعبنا تتمنى ان يزول الاحتلال ويهدم الجدار وتعود للأرض التي اشتاقت إليها حيث أنها لا تستطيع ولا بأي شكل التفريط فيها لأنها جزء منها ومن الماضي إضافة الى أنها تشكل مصدر الرزق الوحيد للعائلة . انطلقنا من جديد ببطيء وحذر وسرنا في طرقات القرية ، الى ان وصلنا الى منزل الأستاذ ماجد عطا المدرس في مدرسة كفر صور الثانوية والذي قام بواجب الضيافة على أكمل وجه سألناه عن الجدار وانعكاساته أجاب متألماً وقد بدت على ملامحه علامات التأثر" ان أرضه كانت تعتبر أقرب قطعة ارض على البلدة أما الآن وبعد بناء الجدار لم تعد كذلك حيث أصبحت أبعد قطعة أرض يمكن الوصول إليها " . وقال " ان الوصول للأرض قبل الشروع في بناء الجدار لم يكن يستغرق الثلاث دقائق لتصبح المسافة اقسي لتبلغ ساعتين ونصف بعد تنفيذ المخططات الرامية الى تمزيق ومصادرة الأرض. وعطا كغيره من أبناء القرية الذين تضرروا جراء بناء الجدار فقد خسر حوالي 15 دونما من أرضه الواقعة في خلة الخروب في منطقة جبارة والمزروعة باللوز والتين والزيتون والزعتر والجوافة بالإضافة الى تدمير البيت البلاستيكي والذي قدرت خسارته بحوالي 6000 دينار عدا عن تدمير خط مواسير المياه بالكامل . وعن صعوبة الوضع الاقتصادي الذي خلف وراءه العديد من الأسر التي فقدت مصدر رزقها الوحيد يخبرنا عطا وعيناه تتجهان صوب الغرفة المجاورة التي تحتضن أبنائه " انقطاع الرواتب شكل أزمة لجميع المواطنين وأن ما يزيد الأمر سوءا ،ان لدى اثنان يدرسان في الجامعة حيث اعتمدت بشكل كلي على ريع الأرض التي كانت تغطي جزء لا بأس به من المصاريف .وبعد ان استأذنا للمغادرة وقفنا على باب المنزل لوداع أهل البيت. تابعنا السير .......و حاولت جاهدة ان أُلملم أوجاع وآهات المواطنين الذين انقلب حالهم رأسا على عقب بعد ضياع أرضهم لاقف عند جراحات الاهالي المتضررين . وفجأة التقينا بالمواطن إحسان أمين الذي لم يكن بأحسن حال من غيره ففي بداية 2002 تلقى أول خبر كارثي هزه بعنف وكان استشهاد أخيه صبري أمين في مدينة نابلس ولم يلبث ان أفاق من محنته حتى تعرض لصدمة أخرى أفقدته صوابه عندما شرعت سلطات الاحتلال بمصادرة أرضه . ويقول أمين بنبرة صوت حزينة بالكاد تسمع " ان الاحتلال ومن اجل بناء الجدار قد صادر ما يزيد عن 200 دونما من أرضه الواقعة في مناطق خلة الخروب وخلة سعود وبيير البيارة والعمارة الغربية و التي أصبحت غرب الجدار ، ودمر100 دونما تم بناء الجدار عليها بالإضافة الى القطعة الشرقية المتبقية والتي تقدر بـ50 دونما مُنِعت من الوصول إليها لان القرار الإسرائيلي الجائر يمنع التواجد في منطقة شرق الجدار إلا على بعد 300 متر منه . ووجه أمين الذي عمل كهربائيا بعد فقدانه لأرضه من اجل إعالة ذويه صرخة استغاثة للمجتمع الدولي داعيا إياه الى الوقوف الى جانب أبناء الشعب الفلسطيني وصد الهجمة الشرسة التي تشنها إسرائيل والعمل على إزالة جدار الضم العنصري لكي يعم السلام . واستكملنا سيرنا حتى اعترضننا يافطة المجلس القروي دخلنا الى هناك واستقبلنا بحفاوة وتحدثنا مع عيد ياسين رئيس المجلس القروي في الراس الذي بدوره استنكر ممارسات سلطات الاحتلال والتي تهدف الى الاستيلاء على الأراضي الزراعية مؤكدا ان الاحتلال اقتلع ما يزيد عن 1000 شجرة زيتون مثمرة من أراضي القرية لصالح الجدار. وأشار ياسين الى ان طول الجدار الممتد على أراضي القرية يبلغ حوالي ( 5) كيلو متر وبعرض يتراوح ما بين (70 ـ 100 ) مضيفا ان الاحتلال صادر وعزل ما يزيد عن ( 7 ) الاف دونما من أراضي القرية المزروعة بأشجار الزيتون الرومي المثمر واللوزيات بالإضافة إلى التهام الجدار لــ ( 500 ) دونما تم بناء الجدار عليها من مساحة إجمالية للقرية تقدر بـعشر آلاف دونما . وأكد رئيس المجلس على ان الجدار العنصري قد تم تغييره لأكثر من مرة حسب أهواء المساحيين الإسرائيليين الذين عاثوا فسادا في الأرض واقتلعوا ودمروا مئات الأشجار والدونومات الزراعية الخصبة مضيفا ان الجدار ألقى بظلاله المأساوية على ( 140 ) عائلة . الأمر الذي أدى الى ارتفاع نسبة البطالة في القرية الى 90% بسبب انقطاع معظم أهالي القرية عن مصدر رزقهم الوحيد ، يذكر ان عدد سكان القرية حوالي 600 نسمة . وبعدما أنهيت جولتي في القرية ودعت سهيلة التي أنهكتها الرحلة على أمل اللقاء بها وقد تحسنت الأوضاع وغادرت بقلب مقبوض محمل ومثقل بجراحات وآلام الأهالي اللذين لم ولن تنتهي معاناتهم بإزالة الجدار فقط ولكن بزوال الاحتلال . تم تعديل 30 نوفمبر 2007 بواسطة أسامة الكباريتي يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان