ملاهي ومراجيح ثمن سقوط الرياضة في النادي الكبير

[Mohammad Abouzied]

كتب في اهرام اليوم

42431 ‏السنة 126-العدد 2003 فبراير 7 ‏6 من ذى الحجة 1423 هـ الجمعة

الدور علي نادي الزهور بعد مركز شباب الجزيرة

ملاهي ومراجيح ثمن سقوط الرياضة في النادي الكبير

كتب ـ ياسر أيوب

كان لابد وأن نتوقع ذلك كله‏..‏ إذ بعد هذا الذي يجري الآن علي أرض مركز شباب الجزيرة واغتيال الملاعب والرياضة نفسها لاستثمار الأرض في مشروعات استثمارية‏..‏ ومع موافقة المسئولين عن ادارة مركز الشباب بل ومع سعادتهم الغامرة بأنهم يوفرون للمركز أرباحا لم يكن ليطمح اليها الفقراء والغلابة من أعضاء مركز الشباب‏..‏ أصبح من الطبيعي أن يبدأ آخرون ـ مسئولون عن أندية ومراكز أخري ـ السير في نفس هذا الطريق وبنفس هذا المنطق السوقي الفج‏..‏ بل وأصبح هناك مسئولون حفظهم الله لنا وللرياضة المصرية علي استعداد للتنازل حتي عن الأرباح لمؤسساتهم دونما سبب أو تفسير واضح‏..‏ ففي نادي الزهور مثلا‏..‏ بدأ أعضاء مجلس الإدارة الموقر والمعين التفكير في اقتطاع مساحة لا بأس بها من أراض النادي وحدائقه العلوية علي الأوتوستراد ليعطوها لمجموعة الشركات المصرية الكويتية‏..‏ الشركة ستأخذ الأرض مجانا كحق انتفاع لمدة عشرين سنة لتقيم عليها مدينة ملاهي دون أن تدفع جنيها واحدا للنادي وأعضائه‏..‏ كل ذلك مقابل اتفاق مع الشركة الكويتية علي أن يدخل أعضاء النادي مدينة الملاهي ويركبون المراجيح والألعاب مجانا‏..‏ وبعد عشرين سنة تصبح المراجيح ملكا للنادي واعضائه‏..‏ ولم يعد هناك من يستطيع أن يلوم السادة أعضاء مجلس إدارة نادي الزهور علي هذا التفكير مادام بيننا من لا يزال يري في مصر مجرد سوق كبير‏,‏ كل ما فيه وكل من فيها قابل للبيع والشراء‏..‏ خاصة وأن الدكتور فاروق التلاوي رئيس مجلس ادارة الزهور لم يسبق له وأن رفض بيع أراض محلج دمنهور لإقامة مباني ومنشآت حين كان محافظا للبحيرة لشركة خاصة وأصبح بعد تقاعده الرسمي رئيسا لمجلس إدارة الشركة‏..‏ وبالتالي حين أصبح التلاوي رئيسا للزهور لم يجد ما يمنع من التنازل عن أرض النادي لتقام فوقها مدينة ملاهي‏..‏ بل وسبق نادي الزهور في نهايات العام الماضي أن اتفق مع محافظة القاهرة لانشاء جراج متعدد الطوابق وبعض الأنشطة الاستثمارية بنظام حق الانتفاع

واحد فقط من بين أعضاء مجلس إدارة هذا النادي هو الذي اعترض علي كل ذلك وعلي بيع الزهور مقابل ركوب المراجيح بالمجان اسمه حسني حافظ وكان يشغل أمين صندوق النادي‏..‏ الرجل فوجئ بتفكير زملائه في مجلس الإدارة واستعدادهم فقال لا ورفض وأصر علي رفض منطق المراجيح وتقدم باستقالة مسببة للدكتور علي الدين هلال وزير الشباب‏..‏ وجاء في تلك الاستقالة أن المناخ الموجود بمجلس الإدارة لا يساعد علي اصلاح شأن هذا النادي والذي يصبو اليه أكثر من سبعة عشر ألف أسرة هم أعضاء الزهور

وباستقالة حسني حافظ أمين صندوق النادي‏..‏ واستقالة اللجنة الرياضية برئاسة اللواء عبد العزيز قابيل احتجاجا سياسة مجلس الإدارة الساعية إلي انهيار الرياضة في الزهور‏..‏ يصبح من حقي دعوة الدكتور علي الدين هلال لتقويم تجربة جديدة كان قد بدأها وزير الشباب في الزهور بهذا المجلس المعين مقتنعا بها ومتحمسا لها وهي تجربة أن يختار رئيسا فقط والرئيس نفسه هو الذي يختار الفريق الذي يعمل معه‏..‏ وأشهد أن الدكتور علي أعطي الحرية كاملة لفاروق التلاوي ليختار فريقه علي أمل تحقيق انسجام كان ضروريا لاصلاح أحوال النادي‏..‏ ورغم اعتراضات وتحفظات لا أول لها ولا آخر أصر وزير الشباب علي حق التلاوي في الانتقاء والاختيار‏..‏ فماذا كانت النتيجة‏..‏ ها هو حسني حافظ استقال‏..‏ وقبله استقال المستشار يحيي عبد المجيد‏..‏ وقبلهما اعتذر الفريق زاهر عبد الرحمن‏..‏ هذا غير محمد أحمد حسين رئيس شركة مصر للسياحة الذي تم اختياره عضوا بالمجلس ولم يحضر حتي الآن جلسة واحدة‏..‏ أما الذين بقوا علي مقاعدهم للآن فقد بدأوا ولا يزالون يمارسون سياسة هي أقرب للتخبط والفوضي بدلا من الاصلاح واسترداد حقوق النادي المنهوبة والضائعة‏..‏ ففي البداية رفض هؤلاء أو خافوا

الاقتراب من مسئولي النادي السابقين وعلي رأسهم نادر شريف والذين أهدروا عشرين مليون جنيه قيمة عضويات تاجروا بها جميعا علي حساب النادي وتظاهروا بالقوة علي اعضاء نالوا عضويات مخفضة بحكم القانون كرجال القضاء وضباط القوات المسلحة والشرطة والصحفيين ثم تراجعوا بعدما انكشف زيف منطقهم وتظاهرهم بالدفاع عن الحقوق‏..‏ والآن تظهر عضلاتهم علي الموظفين والعمال البسطاء في النادي حيث قرر المجلس الموقر يوم الثلاثاء الماضي تحديد مرتبات هؤلاء وفقا لما قبضوه في سبتمبر عام‏2000‏ دون أية علاوات أو زيادات‏..‏ والمثير في الأمر أن الموقرين أعضاء المجلس يتبجحون بأن دافعهم إنما هو ضغط الانفاق لضيق ذات اليد مع أنهم في نفس الوقت قاموا في الفترة القليلة الماضية بتعيينات لم تكن لها ضرورة مثلما عينوا مديرا جديدا لأمن النادي بـ‏1500‏ جنيه شهريا وعينوا مساعدا له بـ‏1200‏ جنيه شهريا في حين أن مدير أمن النادي الأساسي الذي استغنوا عنه كان يتقاضي فقط‏700‏ جنيه شهريا‏..‏ وتعيينات أخري معي مستنداتها أو فضائحها هذا غير فضيحة عيد الفطر الماضي حين سمحوا لشركة بسكو مصر بعمل معرض في النادي مقابل جنيه واحد يأخذ النادي نظير كل كيلو بسكوت يباع‏..‏ وفضيحة اصرارهم علي اخلاء صالون التنس ليحيلوه إلي مبني إداري للنشاط الرياضي وكأنه لا تزال هناك رياضة في الزهور‏..‏ واكتمل الأمر بعد استقالة حسني حافظ حيث أصبح عاطف حلمي قائما بأعمال أمين الصندوق وأصبح صديقه ورفيق نضاله أبو بكر الصديق سكرتيرا عاما للنادي‏..‏ والاثنان تحديدا لهما ملفاتهما في الاتحاد التعاوني للإسكان ولهما أيضا شاليهات جميلة في قرية رمسيس بالساحل الشمالي هما ومعظم أعضاء مجلس الإدارة حتي أصبح من اللائق أن نطلق علي النادي الآن نادي رمسيس أو الزهور سابقا‏..‏ فقرية رمسيس بفيلاتها كانت هي فيما يبدو الأساس في اختيار المجلس بصرف النظر عن فضائح الاتحاد التعاوني وصقر قريش ولجان التحكيم في رمسيس والأرض التي بيعت مرتين وأمور أخري كثيرة ومزعحة

وتبقي نقطة أخيرة عبارة عن كلمة قالها فاروق التلاوي أمام شهود معي اسماؤهم حين أكد أنه لن يدفع لي‏37‏ ألف جنيه حتي لا أهاجمه مثلما دفع لي نادر شريف هذا المبلغ‏..‏ ولا أجد تعليقا علي ذلك إلا أنني لا أفهم لماذا‏37‏ وليست‏40‏ أو‏30‏ مثلا‏..‏ ثم متي دفع نادر شريف لي ذلك وأنا أكثر من هاجموا نادر شريف وانتقدوا سياساته الفاشلة وكشفوا اخطاءه وخطاياه وكنت الوحيد الذي نشر تقرير الرقابة الإدارية عن مخالفات نادر شريف فضلا عن أن مواجهتي مع المجلس السابق برئاسة نادر انتهت باستقالة المجلس نفسه الذي من المفترض أنني قبضت منه حتي لا أهاجمه‏..‏ وما هذا الأسلوب الرخيص يا أستاذ تلاوي في المواجهة‏..‏ ولماذا قلت ذلك وأنت الذي طلبت وساطة أساتذة لي حتي لا أنتقدك‏..‏ ولأنك لست وحدك الذي يلجأ لهذا الأسلوب بل يشاركك فيه معظم مسئولي نادي الزهور فأنا أؤكد الآن وهنا ـ وبشكل غير مسبوق ربما في الصحافة ـ أنني علي استعداد لمواجهة أي مسئول في الزهور علنا وأمام الجميع إن كنت قد قبضت أو انتفعت ماديا أو معنويا من نادي الزهور وفي أي وقت‏..‏ فلم أنل حتي العضوية العاملة المخفضة ولا العضوية المجانية أو الشرفية ولا امتهنت الصحافة في مجلة النادي ولا انتفعت ماديا أو معنويا بصداقة أي من مسئولي الزهور السابقين أو الحاليين ولا كتبت كلمة واحدة إلا وكانت تصديا لفساد وخطايا وبحثا عن حق الزهور واعضائه وتفتيشا عن حاضر ومستقبل أفضل يستحقه أعضاء هذا النادي

http://www.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=SPOR21.HTM