اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

مزيد من ذكريات الماضى, بحلوها و مرها


الأفوكاتو

Recommended Posts

عندما أدت كلمة " نوبــــــــة" الى "أزمـــــــــــة"

حدثت هذه الواقعة أثناء السنوات الأولى لتدريسى القانون فى جامعة لييدز.

كانت المحاضرة فى تاريخ القانون الإنجليزى Common Law , و كنا نناقش كيف تغير الفكر القانونى عبر السنين, كما تغيرت معه معانى التعريفات القانونية المستعملة.

و كان المثال الذى نناقشه هو تعريف " الإغتصاب" فى الماضى, بالمقارنة الى الحاضر.و أثناء حديثى, سمعت ضحكة مجلجلة , صادرة من طالبة تحتل مقعدا فى خلف المدرج, و تخفى وجهها بنوتة المحاضرات.

و لما نظرت الى ناحيتها, بدأت فى إزاحة النوتة عن وجهها, و هنا تذكرتها, فقد دأبت على الضحك الهيستيرى كلما قلت شيئا يقلل من جفاء المحاضرة.

ووجهت كلامى اليها قائلا: أهذه هى إحدى" نوبات" ضحكك المعهودة؟

و ترجمة هذه اللغة بالإنجليزية هى :

Is this one of your usual laughing fits?

و فجأة, إحتقن وجهها, و تركت المدرج, مغلقة الباب خلفها بشدة.

ساد الوجوم القاعة لفترة قصيرة, و بعدها بدأت الهمهمة العادية, و عدت لإستكمال المحاضرة.

و بعد نصف ساعة من إعتزالى الى مكتبى, جاءتنى مكالمة تليفونية من العميد, الذى قال بلبافة :

هل ترغب فى تناول فنجان شاى معى؟

ووافقت. و بعد خمس دقائق, كنت أجلس أمامه فى مكتبه الأنيق, و بعد إحتساء الشاى, قال:

يا دكتور محمود لم أكن قد أصبحت أستاذا بعد), أنا أواجه موقفا عصيب, و يمكنك مساعدتى. فسألته : ما هى المشكلة؟

فقال:

أنت يا سيدى هو المشكلة,

فقد تقدمت إحدى تلميذاتك بشكوى ضدك تتهمك بالإساءة الى مشاعرها, فضلا عن الإشارة علنا عن بعض أمورها الشخصية.

فنظرت اليه بغباء شديد, و قلت له: أرجو المعذرة , لم أفهم ماذا تريد أن تقول. فأنا لم أجرح مشاعر أحد, و لم أفضح أسرار أحد, متى تم ذلك؟

فقال: أثناء محاضرتك الأخيرة.

و هنا تذكرت الطالبة ذات " الفشة العائمة ", و التى كانت تضحك "على العمال و البطال ", و قلت له:

ماذا كانت الشكوى بالضبط؟

فقال : إنها تدعى أنك قلت لها : Is this one of your Fits?

و هنا إنتابنى الغضب, فكلمة Fit تستعمل فى اللغة الإنجليزية للتعبير عن نوبة الصرع التى تصيب المريض, و هذا التعبير الدارج يستعمل بدلا من التعبير الطبى لنوبة الصرع, وهو:

Seizure

و قلت له بحدة: أنا قلت " نوبة ضحك" و لم أقل " نوبة", و كما تعرف, فهناك فرق بين هذين التعبيرين,

ثم من أين لى أن أعلم أنها مصابة بالصرع؟ ُ ُEpilepsy".

فسكت برهة, ثم قال: لقد كنت متيقنا أن لديك ردا معقولا على هذا الإتهام الفظيع, و سوف أستدعى الطالبة فورا لسؤالها أمامك.

و دخلت الطالبة غرفة العميد, و كانت تعلم أنى موجود معه, و جلست أمامنا, و سألها العميد قائلا:

ماذا قال لك الدكتور محمود , و لماذا؟

هنا, إحمر وجهها, و أكدت ما قلته أنا, كما أضافت أن مرضها ليس معروفا سوى لبعض الأصدقاء المقربين, و لكنها وجدتها فرصة للكيد لى , لأن تقييمى لمجهودها كان دائما أقل مما كانت تتمنى.

وهنا, عنفها العميد على المشاكل التى تسببت فيها, و قال لها أنه سينسى الأمر كله إذا اعتذرت, و إذا قبلت أنا الإعتذار.

و بعد أن إعتذرت, و قبلت الإعتذار, نظرت اليها مبتسما و قلت لها:

أشكر الله أنى لم أكن ضمن دائرة أصدقائك المقربين, فلقد كان ذلك فى مصلحتى.

و ضحكنا جميعا, و انتهى الموضوع على خير.

و لكن سبب ضحكى كان يختلف عن سبب ضحكهما, و سأترك فهم ذلك لذكاء القارئ.

بعد هذه الواقعة, أصبحت أكثر الناس حرصا عند استعمال الكلمات المزدوجة المعنى.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

لو نقلنا المشهد الأول إلى مدرجات إحدى الكليات بالجامعات المصرية لكان السيناريو على النحو التالي :

الأستاذ : مين ال********* بنت *********** اللي عملت كده؟ ايو انتي انا شايفك تعالي

الطالبة : آسفة يا دكتور , والله مش قاصدي

الأستاذ : اخرجي بره حالا ولما تعرفي تتحكمي في نفسك تبقى تحضري .. ياللا بره.

تخرج الطالبة وهي تبكي ويراقبها زملاؤها وتسود حالة من الوجوم والصمت يكسره صوت الأستاذ

الأستاذ : ده مكان مقدس مش مكان مسخرة وقلة أدب اللي يحضر هنا لازم يكون محترم اظن كلامي واضح.

وبعد انتهاء المحاضرة يتوجه الأستاذ لمكتبه ليجد الطالبة واقفة في انتظاره عند باب المكتب محاولا تجاهلها :

الطالبة : انا آسف يا دكتور والله الضحكة طلعت غصب عني ,, ماكانش قصدي

الأستاذ : انتي تاني .. انا هاعرفك إزاي تحترمي المحاضرة .. ويدخل مغلقا الباب في وجهها

وفي نهاية العام تجد الطالبة نفسها راسبة في مادة هذا الدكتور الهمام ...

طبعا هناك فرق بين نظامين نظام يشعر فيه الفرد بالحرية لدرجة انه يمكنه ان يشتكي على استاذه ويواجهه امام العميد ونظام آخر يشعر فيه الطالب بالقهر والظلم ... والسؤال ماهي الشخصية التي سيفرزها كلا النظامين في المستقبل؟

91589411.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

لو نقلنا المشهد الأول إلى مدرجات إحدى الكليات بالجامعات المصرية لكان السيناريو على النحو التالي :

الأستاذ : مين ال********* بنت *********** اللي عملت كده؟ ايو انتي انا شايفك تعالي

الطالبة : آسفة يا دكتور , والله مش قاصدي

الأستاذ : اخرجي بره حالا ولما تعرفي تتحكمي في نفسك تبقى تحضري .. ياللا بره.

تخرج الطالبة وهي تبكي ويراقبها زملاؤها وتسود حالة من الوجوم والصمت يكسره صوت الأستاذ

الأستاذ : ده مكان مقدس مش مكان مسخرة وقلة أدب اللي يحضر هنا لازم يكون محترم اظن كلامي واضح.

وبعد انتهاء المحاضرة يتوجه الأستاذ لمكتبه ليجد الطالبة واقفة في انتظاره عند باب المكتب محاولا تجاهلها :

الطالبة : انا آسف يا دكتور والله الضحكة طلعت غصب عني ,, ماكانش قصدي

الأستاذ : انتي تاني .. انا هاعرفك إزاي تحترمي المحاضرة .. ويدخل مغلقا الباب في وجهها

وفي نهاية العام تجد الطالبة نفسها راسبة في مادة هذا الدكتور الهمام ...

طبعا هناك فرق بين نظامين نظام يشعر فيه الفرد بالحرية لدرجة انه يمكنه ان يشتكي على استاذه ويواجهه امام العميد ونظام آخر يشعر فيه الطالب بالقهر والظلم ... والسؤال ماهي الشخصية التي سيفرزها كلا النظامين في المستقبل؟

حذر, فزر, :closedeyes:

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 7 شهور...

حقا اسلوب شديد الروعه فى السرد والطرح ونقل الفكره للمتلقى بمنتهى

الشياكه والرقى.

استغرب قله المداخلات حتى على الموضوع الذى يمس الكثير

من التفنيد للصفات البشريه فى جنس البشر عامه.

وحتى لما يحدث فى مدرجات التعليم.

جزاك الله خيرا واثابك جزيل الثواب على كل مشاركاتك.

اللهم افتح له ابواب رحمتك..اللهم اغفر له..اللهم اسكنه فسيح جناتك.

طائره ورقيه

رياح شديده

خيط قصير

الطائره ليست بين السماء ولا الأرض

..هذه انا!!

لولا

رابط هذا التعليق
شارك

انضم إلى المناقشة

You are posting as a guest. إذا كان لديك حساب, سجل دخولك الآن لتقوم بالمشاركة من خلال حسابك.
Note: Your post will require moderator approval before it will be visible.

زائر
أضف رد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   تمت استعادة المحتوى السابق الخاص بك.   مسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...