Sherief AbdelWahab بتاريخ: 22 ديسمبر 2007 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 22 ديسمبر 2007 لم يكن طلعت حرب مؤسس بنك مصر وواضع حجر الأساس لاقتصاد مصر الوطنى فريداً إلا من حيث أنه كان رائداً أطلق فكرة ونزل إلى الميدان من أجلها وشق أول طريق للوصول إليها. كان اقتصاديا عظيما، مثلما هو وطنى من الطراز الأول بما فعله وحمل مسئولياته، وليس بما تفوه به من كلام كبير أو بما ألقاه من خطب عصماء. الوطنية عنده عمل وإنجاز وبناء، وليس أناشيد وأغنيات. وكذلك كان كثير من الرأسماليين الذين ساهموا فى بناء اقتصاد وطنى فى لحظة كان الأوروبيون والأتراك يقتسمون استغلال ثروات مصر وينعمون بخيراتها بينما الأغلبية الساحقة من أبنائها فى بؤسهم يعانون. كان هذا هو النمط السائد فى الرأسمالية المصرية الرائدة المبادرة، التى جاء قسم كبير فيها من الريف حيث الأرض الطيبة والانتماء الأصيل. جاءت الرأسمالية المصرية، فى الأغلب الأعم، من أوساط الملاك الزراعيين الذين مهد لهم طلعت حرب وفتح الطريق أمامهم للاستثمار الصناعى والتجارى والخدمى. استثمروا من أموالهم، وليس من أموال بسطاء المصريين. فلم يستولوا على ودائع البنوك، ولا استغل من عملوا بالسياسة منهم نفوذا توفر لهم عند وصول حزبهم إلى السلطة. شارك بعضهم فى الحياة السياسية خدمة للوطن، وليس سعياً إلى مكاسب خاصة من خلال الوجود فى السلطة أو الزواج منها لاستغلالها والتربح من ورائها. وباختصار، كانت الرأسمالية المصرية حينئذ فى معظمها نقيض ما يطلق عليه الآن رجال الأعمال خصوصاً كبارهم أو أغلبية هؤلاء الكبار. كانت الرأسمالية المصرية جزءاً لا يتجزأ من المجتمع تفاعلت معه بشكل خلاَّق وأضافت إليه، ولم تنفصل عنه أو تتعال عليه أو تشارك فى نهبه. لقد نشأت الرأسمالية المصرية، أو رأسمالية الوطن المصرى، فى مجرى معركة التحرر الوطنى التى أطلقتها ثورة الشعب فى مارس 1919 سعياً إلى الاستقلال والدستور. وكان الدستور يرمز، فى ذلك الوقت، للديمقراطية والحرية. ومن هنا ارتبط تطور الرأسمالية المصرية بنضال الأمة بكل فئاتها الاجتماعية من أجل استرداد سيادتها على أرضها من المحتل الإنجليزى، وانتزاع سيادتها فى مواجهة الحاكم بما يعنيه ذلك من حقوق تشمل اختياره ومساءلته ومحاسبته وتغييره. وشتان بين هذه الأجواء التى نشأت فيها رأسمالية مصر الوطنية وتلك التى برزت فيها طبقة رجال الأعمال سواء من ظهروا عشوائياً أو من أخرجوا الأموال التى نهبوها من القطاع العام، أو من صنعتهم سلطة محتكرة كان الفساد قد بدأ ينخر فيها. فى هذه الأجواء، لم يكن ممكنا أن يعزز رفع القيود عن العمل الاقتصادى الحر رأسمالية رائدة منتجة مبادرة تساهم فى بناء نهضة أو تقدم. فالأجواء التى صعدت فيها طبقة كبار رجال الأعمال ارتبطت بتدنى قيمة العمل وتعاظم السعى إلى جمع المال بأى طريقة والميل إلى خطف كل ما يمكن أن تصل إليه اليدان. فأصبح لدينا رجال أعمال كبار بثرواتهم صغار فى أدائهم وسلوكهم وطريقة تعاملهم مع المجتمع، لا يشعرون بأدنى مسئولية اجتماعية ولا يحسون بانتماء إلى وطن ولا يدركون دوراً لهم يتجاوز تكريس الثروات. وعندما يتقدم أحد منهم لرعاية عمل اجتماعى أو ثقافى أو غيره، لابد أن يضمن عائداً يفوق ما يدفعه، إن لم يكن ربحاً مالياً فأضواء تسلط عليه ودعاية يحصل عليها ومظاهر فارغة يتشدق بها. يرعى بعضهم أنشطة ثقافية وهم فى جهالاتهم يتمرغون. ولكنهم يجدون مثقفين يتمرغون نفاقاً لهم وتزلفاً لأموالهم، فيظنون أنهم بلغوا من المجد أعلاه فيما هم وصلوا فى التدنى إلى ذروته. http://almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?New...ge=1&Part=2 العنوان من عند العبد لله.. خلص الكلام Sherief El Ghandour<br /><br />a furious Egyptian رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان