أسامة الكباريتي بتاريخ: 25 ديسمبر 2007 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 25 ديسمبر 2007 الشهيد القائد / زاهر نصار ( أبو حماس) قبل استشهاده بساعات : أشعر وكأني في الجنة تقرير خاص: في مطلع الثمانينات ، كانت البداية ، يوم الجمعة كان يعمل بالقرب من مسجد بلال بعسقولة فسمع خطيب الجمعة وهو يرغب ويرهب ، فدخل الكلام قلبه وعزم على ترك العمل والتوجه لصلاة الجمعة .. وهكذا بدأت رحلة شهيدنا القسامي زاهر نصار مساعد القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام واللذين استشهدا معا يوم الاثنين 22-7-2002 مع الالتزام بالإسلام والانخراط في صفوف المجاهدين من ابناء حركة المقاومة الاسلامية حماس . أبدى من أول لحظة حرصا شديدا على دينه ، وكان ما يميزه عن الجميع جرأته في الحق واندفاعه وإخلاصه ، حتى فاق كل أقرانه الذين سبقوه بسنوات ، علما وأخلاقا ومحافظة على صلاة الجماعة خصوصا صلاة الفجر .. وأقبل على كتاب الله إقبال العطشان ، ولم تكن الفترة طويلة بين التزامه والتحاقه بالحركة .. وما أن اندلعت الانتفاضة الأولى حتى اندفع مع الأوائل في العمل على مختلف الجبهات وفي مختلف المجموعات وكان نعم الجندي . فقد كان يؤثر العمل لصالح الانتفاضة على مصالحه الشخصية ، وكان إذا جاء أمر للعمل ترك عمله فورا وانطلق لأداء واجبه .. لم يكن يعرف الخوف أبدا ، وكانت روحه على كفه من أول يوم . استمر بالعمل بعد اعتقالات سنة 1989 م ، وتحمل مسئوليات عديدة حتى اعتقل عام 1991م مدة سنتين ، أبدى فيهما صمودا اسطوريا أمام مخابرات العدو وفي المعتقل استمر في عطائه حيث تخصص في العمل الأمني وكان حربا على العملاء حيث عمل جنبا إلى جنب مع أخيه الشهيد محمود عيسى ... وبعد الإفراج عنه تابع فورا العمل وتولى مسئولية المطاردين ، من حيث توفير المأوى لهم وتوفير الخدمات اللازمة وتأمين تحركاتهم فكان لهم حضنا دافئا يسهر على راحتهم كما تسهر الأم على راحة ولدها .. وكان بيته وأفراد بيته أمه ووالده – رحمهما الله – وإخوانه وأخواته كلهم يشاركون تحمل هذا العبء ، فكان البيت مهبطا لجميع المطاردين ينامون فيه ويأكلون ويشربون وكانت أمه رحمها الله تعاملهم وتخدمهم كأنهم أبناؤها .. إعتقال وابعاد ؟؟ وهكذا استمر جهاد زاهر ( أبو عمر ) والمشهور بـ ( أبو حماس ) دون انقطاع حتى اعتقل مجددا مع اخوانه ليبعد إلى مرج الزهور ويمكث هناك طول المدة حتى انتهاء محنة الابعاد والتي كانت كما كان يكرر هو كثيرا – رغم مرارتها وقسوتها – من أجمل أيام حياته . وبعد عودته من مرج الزهور عودة الأبطال عاد ليكمل مشواره الدعوي والجهادي كما كان حتى اعتقل لدى السلطة في سجن الأمن الوقائي لمدة أربعة أشهر على إثر ضربة للجهاز العكسري ، تعرض خلالها لأشرس أنواع التعذيب ، والتي صمد خلالها صمودا نادرا أعجز زبانية الوقائي في حينه .. حتى أنه اعتقل وكان وزنه ( 110 كجم ) وخرج وكان وزنه ( 60 كجم ) حتى تغيرت ملامحه لكن كل ذلك لم يغير من جهده وعطائه ولم يفت في عضده ، بل لقد كان أولئك الذين شاركوا في تعذيبه لا يعرفون النوم خوفا ورهبة من زاهر نصار ( أبو عمر ) ، ومضى في طريقه هذه السنوات التي سبقت الانتفاضة وكانت فترة تتميز بالهدوء النسبي ... كان كل هم ( أبو عمر) أن يحافظ على دعوته وحركته وأن يقيل عثرتها بعد هذه الحملة المسعورة من السلطة . فكان يعمل تفكيره في تطوير عمله الخاص وتوسيعه بحيث يدر عليه بعض الأموال والتي يستطيع من خلالها أن يخدم حركته وإخوانه وكان دائما يقول : لو تتوفر لدينا بعض الأموال وكان مع ذلك يهدف إلى إيجاد فرص عمل لإخوانه العاطلين عن العمل ، كان يُحَّمل نفسه مسئولية اخوانه ، يتحسسهم دائما ويطمئن عليهم ويوفر لهم ما يحتاجونه حتى لو كلفه ذلك أن يبيع ذهب زوجته وأخواته .. وكثيرا ما فعل .. لهذا كان يشعر الاخوة بأن زاهر بمكانة الأب منهم ، أو قل بمثابة الأم ، لهذا أو غيره بكاه الجميع بكاءً لم نعرفه في غيره من الشهداء . تطوير الاسلحة ؟؟ وما إن اشتعلت انتفاضة الأقصى حتى وجد ( أبو عمر ) ضالته فهب للعمل من فوره وبدأ يرتب الأوراق مع إخوانه فأعاد مع ( الشهيد الشيخ / صلاح شحادة " أبو مصطفى " ) وزميل دربه ( الشهيد / محمود عيسى ) ترتيب المجموعات العسكرية في القطاع خصوصا منطقة غزة والشمال التي تولى ( أبو عمر ) مسئوليتها . كما أنه انهمك في الإشراف على تطوير الأسلحة والصواريخ وجمع الجهود والأموال لأجل ذلك حيث تطلب الأمر أموالا طائلة ، لكن قلة ذات اليد لم تقعد أبا عمر عن العمل ، بل كان يطوف ويرد كل مكان ليجمع المال ممن يتوسم فيهم الخير ، حتى كان الشيخ أبو مصطفى يتعجب ويقول له : من أين تأتي بكل هذه الأموال ؟ فيقول مبتسما بلهجة الواثق المتيقن : ما دمت تعمل لله فإن الله لن يضيعك .. وقد استطاع أن يكسب إلى صف الحركة لصالح العمل العسكري ويجند الكثيرين حتى من أبناء الاتجاهات الأخرى بل وحتى من الأجهزة الأمنية المختلفة .. يعمل ليل نهار دون كلل أو ملل ودون خوف أو وجل حتى في أحلك الظروف التي مرت بها الانتفاضة كان يرد على من يطالبه بالتريث قائلا : لا والله لن أتوقف مهما كلف الأمر حتى لو عملت لوحدي . حبه للمحن والابتلاء ؟؟ ومما يؤثر عنه أنه كان يبدأ أي عمل ويجرب أي سلاح جديد بنفسه ، ويقول : أولاد الناس ليسوا لعبة . ونحن أولى أن نبدأ التجربة .. كل ذلك حرصا على اخوانه من أن يمسهم سوء .. حتى أنه أصيب قبل استشهاده بثلاثة أيام بشظية في كتفه حينما كان يجرب احدى القنابل ، وكان بعدها يضحك ويقول : الحمد لله الذي حبب إلينا المحن ، وهون علينا الابتلاء . وحينما وصل للمستشفى سأله الطبيب ماذا تعمل ؟ قال : عندي ورشة قنابل ، قالها وهو يبتسم..! وأكثر ما عرف عن شهيدنا البطل تعلقه الشديد وحبه للقائد العام لكتائب القسام الشيخ صلاح شحادة حتى انه قال له في أحد الايام " اسأل الله ألا يفجعني فيك " هذا ما قاله الشهيد زاهر صالح نصار للشهيد صلاح شحادة قائد كتائب القسام في فلسطين فرد عليه الشهيد شحادة " و أنا اسأل الله ألا يفجعني فيك " فكان الله قريب يجيب دعوة الصالحين من عباده فلم تمضي سوى خمسة ايام حتى نالا الشهادة معا إثر قصف صاروخي صهيوني غادر لحى الدرج في مدينة غزة لم يترك لأي منهما الفرصة كي يفجع أو يحزن على الآخر بل خلط دمائهم بأشلائهم بتراب فلسطين الذي عشقاه . صواريخ ارض ارض؟؟ ومن المعلوم أن المخابرات الإسرائيلية تابعته عبر عملائها من أول أيام الانتفاضة التي تعرض خلالها وبالتحديد في يوم 18 / 4 / 2001م ، للقصف بصواريخ أرض أرض ، وهو في بيت أقاربه حيث استشهد القسامي البطل محمد ياسين نصار ، وأصيب والده إصابة خطيرة كما أصيب أبو عمر بإصابات وحروق بالغة مكث بعدها فترة طويلة حتى تماثل للشفاء. لكن ذلك لم يلن من عزيمته بل حتى قبل شفائه واصل عمله كأن شيئا لم يكن ، الأمر الذي كان له أبلغ الأثر على اخوانه والعاملين معه .. وإذا تحدثت عن كرمه وسخائه ، فإنما تتحدث عن الكرم الطائي ، والله دون مبالغة ، فالدنيا كانت في نظره تافهة والمال في يديه ليس له ، يغدق على إخوانه لا يرد أحدا مهما كان .. فكان دائما يقيم الولائم ويدعو إخوانه للطعام في بيته . كما كان محبا للصغار يداعبهم ويلاعبهم ويشتري لهم الألعاب والحاجيات فكان ذكره دائما على ألسنتهم .. كان يُشْعِر كل أخ بأنه أحب إخوانه إليه .. وكان إذا استشهد أخ من اخوانه حزن على فقدانه حزنا شديدا ، وكان أكثر ما حزن على فراق الشهيد محمود عيسى ، ولذلك كان يكثر من الدعاء ويقول : اسأل الله ألا يفجعني في أبو مصطفى " الشيخ صلاح شحادة " .. وفعلا فقد اصطفاهما الله معا . الانتقام الانتقام؟؟ و في بيت الشهيد حاولنا لقاء أحدى أخواته او زوجته لكننا لم نستطع فقد كان البيت مزدحما بالنساء اللواتي علا صوتهم بالتكبير والتهليل و الدعوة بالثأر و الانتقام مرددين " الانتقام الانتقام يا كتائب القسام " لكن بعد محاولة منا تمكنا من إجراء لقاء سريع جدا مع أحدى اخواته التي قالت لنا و الفرحة تغمر وجهها " الشهيد زاهر من مواليد مدينة غزة و موطنه الاصلي بيت دراس تعلم حتى حصل على الشهادة الثانوية و كان يتمنى السفر لإكمال دراسته لكنه منع من السفر " و اشارت إلي أن الشهيد يحب المزاح و المرح لكنه في نفس الوقت عملي جدا و اضافت " لقد التحق الشهيد بالمقاومة و الحركة الاسلامية منذ الانتفاضة الاولي و قد تعرض لأربع محاولات إغتيال من قبل قوات الاحتلال بعضها على ايدي عملائه " مشيرة إلي أن اخر هذه المحاولات كانت في العام المنصرم . اكتب حياتك بالدم؟؟ و يذكر نصار " أن الشهيد كان يردد بيت شعر يقول فيه " اكتب حياتك بالدم ... اصمت و لا تتكلم " مشيرا إلي أن الشهيد كان قليل الكلام كثير الفعل و اضاف " قبل إستشهاده بست ساعات قال لي انا مغادر بدي لو تقطعت ما تهتز و انا ارى مغادرتي امام عيني " مشيرا إلي أن الشهيد ختم حديثه معه بالدعوة للمجاهدين بالثبات و القدرة على حمل الامانه و تابع " كان الشهيد قائدا قساميا فقد كان يشرف على تطوير طرازين من الصواريخ قبل إستشهاده " مشيرا إلى أن الشهيد اصيب قبل استشهاده بايام في احدى التجارب و اضاف " عندما اصيب اتصلت به اخته لتطمئن عليه فقال لها انا بخير و اذا استشهدت لا اريد أن تبكي علي و في اليوم الذي اصيب فيه الشهيد تبرع بوحدة دم في مستشفى الشفاء " و عرف عن الشهيد حبه للأطفال فكان يركز عليهم قائلا " هم عدة المستقبل لدرجه انه اصطحب معه طفل لا يتجاوز ال 13 عاما في احدى التجارب لاحد الصواريخ. صحبة الدنيا والاخرة؟؟ و لم يكن نبأ استشهاد زاهر نصار مفاجأ لاهل بيته فقد كان يعد اهل بيته لاستقبال مثل هذه الخبر و تشير اخته إلى أن الشهيد كان محافظا على كل ما هو طيب في العبادات و المعاملات معطاءا مضحيا لدرجه انه قد يستدين لاجل أن ينفق على اخوانه في الجهاد ، وكان محل ثقة اهل الخير الذين كانوا ياتون اليه دوما وعلى طول العام لتقديم العون والمساعدة سواء للمحتاجين او اسر الشهداء او للمجاهدين وكان لا يخجل في السعي في طلب العون من الاخرين . نعم لقد كتبت ايها الشهيد القائد حياتك بدمك ، وكنت كالجبل الاشم ، ان نطق بسر نطقت فكنت خير مجاهدا كاتما ، كتوما امينا قائدا ، محبا عطوفا ، لا تقارفقك الابتسامه ، وصدق فيك قول الله تعالى " اشداء على الكفار ، رحماء بينهم " نم هنيأ ابا عمر ، نم هنيئا ابا حماس ، نهم هنيأ ، يا من عرفناك بالضبع ، فقد كنت ضابعا للاعداء والعملاء ، فقد نلت ما تمنيت وكنت شهيدا مقرونا بمن احببت ، وتنمنيت ان تصحاب القائد ابو مصطفى في الدنيا وها انت تصاحبه في الاخرة ، في عليين ان شاء الله عند مليك مقتدر مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيك ،جمعنا الله بكم واطعمنا ما اطعمكم في اللقاء ان شاء حيث الملتقى . أشعر أنني في الجنة ؟؟ هذا اليوم كان مشهودا كأن أبو عمر كان يودع اخوانه ويودع هذه الدنيا فقد أيقن أنه سيلقى ربه قريبا قريبا . فقد كان يومها يجلس على شاطئ البحر حين قال لبعض اخوانه : والله لقد اشتقت إلى محمود عيسى جدا جدا وإني اشعر أني سألقاه قريبا جدا . بل قال لهم : الليلة إن شاء الله . وحينما دخل على أحد الاخوة نام على فخذه وقال له : يا أخي أشعر أنني مودع ، قال له : دعك من هذا الكلام ، فقال له : لا والله بل هذا ما أشعر به ، ودعاه أن يكملوا بعده المشوار ، وقال : أدعو الله أن يجعلني أشلاء !! وفي ذات اليوم كان يمازح اخوانه ويضحك ضحكا غير مألوف ويقول لاخوانه : والله إنني أشعر وكأنني في الجنة .. هذا اليوم بالنسبة لي غير عادي أشعر فيه شعورا غريبا . ... نعم ، فقد أنطقه ربه بالحق فكأنما ينظر من وراء الحجب ، وما إن حطت سيارته ودخل إلى بيت الشهيد الشيخ صلاح شحادة حتى سقط عليهما قدر الله فكان الموعد مع الله .. حتى لم تكد تعثر على أي شلو أو قطعة من جسدهما الطاهر .. الله الله فيك يا أبا عمر ..حينما تنظر إليه وهو يتكلم فكأنما تنظر إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ... حينما تنظر إليه وهو يتحرك ويعمل فكأنما تنظر إلى عمر ...حينما تراه يحدث ويحلل فكأنما تنظر إلى عمر ...حينما ترى إشفاقه على اخوانه فكأنما ترى عمر ...كان إذا ضرب أوجع وإذا أطعم أشبع وإذا قال أسمع !! فإلى رحمة الله ... يا أبا عمر ... يا أبا حماس . يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان