اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

السراب الخادع


أبي دجانة

Recommended Posts

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينامحمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

في هذا الزمان أعرض كثير من المسلمين عن اليوم الآخر ، والتفتوا إلى الدنيا حتى ملكت قلوبهم وعقولهم وأصبح جمع المال من أيى طريق كان أكبر همهم ومبلغ علمهم ، فالحلال عندهم ماحل باليد والجيب ولو كان حراما. والحرام عندهم ما تعذر عليهم أخذه ، وهذا يدل على عدم خشية الله تعالى في قلوبهم وإعراضهم عن دين الله تعالى

ومن هذة المكاسب المحرمة التى تساهل بها الكثير من الناس هى التعامل بالربا ذلك المال الحرام الذى من أكله مستحلا له فهو كافر والعياذ بالله ، لأن تحريم الربا معلوم من الدين بالضرورة قال تعالى ( وأحل الله البيع وحرم الربا ). ولم يعلن الله تعالى ورسوله صلى الله عليى وسلم الحرب على من يفعل معصية كما أعلنها على آكل الربا ، قال تعالى ( فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله ) وقال تعالى فى حق من تبين له حكم الربا ثم عاد إلى العمل به ( ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون)

وقد كشف النبى صلى الله عليى وسلم حقيقة الربا وأبان بشاعته وقبحه ، بما يردع كل مؤمن بالله واليوم الآخر عن مقاربته فضلا عن مقارفته ، حيث قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذى صححه الألباني رحمه الله فيالصحيحة 1871

( الربا اثنان وسبعون بابا أدناها مثل إتيان الرجل أمه)

فهل شئ أقبح من هذا ،وهل بعد هذا الزجر من زجر لأولىالإيمان والبصائر ، بل لقد فاق الربا في قبحه وحرمته أنواع الزنا كلها ،مع ما فلا الزنا من فساد الدين والدنيا ، مع ما فيه من خيانة كبرى لزوج المزنى بها ووالديها ، وما يؤدي إليه من فساد الأخلاق ، وارتفاع الحياء واختلاط الأنساب .وحد الزاني الرجم أو الجلد مع تغريبه ،وعقوبة الزناة في تنور مسجور تشوى أجسادهم ، زغم ذلك كله فإن الربا أشد تحريماً وأعظم جريمة،مهما كان الربا قليلا ،يقول علية الصلاة وأتم التسليم في الحديث الذي أخرجه الأمام أحمد بسند صحيح.( درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد عند الله من ستة وثلاثين زنية في الإسلام)

فإذا كان هذا في درهم واحد غكيف بمن يأكلون الأوف والملايين؟!

والربا هو كسب خبيث محرم ،وسحت لاخير فيه،ولابركة منه، بل يجلب الضرر والنقيصة في الدين والدنيا والحاضر والمستقبل على كل من شارك فيه وأعان عليه ورضيه بأى وجه من وجوه المشاركة ،من أخذ أو عطاء أو كتابة أو شهادة أو إعانة بمال أو إجارة لإهله أو تأييد لهم أو شفاعةأو دعايةلهم أو دفاع عنهم أو حماية لهم أورضا بما هم عليه أو غير ذلك من وجوه التأييدوالإعانة لإعل هذه المعاملة الباطلة الجائرة التى حقيقتها المحادة والمحاربة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم والظلم الشديد للعباد .فمعاملة هذه حقيقتها لاشك أن أضرارها كثيرة وعظيمة وأن عواقبها وخيمة وأليمة على الفرد والجماعة الذين يشتركون فيها وعلي المجتمع الذى يقر ذلك المنكر فلا ينكره ولا يسعى في تغييره وهى أضرار محققة ،معجلة ومؤجلة فمن ذلك:

1- عدم قبول الصدقة من آكل الربا لإن كسبه خبيث وقد قال تعالى ( ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون)وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذى رواه الإمام مسلم في صحيحه( إن الله طيب لايقبل إلا طيبا)

2- رد الدعاء ، فلا يستجيب الله دعاء آكل الربا، قال صلى الله عليه وسلم أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة

3-نزع البركة من العمر ومن الكسب ،قال تعالى :( يمحق الله الربا ويربي الصدقات )فهذا نص كريم ينذر بشؤم عاقبة الربا .والواقع يشهد بذلك أيضا فكم من إنسان يتعامل بالربا أو يعمل به وعنده الأموال الكثيرة ولكن لابركة فيها ولا فائدة منها.

4-أكل الربا سبب للحرب من الله ورسوله وكفى بها خطرا على الشخص والمجتمع في كل شأن من شؤونه ،ومن ذا الذى سيثبت لحرب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ببدنه وبماله وعشيرته وكل ما أوتي من قوة ،قال تعالى مهددا لأكلة الربا:(فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله ).

5- أكل الربا موجب للعن من الله ورسوله ،واللعن هو الطرد الله والإبعاد عن مظان الرحمة لكل من اشترك في الربا بأى وجه من الوجوه كما روى عن جابر رضي الله عنه فقال: ( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه وقال هم سواء) رواه الإمام مسلم.

6-أكل الربا من أسباب سوء الخاتمة ، لإن من الذنوب ما يستوجب به صاحبه نزع الإيمان ، ومن ذلك الذنب الربا فيفتن به صاحبه عند الموت فيلقى ربه مرابيا عاصيا لله ورسوله محادا لله ظالما لعباده فيفارق الدنيا علي لأسوأ حال منقلبا إلي أسوأ مآل .

7-أكل الربا كما جاء في الحديث يعذب في قبره بالسباحة به وسط النهر وهكذا كلما أراد الخروج رمي في فيه بحجر فيرجع حيث كان، ويم القيامة يقوم من قبره كقيام الجانين الذين مسهم الشيطان ، قال تعالى ( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) أي يقومون من قبورهم في صور المجانين ، ولعل ذلك من سوء حالهم وما يعتريهم من وحشية في قبورهم وما نالهم من عذاب بعد موتهم وذلك من أجل أكلهم الربا .

8-من مات وهو يتعامل بالربا فإنه متوعد بالنار لقوله تعالى ( ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )،ثم ذاد في الوعيد فحكم عليهم بالخلود في النار والعياذ بالله ، وهو تهديد تتصدع منه القلوب وتقشعر لهو له الجلود.

الآن أخي المسلم بعد أن عرفت حقيقة الربا الذي هو تطبيق قبيح لربا الجاهلية الأولي وتبين لك حكمه وبعض أضراره وأخطاره على المرء نفسه في دينه ودنياهوآخرته وعلى المجتمع من كل جهة عاجلا وآجلا،فماذا أنت فاعل بعد ذلك في أموالك ؟

أم تنقذ نفسك من النارومحاربة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وتكون ممن يتقي الله ويخافه ويتجنب الربا بكل صوره؟

لا أظنك -إن شاء الله -ممن سيستمر على أكل الربا أو يعين عليه بعد أن عرفت حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فيه،وما جاء من الوعيد الشديد لمن تعامل به، وأعيذك بالله من ذلك لأن إيمانك بالله ورسوله سيكون رادعا وزجرا لك عن الإستمرار في العمل بالربا ، وسيكون معينا لك على ترك هذا العمل الأثيم والمكسب الخبيث ، وإذا أردت أخي المسلم التخلص من الربا فتوكل على الله وتأكد أن كنت صادقا في تركه أن الله سييسرلك ذلك وسيشرح صدرك لتركه ويعوضك خيرا منه ، قال تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) وقال صلى الله عليه وسلم ( من ترك شئ لله عوضه الله خيرا منه ) ثم إن المجالات الي يمكن أن يستثمر الإنسان فيها أمواله كثيرة جدا وليست محصورة في مجالات الربا فقط .فعلى المسلم الصادق أن يبحث عنها ويستثمر أمواله فيها إن كان يريد السلامة لدينه والنجاة من عذاب ربه ، وأن لايلجأ إلى المكاسب المحرمة في زيادة أمواله ، بل عليه أن يرضى بما قسمه الله له حتى وإن كان قليلا ، لأن المال الحلال وإن كان قليلا فهو خير من المال الحرام الكثير وأعظم نفعا لقوله تعالى (قل لايستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث)

وإن النعم والترف الذي سيعيش فيه الأنسان نتيجة الكسب المحرم كل ذلك والله سوف ينسله الإنسان في أول سكرة من سكرات الموت أو في أول ضمة من ضمات القبر الشديدة التي أخبر بها الصادق المصدوق صللا الله عليه وسلم (قال لو نجى أحد من ضمة القبر لنجي سعد ابن معاذ )

ـو في موقف واحد من مواقف القيامة العظمى ، فعلى المسلم العاقل أن يعي ذلك جيدا ، وأن يبتعد عن الأعمال المحرمة عموما وأن لايجعل حب المال ينسيه ربه ودينه ومصيره ومآله، فإن الأنسان مهما كان فهو والله أضعف من أن يتحمل شيئا من عذاب الله ، فلا داعي للمباكرة والعناد والإستمرار علي الخطأ.

((صور بعض المعاملات الربوية المنتشرة في هذا الزمان))

يقع الكثير من الناس في هذا الزمان دون علم من بعضهم وتعمد من البعض الآخر في معاملات ربويةمحرمة مشؤومة، فمن ذلك:

1-الأقتراض النقدي بفائدة (كأن يقرض الدائن المدين 100 جنيها على أن يردها بعد مدة 120 جنيها مثلا)

2- تأجيل الدين إذا حل وقت سداده إلى أجل مقابل زيادة المبلغ.

3-شراء بطاقات الإئتمان كالفيزا وغيرها .حيث إن قيمة هذه البطاقات يعتبر فائدة للبنك وأيضا فإن التوقيع بالموافقة على دفع الفوائد المالية إذا تأخر تسديد قيمة ما يستفيده الإنسان من البطاقة يعتبر رضا بالربا وإقرار به وهذا حرام ، حتى ولو لم يدفع الإنسان فوائد للبنك ،لكنه قد وافق من البداية على الدفع، كما أفتى بذلك العلماء الناصحون.

4-بيع العينة :وهو أن يذهب الدائن إلي محل تجاري ويشتري منه بضاعة معينة شراء صوريا ليس له بها غرض سوى التوصل إلى بيع الدراهم بأكثر منها ،ثم بعد ذلك يبيعها على المستدين ثم يعود المستدين فيبيعها على صاحب المحل ويخرج بدراهم وهذا عين الربا ،

وهو أيضا بيع ما لا يملك الإنسان ، وبيع المدين السلعة قبل قبضها وحيازتها على من اشتريت منه وكل ذلك حرام.

5-شراء وبيع أسهك البنوك الربوية أوأسهم الشركات والمؤسسات التي تستثمر أموالها في الأعمال الربوية.

6-فتح الحسابات في البنوك الربوية وأخذ الفوائدعليها.فيجب على كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن ينتبه لذلك جيدا وأن يحتاط لنفسه ،وأن لايقدم على أى معاملة مالية لايعرف حكمها حتى يسأل عنها أهل العلم الوثيقين لئلايقع في شئمن الربا وهو لا يشعر.

وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى وأغنانا بحلاله عن حرامه إنه ولي ذلك والقادر علية والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخوكم أبي دجانة. :)

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم .. الموضوع مكرر عدة مرات .. و هذا يشكل عبئ على المنتدى .. مع رجاء عدم نقل صفحات من على الشبكة .. يكفى جدا ملخص و الوصلة .. شكرا

بسم الله الرحمن الرحيم .. إن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا .. صدق الله العظيم ( النساء – 145 )
رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 0
      بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد : هذه الرواية هى ثانى رواية كتبتها عندما كنت فى السادسة عشر وهى قصة حقيقية المتغير فيها فقط هو أسماء الأشخاص الثلاثة الذين قاموا برحلة العمل الفاشلة رحلة السراب فى باحة الدار رقد يستجدى النوم،بخص عينيه محاولا لكم بلا فائدة لقد أبق النوم وصدف عنه حاول مقاولة النوم ثانية لكنه ماطله كما حدث فى المرة الأولى نهض من رقدته جالسا القرفصاه واضعا رأسه بين يديه السكون شىء مخيف يبعث فى نفسه الخوف كل شىء ساكن خارجيا لكن داخليا لا يعلم
    • 2
      الوسيط الخادع.. دور الولايات المتحدة في إسرائيل وفلسطين (الشبكة الإسلامية) ما الذي حدث للولايات المتحدة التي أصدرت الإنذار الشهير في عهد الرئيس الأميركي الأسبق دوايت أيزنهاور لأطراف العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956 بالتوقف عن عدوانهم, حتى تصل إلى عهد الرئيس الحالي جورج بوش الذي يكتب خطابات موجهة للشرق الأوسط يغتبط بها اليمين الإسرائيلي لأنها صيغت كما يشاء ويهوى؟ كيف حدث التردي الأميركي في الموقف الشرق أوسطي ليصل إلى مرحلة يقول فيها بوش الابن عن رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون : "إنني
×
×
  • أضف...