إرهاصات دستورية

[عادل أبوزيد]

فى العشرة ايام الأخيرة قرأت ثلاث مقالات احدها فى مجلة اكتوبر بقلم مصطفى محمود كل هذه المقالات تتكلم بجرأة على تمثيل ال 50% عمال و فلاحين.

هل لاحظ أحد مقالات او موضوعات فى نفس الموضوع ؟

هناك مثل شعبى يقول " الجعان يحلم بسوق العيش " هل الأمر مجرد أحلام محبطة ؟

أم تراها بالونات اختبار لمعرفة حجم رد الفعل ؟ و اذا كان الأمر كذلك هل نقف متفرجين ؟ هل يسعنا المساعدة بشىء ؟ نداء على الإنترنت مثلا ؟

أم ان الأرجح انها احلام جوعى لاغير ؟

[مصرى]

الحركة للأحياء.. والسكون للموتى!

هل نسير بالسرعة المطلوبة.. وهل نتحرك.. أو أننا نتكلم ونجتمع وننفض فى لجان؟

ولماذا ننتظر ألف يوم حتى نصدر الكتاب المصرى والمنتجات المصرية إلى الخارج فى حرية دون أن نقبض على المصدر لأنه لم يتلق أمواله فى موعدها بتهمة التهريب؟! وكيف يكون انتشار الكتاب المصرى فى الأسواق العربية تهريبا؟!.. وكيف يكون عبور المواهب المصرية إلى الأقطار العربية على جناح الكتاب تهريبا؟!.. لماذا لا يعدل هذا القانون فورا دون انتظار؟!.

هذه أمور لا تحتاج لألف يوم.. لأنها بداهات.. وإنقاذ التعليم من التكدس والزحام واللا جدوى.. بداهة أخرى عاجلة..

إن طلاب اليوم فى هذه الفصول المجانية المكدسة والتى لا تتلقى بالفعل أية تربية أو تعليم هم وزراء الغد. فأى وزراء سيكونون وهم بهذه الصفة من الجهل والبطالة والضحالة العلمية.

وبماذا يفتى خمسون فى المائة من الفلاحين والعمال فى مشاكل الكمبيوتر والهندسة الوراثية ومشاكل الأوزون والبيئة وبدائل الطاقة، وما هو محصولهم العلمى ليشاركوا فى هذه القضايا التى هى قضايا العصر و الساعة..

هل هم مجرد متفرجين؟.. أم مجرد مصفقين؟.

وما هى إضافتهم الحقيقية؟.. وفى وقت مطلوب من كل فرد فيه أن يكون إضافة حقيقية لا مجرد صورة وبطاقة عضوية..

***

وما يقال فى مصر لابد أن يقال مثله فى ليبيا وسوريا واليمن والسودان إذا أريد بالفعل الخروج من أوحال الموقف الحالى.. وإذا أريد الحصول على صحبة فعالة وأيد حرة تشارك فى تغيير وتحديد المسير والمصير..

إن التحدى اليوم هو إسرائيل..

وهو تحد لا يواجه بالهتافات والشعارات والمزايدات..

وإنما بالعلم والاقتصاد والصناعة المتطورة والسلاح المكافئ واتحاد الكلمة ووضوح الموقف..

وعلى مصر أن تأخذ حجمها فى هذه الجبهة المتحدة، وأن يسمع صوتها ويعرف ثقلها.. ولابد أن تنتهى الحساسيات والتحيزات والتحفظات إذا أريد لهذا الجمع الفعال أن ينشأ.

وهناك وقت مطلوب لإصلاح البيت من الداخل فى كل دولة، ولإصلاح مداخلنا إلى البيوت الأخرى، وإلى إصلاح حوارنا ولغاتنا وتغيير مواقفنا التقليدية ومخاوفنا العائلية..

وإذا كان إصلاح البيت الداخلى سيحتاج إلى ألف يوم..

فكم ألف شهر آخر سيحتاج بناء الهيكل العربى الكبير وإصلاح وترميمه؟.

إن إيقاع التاريخ فى زماننا أسرع من أن ينتظر آلاف الشهور وآلاف الأيام.

إن الدنيا تجرى.. تهرول.. تلهث..

والعلم يتطور وذاكرات الكمبيوتر يخزن فيها كل يوم من المعلومات والإحصاءات أضعاف ما عرف التاريخ فى ألف سنة مضت..

وفى كل يوم تخرج نظرية ويولد اختراع.. فمتى نتابع ونتعلم ونهضم ونجد الفرصة لنخترع بدورنا وندخل فى مجال المنافسة؟.. ونحن إلى الآن مكبلون باللجان التى تجتمع وتنفض وبالقوانين العتيقة التى انتهى عمرها الافتراضى.. والتى مازالت تحكمنا من مقابر الغفير.

مطلوب شجاعة تواجه هذا كله..

ومطلوب حزم وبتر.

وجامعتنا التى تحولت إلى مدارس ثانوية من الدرجة الثانية تعج بالضجيج والزحام وتمضغ محاضرات وملخصات انتهت موضاتها.. والمعامل خلت من الأجهزة، وطالب الطب لا يجد فرصة ليفحص مريضا أو يمارس التشريح بيده أو يجد موطأ قدم ليشاهد جراحة، وطالب العلوم لا يجد مختبرات على مستوى العصر.. وطالب الفلك الذى يذهب إلى مرصد القطامية يفاجأ بالمرصد متوقفا منذ شهور بسبب المرآة التى فى حاجة إلى طلاء أو إصلاح أو استبدال.. لا أحد يدرى.

وهو يعرف من كتبه ومقرراته أن علوم الرصد الفلكى سبقت الآن مرصد القطامية بكثير.

مطلوب شجاعة تواجه هذا كله، ومطلوب أموال توضع فورا فى مكانها لإصلاح هذا كله.

ليس عيبا أن نكون فقراء.. ولكنها جريمة أن نكون متخلفين.

والعقل لا يعرف مستحيلا.. و هو يستطيع أن يبدأ من الصفر..

واليابان بدأت من الصفر..

وألمانيا الغربية بدأت من تحت الصفر.

وكوريا الجنوبية بدأت من تحت الصفر..

ولكن المناخ الحر والديمقراطية، والفرص المتاحة والهيكل السياسى المرن، فتح الباب على مصراعيه للعمل والتنافس والخلق الإبداع، فارتفع البناء فى سنوات قليلة وحدثت المعجزة.

واليوم.. نسمع عن المارك الألمانى والين اليابانى.. والصناعات الألمانية واليابانية تقتحم على أمريكا أسواقها.

لسنا فى حاجة لألف يوم لكسر قيودنا..

ونقول للخائفين من ردود الفعل: إن الماضى المتراكم بأخطائه سيفجر الموقف بما يشتمل عليه من بؤس وبطالة وعجز بأخطر مما يفعل أى تغيير.. لأن التغيير سوف يعود بالأحسن.. أما البقاء على ما نحن فيه فإنه لا يعود بشىء وأعود فأكرر:

إن الخروج من أوحال الخليج يبدأ من هنا.. ونفس الكلام ينطبق على كل بلد عربى.. على سوريا وليبيا والسودان واليمن والعراق والجزائر والمغرب وباقى الاخوة.. فلغة التقدم أصبحت كلها لغة واحدة.. ومفرداتها هى هى فى كل مكان..

والرد على التحدى الإسرائيلى.. يبدأ من نفس المنطلق..

وعلى الإسلاميين أن يتحاوروا بنفس اللغة.. وأن يتقنوا نفس المفردات.. فالإسلام يضع العلم على رأس أولوياته، والشورى على رأس سياساته وهو ليس غريبا عن هذا القاموس الجديد من الديمقراطية والحوار.

أما أعداء الإسلام الذين لا يرون من الإسلام إلا اللحية والجلباب والقبقاب والتعصب والجمود على السلف فهم خارج الموضوع.. وهم أيضا خارج التاريخ.

وقد جاء الوقت ليتحرك الأزهر من موقف المحافظة والتقليد إلى ساحة الاجتهاد والإبداع.. فالإسلام نفسه دين متفجر لا يتوقف عطاؤه، وآيات القرآن تسبق العصر دائما بما تحوى من معان متجددة، والتفسير القرآنى لا يتوقف عند ابن عباس وابن كثير والطبرى والزمخشرى.. بل هو مستمر فى العطاء إلى أن تقوم الساعة.

الحركة.. الحركة يا أخوة.. فقد طال الركود والجمود والسكون حتى كاد يسلمنا إلى الشلل..

الحركة فى كل شىء وفى كل ميدان.. وفى كل مجال.. فالحياة ذاتها حركة والفكر حركة.

ولا سكون إلا للموتى..

الحقيقة

وجدت أن المقال المنوح عنه من الأخ مصرى جدير بالنشر كاملا مع الاشارة باللينك وأشكره على حسن اختياره لهذا المقال

رجب

http://octobermag.com/issues/1373/artDetai....asp?ArtID=6571

[ragab2]

المشكلة

أن الخمسين فى المائة ممثلين العمال والفلاحين

هم تبع الحكومة ويسيروا حسب التعليمات

ولا تستغنى عنهم الحكومة

[مصرى]

المشكلة

أن الخمسين فى المائة ممثلين العمال والفلاحين

هم تبع الحكومة ويسيروا حسب التعليمات

ولا تستغنى عنهم الحكومة

صحيح .. ولكن الخمسين فى المائة التانيين هم تبع الحكومة ويسيروا حسب التعليمات ولا تستغنى عنهم الحكومة

:lol: