التغيير و الثبات

[ابو حلاوه]

في اثناء دراستي لعلم النظم و السيبيرنيتيكس ...و هو علم يمثل نقطة التقاء هامة بين الكثير من العلوم الاخري مثل الفيزياء و الرياضيات بل و بعض العلوم الاجتماعية الاخري .. التاريخ و علم النفس .. بل و الفلسفه .. --- اتيحت لي الفرصة للاضطلاع علي اعمال مجموعة بالوالتو .... و هي مجموعة من الاطباء النفسيين بمشاركة من علماء رياضيات و كمبيوتر و علماء انثروبلوجيا .. كان هدفهم الاساسي وضع مبادئ و اساليب علاج نفسي قائمة علي اكتشافاتهم في نظرية النظم ...

و من اكثر الكتب التي اثارت انتباهي و قرأتها عدة مرات كتاب اسمه التغيير ...

التغيير قد يبدو مفهوم غريب و غير محدد ... ... كثير من الشعوب بتعاني من سنوات احباط و يأس لقرون طويلة و فجأة نجد تلك الشعوب و قد ازاحت الغبار و نهضت بعزم و قوة شديدة ... و العكس صحيح ...

و علي مستوي الافراد .. نجد نفس الواقع ... انهيار شديد مستمر و معاناه للفرد و اسرته يليه نهوض مفاجئ غير مفسر و ايضا العكس صحيح ...

كيف تتكون المشكلة و كيف نصل للحلول هو هدف كتاب ---التغيير..principles of problem formation and problem resolution .... لبول فاتسلافيك و ويكلاندwazlawick, fich, weakland و فيش يحاول ان يرصد معني التغيير .. ليس فقط علي مستوي الافراد و لكن علي مستوي الجماعات و الشعوب ... و ادواتهم المنطق

و سأحاول ان اعرض بعض الافكار الرئيسية للكتاب في عدة مداخلات

[ابو حلاوه]

يبدأ الكتاب بعرض بعض الوقائع التاريخية ... في القرون الوسطي و بالتحديد عام 1334 تمت محاصرة احدي القلاع الالمانية الحصينة لمدة شهور طويلة ... و اصبح الوضع لا يحتمل للمحاصِر و المحاصْر ... المختبأون بالقلعة كانوا علي وشك المجاعة و لم يتبق من تموينهم سوي بقرة و جوالين من الشعير و الجيش المحاصر بالخارج يعاني من البرد و الملل .... و ان كان وضعه الهجومي و امدادته و تجهيزاته اقوي بكثير ...

و وسط ارتباك كل من في القلعة و احساسهم بان الهزيمة اصبحت وشيكة و خوفهم من الموت جوعا او بسيوف الاعداء .. امر قائد القلعة بذبح البقرة و بقر بطنها و وضع جوالي الشعير بداخلهم و القاء البقرة من اعلي القلعة ...

و كانت النتيجة لدهشة الجميع ان الجيش المهاجم ... بدأ في الانسحاب

و يستمر الكتاب في عرض بعض الاحداث .... ففي الحرب العالمية الثانية كان احد العملاء المزدوجين الانجليز المخلصين -- سنو -- في غاية التأثير و كانت المخابرات الانجليزية تعرف من خلال اتصالاته بالالمان الكثير من احتياجات الالمان للمعلومات و كان الالمان يعتبرونه من افضل الجواسيس في انجلترا ....

و قرر الانجليز تدعيم -- سنو -- بجاسوس اخر اسمه -- بسكيت -- ليتعامل ايضا مع المخابرات الالمانية -- و بيسكيت كان له تاريخ اجرامي حافل ... و لكن لم تحاول المخابرات الانجليزية ان تعرف الجاسوسين انهم يعملان من اجلها .. و التقي الاثنان و هم لا يعرفان انهم يعملان معا مع المخابرات الانجليزية ... و لكن كل ما يعرفانه انهم لديهم لقاء مع احد ظباط المخابرات الالمانية علي الجهة الاخري من المانش الذي كان سيتولي تدريب بسكيت لمدة عدة اشهر --...و في القارب و اثناء الرحلة لم يحتاج الموضوع لوقت كبير حتي استنتج الطرفان الطبيعة المزدوجة لعملهم مع المخابرات الانجليزية ... و لكن سلوك كل فرد منهم جعل الاخر يشك ان الاخر يعمل بالفعل و باخلاص لصالح الالمان و انه معرض ان يكشف الاخر عن شخصيته لدي الضابط الالماني بمجرد الوصول للساحل البلجيكي

و اصبح الموقف كابوسا لكلا منهم فمن ناحية كل و احد لا يثق بالاخر و من ناحية اخري لا يستطيع ان يتخلص منه و انتهي الموقف بقرار سنو بتقييد بيسكيت و العودة مرة اخري لانجلترا ... و قد يبدو القرار منطقيا .. و لكن قراره هذا ادي لفشل المهمة التي وضع عليها الانجليز اهمية كبيرة لمعرفة قلب المخابرات الالمانية و اجهزة اتصالها

و الملخص انه احيانا بعض القرارات التي تبدو متسرعة بل و مجنونة و غير عاقله ... تحمل في طياتها الحل الذي لم يستطع ان يجده المنطق و العكس صحيح .. فاحيانا ما قد يبدو منطقي للغاية و عقلاني ينتهي بالفشل

[Proud Muslim]

و الملخص انه احيانا بعض القرارات التي تبدو متسرعة بل و مجنونة و غير عاقله ... تحمل في طياتها الحل الذي لم يستطع ان يجده المنطق و العكس صحيح .. فاحيانا ما قد يبدو منطقي للغاية و عقلاني ينتهي بالفشل

 

 

:? :? :?

صحيح ..أحيانا و ليس دائما .!!

جزاك الله خيرا على الموضوع الجميل .

تحياتي .

[ابو حلاوه]

الاشياء تتغير...... و لكن تبقي كما هي

مثل فرنسي .. لمسته عن قرب .......

فالشعب الفرنسي الكاثوليكي للنخاع منذ عدة عقود .... اصبح غالبيته العظمي لا يؤمن بالكنيسة .... و اصبح رجال الدين الكاثوليك مثار لالقاء النكت ... و الكثير هنا يجاهر بانه غير مؤمن ... يبدو هنا التغيير واضح بل اقرب للثورة منه للتغير فالامور قد انقلبت راسا علي عقب ... و لكن بقليل من التامل ....... الصورة ليست كذلك علي الاطلاق.....

الاعتراف ما زال جزا لا يتجزا من الديانة الكاثوليكية ... و رجل الدين الكاثوليكي يشكل قيمة خاصة عند المتدينين لانه حامل الاعتراف و مشارك الفرد في عباة .... و هي فكرة عبقرية

و لان الكثير لا يؤمن بالكاثوليكية ... بقت فكرة الاعتراف و لكن بشكل اخر .. و كثيرا ما كنت اواجه هذا الموقف ... مريض ياتي و يتكلم معي .. و هو في واقع الامر يمارس الاعتراف بكل حذافيره .. و لا انكر انني لم اكن اشعر بارتياح في تلك المواقف .. فانا طبيب و من امامي لا يعاني من اي مرض نفسي و لا يحتاج الي اي علاج نفسي او كيميائي .. انا فقط امارس دورا اجتماعيا كان يمارسه رجال الدين من قبل و سحبه المجتمع منهم ليعطية للاطباء .. و بدلا من الكاثوليكية اصبح الاسم التحليل النفسي او اي اسم اخر

في الصين ... و في ايام الثورة الماوية ... تحرك الثوريون لازالة اسماء كل المحلات و الهيئات الحكومية .... و التي ترتبط بالكونفوشيوسية . ... و التي كانت تعتبرها الثورة عدو من الضروري القضاء عليه و محو اثاره علي المجتمع الصيني .... و لكن المفارقة ان الكونفوشيوسيه احد افكارها الرئيسية ان الاسم هو جوهر الشئ ... و لذلك فالثوريون الماويين في واقع الامر كانوا بيضعوا موضع التنفيذ ما يدعون انهم يحاربونه

[Proud Muslim]

معلش عندي سؤال يمكن يكون غريب ..

هو حضرتك دكتور نفساني ؟؟

لو كان ..يبقى ماشاء الله .. أنا طول عمري نفسي أعرف دكتور نفساني . :)

يعني ساعات بيكون عندي أسئلة غريبة ..

[مصرى]

كثير من الشعوب بتعاني من سنوات احباط و يأس لقرون طويلة و فجأة نجد تلك الشعوب و قد ازاحت الغبار و نهضت بعزم و قوة شديدة ... و العكس صحيح ... 

و علي مستوي الافراد .. نجد نفس الواقع ... انهيار شديد مستمر و معاناه للفرد و اسرته يليه نهوض مفاجئ غير مفسر و ايضا العكس صحيح

هيه دى يا دكتوووووووور أبوحلاووووووووة .. الحقنى بيها الله يخليك :shock: