أسامة الكباريتي بتاريخ: 20 فبراير 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 20 فبراير 2003 بسم الله الرحمن الرحيم في الوقت الذي يتناطح حكماء الأمة جدلا حول "كم شيطان يتربع على رأس الدبوس" .. يتململ العالم فرقا من تداعيات ما يرسمه شياطين واشنطون وتل أبيب: خريطة جيو ـ سياسية جديدة.. للعالم العربي! بقلم: محمد مشموشي/كاتب لبناني صحيفة البيان الإماراتية 18/2/2003 "إسرائيل"، «الإمبراطورية» الإقليمية اليمينية بامتياز، هي التي ستلاقي الولايات المتحدة، «الإمبراطورية» الكونية اليمينية بامتياز أيضاً، في منتصف الطريق في خلال أيام قليلة في واشنطن، لترسما معاً ما يوصف بالخريطة الجيو-سياسية للشرق الأوسط الجديد، بعد الحرب الأميركية على العراق من جهة والحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني من جهة ثانية. لن يكون أقل من ذلك. وربما بالتفصيل الممل، هدف القمة السريعة المقبلة بين الرئيس الأميركي (جورج دبليو بوش) ورئيس الوزراء الإسرائيلي (أرييل شارون)، وجدول الأعمال الموضوع لها. فطريقهما إلى الحربين كان ولا يزال طريقاً واحداً، وقد مشياه معاً، وبالتالي فما بعدهما يجب أن يكون واحداً، وأن يلتقطا ثماره بدورهما معاً ويداً بيد. على هذا الواقع، الذي قد لا يجادل فيه إلا المكابرون، يظهر بسرعة أكثر من دليل: فالمعلقون الإسرائيليون، من المعارضين لشارون ومن المؤيدين، يتفقون على أن زيارته المقبلة لواشنطن ستكون بالغة النجاح بكل المعايير الإسرائيلية، بل إنها حققت أكبر نجاح له حتى قبل أن تطأ قدماه أرض الولايات المتحدة، في زيارته التي ستكون الثامنة للدولة العظمى الوحيدة في العالم في خلال أقل من عامين. في رأي بعض هؤلاء أن أول ما سيفعله شارون هو تقديم أسمى آيات الشكر للرئيس بوش على الدعم الواسع، المباشر وغير المباشر، الذي محضه إياه قبل وعشية وفي أثناء الانتخابات الإسرائيلية التي حقق فيها وحزبه «ليكود» أكبر انتصار في تاريخ "إسرائيل" منذ العام 1948. كان يمكن لواشنطن مثلاً، يرى هؤلاء، أن تقلب نتائج الانتخابات رأساً على عقب، أو أقله أن تحجم «ليكود» والأحزاب اليمينية والدينية، لو أنها أثارت أية تحفظات على شارون وسياساته في الأراضي الفلسطينية المحتلة في فترة العامين الماضيين، أو لو أنها حددت موقفاً جدياً وعادلاً من مستقبل عملية التسوية في المنطقة في فترة العامين المقبلين. وفي رأي هؤلاء أن «الحظ» وقف بدوره إلى جانب شارون هذه المرة، بانفجار مكوك الفضاء الأميركي «كولومبيا» وعلى متنه رائد فضاء إسرائيلي إلى جانب ستة رواد فضاء أميركيين، ليقدم إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي «شهادة رفقة سلاح» على مذبح العلوم واكتشاف الفضاء -إلى جانب «رفقة السلاح» على مذبح العمل السياسي، وخصوصاً على مذبح «مكافحة الإرهاب»- يحملها شارون مزهوا إلى صديقه وحليفه بوش لتعميد صداقتهما وتحالفهما بالدم. وأن ينفجر المكوك فوق مدينة في تكساس، يطلق عليها اسم «فلسطين»، فلذلك معنى ديني وسياسي لدى كل من شارون وبوش على حد سواء. جديد التحالف كذلك، يضيف المعلقون، فإن شارون سيحمل معه مبادرة الرئيس المصري حسني مبارك لتهنئته بالفوز في الانتخابات ودعوته للقاء قريب في شرم الشيخ، باعتبارهما (التهنئة والدعوة) انتصاراً كبيراً ليس لشارون ولسياساته تجاه العرب والفلسطينيين فقط وإنما أيضاً للرئيس بوش الذي قدم له كل الدعم، وتجاهل كل موقف عربي على امتداد الفترة الماضية. لكن الأكثر دلالة في هذا الصدد هو ما قالته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية في تعليق لها أخيراً عن المساعدات المالية وضمانات القروض الأميركية (حوالي أربعة عشر مليار دولار) التي بات مؤكداً أن بوش سيقدمها لشارون تعويضا لـ"إسرائيل" عن أية خسائر قد تلحق بها نتيجة الحرب على العراق.. ولكن أساساً -كما تقول الصحيفة- لمساعدة شارون على معالجة المشكلة الاقتصادية الملحة التي تعاني منها دولته نتيجة الانتفاضة الفلسطينية المستمرة منذ أكثر من عامين. «لو كان يمكن لرئيس الوزراء الأسبق اسحق شامير»، تقول الصحيفة: «أن يعرف حقيقة ما يحدث الآن على صعيد العلاقة بين خليفته شارون وجورج بوش الابن، وأن يقارنه بما حدث بينه وبين جورج بوش الأب على صعيد ضمانات القروض التي طلبها شامير في العام 1991 ورفضها بوش الأب، فلا شك أنه سيهتز حزناً وألماً في قبره». ليس جديداً، في كل حال، حديث «التحالف الاستراتيجي» بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" والذي التزمته إدارات الولايات المتحدة المتعاقبة طيلة الأعوام والعقود السابقة. ولا هو جديد كذلك حديث «الدعم الكامل وعلى طول الخط» الذي أبداه سيد البيت الأبيض حالياً ومارسه تجاه صديقه «رجل السلام» شارون، وتجاه حربه التدميرية ضد الشعب الفلسطيني وضد قضية التسوية في المنطقة. الجديد فقط هو التفويض شبه الكامل الذي حصلت عليه الأحزاب اليمينية والدينية المتطرفة، بزعامة شارون وحزبه «ليكود»، في الانتخابات على خلفية حرب الإبادة التي شنتها حكومته بمختلف أنواع الأسلحة على امتداد عامين. والجديد أكثر، لمن يعرف حساسية الرأي العام الإسرائيلي تجاه دعم واشنطن أو عدم دعمها لـ"إسرائيل"، هو أن شارون نال هذا التفويض على خلفية التأييد الأميركي المطلق له ولحكومته من جهة، وأيضاً على خلفية توجه الولايات المتحدة لخوض حربها الخاصة ضد العراق وضد المنطقة العربية من جهة أخرى. بهذه الازدواجية تحول تحالف "إسرائيل" مع الولايات المتحدة في «محاربة الإرهاب»، ذلك الذي أعلنه شارون بعد الحادي عشر من سبتمبر العام 2001، إلى تحالف أبعد وأعمق وأكثر استراتيجية لدى الناخب الإسرائيلي. أصبح تحالفاً أميركيا مع "إسرائيل"، وليس العكس، وهدفه يتعدى «محاربة الإرهاب»، سواء كان إسلامياً آو عربياً أو فلسطينياً، ليرقى إلى مستوى تفكيك ما تبقى من حلقات الحصار العربي التي لا تزال تطوق دولة العدوان في المنطقة، برغم كل ما اعترى هذا الحصار من وهن وحتى صدأ في السنوات الماضية. هذه الازدواجية، برغم كل ما يقال عن سقوط حزب «العمل» المريع (وهو صحيح إلى حد كبير) وعن التأثيرات السلبية للانتفاضة الفلسطينية المسلحة على الناخب الإسرائيلي، شكلت في الواقع العملي أحد أبرز العوامل، بل العامل الحاسم، في فوز شارون ومجموعة الأحزاب اليمينية والدينية المتطرفة في "إسرائيل". وهكذا فإن شارون يتوجه إلى واشنطن هذه المرة على قاعدة جديدة من «التحالف الاستراتيجي» بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" لا تقوم على النظرية الأميركية التاريخية عن «حماية إسرائيل» من التهديد العربي، بل على قاعدة أخرى أكثر جذرية هي ضرب هذا التهديد وإنهاؤه بصورة كاملة عبر اجتياح المنطقة -بدءاً بالعراق- وإقامة نظام حماية أميركي فيها تكون لبوش، وتالياً لشارون، اليد الأولى والطولى ليس في تقرير سياساتها واقتصادياتها وأنظمة الحكم فيها فقط وإنما في تقرير موقف شعوبها الثقافي أيضاً. ليس الأمر هنا أمر شارون بمفرده. فهو لا ينطلق من هذه الذهنية وحده، ولا هو يعتمد فيها على خلفية وقاعدة خاصتين به وبـ"إسرائيل"، بل يستقبله بوش بذهنية مقابلة مماثلة لها تماماً وبالخلفية وعلى القاعدة إياهما. لب القضية ولا حاجة بالمرء لإحالة كل من يشك في ذلك بعد إلى ممارسات بوش وآرائه المعلنة، وليس إلى مواقفه الدبلوماسية فقط، ليكتشف زيف مثل هذا الشك. ونماذج تلك الممارسات والمواقف تعلن عن نفسها كما يلي: 1 - في المقدمة تأتي «خريطة الطريق» الأميركية (وتالياً الرباعية مع أوروبا وروسيا والأمم المتحدة) والتي لم تعش، على ما فيها من غموض مقصود ومحاباة لـ"إسرائيل" وتجاهل للفلسطينيين، إلا أياماً معدودة، لمجرد أن حكومة شارون رفضتها. في الرد على ذلك لم تجد واشنطن ما تقوله سوى أن تلك الخريطة ليست نهائية وإنها إنما تعمل على تعديلها بما يرضي الأطراف كلها وليس "إسرائيل" وحدها. واللجنة الرباعية بدورها لم تجد، بعد الموقف الأميركي، ما تقوله سوى أن اللجنة ستواصل مساعيها لوضع الخطة قيد التنفيذ. لقد قال شارون، عشية الانتخابات الإسرائيلية، إنه سيقترح «خريطة طريق» جديدة بعد تشكيل حكومته المقبلة. ولن يكون مستبعداً، خاصة بعد الحرب الأميركية على العراق، أن يضع بوش توقيعه على خريطة شارون هذه ثم يقدمها إلى العرب والفلسطينيين باعتبارها خطته هو للتسوية. وليقبل من يقبل، ويرفض من يرفض!! 2 - يأتي بعد ذلك أن بوش، أو أياً من أفراد إدارته، لم ينبس ببنت شفة رداً على الإهانة المباشرة التي وجهها صديقه شارون لصديقه الآخر رئيس وزراء بريطانيا توني بلير، عندما منع شارون الوفد الفلسطيني من السفر إلى لندن لحضور المؤتمر الذي دعا إليه الأخير بالعنوان الذي طرحه شارون أصلاً (إصلاح السلطة الفلسطينية). ومع أن بلير حاول ابتلاع الإهانة، عبر ما وصف بـ «مؤتمر الفيديو»، فقد ضرب شارون حتى هذه المحاولة بمنعه بعض المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات على سبيل المثال، من الانتقال من منزله في أريحا إلى غرفة الفيديو في رام الله على بعد عشرين كيلومتراً فقط. في تعليق للنائب الديمقراطي الليبرالي (منغيس كامبل) على ما حدث في لندن، قال إن «ما ينبغي على العواصم العربية أن تستخلصه هو أن في إمكان "إسرائيل"، ما دامت تتمتع بدعم أميركا الضمني، أن تفعل ما يحلو لها». في ما قاله كامبل ذلك الجانب من الحقيقة الذي لم تجرؤ لندن على الإشارة ولو الخجولة إليه، لكن فيه الحقيقة الكاملة التي اعتمد عليها شارون سابقاً وسيعتمد عليها في المستقبل أيضاً. 3 - في السيناريوهات المتنوعة التي سربتها وزارة الدفاع الأميركية عن حربها المقبلة ضد العراق تبرز "إسرائيل" بصورة دائمة كعنصر مأخوذ في الحسبان، إن لم يكن بسبب دورها في العمليات العسكرية في الحرب فبسبب الدور الذي ستقوم به القوات الأميركية للحيلولة دون إصابتها بشظايا تلك الحرب. بطاريات صواريخ «باتريوت» التي قدمتها واشنطن للقوات الإسرائيلية جانب من الصورة. نظام صاروخ «آرو» الإسرائيلي المضاد للصواريخ، والذي يشترك البنتاغون في إنتاجه جانب آخر. أما المبادرة الأميركية، ومنذ اليوم الأول للحرب إلى إنزال قوات في مناطق غربي العراق لشل قدرة الجيش العراقي على استخدام المنطقة لقربها جغرافياً من أجل إطلاق بعض صواريخها باتجاه "إسرائيل"، فهي التي تكمل الصورة. ذلك كله تفاصيل في أي حال. لب القضية هو أن الحرب ضد العراق مصلحة إسرائيلية خاصة بقدر ما هي، إن لم يكن أكثر، مصلحة أميركية في هذه المرحلة من تاريخ المنطقة. حتى إن بعض المصلحة الأميركية، تحت إدارة جورج بوش الحالية، يكمن في أن من شأن هذه الحرب أن تنهي صراعاً في المنطقة عجزت إدارات الولايات المتحدة عن إنهائه للآن فضلاً عن أنه شكل لها وجع دماغ بين فترة وأخرى.. وأن هذا الإنهاء سيكون في رأيها لمصلحة "إسرائيل". إنها خريطة الشرق الأوسط الجيو- سياسية هي ما سيعمل بوش وشارون على تصورها، وربما إعادة رسمها، بعد مرحلة الحروب الأميركية والإسرائيلية المدمرة الحالية في العالم العربي. البعض يسميها سايكس- بيكو جديدة. والبعض يسميها خريطة بوش «الإمبراطورية» للمنطقة من خلال خريطته الكبرى للعالم. لكن البعض الآخر لا يتوانى عن أن يطلق عليها اسم بوش- شارون، وإن يكن في صيغة أن أحدهما أصيل والآخر مجرد وكيل. هل يكون من قبيل الحلم مطالبة القمة العربية المقبلة، وقد تقرر أخيراً تقديم موعدها بألا تعمل فقط على محاولة منع الحرب على العراق، بل أن تقف ملياً، وبوعي تاريخي عميق، أمام هذه الحقيقة..! يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان