ان لم تستحى

[moustafa]

فضائيات ام كاباريهات

تساؤلات حول الفضائيات العربية

بقلم : جمال عبدالحى التميمى *

ينطبق المثل العربى" ان لم تستحى فافعل ماشئت " تماما على عدد من الفضائيات العربية وما تقدمه من برامج فى ظل الظروف التى نعيش فيها من قتل وتدمير وتهديد فى كل بقعة من امتنا العربية. ففى الوقت الذى يتعرض فيه العراق والمنطقة للتهديدات الامريكية بشن الحرب واعادة رسم خريطة المنطقة كما ورد على لسان وزير الخارجية الامريكى كولن باول امام لجنة الكونجرس وحديث نائب وزير الدفاع ريتشار بيرل - المعروف بصهيونيته التى تفوق صهيونية المطلوب للعدالة البلجيكية القاتل شارون- فى اجتماع الناتو الذى طالب بالغاء الامم المتحدة لانها تضم فى داخلها كما يقول دول وشعوب متخلفة ومطالبته بتحالف بين الغرب والولايات المتحدة للسيطرة على هذه الدول واخضاع شعوبها للسيطرة التامة لهذا التحالف, وعلى الرغم من ماتقوم به العنصرية والفاشية الاسرائيلية من حرق للاخضر واليابس وقلع للشجر وتدمير للحجر فى فلسطين, وعلى الرغم من الحملة الاعلامية الشرسة من الدعاية والتلفيق والاكاذيب والتحريض تتسابق كثير من القنوات الفضائية العربية دون خجل او حياء على تقديم برامج الغنج والطعج والرقص وتتصدى !! للحملة الامريكية بحملات من الغناء والرقص وكان شعوبنا لم تخلق الا لسماع الاغانى ونسائنا لم يخلقن الا للرقص وهز الخصر !!!

نعم فهناك قنوات فضائية عربية تساهم فى نشر الانهزام والانحطاط من خلال ثقافة الاحباط او ثقافة " الهشك بشك " وللاسف قد تحول بعضها الى كابريهات فضائية واقولها بصراحة انها تمارس دعارة اعلامية بكل معانى الكلمة واخرى تحولت الى فضائيات للعلاقات العامة لاشغل لها ولا شاغل الا تسويق البضاعة الفاسدة التى تصنع فى البيت الاسود فى واشنطن. هذه القنوات تصب كل جهودها بالساعات لتقدم لنا برامج عن طبخ المشمر والمحمر قد تحتاج الوجبة منها الى راتب شهر كامل فى بعض الدول العربية هذا بالاضافة الى التفنن فى صناعة الحلويات بطهاة طليان والمان وغيرها من الالوان علما ان الجو العربى كله ممتلئ بالمرارة والعلقم نتيجة للبطالة والامية والفقر والديون العالية !!

اتذكر ما قالته عجوز فلسطينية بكل عفوية اثناء حصار مخيم جنين وموجهة حديثها للاعلام العربى " لانريد منكم ان تطالبوا لنا بمساعدات طبية او مالية او عسكرية كل مانريده منكم ان لاتعملوا على احباطنا ". نعم دعونا نتسائل بصراحة فهل القضية الفلسطينية والانتفاضة هى الهم الاول لهذه القنوات, الواقع يقول لنا انها لاتشكل الهم الاول ولا الثانى ولا الثالث ولاحتى الخامس !! فبعض القنوات على استعداد ان تعطى مبارة كرة قدم الاولوية علما ان دولتها من اكثر الدول التى يدخل مرماها اهداف فى المباريات وهى من اول الدول التى تخرج من المسابقات الدولية!! ودعونا نتسائل ايضا لماذا تصر هذه القنوات على استخدام لغة الاستسلام للامر الواقع " رجال الكابوى قادمون وعليكم الاختباء والانبطاح " ناهيك عن لغة التشكيك فى المقاومة وبل فى بعض الاحيان استخدام لغة العداء . فلم يعد الكثير من الاعلاميين الاشاوس فى هذه الفضائيات لديهم الجرأة على وصف الضحايا الفلسطينيين بالشهداء اضافة الى استخدام وصف العمليات الاستشهادية بالانتحارية وغيرها من الاوصاف التى حددتها الولايات المتحدة.

الغريب فى امر هذه القنوات انها لم تعد تتحدث فى نشرات الاخبار الا عن التهديدات والاستعدادات الامريكية ودقة الاسلحة وقوتها وعن ضرورة تنحى الرئيس العراقى صدام حسين عن الحكم وكان القوة الامريكية اصبحت قدرا يجب علينا الانبطاح امامه وان كل البلاء الذى نحن فيه بسبب صدام حسين. والاكثر غرابة فى هذه القنوات تعاملها مع مواقف المواطن العربى المناهضة للحرب والسياسة الامريكية بنوع من الاستهتار والتجاهل والاحتقار ناهيك عن عرضها لمشاهد القتل والتدمير فى فلسطين والعراق وكانها مشاهد من فيديو كليب, ناهيك ان الحديث عن الديموقراطية ومستوى حرية التعبير السياسى فى هذه القنوات اصبح المؤشر عنه الحديث عن العراق والنظام العراقى وفلسطين والسلطة الفلسطينية وكان ما يحدث فى دولها هو موضوع يتعلق بكوكب اخر ؟؟

الابحاث الاعلامية واستطلاعت الراى تؤكد الاسباب التى تدفع بالمشاهد فى تلك الدول لهجرة هذه القنوات والاصرار على متابعة قنوات مثل الجزيرة والمنار وغيرها من القنوات الجادة فقد اكدت الابحاث ان الاسباب تكمن فى عدم اظهار الاحترام الكافى لعقول المشاهدين والمواضيع التى تعرضها لاتحاكى واقعهم وهمومهم اليومية على الصعيد الوطنى والقومى وان عرض الاخبار يكون اقرب الى ما يسمى : فبركة اعلامية " تلغى جوانب كثيرة من الحقيقة.

نحن نفهم ان هذه القنوات تتبع الى حكومات ودول لاتتحمل نشر قصيدة لشاعر وطنى فى صحيفة وانها على استعداد لقفل مكاتب قناة فضائية بسبب برنامج حاول مناقشة الاحوال فى دول على بابا والاربعين حرامى علما ان الاعلام الغربى والامريكى يتحدث عن ادق التفاصيل فى بعض الاحيان عن الاسرار العائلية للحكام ولكن لاتهتز لهم قصبة كما يقول الشاعر مظفر النواب. لانفهم ما ذا يريدون من الاعلام العربى, فهل يريدون ان يقول ان العرب جميعا رجال ونساء ومعتقلين يرحبون ويهللون لدبابات العام سام وجياد رجال الكابوى القادمون من تكساس, او يريدون ان تتجاهل الهجمات ضد القوات الامريكية فى دول الخليج او وصف بن لادن بانه شخص مريض نفسيا ومجنون وارهابى وانه لايوجد عربى واحد يحب الرئيس العراقى صدام حسين علما ان صوره هو وجمال عبدالناصر هى التى ترفع فقط فى المظاهرات؟؟ او مواصلة الكذب ليلا نهارا بان اوضاعنا فى ظل صاحب السعادة بالف خير وان ابناء الرعية لاينقصهم سيئ وانهم يدعون الى طويل العمر " وما اطول عمره " وبهذا يكون الاعلام العربى حر وغير مخترق من الصهاينة ويحترم قيمنا وتقاليدنا ...كلها اسئلة تحتاج الى اجابات

باحث اعلامى فلسطينى – جامعة تيمز فالى - لندن

http://www.sahafa.com/readit.asp

[مصرى]

" الهشك بشك "

إعلام الريادة يا مصطفى .. :D

[ragab2]

أسمع

أنه يوجد لدينا منظومة اعلامية متكاملة

ابتداءا من فوازير رمضان لغاية فوازير جحا

تحياتى

يادكتور مصطفى