اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

مصر تحتج يا رجالة


mohamed saad

Recommended Posts

يبدو ان ميراث الخوف قد بدأ يتبدد تدريجيا وذلك لان ميراث الهم والغم لدى المصريين زاد عن كل قدراتهم التاريخية المختزنة للخوف.

تذكرت ذلك وانا اتابع الحالة الاحتجاجية الرائعة والتى عبرت البحر الأحمر مع الحجاج المصريين الذين ذهبوا لتأدية الفريضة فى الأراضى المقدسة سائلين الله العفو والعافية والفرج من الهم الذى زاد وفاض عليهم فى وطنهم،

ولكن ولأن الهم فى مصر عابر للقارات ومخترق للحواجز فقد عبر مع بعثة الحج الرسمية الحكومية ، ولأن حكومتنا فشلها دولي ومحلى فلم تبخل عليهم بنصيبهم من فشلها فى خارج الوطن كما ينالوه داخله تماما ( ربما حتى لا يشعروا بالغربة او البعد عن الوطن ).

اندهشت حقا من تلك الحالة ولم يكن مبعث اندهاشى بالطبع هو العجز الحكومى عن رعاية حجاج القرعة الحكومية فتلك حكومة فاشلة بالفطرة ونظام عاجز بالجينات الوراثية - فحكومة لاتستطيع ان تسير المرور فى شارع بها ثلاثة سيارات نقل لا ترجو ولاتتوقع منها خيرا ابدا - ولكن ما ادهشنى ان الحالة الأحتجاجية المصرية تحولت الى ثقافة وسلوك يتأثربالقوانين الطبيعية للفعل ورد الفعل بعد ان كان الأنسان المصري لعقود طويلة - مع استثناءات قليلة - يتلقى الفعل فقط دون اصدار اى اشارات لرد الفعل .

وزاد من اندهاشى ان تمتد الحركة الاحتجاجية الى انحاء مصرطولا وعرضا .....فبعد ملحمة موظفى الضرائب العقارية وكفاح اهالى جزيرة القرصاية وانتصار عمال غزل المحلة وغيرذلك نجد ان الامر يتمدد الى ان وصل الصعيد فى دراو بأسوان فى مظاهرات انابيب الغاز التى شاركت فيها ربات البيوت الصعيديات (ووصول الظاهرة الى الصعيد امر يستحق التأمل نظرا لنظرة الصعايدة للسلطة التى تميل للتعامل معها كأنها القضاء والقدر ).

كل هذا يدلل ان مصر بدأت تحتج ولن يعد يرهبها لون العسكرى الأسود ولا ضابط امن الدولة ..

وفى هذا يمكن لنا ان نرصد عدة ملاحظات فى هذا الأمر .....

1- ان النظام المصري بدأ بالفعل يفقد البوصلة ، فعلى الرغم من انتشار الظاهرة بشكل بدأ بالفعل يهدد وجوده من الأساس الا انه يصر على نفس المشروع السلطوي الذى يكرس للفساد المتبجح فى مقابل الفساد المستتر القديم الذى كان منتشرا فيما قبل ، كما يدعم الاستبداد ويخطط لتوريثه من جيل الأباء الى جيل الأبناء ، وذلك دون ان يراعى ان يجمل هذا المشروع بديكورات تتقرب ولو شكليا لكل هذه القطاعات الغاضبة معتمدا فى ذلك على قبضة امنية قد تتداعى فى أى لحظة ودعم خارجى قد يتخلى عنه كما تخلى عن غيره من قبل .

2- الملاحظة الثانية ان لا شىء يذهب هباء فتلك الحالة التى نعايشها الأن ما هى الا نتاج لتضحيات الأباء المؤسسين للحركة الاحتجاجية المصرية فى السنوات الأخيرة ،

ففى الوقت الذى ظن ان احتجاجات كفاية الغير مسبوقة فى عصر مبارك وجرأة ايمن نور فى تحدى رأس النظام وما قدمه الأشتراكيون الثوريون والحركات الشعبية التى ظهرت كأستجابة للحظة السياسية وكذلك (وبدرجة اقل) الأخوان المسلمون ، فى الوقت الذى ظن فيه البعض ان هذه البدايات قد تم وأدها الا ان الوقت اثبت انها اسهمت فى تغيير الواقع السياسي المصري بعد ان شجعت جماهير من المصريين الذين تم اسقاطهم من كل الحسابات التى يحسبها النظام ، شجعتهم على التمرد والخروج والاحتجاج ورسخت عندهم بدايات لما يمكن ان نسميه ثقافة العصيان المدنى .

3- ربما كان الدرس الأهم هو ان الدولة البوليسية ربما تنجح فى كسر ارادة الأمة لبعض الوقت ولكنها لن تستطيع ان تفرض سطوتها كل الوقت .

فكما اشرنا من قبل ان الاحساس بالقهر يدفع الانسان لتحدي كل طاقة الخوف بداخله والتغلب عليه،

فذلك الخوف الذى حاول النظام زرعه بكل وسائل القمع الوحشى من ضرب المتظاهرين الى هتك اعراضهم ( رجالا ونساء) مرورا بتلفيق القضايا للمعارضين وغير ذلك من وسائل القمع البوليسي الذى برع فيه ، الا ان ذلك لم ينجح فى تجفيف الحالة او التقليل من حدتها ، ولم تزل المطالب الاحتجاجية كل يوم تكسب حيوية جديدة لتبدأ باحتجاج الأهالى البائسين مطالبين ( بجركن مياه نظيف) ، وتنتهى باحتجاجات المتظاهرين الرافضين لرأس النظام نفسه دون مواربة او مدارة .....الكل يصب فى النهاية فى نهر واحد لعل النهريستطيع ان يتدفق اقوى فيطهر المستنقعات العفنة التى تعفنت من زمن ...

الله عليكى يا مصر وانتى بتحتجى واللى لسة خايف .........يروح

رابط هذا التعليق
شارك

اقولكم على حاجة ظريفة خفيفة و عظة و عبرة فى نفس الوقت نأخذها من التاريخ

فى ايام حكم الولاة العثمانيين طبعا قبل عصر محمد على كان السلطان العثمانى له طريقة خطيرة و جهنمية تمنع الولاة من التفرد بالسلطة فى مصر و الاستحواذ على خيرات البلد والطريقة كانت باختصار انه كان بيغير الوالى كل فترة بسيطة على ما اتذكر 3 سنوات!!!!!ايه رأيكم فى الفكرة دى

أقلل عتابك فالبقاء قليل...و الدهر يعدل تارة و يميل

رابط هذا التعليق
شارك

الفائدة الأولى لحركة كفاية لم تكن التغير

و لكن حث الناس على أن يقول "لا"

مضى زمن طويل منذ آخر عهد قال الشعب تلك الكلمة

أصلا على مر التاريخ لم يقولها سوى مرات معدودات و كأنه منذ عهد البطالمة و للآن تعود على الخضوع و الخنوع

المهم لقمة العيش

و الغلطة التي ارتكبتها الحكومة الحالية هي المساس بلقمة عيش الغلابة

اللي لا يهمهم تعليم و طرق و حكومة الكترونية و لا شفافية

يهمهم الرغيف و زجاجة الزيت و انبوبة البوتاجاز

اتمنى ان يكون ما يحدث الان نواة لحركة اعتراض شاملة للمطالبة بالحق في الحياة و ليس زوبعة في فنجان

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...