اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

شباب مصر في الجامعة


basmaussef

Recommended Posts

أما المجتمع الثالث هو مجتمع الجامعة في مصر...وهو المجتمع الوحيد الذي لم استطع يوماً واحداُ أن اندمج فيه بالرغم من دراستي هناك لمده سنتان. فلقد جمع هذا المجتمع كل العناصر التي تجعل مصر دولة نامية حتي الاَن وهم الاستهتار, عدم الاحساس بالوقت, عدم تقدير العلم, انعدام الاخلاق الحميدة, وعدم احترام الكبير...وقس علي ذلك أشياء اخري كثيرة...

تقع كليه التجارة قسم انجليزي بالمجمع النظري وما أدراك ماالمجمع النظري...!!! فهو مكان شهير يتقابل فيه الاحباء في الاسكندرية...وليس مكان لطلب العلم...تأتي كل فتاة يومياً في احسن مظهر وتتزين مثل عروس المولد كما يقال....ويأتي الشباب ايضا في ابهي صورة حتي انهم لا يتحرجوا من ارتداء سلسلة او سلسلة يد للفت نظر باقي الطالبات...يبدأ عندهم اليوم في حوالي الساعة العاشرة...حيث يذهبوا كل يوم بنفس النية...وهي إن شاء الله من النهارده ححضر كل المحاضرات....ثم يصل الطالب الجامعة, فيجد زميلة له تقف مع زميلة اخري من كلية اخري جائت لتشاهد المجمع وتقابل اصدقاء زميلتها....ومين عارف ممكن يكون فيه واحد ينفع!! يقف الشاب الوسيم وينشغل في روي الحياة اليومية في المجمع للسائحة الحديثة...وتحاول البنت ان تظهر له انها قلقة علي دراسته وتسأله انت عندك محاضرة؟؟ وهو يرد قائلاً لأ متدققيش الدكتور ده مش بياخد باله من اي حاجة وكمان المادة دي اعرف اذاكرها لوحدي قبل الامتحان بيوم.....وتنبهر الفتاة بهاذا الشاب شديد الذكاء الذي يستطيع مذاكرة المنهج كله دون حضور محاضرات وقبل الامتحان بيوم واحد ولا تتسائل ماالذي يمنعه من حضور المحاضرات...ومالذي يمنعه من عدم المذاكرة اولاً بأول...والحقيقة انه لاشئ!....ثم يعود الشاب إلي دور المرشد السياحي ويطلب ان يتمشي معها بحجة ان يريها الأماكن المختلفة في المجمع...وتودعها صديقتها وهي تهمس في أذنها عايزين نزغرت قريب....فتتشجع الفتاه وتذهب إلي الحمام لتقوم بتعديل المكياج وتغير لفة الطرحة من اللفة التقليديه الي السبانيش حتي يفهم هذا الشاب انها بنت ستايل....ثم يتجولوا من كلية إلي الاخري.....حتي يصلوا إلي اجمل مكان في الجامعة فهو يطلق عليه عايدة مثل شاطئ عايدة الذي يقع في المنتزة...وذلك لتميزه بنسمات الهواء العليل اللتي تعتلي الأحباء الذين يفترشوا طوال النهار هناك ولا ينصرفوا غير باطلاق البواب الصفاره لاخلاء المجمع وذلك يكون غالباُ في التاسعة مساءً.

فيقوم الشاب بالواجب ويعزمها علي فول وكولا...ويجلسوا ليقص كل واحد سيناريو حياته الذي لا يختلف كثيراُ من شخص لاخر...وعند الانصراف يبدأ الشاب في تشجيع الفتاة علي ان تأتي مرة اخري وطبعاً تقال الكلمة المعتادة..ده إحنا بقينا بقي عيش وملح....وهو طبعا مقهور علي ان لا يأتي المال الذي صرفه للفول والكولا بالنتيجة المرغوبة....وكالعاده تعود الفتاة بعد اسبوع بعد ان تكون اخذت قرارها بالارتباط بهذا الشخص او بشخص اخر....ويسرع الشاب اليها للتحدث معها ولكنه يجدها متمسكة بالمكوث مع صديقتها ولا تود ان تأخذ جولة ثانية حول المجمع ...وتأتي الفتاة كل اسبوع ويحاول الشاب جاهداُ ان يلفت انتباهها اليه....ثم تتعرف علي زميل اخر وترتبط به...

ملحوظة.ممنوع دخول اي طالب الي المجمع إذا لم يكن يحمل كارنيه الكليه بالسنه المقيد فيها حالياً!!!

أنا لست انتقد مايحدث يومياُ في المجمع فهو اصبح اسلوب حياة كثير من الناس...ولكل شخص الحق في اختيار الطريقة التي يبدأ بها حياته...ولكن المشكلة لاتقع في هؤلاء الشباب...فالمشكلة تقع في الاصل من الجهات المسؤلة عن توجيه هؤلاء الشباب...هي جهة مسئولة كما تسمي...ولكن لاأحد يعلم ماهي المسؤلية التي تقوم تلك الجهات بتنفيذها....

هؤلاء الشباب ضحية المجتمع السابق الذي اخذ المظاهر كشئ واجب في حياتنا, الذي كافح كثيراُ حتي يحظي ابنائه بعيشة جيدة ونسي ان ابنائهم عليهم نفس العاتق وهو ان يكافحوا حتي يحصلوا علي حياة جيدة...ومن يتقدم له طبقاً من الذهب ويرفضه؟...فالاباء يقوموا بعرض الموبايل والعربية وعند الحصول علي الشقة يطلبوا من ابنهم اول طلب وهو ان يقوم هو باختيار العروس....وفي أحيان كثيرة لا يحتاج الشاب من الاصل البحث عن العروس...فهناك دائماُ فتيات كانوا ينتظرن منه اي كلمة لمجرد انهم رأوا موبايله الحديث الذي قام بشرائه من الخارج حتي يكون من اول الناس الذين يشتروا هذا الموبايل في مصر...او بحذائه الذي يتعدي الستمائه جنيه وذلك لاقتناعة ان الماركة تعني جودة...فهو يفكر في جودة حذائه ولكن لم يصل بعد الي التفكير في جودة شخصه....أو بنظارة الشمس الماركة ايضاُ...التي لايستطيع الاستغناء عنها حتي في الشتاء...وذلك بحجة ان الجو في مصر مليئ بالتراب وان عينه حساسة....فتنبهر الفتاة عندما يزف لها الشاب (كامل الاوصاف) ذو الاعين الحساسة, خبر ان اهله نصحوه باختيار عروسة وانه قام باختيارها...وتبدأ رحلة العذاب للاثنان...حيث لايفقهان شيئا عن المسؤليات التي تواجههن ولكنهم يأخذن قرار الارتباط اسرع من اتخاذهم قرار ارتداء ملابسهم !!!! ويبدأ الشاب في محاولة تعويض مافاته من سنين دراسية....وتبدأ الفتاة في الاهتمام بجمالها...

ويجري العرف في المجمع ان الفتيات ينجحن و الشباب يرسب وذلك لأن الفتيات دائما لديهم علاقات بالكثير من الناس الذين يساعدوهوم عن تعويض ما فاتهم ولكن الشباب يسمعن دائماُ كلام الفتيات عندما يقلن انهم لم يذاكروا شئ ولكن سوف يتوكلن...أو يتواكلن علي الله ويكتبن الامتحان...وياسبحان الله....يحب الله هذه الفتاة التي لم ترسب أبداُ ويكون راض عنها!!! أما الشاب الذي يرسب فيبدأ في طرح اسئلة كثيرة منها ان الدكتور مستقصده...ان الكلية لاتنفعه..فهو ميوله علمية...ان الدكاترة مبتعرفش تشرح...ولكن لايسأل نفسه أبداً هل هو حضر في الاصل محاضرة حتي يعلم الدكتور من هو ويقوم باستقصاده؟؟؟ هل سمع دكتور وهو يحاضر ليعلم اذا كان شرحه جيد ام لا...والسؤال الذي يغيب عن الكثيرين....هل اديت واجبي ام لا؟؟....إن الله يحب إذا عمل احدكم عملاً ان يتقنه....فهل يحب الله تلك الفتاة التي تنجح من اوراق الكورسات والمنافستوا وتكتب الاجابات علي يدها؟؟؟ ويصاب الفتي بالاحباط...ويترك خطيبته لأنها الان تسبقه سنة في الجامعة مما يعوقه عن فرض رجوليته عليها....وتبدأ البنت تشعر ان خطيبها فاشل دراسياً...وانها نبغة وتستحق من هو احسن منه...ومن يكون احسن منه يجب ان يكون معه موبايل احدث!!!

ولكن الشاب لم يفق بعد فهو كاره لكليته...مازال يعيد حسابات مواده وهو في الثانوية العامة ويتعجب انه لم يحصل علي مجموع...وبدلاً من ان يبدأ في الصيف في البحث عن جامعة اخري لدارسة مايحب...ينشغل من التنقل من شاطئ إلي شاطئ وحفلة إلي الاخري...ثم يعود إلي الجامعة بلون برونزي جميل يجذب إليه فتيات سنة اولي جامعة....حيث يجلس مثل الفيلسوف ويقوم بتحليل شخصية كل دكتور وكل مادة ويعطيهم اهم النصائح حتي يفلحن في الدراسة.

لاحزن علي هذا الشاب فهو سيمكث هكذا لبعض سنين ثم يتخرج ويعمل في بنك خاله...أو يسافر دوله عربية ويعمل فلوس...المهم يعمل فلوس...وليس المهم ان يجتذب خبرات.....ويرتبط الشاب بفتاة انهت دراستها وتزوجته علي الفور....وينشأن عائلة بخبرتهم المحدودة, التي لا تتعدي المدرسة والجامعة والاصدقاء...

وعجبي علي هذه العائلة التي تبدأ حياتها بشقة 200 متر,كاملة الاثاث والتحف, بسيارة وبفرح يتعدي المائتا الف...ثم يقولون انهم يبدأن حياتهم...وهذا الذي لا افهمه...فمن يبدأ حياته يبدأها من الصفر...ولكن من يبدأ حياته بمثل تلك المبالغ...فأين بدأها ومتي؟؟؟ والحقيقة انه لم يبدأها من الاصل...فهذا كله من خيرات اهله الذين اخدوا علي عاتقهم التكفل بأبنهم, ثم بزوجته, ثم بأبنائه إذا أمكن......

ولكن هذه هي سنة الحياة فهو يجب أن يعمل...وهنا يبدأ في فهم تكاليف الحياة...ويفكر في كيفية تدبير حياته...ولكنه لايفكر ابداُ كيف دبر له أبائه حياته....ويسخط أحيانا من مرتبه المتوسط...وعيشته المتوسطة...ولايتذكر انه في بداية عمله وأنه يجب أن يجتهد حتي يصل إلي مايريد.....ويتنقل من بلد إلي أخري كلما يسمع أنه سوف يأخذ بضعه ألاف زيادة عن مرتبه...ولا يفكر كيف يدبر البعض عيشتهم ببضعة جنيهات كل يوم من بيع اعقاد الياسمين في الاشارات...أو من تقميع البامية كما يفعل البعض في القرية المصرية الشهيرة.....وتنسي زوجته كم تعب اهلها حتي تحصل علي التعليم الجيد وتتخرج من مدارس لغات...وتفضل التفرغ للمنزل,,,والذهاب إلي التسوق حتي تلاحق علي طلبات أبنائها المتزايدة...ويصعب عليها زوجها الذي يتنقل من بلد إلي أخري محاولاً أن يوفر لها عيشة هانئة...وهو في الحقيقة لا يهدف إلي ذلك وإنما هو ساخط علي نعمة ربه.

هذه القصة مجرد مثل عن أبناء الطبقة المتوسطة في مصر الذين يلتحقن بجامعات حكومية...فما أدراك بالذين يلتحقن بجامعات خاصة...فمن أين يبدأن حياتهم...وأين تنتهي حياتهم؟؟...ولسوف تتعجب عندما اقول انه من الممكن ان تختلف البدايات....فهناك من يبدأ بسيارة 128 وهناك من يبدأ بسيارة مرسيدس...هناك من يكلف فرحه 50000 وهناك من يكلفه 100000 ولكن تبقي النهاية واحدة وهي زحفهم نحو جمع المال....دون الوقوف لدقيقة واحدة وتأمل كل مايحدث من حولهم....ولذلك جعل الله تعالي التأمل فريضة....ولكن من يؤدها؟؟؟

رابط هذا التعليق
شارك

اهلا بك يابسمة معنا ...

فقط اتساءل ؟؟

تحدثتى عن المجتمع الثالث ...

اين هو حديثك عن المجتمع الاول والمجتمع الثانى ؟؟

حتى تكتمل السلسلة بعض الشئ .و..حتى استطيع المتابعة .

..سوف اعلق على حديثك فى وقت آخر..

لكنى فى الوقت الحالى اؤكد لك ان الاغلبية ليست بهذه السطحية او هذا على الاقل ما رأيته فى خلال زيارتى الاخيرة ولقائى مع بعض طلبة الجامعة من الاهل والاصدقاء ...

كل تحياتى ...

(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)

[النساء : 93]

رابط هذا التعليق
شارك

أهلا بك يا بسمة .. بداية مبشرة جدا .. ما شاء الله الذكاء والوعى ودقة الملاحظة واضحين فى مداخلتك ..

ولكنى أريد أن أسألك نفس سؤال "ماما سلوى" .. أين الحديث عن المجتمعين الأول والثانى ؟

موضوعك يفتح المجال أمام الكثير من الأسئلة ..

لا تجعلينا ننتظر كثيرا :roseop:

نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل
فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة
تساند جيشها
الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره
فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونة

تحيا مصر
*********************************
إقرأ فى غير خضـوع
وفكر فى غير غـرور
واقتنع فى غير تعصب
وحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك

رابط هذا التعليق
شارك

  الأبنة الفاضلة : بسمة

  

أصبتي كبد الحقيقة وفتحتي جرح عميق لا يلتئم بسرعة وسيأخذ وقتا طويلا حتى ينصلح حال المجمع النظري الذي ذكرتيه في الشاطبي بالإسكندرية ... ولقد تصورت كل ما قلتيه ومر

أمامي في شريط فوجدته صادقا ومعبرا عن الحقيقة

وأعتقد إذا لم يعترف المجتمع بهذه الحقائق التي ذكرتيها فلن ينصلح الحال .. وأنا أرى الصورة سوداء قاتمة ... ولكن

هل من مخرج لذلك ... نعم بالتوعية الجيدة لشبابنا وفتياتنا ففيهم الخير بإذن الله .. ومصير الأمة في أيديهم .. والمجتمع

كله مسؤول عن تهميشهم ووصولهم لهذا الضياع ... اعتقد أن المسؤولية تقع على عاتقنا جميعا لنعيد لهؤلاء الشباب والفتيات

إحساسهم بالقيم الفاضلة وقيمة التعليم التي إنحدرت في أعينهم والإحساس بالمسؤولية التي أفتقدوها والبعد عن المظاهر الكاذبة

فالأب والأم مشغولان عن الأبناء في العمل طوال اليوم ليوفرا المعيشة الكريمة لأولادهما وهذا لا بأس به .. ولكن حدث تقصير

في الجانب الإجتماعي ولم الشمل في الأسرة .. أما المرفهين من الأسر الميسورة الحال فزيادة التدليل وحب الضهور في المجتمع

والتباهي بين الأفراد جعلهم يوفروا كل ما من شأنه ظهور أولادهم بمظهر التباهي بين زملائهم بمختلف الوسائل .....؟؟؟؟؟

ولكن أين الصورة الإيجابية  .....؟؟؟؟ أليست هناك إيجابيات ...نعم يوجد الكثير من المظاهر الإيجابية ولكنها أختفت وراء السلبيات هناك أمل دائما لإصلاح هؤلاء الشباب

والفتيات بشرط تضافر الجهود من الأسر والمجتمع والإعلام المرئي والمسموع والأحزاب 

حتى يشعر الشباب بأن صوتهم مسموع وأنهم جزء فاعل في المجتمع ... فهم أمل مصر الحبيبة

تم تعديل بواسطة kokomen

أبو أحمد الأسكندراني

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم جميعاً,,,

والله شكرا الف شكر علي الرد السريع ويارب فعلا يكون الموضوع عجبكم.....بالنسبة لكلام استاذ ابو احمد احب اوضح انه فعلا في ايجابيات كثيرة في شباب مصر بس الاغلبية للاسف هم الذين ذكرتهم في ما كتبته...فأنا من هذا الجيل حيث اني عمري 21 سنة ولكني تعرضت لخبرات لم يتعرض اليها معظم هؤلاء الشباب وذلك ماجعلني اتأمل المجتمع الذي كنت محاطة به وابدأ في اثبات الحقائق وتكوين رأي محدد لي في ما يحدث...وهنا يأتي ردي لماما سلوي وابو محمد...أنا مازلت في بداية كتابتي ولغتي العربية ليست مميزة ولكني اود ان اوصل فكرة معينة من تلك الكتابات...انا كتبت الجزء الاول والثاني ولكني في نظري ان الجزء الثالث هو الذي يمس بالفعل المجتمع المصري والذي قد يكون مشيقاُ للقراء اكثر من الجزئان الاول والثاني...فا في المجتمع الاول اتحدث عن العائلة...الثاني عن المدرسة(مدرسة اجنبية في مصر)...الثالث عن الجامعة في مصر...والرابع ان شاء الله عن الجامعة في المانيا...وعن المجتمع المسلم او العربي في المانيا...واخيراً تأثير هذا كله علي شخصيتي....أنا سوف اقوم بوضع المجتمع الاول الان علي الموقع...وإن شاء الله اواصل الكتابة من وقت للاخر وذلك لانشغالي بالدراسة والامتحانات.....ولكنني سوف اسعد جدا بتعليقاتكم علي الكتابات وطرحكم لمواضيع للمناقشة....وسوف اسعد اكثر اذا قمتم بارشادي في كيفية استخدامي للغة...

مرة اخري الف شكر علي التشجيع....

مع السلامة

بسمة يوسف

رابط هذا التعليق
شارك

يوميات فتاة متحررة

انا لست متحررة بالمعني الديني اوالاجتماعي ولكني متحررة فكرياُ فأنا لم اترك احد يأثر علي تفكيري يوماُ ما…ولكني اجتهدت لأجد هويتي.

لم اري نفسي يوماُ ما نبغة او شيئ فريد في المجتمع ولكني رأيت ماهو فريد في المجتمع اي مجتمع عشت فيه مع صغر سني ولكن حمداُ لله انني في غضون 20 سنة تنقلت من مجتمع لاَخر وتعاملت مع ناس مختلفه الاديان والاعمار والثقافة ….تعرضت لفترات كثيرة من فقدان الهوية ومحاولة دمج شخصيتي مع المجتمعات المختلفة…فشلت كثيراُ….ونجحت كثيراُ في عدم اظهار هذا الفشل. ما دفعني للكتابة هو شئ واحد , وهو إفادة الاخرين من خلال قصة جمعت فيها كل المجتمعات التي تعرضت لها, والتي من الممكن ان يكون يتعرض اليها اي شخص ولكنه لا يمنح نفسه بعض الوقت لتأمل ما يتعرض إليه في حياته اليومية وما تسيقه اليه الاقدار…

في البداية اود ان اعطيكم نبذة صغيرة عن نفسي, والتي تفتح لي المجال للقص عن اول مجتمع عشت فيه وهو الأسرة.

الاسم بسمة يوسف

تاريخ الميلاد 19.10.1986

محل الميلاد السعودية

الجنسية مصرية

محل الاقامة الاسكندرية مصر

محل الاقامة الحالي المانيا, جوتنجن

الوالد

الوظيفة طبيب اسنان

الوالدة

الوظيفة طبيبة اسنان

عدد الاخوات 4

الترتيب. محمد 1977 مني 1977 اسلام 1982 عبد العزيز 1984 ثم بسمة .

محمد ليسانس اداب اجتماع ولكن يعمل كمراجع لتميزه الشديد في الرياضيات !!

مني بكالوريوس علوم بحار وكيمياء متزوجة حديثاُ من محاسب يعمل بالكويت وتقوم بعمل الماجستير حالياُ لإرضاء والدي ووالدتي !!

إسلام بكالوريوس تجارة مرتبط بزميلته من الجامعة ويقوم بالدراسة لشهادة المحاسبين الامريكية وهو حالياُ في أمريكا للامتحان.

عبد العزيزخريج كلية هندسة الاسكندرية وفي انتطار معرفة مصيره من التجنيد.

ثم انا طالبة في الترم الثاني بجامعة جوتنجن بألمانيا واقوم بدراسة الاقتصاد والسياسة.

لماذا كل هذا التفصيل ؟؟؟ ولما كل هذه المعلومات؟؟؟؟

هذا ما سوف اأتتي لشرحة فيما يلي.

تعرف والدي علي والدتي في الجامعة مثل اغلبية جيلهم من طلبة الجامعات المصرية في السبعينات , ومثل باقي اصدقائهم حين كان معني الارتباط في الجامعة هو الارتباط الأبدي بالنسبة لهم. بالرغم من عدم وجود وعي ديني في هذه الفترة وقلة نسبة البنات المحجبات والمتدنيات كانت نظرة الطالب لزميلته نظرة صداقة وتقدير ,وهذا ما مازلت الاحظه عندما تبدأ والدتي ان تقص علي والدي انها قابلت اليوم زميلهم وانها اخذت تتحدث معه وانه سألها عن والدي وإنهم علي معاد قريب مع أسرته. ويبتهج أبي ويبدأ في تذكر ذكريات أيام الجامعة والجوالة ويبدأ في السؤال عن شكل صديقه وبالطبع يأتي السؤال الرجالي التقليدي : "ها وطخن ولا ذي ماهو؟؟؟ طب اقرع ولا ربي دقنه؟؟؟ هو رجع من السعودية خلاص ولا هو في أجازة؟؟؟…..

وتبتهج والدتي عندما يقص لها أبي انه قابل زميلة دراسة قديمة وتبدأ في طرح الأسئلة النسائية: " ها وطخنت ولا لسه محافظة علي نفسها؟؟؟ وعيلها عملين معاها ايه؟؟؟ هي حطتلع معاش قبل مني صح.؟…

ومع وعد الزواج لازمتهم قصة حب طويلة مليئة بالمشاكل ولكن ايضاُ المشاعر الجميلة التي لاتنتهي…وبعد نهاية دراستهم قام والدي بالذهاب الي الجيش بينما كانت أمي في الهلال الأحمر والدبلوم للتطوير من نفسها .

كانت تلازمهم الخطابات الجميلة التي اخفوها عنها لسنين ولكني يوم أن قرأت بعض منهم أدركت أن الحب نعمة من أجمل نعم الخالق مهماُ كانت الخلافات ومهماُ كان البعد طويل واليوم في الغربة عن الحيبب اطول.

توقفت عن قراءة خطابتهم أنا وأختي واعدناهم في شرفة والدي بعد أن كان هو الذي قوم بوضعهم في شرفة أختي , وذلك لأننا احسسنا ان هذا الشئ خاص جداً ومدي قيمة تلك الخطابات عندهم ….ومن هذا اليوم وانا احمد الله انه رزقني بأهل في المقام الأول وفي المقام الثاني يأتي أنهم متحابين مهما كانت الظروف ومهماُ كانت الخلافات .

وتستمر قصة حبهم وتتوج بالزواج بعد 7 سنوات واتسائل هل هناك اليوم من عنده استعداد ان يظل مع حبيبه لمده سبع سنوات دون زواج؟؟؟

ويقوم الجميع بالمساعدة لاتمام هذا الزواج بالرغم من قلة المادة…فإن جيل والدي ووالدتي هو الجيل الذي بني نفسه بنفسه ,وليس كجيلي الذي ليس علي الرجل فيه شئ غير أن يقوم باختيار العروسة ووالده موفرله الخمسة ع

فتأتي خالتي بفستان فرحها لترتديه والدتي بالاضافة إلي بعض التعديلات عشان محدش ياخد باله ويقام الحفل عند منزل خالتي و يقوم جدي بإعطائهم شقة في منزلة ويقوم والدي ووالدتي بفرشها. وتمر الأيام هو يعمل وهي تعمل ويضعوا مرتبهم الضئيل في المنزل لقضاء احتياجاتهم . ويرزقهم الله بطفلهم الأول وتزيد مسؤلياتهم , ثم الطفلة الثانية , ثم يأتي الرزق مع الفتاة ويأتي عقد عمل لوالدي في السعودية كبقية أطباء السبعينات وكبقية أصدقائه .

وتمر السنين بين مصر والسعودية في محاولة من والدتي بعدم ترك عملها في الجامعة ومحاولة من والدي للبقاء في السعودية لجمع المال حتي يضمن مستقبل أبنائه….وأتأمل هذا التطور السريع في حياة المحبين الحالمة التي تتحول إلي حقيقة واقعة ومسؤليات لاتنتهي…وتبدأ الرومانسية والاحلام في آخذ المكانة الاخيرة في حياتهم اليومية …ويبدأ كل انسان في الانشغال في التفكير عن نفسه ….وتظهر هذه المشاعر الغير مفهومة من الحنان والمشاعر الرقيقة التي يظهرها الأهل لأبنائهم مع بعض الشدة التي تساعد الطفل علي إيجاد شخصيته المتزنة .

وتمر السنين ويبدأ والدي في مساعدة أقربائه وأصدقائة للعثور علي عمل في السعودية ويقوم ببعث الزيارات لجدتي لقضاء الحج والعمرة ولمساعدة والدتي في تربيتنا, حيث كانت والدتي تقوم بالعمل فترتان يومياُ بالاضافة إلي رعاية 4 اطفال ولكل طفل احتياجته الخاصة.

ثم تمكث والدتي في المنزل لمدة سنتان في السعودية للراحة بعد عملية في ساقها ولولادتي في نفس الوقت الذي قامت فيه بالعملية وكانت الأعباء زادت عليها في رعاية الأطفال في هذه الغربة.

ثم نقوم بالرجوع إلي مصر للاستقرار فيها وقام اخوتي بترك مدارسهم في السعودية والالتحاق بالمدارس المصرية , أما أنا وأخي فكان من حسن حظنا أن والدي كان مستقر مادياُ بعد سنين الغربة والحقني أنا وأخي بمدارس تجريبية التي مازلت اذكر أنها افضل نظام للمدارس في مصر. وبعد مرور سنة قرر والدي الحاقي بالمدرسة الالمانية سان شارل بوروميه بالاسكندرية وهي لمن لا يعلم تقع في شارع صلاح الدين بالعطارين منذ اكثر من 125 عاماُ. وهي في الاصل بيت راهبات وهذا ما احببته فيها بالرغم من أنني من اسرة مسلمة متدينة, ولكن ما تعلمته أنا واصدقاء المدرسة من الراهبات, والقيم والمبادئ التي زرعوها فينا جعلتنا مميزين في حياتنا ومن الصعب جداُ أن تجد واحدة خريجة المدرسة الألمانية وأن تكون فشلت في حياتها.

فقيم مثل عدم حب المظاهر,حب الخير للأخرين, التلقائية, الصراحة, التفاني في أداء العمل, الجد في العمل ومعرفة حدود الحديث مع الأخر كلها موجودة في الدين الاسلامي ولكني للاسف لن اكتسبها من المجتمع الاسلامي ولكني اكتسبتها من مجتمع الراهبات في المدرسة.

ويعود أبي الي السعودية في محاولة لمتابعة تسديد مصاريف مدرستي التي في تزايد مستمر, بعد أن أمن مستقبل اخواتي بشراء شقق لهم وذلك وهم مازالوا في المرحلة الابتدائية, ولكن هذا هو الأب المصري الذي يقوم بحمل هم أبنائه والتفكير في تأمين كل شئ ممكن في حياتهم وهم ليس عليهم غير المذاكرة والتفوق.

ولكن تمر الأيام وأنا واخوتي لايشغلنا شئ سوي اللعب ولم يكن أبداُ واحد منا متفوق في المدرسة حيث امتزنا جميعاُ بالذكاء ولكننا قمنا باستغلاله في اللعب .

وتبدأ أمي في تنفيذ دور الأم المصرية , حيث تقوم في الصباح لايقاظنا وتحضير الفطار وتودعنا للذهاب إلي المدرسة, ثم تذهب إلي عملها, ثم ترجع مسرعة لتحضير الغذاء, ثم تجلس مع اخوتي حتي تذاكر معهم ونجلس جميعاُ علي المائدة وهي تسمع لأخي نشيد وتحفظ أخي الاخر قرُان وتشرح للاُخر نحو وتحاول تتعلم بعض الألمانية لتساعدني في المذاكرة….ماهذه القوة؟؟؟؟ ما هذا النشاط ؟؟؟ من وهبها الصبر لتحمل كل هذا؟؟؟ ثم تغادر والدتي المنزل علي اُذان المغرب للذهاب إلي عيادة والدي حتي تبقي العيادة مفتوحة في غيابه . وتعود ليلاُ لتجدنا استغرقنا في النوم بعد دورة لعب مكثفة قمنا بها فور انصرافها إلي العيادة ,وتبقي هي مستيقظة كالعادة لأنها حتي الاُن لا تستطيع النوم دون أن يكون والدي في الجوار.

وعندما كان اخوتي في مرحلة الكلية والثانوية العامة وكنت أنا واخي مازلنا في الاعدادية وكنا نواجه الكثير من المشاكل في المدرسة, لم تستطع والدتي المثابرة في البقاء وحدها معنا وقامت بالاتصال بوالدي وابلغته بأن المال لا ينفع وانها فعلاُ في احتياج اليه, وفي نفس الوقت وجدت نفسي انا واخوتي نقول لأبي أهمية انه يعود…وقد بدا يومها ان كلنا نضجنا وكلنا بدأنا في اعلان مشاعرنا من الاشتياق الي وجود الاب في المنزل, وبدأنا فعلاُ نحس أنه لاجدوي من بقاء الأب بعيداُ ومكالمته لنا كل خميس ثم حضوره بالكثير من الهدايا.

ليس هذا ما كنا نريده…ولا هذا ما اشتقنا اليه.

وعاد أبي عودة لا رجعة فيها وبدء في متابعة أخبارنا عن طريق أمي فبعد أبي عنا كل هذه السنين جعله من الصعب جداُ علينا مصادقته والتحدث بصراحة معه .

ومرت أسرتي بهذه الفترة التي كثرت فيها الخلافات مع والدي, حيث كان يري دائماُ أننا لسنا متفوقين ويقوم بمقارنتنا بأقاربنا وأبناء اصدقائه ويصيب بخيبة أمل, ويفكر كثيراُ في العودة إلي السعودية ويشغل باله كثيراُ أن المال لم يعد وفيراُ مثلما كان أثناء عمله بالسعودية, ولكن يظل ردنا بالرفض بالرغم من كل الخلافات .

مع الوقت بدأت أنا واخوتي في النضوج وبدأنا في فهم الحياة وهدف أبي من كل ما فعله لنا ومن الغربة, وبدأت نظرتنا تختلف لوالدي وقدرنا قيمة التضحية والمعانة, وقدرنا انهم الان في سن كبيرة ويجب علينا ان نساعدهم علي الارتياح من أعباء الحياة, حتي اننا قمنا بمطالبة والدتي بترك العمل حتي تستريح , ولكنها رفضت قائلة ماهو كام سنة واتحلي علي المعاش…واتذكر انها تقول تلك الجملة منذ 10 سنوات , ثم افكر انه مثال للسيدة المصرية التي لاتمل من العمل والتي بتدور علي التعب كما يقال. فما أن عاد والدي إلي السعودية ولاحظت انها لديها متسع من الوقت حتي بدأت في الرجوع إلي نشاطتها الاجتماعية والجمعيات النسائية . وفي هذه الفترة اشتد رباط اسرتنا, حيث اتفقنا جميعاُ علي راحة والدي ووالدتي وبدأنا في العمل كأعواد الكبريت التي لايمكن ان يكسرها أحد مادمنا صامدون سوياُ. اصبح التفاهم بين جميع افراد الأسرة أمراُ سهلاُ للغاية, واصبح كل واحد منا أمامه هدف واضح يشرع في تنفيذه لرفع رأس هذه الأسرة عالياّ . واصبح منزلنا كخلية النحل حيث يعمل الجميع في الصباح ونتقابل بالصدفة في المنزل وكل واحد له معاد غذاء ومعاد ذهاب وعودة , وكنا نعود إلي المنزل متشوقين لمقابلة أحبائنا لنقص عليهم يومنا والمشاكل التي واجهناها خلال اليوم. وعندها كنا ننام حامدين الله علي نعمة التواجد في هذا المنزل, ولم يعد يفرق معنا الخناق وتلك الخلافات التي كانت أحياناُ تحدث يومياُ بيننا, فلقد كان وجودنا معاُ والتجمع علي مائدة واحدة للقص والهزار افضل شئ في يومنا.

وكنت أراقب نظرات أبي في متابعتنا من نجاح لنجاح وعندما لمعت عيناه يوم تخرجي من الأوائل في المدرسة وقيامه بالفور في وسط القاعة وحضنه الذي لا أنساه لي في هذا اليوم واحمد الله انني بدأت اسعده كما اسعدني هو طوال حياتي. وبدأ هذا الهدف يصبح هدفنا جميعاُ, وعندما ينجح أي أحد فينا أجده يقول أن والدي كان سعيد جداُ عند سماعه نبأ النجاح. كأن القدر بدأ يعطي والدي حقهما بعد سنين أخذ دون عطاء.

وبدأت علاقتنا مع أبي تتحول إلي صداقة وأخذ يأخذ نصيحتنا أحياناُ في أشياء أو يقص مشاكل العمل أمامنا ونبدأ في أبداء رأينا أمامه ونحن علي اقتناع أنه يقدر رأينا.

وترحل بنا السفينة من نجاح إلي نجاح وتكون سنة 2007 سنة من السنين المميزة في حياتنا فهي السنة التي سوف يتحلي أبي وأمي علي المعاش فيها والسنة التي تزوجت فيها أختي, واستقر فيها أخي وقام بخطبة زميلته في الجامعة بعد حب اكثر من 4 سنين, ثم حصوله علي الفيزا لامريكا حتي يجتاز امتحان جمعية المحاسبين الدوليه, والسنة التي سوف يتخرج فيها اخي من الجامعة, والسنة التي وافق أبي فيها علي سفري للدراسة في ألمانيا…..

واقف عند اول اسبوع من شهر ابريل 2007 عند حضوري من المانيا للتحضير لفرح أختي, واجد أن روح العمل المشترك مازالت موجودة وأبي وأمي يمكثون في المنزل ليخططوا ما يبقي تحضيره للفرح والشقة …وتقوم خلية النحل بتقسيم نفسها دون أن نعلم والدي ونبدأ في تنفيذ المهام. وإذا بي أجد أقارب وأصدقاء ممن أحبوا هذا المنزل وروح التواجد معنا يعرضون المساعدة ويأتون إلينا ويمكثوا معنا بالأيام …ثم عندما اتوجه اليهم بالشكر أجدهم هم الشاكرين لأنهم قاموا بقضاء اليوم معنا.

ويأتي يوم الفرح وهو اليوم الذي يسبق سفري إلي المانيا وسفر أخي إلي أمريكا, وتمتزج فيه مشاعر الجميع بين الحزن والفرح, وتمتزج مشاعرنا نحن بالسعادة التي لاتوصف وبتحقيق حلم من اهم احلام والدي ووالدتي.

ونقف في وسط القاعة ونشبك ايدينا لنرقص رقصة فقط لعائلتنا…وانظر إلي أبي وهو يدخل في الدائرة وفي عينيه نظرة فرح لم أراها من قبل….

وإذا بي أري في نهاية الفرح أن أصدقائنا المقربون يقوموم بالبكاء لحزنهم الشديد أنه من الصعب أن يجدوني أنا وأخوتي مجتمعين سوياُ كما كنا اليوم .

ويرفض أبي و أمي التفكير في أنه سوف يعود يوماُ إلي المنزل ويجد ثلاث غرف نوم فارغة ويرفض أن يحتضن أخي عند سفره لتثبيت أفكاره التربوية في أن الرجل لا يبكي وأنه يجب أن يحول قوته العاطفية إلي دافع للعمل, ولكن لا يستطيع منع نفسه من البكاء كلما تحدثت معه علي النت ويجري مسرعاُ بحجة أنه يود أن ينام.

وأمي التي لاتكف عن الحديث وسرد الأخبار كلما تحدثنا حتي تشعر أننا ماذلنا في الجوار, وأن الغربة شئ مؤقت وتقوينا بقوله انها ايضاُ اتغربت ويجب أن نكون أقوياء.

هذا هو المجتمع الذي نشأت فيه يرأسه والد متدين وليس متشدد علمنا أهمية الصلاة في مواعيدها وخصوصاُ في المسجد, أهمية الاعطاء في سبيل الله, أهمية شهر رمضان الكريم حيث يمتاز هذا الشهر في منزلنا بطقوس خاصة وتجهيزات تبدأ من صيام شعبان, أهمية احترام الكبير, الحياء…فأنا لم أجد حتي الاُن أسرة تحمر وجوه جميع أفرادها خجلاُ ولا يستطيع أحد من اخوتي حتي الاُن بمعاكسة فتاة في الشارع أو التدخين أو مصادقة الفتيات كما يفعل باقي أصدقائهم.

أما بالنسبة لوالدتي فأنا أجدها بطلة بحق لتحملها لنا كل هذه السنين ورفضها ادخال خادمة إلي المنزل لخوفها علي إخوتي منها, وبذلك فقد كانت أعباء المنزل كثيرة جداُ عليها ولكن مع الوقت قمت أنا وأختي بالتعلم منها ومساعدتها في كل شئ في المنزل من أمور النظافة, الكي وتحضير الطعام . وهي دائما وسوف تظل الصديقة التي لا يستطيع أحد منا إخفاء أي سر عنا, فهي من نظرة واحدة تفهم الذي نفكر فيه ومن نحب والمشكلة التي نتعرض لها.

لقد كان هذا مجتمع الحب الذي لا ينتهي, الراحة والهدوء النفسي, التاُلف , الوحدة, الأخوة ونهر المشاعر الجميلة.

أما المجتمع الثاني بالنسبة لي فهو ليس الحي ولا الاقارب ولا الجيران وإنما المدرسة التي قضيت فيها 13 سنة من عمري مع ذكريات لاتنسي.

يارب يعجبكم الموضوع...للأسف لم يكن لدي المزيد من الوقت لتعديل النص...وفي انتظار تعليقاتكم....سلام

رابط هذا التعليق
شارك

والله يا بسمة ، إن البسمة لم تفارقنى طوال قراءتى لما تكتبين بتلقائية وشفافية وصدق ...

لا أدرى كيف أشكرك .. كثير مما كتبتيه أحسست منه أن ابنتى هى التى تكتب .. مع أن الله لم يرزقنى ببنات .. ولكن لو كتب إبنى تجربته فى أسرته لما وجدت اختلافا كبيرا عما كتبتيه ..

أشعر بالفخر لأننى استنبطت الذكاء والوعى ودقة الملاحظة من مداخلتك الأولى .. والآن أشعر بالفرحة تملأ قلبى وأنا أسرح بين كلماتك لأرى فيها الحب والصدق والجدية والعرفان بالجميل وتحمل المسئولية ... قيم غابت عن كثيرين ممن يكبرونك .. وجدوا مبررات مريحة لغيابها عنهم أو لغيابهم عنها

إستمرى .. أريد أن أعرف كيف سارت الأمور معك فى مجتمعك الثانى .. مجتمع مدرسة سان شارل بورميه .. أسعدنى الحظ عند عملى بمصر "قبل سفرى وخروجى على المعاش بعد ذلك" بمزاملة أربع سيدات فضليات من خريجيها .. مثال للخلق .. مثال للجدية .. مثال للكفاءة .. لن تكونى أقل من أى واحدة فيهن - إن شاء الله - إن لم تفوقيهن لأنك تستكملين دراستك فى مجتمع جاد يعرف قيمة التفكير ، وقيمة العمل ، وقيمة الاعتماد على النفس

تحياتى إلى عقلك المستنير وقبلاتى على رأسك الذى يشع بالذكاء المصرى "السكندرى"

نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل
فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة
تساند جيشها
الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره
فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونة

تحيا مصر
*********************************
إقرأ فى غير خضـوع
وفكر فى غير غـرور
واقتنع فى غير تعصب
وحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك

رابط هذا التعليق
شارك

  الأبنة الفاضلة : بسمة

 قصة جميلة رائعة تحمل كل معاني الصدق والإخلاص بين أفراد الأسرة المصرية الأصيلة

 أب فاضل يتمتع بإخلاق رفيعة وأم فاضلة ربت بناتها وأبنائها تربية سليمة ليخرجا للمجتمع

شباب وفتيات صالحين وصالحات يتمتعون بالأخلاق الحسنة وبقدرة التعامل مع أقرانهم

في المجتمع المصري في صورته المصغرة السكندرية بالرغم من كل المصاعب التي

واجهت هذه الأسرة لكنها صمدت ونجحت بفضل الله ثم برعاية الأب والأم المحترمين

تحياتي للدكتور يوسف العزيز على قلوبنا وتحياتي لوالدتك العظيمة ولأخوانك وأخواتك الأعزاء

 وتمنياتي لك بالتوفيق والنجاح في غربتك يا عزيزتي  وأبنتي بسمة

  حفظك الله ورعاك

أبو أحمد الأسكندراني

رابط هذا التعليق
شارك

الابنة العزيزة بسمة ..

اعجبنى فى سردك لحكاية تجربتك انها تشعرنا بصدقك وخصوصا من كان فى عمرنا هذا ..

ندرك جيدا حقيقة ما تتحدثين عنه وندرك كيف كان جيل السبعينات يتصرف بتلقائية وبضمير حى وكيف كان يرفض كثيرا من السلبيات التى كانت (( تتضح جلية )) وسط مجتمع يحرص اغلبية افراده على الاتقان ..

اقول اغلبية المجتمع وان كان ...للأسف ...(( وعلى غير العادة والطبيعة )) ...فوجئنا ان القلة قد انتصرت ...!!!

تذكرينى بكل المبادئ والقيم الجميلة والحرص على تداول عملة الاخلاص والوفاء والتفانى ...

كونك من مدرسة سان شارل بورومييه يعطينى ايضا انطباع عن كيفية ادارتك للامور فى كل نواحى حياتك وطريقة تفكيرك بغض النظر عن كونك الآن فى المانيا ...(( بنات عمى خريجات المدرسة الالمانية سان شارل بورومييه ...وكنا دائما فى حالة صراع ان الفرنسيسكان افضل وكانت تنتصران ...(( تحكم المانى مستبد )) ..)

فقط اضحكك ..( طريقة التفكير فى ثانوى بالطبع تختلف عن طريقة التفكير بالنسبة لفتاة ناضجة وفى الجامعة )...

عموما...

مدارس الراهبات والرهبان اثبتت فعلا تفوقها... واهميتها فى تشكيلها شخصية الطالب ..وبالطبع تأثير المدرسة يظل معنا مدى الحياة ..وان كانت ليست دائما كما نعتقد البنية الاولى ..

اتركك لتكملى لنا باقى الخواطر الرائعة ...

اتابعك بكل حب ...

استعير من ابو محمد كلمته ....واقول لك ...لو كانت ابنتى تحكى ...لحكت بعض الاحداث المتشابهة ..

يجمعنا الحب والتفاهم وضرورة ان نكون جميعا كحزمة عيدان الحطب التى لاتتحطم ابدا ان كانت معا ...

الى لقاء قريب فى صفحتك الجميلة هذه ...

ماما سلوى ...

(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)

[النساء : 93]

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...