حتى انت يا اوباما...

[adel douban]

حتى انت يا اوباما...

كان الحديث طيلة الايام الماضية هو عن خبر اخفاق مجلس الأمن الدولي -بعد مداولات استمرت أربعة أيام- في التوصل لقرار رئاسي بشأن الأوضاع في قطاع غزة، وذلك على خلفية إصرار واشنطن على تضمين البيان إدانة واضحة للصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية من غزة، فيما ألقى المندوب الأميركي باللوم على المجموعة العربية في فشل المجلس بالتوصل لاتفاق حول المسألة. وكانت الولايات المتحدة الجهة الوحيدة التي اعترضت على النص الأصلي لمشروع القرار الذي تقدمت به ليبيا (باسم المجموعة العربية)، وعللت ذلك بأن الصيغة التي طرح بها المشروع أولا لم تكن "متوازنة" لانها لم تتضمن إشارة واضحة للصواريخ الفلسطينية.

وحتى الان لا يوجد شىء جديد... فالانحياز والدعم الامريكى المطلق لاسرائيل معلن ومعروف, ولكن الشئ الغريب فى هذا الموضوع هو اعلان المرشح الديموقراطى باراك اوباما خلال احدى جولاته النتخابية دعمه وتاييده الواضح والصريح للموقف الامريكى, حيث دعا المندوب الامريكى فى مجلس الامن جون نجروبونتى الى اصرار الولايات المتحدة على موقفها من ضرورة إدخال هذه التعديلات، حيث يدين البيان المقترح "عمليات إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون الإرهابية على المدنيين الإسرائيليين من غزة، خاصة بعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005" و"يدعو إلى الوقف الفوري لهذه الهجمات"!!!

حمل المرشح الديمقراطي البارز للانتخابات الرئاسية الأميركية باراك أوباما شعار التغيير ، وحرص عند إطلاق حملته الانتخابية على أن يطلقها من داخل الكنيسة ، وهي مسألة رمزية شديدة الوضوح ، ووزع الملايين من صوره وهو يصلي مع أسرته في الكنيسة ويكتب تحتها بحروف كبيرة "مسيحي ملتزم" . وقد حث المرشح الديمقراطي باراك أوباما الخطى هذه الأيام لتكذيب حملة مضادة تؤكد نسبه الذي يعود إلى عائلة مسلمة, فيما يتمسك هو أثناء الحملة الانتخابية بمسيحيته.

وكان خصوم أوباما من منظمي حملة منافسته أرسلوا رسائل الكترونية وزعوها على نطاق واسع في الولايات المتحدة تقول بأن أوباما "مسلم" ، وهو ما اعتبر هناك "اتهاما" يدمر جهود الرجل في الوصول إلى ترشيح الحزب الديمقراطي وبالتالي يستحيل عليه أن يصل إلى رئاسة الولايات المتحدة وهو مسلم ، وقد رد منظموا حملة أوباما على ذلك "الاتهام" بقوة ، ووصفوه بأنه جنون!!

وزع منظمو حملة أوباما الانتخابية رسالة مفتوحة من سبعة أعضاء يهود في مجلس الشيوخ تندد بالهجوم على أوباما و"اتهامه" بأنه مسلم !!، كما قام المنظمون بإغراق كنائس ساوث كارولينا بملصقات وصور تشدد على انتماءات أوباما المسيحية ، ويظهر أوباما في إحدى هذه الصور وهو يصلي وكتب وسطها بحروف كبيرة "مسيحي ملتزم". وكتب تحتها أن أوباما سيصبح رئيسا "يقوده إيمانه المسيحي" ، ويتضمن الملصق اقتباسا منه يقول "أنا أؤمن بقوة الصلاة" ، ويظهر أوباما في ملصق ثان مع أفراد أسرته, وتحته كتب "أعضاء ناشطون في كنيسة وحدة المسيح الثالوثية في شيكاغو". ويفسر الملصق كيف أن أوباما "شعر بنداء الروح القدس وآمن بالمسيح طيلة حياته" ،

ثم حرص أوباما على أن يخطب في الكنائس ليؤكد على نفي "التهمة", وقال أوباما في تجمع ديني داخل كنيسة افتتح فيها حملته الانتخابية التي تستمر أسبوعا بولاية ساوث كارولينا وحصل على هتاف وتهليل الجموع التي كانت تستمع إلى خطبته "أنا أذهب إلى نفس الكنيسة المسيحية منذ حوالي عشرين عاما", وركز على كلمة مسيحية ليحصل على تهليل الحضور. وأضاف لقد أديت اليمين الدستورية ويدي فوق إنجيل العائلة, وعندما أكون داخل مجلس الشيوخ, أتعهد بالولاء لعلم الولايات المتحدة الأميركية, لذا إن وصلتكم رسائل إلكترونية سخيفة, أعيدوها إلى المرسل كائنا من يكون, وأخبروهم أن هذا جنون, علموهم".

باراك حسين أوباما وهذا هو اسمه, ابن المهاجر الكينى المسلم حسين أوباما, وزوج أمه مهندس البترول الاندونيسى مسلم ايضا, قد قضى جزءا من طفولته في إندونيسيا.

يبدو ان هذا الهوس الديني الذي يقود مرشحي الحزب الديمقراطي، يأتي تطورا طبيعيا للسباق الذي بدأه الحزب الجمهوري والذي وصل ذروته في تصريحات وسلوكيات الرئيس الحالى جورج بوش.