الريس بتاريخ: 28 فبراير 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 28 فبراير 2003 تعلمت من الأمريكيين ، أثناء فترة دراستي هناك ، أشياء كثيرة .. لو طبق الأمريكيون بعضها الآن ، لوفروا على أنفسهم ، و لوفروا علينا .. كثيرا من العناء . واحد من هذه الأشياء .. قولهم : Too little.. Too late ..! " قليل جدا .. و متأخر كثيرا " ..! تذكرت هذه المقولة ، لما قرأت خبرا عن نية الإدارة الأمريكية تأسيس قناة تلفزيونية فضائية ، تهدف إلى (تحسين) صورة أمريكا في العالم الإسلامي ، تعمل جنبا إلى جنب ، مع المحطة الإذاعية العاملة الآن ..!! يقوم مفهوم العملية الإعلامية الأمريكية ، الموجهة إلى المنطقة الآن ، من خلال المؤسسات الإعلامية الأمريكية ، أو عبر (وكلائها) في المنطقة ، على (الإيحاء) .. بأن أمريكا لا تريد شرا بالمسلمين ، و ليس لديها موقف عدائي من الإسلام ، و لا تطمع بثروات الخليج ، و ليست منحازة لدولة اليهود !! تعتمد الحملة الأمريكية ، في جزء منها ، على إبراز هذه (المعاني) ، من خلال حوارات مع مواطنين أمريكيين مسلمين ، من أصول عربية ، ومن خلال استكتاب (وكلاء) في المنطقة .. يتحدثون عن أمريكا الديمقراطية ، الجميلة ، (الطيبة) .. ضحية (الإرهاب) ..! تعتمد السياسة الأمريكية (الموجهة) .. كذلك ، على آلية (الإبهار) .. بإحداث نوع من الصدمة و الدهشة لدى المتلقي .. حيث لغة الخطاب (مخاتلة) و عمومية ، و بأعلى درجات ضبط النفس .. في أجواء متوترة . تتبنى تلك السياسة أيضا .. و هي امتداد لحملة علاقات عامة ،أطلقت في رمضان الماضي .. ثم أوقفت لفشلها . تتبنى خلق شعور بـ (الدونية) لدى المتلقي ، من خلال (إبهاره) بمستوى التقدم المادي الذي حققته أمريكا . إحساس المتلقي بتفوق أمريكا التقني و الإداري ، يتم عبر أساليب (الإيحاء) ، وليس من خلال عملية (الحقن) المباشر ، التي تعتمد لغة الدعاية البدائية .. الفجة: ( نحن نملك .. نحن لدينا ) .. ثم تجول (كمرة التصوير) على مشاهد مصطنعة .. تخفي وراءها تاريخ (عريق) من الفساد و التخلف (!!) يتشكل الشعور لدى المتلقي ، بهيمنة أمريكا و (فوقيتها) ، من خلال العرض (العفوي) .. غير المقصود ، لثقافة منتجة ، تعتمد (التعددية) ، و احترام الآخر ، و لأسلوب حياة مدني ، يحترم حقوق الإنسان ، و متقدم ماديا وتقنيا .. المتلقي محروم منه..! يتم توظيف الشعور بـ(فوقية) أمريكا و ( تفوقها ) ، لتبرير ممارساتها و حملاتها العدوانية في المنطقة ، و في العالم بشكل عام .. على أنه (فعل حضاري) لأمة متقدمة ، يهدف لخير الشعوب ، و حمايتها من الدكتاتوريات ، و يمنحها الفرصة (التاريخية) لمراجعة ثقافتها المتخلفة ..! من نافل القول التأكيد ، على أن الحملة متهافتة و سخيفة ، و لا تعدو أن تكون (تسويقا) رخيصا لتفوق تقني .. و لتعددية ثقافية ، و تسامح أمريكيين .. كانا موجودين .. ! الموقف (التصالحي) مع ما يسمى الإسلام (المعتدل) ، و هو ما تحاول الإدارة الأمريكية التظاهر به .. مقابل حربها و حملتها على ما تسميه (الإرهاب) .. سقط بين أشلاء الأطفال و النساء ، في القرى التي دكتها الطائرات الأمريكية في أفغانستان .. و أمام وحشية الحصار و حرب (التجويع) ، التي حصدت أكثر من مليون طفل عراقي .. كما انكشف زيفه .. في حربها السافرة ، ضد كل ما هو إسلامي : ابتداءا من محاصرة العمل الخيري الإسلامي ، مرورا بـ (مشاريع) التغيير القسري .. الثقافي و الإجتماعي ، لمجتمعات المسلمين .. ثم اعتقال رموز العمل الإسلامي .. و وصمهم بالإرهاب ، كما حدث مع المؤيد ، القيادي الإسلامي اليمني ..! حملة (تحسين) الصورة الأمريكية ، موجهة للمسلمين (خارج) أمريكا ، من خلال الحديث عن أمريكا .. و عن أفراد مسلمين (داخل) أمريكا . لكن .. ماذا تصنع أمريكا بالمسلمين (خارج) أرضها ، و ماذا يلاقي المسلمون داخل أمريكا ..؟ هل أمريكا جادة في (تحسين) صورتها ..؟ و هل ما تفعله في حملتها (المذكورة) ، يتسق و أبجديات عملية صناعة (الصورة الذهنية) التي هي عماد أي حملة علاقات عامة ، تهدف إلى خلق مواقف إيجابية ..؟ ! الأمريكان أساتذة في أساليب الدعاية و الإقناع ، و آليات تغيير (الصورة الذهنية) ، و صياغتها .. لكنهم هذه المرّة يذكرونني بـ(المومس) التي تحث الناس على (الأخلاق) ، و تتحدث عن الفضيلة ..! قديما .. ساق لنا أحد أساتذتنا البارزين في الإعلام ، قصة تلخص قاعدة في هذا المجال . صياد اصطاد عددا من الطيور ، في يوم شديد البرودة .. مثل أيامنا هذه .. !!و بدأ يذبحها واحد إثر الآخر .. كانت عيونه أثناءها تدمع ، من شدة البرد . أحد الطيور ، الذي ينتظر في الدور ، همس لصاحبه قائلا : انظر لقد رق لحالنا .. إن عيونه تدمع .. ! أجابه صاحبه : لا تنظر إلى دموع عينيه .. انظر إلى فعل يديه .. !! قصة (الصياد ) و (الطيور) ، ليست فقط تعبيرا صارخا عن التناقض بين الشعار و الممارسة ، بل تصويرا مفزعا لحال (العجز) .. من خلال التزام (الدور) ، بانتظار (الموت) ..! كل (الطيور) تعرف أنها في صف .. و أن العراق أول الصف ..! إن شعارات أمريكا .. و ( دموعها ) حيال واقع العراق ، لا تلغي حقيقة أن (السكين) الأمريكية مرفوعة على الجميع .. كل الذين في (الصف) ..! ليس لأنها فقط .. طيوراً (متماثلة) .. بل أيضا ، لأن (الصياد) الأمريكي صرح بذلك في أكثر من مناسبة ..ملغيا أي فرصة للاحتمال ، أو الافتراضات ..!! لم يفكر الطائر في الصف أن يحلق ، و لم يهمس في أذن صاحبه بخطة انقاذ له ، و لبقية أصحابه . كان يراهن على (دموع) الصياد .. على زعمه ، على دعاويه ،على حملاته الإعلامية لتحسين صورته .. بإشاعة الديمقراطية ، و نزع أسلحة الدمار الشامل ..! حد السكين كان أكثر وميضا .. و وضوحا من الدموع .. لكن (الطائر) آثر أن يبقى في (الصف) .. بانتظار الموت ..! في شتائنا (السبتمبري) الطويل ، تتقنـَّصُنا أمريكا (طيورا هزيلة ) .. شعوبا و دولا ، و تدمع .. من خلال حملاتها الإعلامية .. بيننا .. هناك من يصفق .. أو ينتظر ، و لا ينظر إلى ( فعل يديها ) .. ! غير مسموح أن (نتهامس) ، فيما يجب أن نفعله لاتقاء (السكين) ..! غير مسموح أن نرف بأجنحتنا .. لكي لا نتهم بالجهاد و الإرهاب .. ! بيننا أيضا .. من يحوم حول جراحاتنا و (جثث) أهله .. و ينعق ، يستدعي العقبان الأمريكية .. لتنهش في الأجساد المثخنة . أمريكا رصدت 19 أو 29 مليون دولار ، لا أتذكر .. لـ (الغربان) .. في (صفنا) ، التي تنعق للصياد الأمريكي .. و هو يحز سكينه في رقابنا .. و يدمع ، في حملة (تحسين) الصورة الأمريكبة . إن ما ننفقه .. أو نطالب بإنفاقه ، على (حملات إعلامية) ، لتحسين صورتنا الذهنية في الغرب ، أنه مجرد(وهم) و عبث ، لن يعود علينا بطائل ، و لن يغير من موقف (القوم) منّا ، ما دمنا لم نغير من (واقعنا) .. و بالتالي (موقعنا) الحواري . ما دمنا لم نخرج من (الصف) .. و نرفض (علاقة ) الطيور و الصياد ..! المنهج القرآني تجيء قبساته شديدة الضوء . حكى القرآن عن كفار العرب ، الذين كانوا يعوذون بالجن (فزادوهم رهقا) ..! بعض العرب كان (يصرح) بولائه لـ(كبراء) الجن ، رغبة في (تحسين) صورته لديهم ، و تأكيدا لتبعيته لهم ، و حاجته لـ (حمايتهم) .. فما زاد هؤلاء إلا إمعانا في إذلالهم .. و إرهاقهم ..! دائما يصرح القرآن .. أو يلمح ، إلى (عجز) التبعية ، و ذلها , و فشلها .. في تأمين الحماية ، أو تحقيق الكرامة ، أو حفظ الحقوق ..! " إن الله لا يغير ما بقوم .. حتى يغيروا ما بأنفسهم " .. الابتداء من (الذات) .. أولا ..! يوم كتبت عن (وهم الصورة الذهنية) .. اختلف معي البعض ..! ها أنذا أكتب عن حملة أمريكا .. أوحملاتها ، و إنفاقها لتحسين صورتها .. و أقول : - وهم ما تفعلون .. ! ستنفقونها ، ثم تكون عليكم حسرة .. ثم تغلبون ..! لقد نما بيننا و بينكم برزخ من الكراهية .. من فعل أيديكم .. ! تُحسّنون صورتكم بإنشاء محطات إذاعة و تلفزيون .. و رائحة الدم و البارود تملأ فضاءنا : It's too little.. too late رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Proud Muslim بتاريخ: 1 مارس 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 1 مارس 2003 مقال جميل و أكثر من رائع بصراحة يا أخي الريس .. خصوصا قصة الصياد و الطيور .. جزاك الله خيرا . ذو العقل يشقى في النعيم بعقله.. واخو الجهالة في الشقاوة ينعم هذه مدونتي: Fathy رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
1_Nadim بتاريخ: 3 مارس 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 3 مارس 2003 تحليل جميل ولكن المفروض اننا بشر ولسنا طيور واخواننا دارسي علم النفس يقولون ان الفرق بين الانسان والفأر ان الانسان يتعلم من تجربة غيره ام الفأر فسيظل يدخل المصيدة كلما وجد داخلها طعام فاذا ما اقتنعنا اننا فيران فقد حسمت المسألة ولامجال للنقاش اما ان كان لدينا بقية من الاحساس بادميتنا فكان يجب ويظل يجب علينا ان نرفض ما يدمر هذه الادمية سواء جاء من الامريكان ام من اسيادنا حكام الزمن البائس فالعراقيون الذين يقبضون من الامريكان وبالمناسبة هي اموال العراق في الاول والاخر والامريكان لايدفعون شيئا من جيوبهم هؤلاء العراقيين بعضهم عاني من تعذيب واذلال علي يد الحاكم الوطني اكثر مما يمكن ان يفعله معه اي امريكي او نصف ادمي حتي, لذلك يجد بعضهم تبريرا قد لا يقنعنا بان الاقتصاص من صدام هو هدف حياته الاسمي فمع تيقننا بان الامريكان يحاولون تبرير سياساتهم العنصرية الا ان حكامنا سهلوا لهم المهمة عندما جعلونا انصاف ادميين ولو كان العكس هو الواقع لكن من الممكن البحث عن مخارج لهذا الفجر الامريكي عبر احساسنا بادميتنا ومشاركة الغير لنا في الدفاع عنها لانه يري فينا بشرا مثله ام الوضع الحالي فانه يسهل لماكينة الاعلام الامريكي ان تظهرنا كما لو كنا نوع ادني من البشر رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
الريس بتاريخ: 6 مارس 2003 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 6 مارس 2003 مقال جميل و أكثر من رائع بصراحة يا أخي الريس ..خصوصا قصة الصياد و الطيور .. جزاك الله خيرا . شكرا لك تحليل جميل ولكنالمفروض اننا بشر ولسنا طيور واخواننا دارسي علم النفس يقولون ان الفرق بين الانسان والفأر ان الانسان يتعلم من تجربة غيره ام الفأر فسيظل يدخل المصيدة كلما وجد داخلها طعام فاذا ما اقتنعنا اننا فيران فقد حسمت المسألة ولامجال للنقاش اما ان كان لدينا بقية من الاحساس بادميتنا فكان يجب ويظل يجب علينا ان نرفض ما يدمر هذه الادمية سواء جاء من الامريكان ام من اسيادنا حكام الزمن البائس فالعراقيون الذين يقبضون من الامريكان وبالمناسبة هي اموال العراق في الاول والاخر والامريكان لايدفعون شيئا من جيوبهم هؤلاء العراقيين بعضهم عاني من تعذيب واذلال علي يد الحاكم الوطني اكثر مما يمكن ان يفعله معه اي امريكي او نصف ادمي حتي, لذلك يجد بعضهم تبريرا قد لا يقنعنا بان الاقتصاص من صدام هو هدف حياته الاسمي فمع تيقننا بان الامريكان يحاولون تبرير سياساتهم العنصرية الا ان حكامنا سهلوا لهم المهمة عندما جعلونا انصاف ادميين ولو كان العكس هو الواقع لكن من الممكن البحث عن مخارج لهذا الفجر الامريكي عبر احساسنا بادميتنا ومشاركة الغير لنا في الدفاع عنها لانه يري فينا بشرا مثله ام الوضع الحالي فانه يسهل لماكينة الاعلام الامريكي ان تظهرنا كما لو كنا نوع ادني من البشر قصة (الصياد ) و (الطيور) ، ليست فقط تعبيرا صارخا عن التناقض بين الشعار و الممارسة ، بل تصويرا مفزعا لحال (العجز) .. من خلال التزام (الدور) ، بانتظار (الموت) ..! اصبت كبد الحقيقة ان سبب مانحن فيه حكامنا لكن علينا جزء من هذه المأساة فنحن رضينا بالخنوع والذل ولكن يبقى انتماءنا لديننا هو اهم مايجب ان نتمسك به فالعراقيين اخوان لنا في الدين ويجب الا نتركهم للكلاب تقتلهم باسم القضاء على طاغية رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان