شارون : دولة مسخ للفلسطينيين بشروطه

[أسامة الكباريتي]

شارون : على الفلسطينيين أن يتخلوا عن عودة للاجئين وعن القدس وعن (الإرهاب) و أن يغيروا القيادة ويعترفوا بالدولة العبرية ثم سندرس إقامة دولة فلسطينية مقيدة ؟!؟!؟

القدس المحتلة / خاصة

واصل البرلمان الصهيوني جلسته الافتتاحية التي صادق فيها على حكومة صهيونية يمينية متطرفة حتى ساعات الفجر الأولى بعد خطاب لشارون .

وكان رئيس الحكومة الصهيونية المجرم أريئيل شارون بدأ في عرض حكومته الجديدة على الكنيست للمصادقة عليها وذلك بعد إنهاء أزمة توزيع الحقائب الوزارية لأعضاء الليكود .

وكان من المفترض أن يعرض شارون حكومته على الكنيست الساعة الرابعة لكنه تم تأجيل الموعد لإقناع بنيامين نتنياهو بقبول وزارة المالية بعد أن تم سحب وزارة الخارجية منه .

وقد افتتح الجلسة رئيس الكنيست الجديد ، عضو الكنيست من الليكود رؤوبين ريبيلن المتطرف ، ثم تلاها شارون الذي استعرض أمام الكنيست الخطوط الأساسية للحكومة الجديدة.

وفي كلمته قال شارون أن المهمة الأساسية التي ستعالجها حكومته هي النهوض بالاقتصاد و إخراج الدولة العبرية من حالة الركود الاقتصادي.

ثم تكلم عن خيار حكومته بحل الصراع الصهيوني الفلسطيني بطرق سلمية، وشدد على عامل الأمن. ثم أشار الى الخلاف الحاد داخل الائتلاف الحكومي حول مسألة إقامة الدولة الفلسطينية وقال إن المسألة سوف تحسم داخل الحكومة.

وقال شارون أيضا إن حكومته ستسعى من أجل تشجيع الهجرة اليهودية واستقدام اليهود إلى (إسرائيل) . كما قال إن حكومته ستعمل على فتح صفحة جديدة مع المواطنين الفلسطينيين داخل الخط الأخضر

و أضاف أن على الفلسطينيين أن يتخلوا عن حق العودة للاجئين وعن القدس التي ستبقى على حد قوله عاصمة للدولة العبرية وعن الجهاد والمقاومة للاحتلال بالإضافة الى تغيير القيادة الفلسطينية الموجودة بقيادة تعترف بالدولة الصهيونية والتعايش معها بسلام " على حد تعبيره .

وقال شارون في الخطاب "الحكومة تنوي التوجه إلى عملية سياسية مسؤولة، ترتكز على الموافقة على حل النزاع بالطرق السلمية، على التصميم وعدم التنازل عن الأمن والتبادلية. لقد عرضت موقفي مفصلاً في اجتماع هرتسليا، وفي حديثي مع الرئيس بوش، توصلنا إلى تفاهم بشأن ضرورة وجود خطة ذات مراحل لحل النزاع المعقد بيننا وبين الفلسطينيين. هناك حاجة لتغيير القيادة الفلسطينية الحالية. والعملية السلمية الحقيقية يجب أن تستند إلى فشل المسيرة السياسية التي جربناها في العقد الماضي. إن الشعب اليهودي هو شعب محب للسلام !!؟، وإنني على قناعة بأن هناك استعدادًا لتسويات مؤلمة أيضًا في سبيل السلام" على حد تعبير شارون .

وأضاف أن "مسألة إقامة دولة فلسطينية، ضمن شروط مقيدة، هي موضع خلاف بين جهات مختلفة في الائتلاف. لقد أوضحت موقفي مرات عديدة في السابق، وقلت إن هذا الموضوع سيخضع للمناقشة وسيحسم في الحكومة".

وتخلل خطاب شارون بصراخ ومقاطعة أعضاء الكنيست من الأحزاب الدينية (الحريديم) الذين حاولوا إحراج شارون حول الثمن الذي دفعه للمفدال ولحزب شينوي.

وتخلل خطاب شارون العديد من الهتافات والمقاطعة من قبل صفوف المعارضة.

وقد لوحظ التنسيق بين أعضاء المعارضة جميعا من حزب العمل وميرتس والأحزاب العربية وعام ايحاد وشاس ويهدوت هتوراة.

حيث تم التنسيق بين أحزاب المعارضة لمنع تعيين الوزير نتان شيرانكسي وقد نجحت المعارضة مؤقتا لعدم قانونية التعيين.

وسوف يقوم حزب ميرتس باقتراح مجموعة من القوانين لإحراج حزب شينوي، مثل قانون المواصلات العامة يوم السبت والزواج المدني، وهي قوانين كان حزب شينوي سيؤيدها لولا وجوده داخل الحكومة وحصوله على نصيبه من الحقائب الوزارية.

أما حزب شاس فسوف يسعى لاقتراح مشاريع قوانين دينية لإحراج حزب المفدال واتهامه بإفشال هذه القوانين.

ويبقى السؤال بالنسبة للمعارضة هو مدى جدية هذه المعارضة في المسائل السياسية وهل سترتقى لتشكل بديلا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا أم ستتصرف كما في الكنيست السابقة. ومن التحديات التي ستواجهها هذه المعارضة هي مدى تعاونها مع الأحزاب العربية والتنسيق معها للتصدي لسياسة الحكومة اليمنية المتطرفة التي شكلها شارون.

و في كلمته أمام الكنيست هاجم عمرام متسناع رئيس حزب العمل المعارض شارون بشدة وقال إنه اختار أن يشكل حكومة يمينية متطرفة.

كما قال متسناع إن شارون بإفشال إقامة حكومة وحدة علمانية. ودعا شارون الى ضرورة الاعتراف بالحقائق والبدء بمفاوضات سلمية مع الفلسطينيين على أساس إقامة دولتين لشعبين.

وفي مناقشة الخطوط العامة للحكومة الصهيونية ال -30 وتشكيلتها قال النائب عزمي بشارة " الغريب بل المستهجن أن كل النقاش الجاري في البرلمان يدور حول تركيبة الحكومة وليس حول سياستها. تصعد الأحزاب الواحد تلو الآخر لتهاجمها لأنها لم تشارك فيها أو تكيل لها المديح لأنها انضمت للائتلاف".

قال النائب بشارة: "جاء في الخطوط العريضة للحكومة أن الاستيطان على كافة أشكاله هو قيمة وطنية واجتماعية عليا في هذه الحكومة وهذه وصفة لكارثة محققة".

وعقب على تعيين نتنياهو قائلاً: "تعيين نتنياهو وزيراً للمالية هو دمج غير ممكن بين ديماجوجية اجتماعية واقتصاد دارووني من أسوأ الأنواع وهذه وصفة لكارثة تحل بالطبقات الفقيرة وخاصة العرب الفلسطينيين في البلاد ولكن الأسوأ أنه ليس في جعبة هذه الحكومة برنامج سياسي يتعدى استمرار المواجهة ضد الشعب الفلسطيني. أنا أسال شارون ما هي رسالتك السياسية للشعب الفلسطيني، حتى لو قام بالإصلاحات و أوقف "الارهاب" على حد تعريفك و أطاح ب عرفات كما تطلب.

وتابع يقول :" إن شارون لا يعطي الشعب الفلسطيني شيئا و إنما حتى في هذه الحالة يعده شارون بدولة فلسطينية منقوصة تقام على أراضي "أ" و"ب" فقط، وهذه وصفة لاستمرارية المأساة والصراع. ولا معنى للقول انه موافق على خطة بوش فحتى ليبرمان وافق على خطاب بوش لأنه يؤجل كافة المسائل ويحمل المسؤولية للفلسطينيين ".

وأضاف قائلاً : "وفق الخطوط العريضة للحكومة يشكل العربية المشكلة الوحيدة التي يتوجب على الحكومة دراستها وهذه يعني أنه 53 عاماً لم تكفِ. أي بعد 54 عاماً حان الوقت لدراسة وضع العربية، كأنه لا توجد قضايا تمييز معروفة تواجه العربية. هذا دليل آخر على عدم جدية طروحات الحكومة الصهيونية وفي هذه الأثناء تستمر سياسة الحكومة مثل عملية هدم البيوت وما شابه".

هذا وأوعز المستشار القضائي للحكومة الصهيونية ، إلياكيم روبنيشتاين، الى مكتب شارون، وطلب إعادة النظر في تعيين تساحي هنغبي وزيرًا للأمن الداخلي، وذلك على خلفية الشبهات التي حامت حوله في قضية جمعية "ديرخ تسلحاه" حيث اتهم في حينه بمخالفات غش وخداع ونقض العهد في أمور مالية.

كما أصدرت قاضية المحكمة العليا الصهيونية ، إيلا بروكاتشا، أمرًا لممثلي هنغبي بأن يردوا على التماس حركة جودة السلطة خلال 14 يومًا.

وكانت حركة جودة السلطة في الكيان الصهيوني قد قدمت التماسًا للمحكمة العليا لمنع تعيين هنغبي وزيرًا للأمن الداخلي بسبب الشبهات التي حامت حوله في فترة عمله في جمعية "ديرخ تسلحاه". والعديد من القضايا والاختلاسات والتهجم والاعتداء التي قام بها سابقاً وفتح بحقه العشرات من الملفات في الشرطة الصهيونية من بينها الاعتداء على الطلب الفلسطينيين خلال دراسته في الجامعة .