اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

حسونة في الطابونة


واثق الخطوة

Recommended Posts

(ملحوظة هامة ) : كل ما في هذا العمل من شخصيات وأماكن هي من خيال المؤلف .. وأي تشابه بينها وبين أسماء واقعة من قبل المصادفة ...

( معلهش أن العبارة دي بشوفها كثير اليومين دول في بدايات الأفلام والمسلسلات فحبيت أكتبها أنا كمان يعني هيه جت عليه أنا يعني )

(ملحوظة هامة 2) : كل الشكر لوزارة التموين ووزارة البيئة ووزارة التكافل الاجتماعي على المساعدة التي قدموها ليظهر هذا العمل ..

(معلهش نفس العبارة بشوفها كثير .. فقلت اكتبها ... جات عليه أنا يعني !

والأن

حسونة في الطابونة

لم يدر بخلد حسونة يوما أن يقف مثل أغلب الناس في طابور الطابونة!

أساساً لم يكن يعرف معنى مصطلح(طابونة)! فقط كان يعرف أن مثل هذا المكان المزدحم دائما خلال فترة النهار يعرف بإسم "مخبز" أو "فرن"

لكن مصطلح طابونة اقتحم اذنه لأول مرة متاخراً جدا .... وحينما قرر فجأة قراره الجرئ بأن وقف لأول مرة في طابور الطابونة !

ولماذا لم يقف مسبقاً في الطابور؟

لأن والده العزيز بعد أن صار من أرباب المعاشات أصبح يتكفل يومياً بالنزول بعد صلاة الفجر ليجلب الخبز لكل العائلة .. نعم فجراً بينما يكون حسونة في سابع أو ربما ثامن نومة .. وفي الثامنة يستيقظ حسونة ليجد الخبز ماثل أمامه بكل سهولة ... فيتناول أفطاره سريعاً ليسرع ليلحق بعمله ............... ساعتها يكون الوالد العزيز قد سبح في ملكوت النوم بعد أن ادى مهمته اليومية الوحيدة على أكمل وجه!

لماذا وقف في الطابور؟

قضاء وقدر! فبينما كان حسونة في سيارته -كالعادة - في خط عودته اليومي من العمل للمنزل ... مر بجوار طابونة ! ولكنها لم تكن كأي طابونة ..

لم تكن من الطوابين الحديثة التي تعرض الخبز الأبيض النحيف الكالح الممسوخ ... المسكع -على رأي أمه رحمها الله- .... عديم اللون والرائحة ..الذي يشتريه ابوه يوميا من المخبز المجاور. ولكنها كانت طابونة عيش بلدي ! الاسمراني أبو رده المسمسم !

مر حسونة بجوار الطابونة كالعادة .. فله سنوات يمر بجوار نفس الطابونة ليشاهد نفس الزحام ونفس المشاجرات وربما نفس الناس ...

لكن شيئا ما حركه ليتوقف أمام الطابونة !

وشيئا ما سول له فكرة أن يقف في الطابور ليشتري خبز...

لماذا؟

ربما اشتاقت نفسه -التي ملت من الخبز الأبيض- لأكل الخبز البلدي .. لاسيما أن - البلدي يوُكل -

ربما جذب انتباهه أن الطابونة لم يكن عليها الزحام المعتاد يومياً .

ربما كره ما يمثله الخبز الأبيض من تشابه واضح مع كل ما هو أجنبي .. فأحب أن يعود للاصل ويشتري خبز شكله واسمه (بلدي)

ربما جره الحنين لسنين طفولته البعيدة عندما كان "المسئول الأول" لشراء الخبز في البيت ! لم يكن يحب شراء الخبز حباً فيه ... ولكن حباً لرؤية حبيبته..............ز بنت الجيران ... كان اسمها ... كان اسمها ..!! (أخ) لقد نسى اسم حبيبة طفولته

لكن رؤية المخبز أعادت له ذكريات ثمينة ... أحب أن يستعيد ولو أطيافها ...

بالطبع كانت هناك عوامل سلبية تحاول إثنائه عن القيام بهذه المغامرة الجريئة

من بينها أنه موظف مرموق في الوزارة وعيب أن يراه أحد يشتري خبز من مخبز بلدي لاسيما إذا كان من صغار الموظفين الذين يجلونه ويحترموه ...

ومنها أن البيت فيه خبز أساساً ولا داعي للوقوف في الطابور واضاعة الوقت في ذلك

ومنها أنه -وبصراحة - لا يحب الاحتكاك المباشر مع الفئات الأقل منه ثقافة أو تعليم ، لأن الأيام علمته أن الدخول في حوارات مع هذه الفئات يقلل من مكانه ومكانته !

لكن وبرغم كل شيء ..

اتخذ حسونة قراره وأجري تعديل في مسار سيره اليومي ... وركن سيارته بعد الطابونة بامتار ..

وعاد ووقف في الطابور

(يتبع)

رابط هذا التعليق
شارك

الله الله الله

بجد يا ا/واثق الخطوه حاجه جميله

جدا ماشا الله تبارك الله اسلوبك رائع جدا وانتقاءك للكلمات مناسب جدا وخفيف الظل ع القلب واللسان

اسجل اعجاب ومتابعه

الدنيا يومان

يوم لك ويوم علبك

فافعل ماشئت

لكن تذكر

كما تدين تدان

رابط هذا التعليق
شارك

وبعدين في الانتظار دلوقت أنا منتظرة في قصتين ....يرضيك يعني القلق ده

في انتظار إبداعاتك وبسرعة قبل النت ما يقطع تاني

قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا

رابط هذا التعليق
شارك

2-

وضع يده خلف ظهره وسار بخطواته الوئيدة التي اعتاد ان يسير بها خلال زياراته المفاجأة التي يقوم بها لأقسام الوزارة المختلفة ..

تنبه لذلك

لا تصلح هذه المشية في الشارع

لا يوجد هنا من يفسح له الطريق .. أو يبتسم له أو يلقي عليه التحيه أو ينحني له ..

من الأفضل السير بشكل طبيعي !

وقف في مواجهة الطابونة بالضبط ..

خلع نظاراته الشمسية

وتطلع لواجهة الطابونة بعناية ...

كانت مثال رائع للقبح

طلاء متأكل .. فلا تعرف ما كان لونه الاصلي ؟ ربما أصفر ربما أزرق ربما لم يكن هناك طلاء اصلا ..

المبني نفسه متهالك ...حتى الشبابيك الخشبية نخرها السوس حتى أتي عليها فأصبحت مثل الأطلال .....

على باب الطابونة برواز صغير فيه : اسم المخبر والحصة المعينة من التموين ومواعيد العمل ... الخ

باب الطابونة من الحديد الأخضر

يخرج منه فتحان مكتوب فوقهما بخط سيء يكاد يقرأ : حريم ... رجال ، وتحتهما يتكدس النساء في طابور والرجال في طابور أخر .. مختلفي الأشكال والأعمار والألوان ...

وفي الخلفية خليط من الأصوات المتداخلة :

عايز بجنية .. اديني يا عم وخلصني .. واقف من ساعة ... اديني خمس ترغفة يا عم خالد ... انتم بتشحتونا العيش ولا أيه ؟

وابتسم حسونة -ونسيت أن أقول لكم أنه عضو عامل في الحزب الحاكم - لأن الظروف اتاحت له أخيرا ان يتلقي بهذه الفئات البسيطة في المجتمع ...

وسعد حسونة جدا لأنه أخيرا استطاع أن يطبق مصطلح سياسي عجز كثيرا عن فهم مدلوله : ..............( الإلتحام بالجماهير)

نظر حسونة للرصيف المجاور للطابونة ... حيث يصطف من اشتري الخبز بالفعل ليقوم بنشره على الأرض ... حتى يبرد ...

وبجوارهم يفترش الرصيف بائعوا الخبز الأغلى سعراً والذي تسميه الحكومة الطباقي !

ابتسم حسونة مرة أخرى ... لقد ظفر بأول نتائج محاولته الجريئة :

" شعبنا العزيز هو الشعب الوحيد في العالم الذي يقوم بعرض الخبز على الأرصفة وعرض الأحذية في الفاترينات"

يتبع : ومحدش يستعجلني

رابط هذا التعليق
شارك

معلش الواد ابني الصغير اللي شايفينه على اليمين فوق تحت كلمة (واثق الخطوة)

الواد اللي كرمته وعملت صورته رمز لي .. غافلني ولعب بالماوس واختار تقييم الموضوع واعطائي 2 من 5 نجوم

معلهش ارجو من الإدارة حذف هذا التقييم الوهمي ..

وحتى تقوم الإدارة بذلك سأقوم بمده على رجليه الأن لأنه اعطاني 2من 5

( اقلع الجزمة لوحدك محدش هيقلعهالك)

رابط هذا التعليق
شارك

الاخ الفاضل واثق الخطوة

قصتك رائعة وأسلوبك سلس فى السرد وفى انتظار البقيه بدون استعجال

بخصوص ابنك الامور ربنا يخليهولك يا رب وهو حر يقيم زى ما هو عايز المهم اننا نديلك خمسة من خمسة يا عم ولا تزعل

سلمت اناملك وفى انتظار المزيد

امانى

39078574.gif

الصداقة كنز لا يفنى لازم نحافظ عليه

رابط هذا التعليق
شارك

(أقلقني عدم وجود مشاركات كافية في الموضوع.. يبدو أنه (معجبشي)......... عموما نكمل قليلاً ونتظر قليلا )

3-

نظر حسونة على الطابور من بعيد نظرة متفحصة

كان خائف أن يكون الطابور مزدحم ... فيضطر للاحتكاك مع فئات (واطية) كما يسميها دائما ..

وتأكد من أن الطابور-ويقصد بالطبع طابور الرجال- قصير للغاية ... يقف فيه حوالي ثلاثة اشخاص فقط ..

فطمأن نفسه ..وقال لها" خمس دقائق ونخلص"

وسار بهدوء ناحية الصف ...

كان الصف يكون من شاب يقف في أوله ثم كهل تجاوز السبعين ثم طفل لا يتجاوز العاشرة ..

أما صف النساء فحدث ولا حرج ... كتلة متلاحمة من كل الأعمار والأحجام والألوان

لم يكن ازدحام النساء هذا يقلق حسونة إطلاقاً .. بل على العكس وجدها فرصة سانحة كي (يبصبص)عليهن ... بل ذهب خياله(الشيطاني) بأن من الممكن أن يسوق له الشيطان فتاة جميلة من إياهم تطلب منه أن يشتري لها معه خبزاً ثم تكون هي بداية علاقتها الغرامية تعيد له أيام شبابه المأسوف عليه...

كانت كل هذه الافكار المريضة تراود خياله بينما كان في طريقه للوقوف في أخر الصف ...

وقف فعلا في مكانه في أخر الصف ...

ورويداً رويداً لاحظ حسونة أن الضجيج و الجلبة المثارة في طابورالنساء والرجال على السواء بدأت في التخافت شيئا فشيئا ... حتى ساد الصمت تقريباً في المكان!

وتبدلت هذه الضوضاء بنظرات حادة وغمزات وإشارات تصب كلها نحوه!

بدأت حسونة في التصبب عرقاً !

فكل من يقفوا على باب الطابونة ينظرون الأن وبتعجب شديد لهذا (البيه) ذو البذلة المحترمة والنظارة الشمسية والشعر والوجه (اللي باين عليه النعمة) وهو يشاركهم الوقوف على باب هذا المخبز المتواضع!

ترك الناس التدافع من أجل الخبز وتفرغوا لتفحص هيئة حسونة !!!

وأسقط في يد حسونة !

وأحس وكأنه حيوان قطبي يعرض على جمهورحديقة الحيوان لأول مرة!

وخاف أن يبدأ الناس في محاولة لمسه .. ربما ليعرفوا هل هو من النوع المألوف أم المتوحش؟

زادت مخاوفه عندما لاحظ أن حركة البيع نفسها في الطابونة قد توقفت ...

وسرعان سري صوت أزاز .قطع الصمت السائد في المكان ... إنه باب الطابونة الحديدي الضخم ..يٌفتح ... ليطل منه في تربص وجه غليظ -لا شك أنه صاحب الطابونة- شارك الناس في رمق حسونة بنظرات متفحصة ....

وتبددت أحلام حسونة في الحصول على الخبز الساخن أو المرأة اللعوب أو الحكم المصطنعة

وغيمت على خاطره الحكمة الشهيرة: ( كنت فين يا لأه لما قلت أه ) !

وتركز تفكيره في امر واحد فقط :

"كيف أنسحب من هذا الموقف"؟

رابط هذا التعليق
شارك

واثق الخطوة'(أقلقني عدم وجود مشاركات كافية في الموضوع.. يبدو أنه (معجبشي)......... عموما نكمل قليلاً ونتظر قليلا )

نتابع وبشوق استاذي الفاضل

:roseop: بس مش عايزين نستعجلك زي ما حضرتك طلبت

رابط هذا التعليق
شارك

الفاضل واثق الخطوة ....

اود ان ابدي اعجابي بأسلوبك السهل المتمكن في السرد... و هو ما يبشر بقلم جديد رائع ينضم الي بقية المتألقين في محاورات المصريين ...

و لتأذن لي سيدي الفاضل ... ان توصي بطل قصتنا هذا ان يشتري لي عشرة ارغفة مفقعين لأنه من ساعة ما وصل الطابور بقي 3 كيلومتر و انا مالياش حيل للوقفة .... :roseop:

تحياتي و في انتظار التكملة ....

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

(أولا طلبت عدم الإستعجال لاني لا اكتب كل فقرة كل عدة أيام ومن وحي الخاطر ... والقصة كلها غير مكتوبة أساسا بل اضيف جزء من خيالي وعلى النت مباشرة وبدون أي مراجعة ..-.لذلك تلاحظون وجود أخطاء املائية ونحوية- كلما سمحت لي الأيام بدقائق لدخول الإنترنت والكتابة... ولو كانت القصة جاهزة لكنت نسختها في لحظات ..

لذلك طلبت عدم الاستعجال ..

ولكني أطلب النقد ... والنقد أ مر هام جدا بالنسبة لي .... لأعرف هل أكمل أم اكتفي !؟ هل أغير خطوط الأحداث أم اسكت)

أمر ثالث مهم للغاية وهو أني اكتشفت مصادفة وجود العديد من أعمالي السابقة تم( سرقتها) ثم عرضها بالنص في منتديات خليجية بتعديلات بسيطة أو بدون تعديلات احزنني الأمر جدا .. لاسيما انني غيور جدا على ( بنات ) أفكاري ... ولعله يدفعني لمحاولة البحث عن وسيلة أكثر أمنا لنشر كتاباتي !!!

عموما

4-

حاول حسونة أن يدير وجهه مداراً ليتفادى نظرات جمع من الناس ... ليفاجأ بأن ثمة عيون أخرى من اتجاه أخر ... تسدد له سيل من نفس النظرات المتفحصة.....وبدا له أن الناس اجتمعوا على الطابونة لا لشراء الخبز ولكن "للفرجة" عليه !

ولم تمض لحظات حتى صار حسنونة في منتصف طابور الرجال بعد أن كان أخر الصف ... إذ انه فوجيء بأن الناس بدأت في التوافد على الطابور مثل النمل ...

خمن حسونة أن بعضهم اتصل بأسلوب ما باصحابه وأقاربه وجيرانه "تعالوا افترحوا بيه ِمنشي واقف في طابور العيش!"

فإزداد توتره

والحق أن تخمين حسونة كان خاطئ تماما .. فحسونة عندما شاهد الطابونة لأول مرة ولاحظ عدم الزحام عليها .. كان مخطأ فالطابونة مثل كل الطوابين في وطننا العزيز تمر بين الساعة والساعة بفترة تشبه (الهدنة) يتوقف فيها العمل تماما .. بهدف تهريب الدقيق المدعم للسوق السوداء... فيضطر الناس للتفرق ساعتها على أمل أن يعودوا لنفس الطابور بعد ساعة مثلا ...

ولذلك لم يبدأ الناس في التوافد على الطابونة طمعا في مشاهدة حسونة ... ولكن لأن لأمر أهم من ذلك بكثير هو شراء الخبز ...

عموما

بدأ الطابور خلف حسنونة يزداد ويطول ...

وبدأت الهمهمات تتسرب إلى أذنيه :

-"هما البشوات كمان مش لا قيين عيش "

-"هيزاحمونا حتى في الرغيف أبو شلن "

-"ما عندهم العيش أبو ربع جنيه"

-" يا عالم ده تلاقيه بيه كبير من بتوع التموين عامل كابسة عالطابونة"

-".. هوه فيه بيه بيقف في الطابور زي الناس دول حتى ميعرفوش يعني أيه طابور .....يا عم تلاقيه لا بيه ولا حاجة .. .... بس لابس كده علشان ياخذ عيش بسرعة وتلاقيه سالفها من المكوجي"

-" يا عالم دا شكله بيه مأصل " ...

_"طيب خد بالك من محفظتك بس . . النوعية دي أنا عارفها كويس...عامل لك فيها بيه وهو .... "

اقتحم الكلام الأخير أذنيه .. فجعله يتوتر كثيرا ... والتفت يبحث بين الزحام عن صاحب هذا الرأي الحقير ... ولكن حتى لو عرف ماذا عساه أن يفعل معه؟؟وحسونة طوال عمره حريص على آلا يدخل في مناقشات مع هذه الفئات(البيئة) كما يصفهم!

على الفور قرر الإنسحاب والخروج من طابور الطابونة للأبد !

ثم قررر سريعاً العدول عن هذه الفكرة ..

فخروجه المفاجئ من الطابور سيجعلهم يشكون فعلا في انه لص أو متسكع وربما يؤذونه أو يضربوه في الشارع ...

حاول أن يتحلى بالصبر ... وبالهيبة ..

أسعده أن الصف بدا في الحركة وصار ترتيبه الثالث في الحصول على الخبز !

واسي نفسه الثائرة عليه :"معلهش مرة ومش هاتتكرر... "

بدأ الناس في التعامل معه بقدر أكبر من الألفة لا سيما عندما بدأ الزحام يزداد .. وبدأ موجات الضغط في السريان عبر طابور صار من الكتل الجسدية المترابطة ..

بدأ حسونة في الإلتحام مع من أمامه ومع من خلفه.. تلقى بعض عبارات التقدير والاحترام :

"حاسب يا ابني بدلة البيه "

"معلهش ياباشا اني دست بشبشبي على الجزمة بتاعتك "

"فتح يا أعمي هتزق الباشا "

بدأت نفسه تهدأ ..............عندما لاحظ احترام الناس له ...

وبدأت نفسه تألف المكان وتعتبر الناس من حوله ليسوا مجموعة منحطة من حثالة الناس .. ولكنهم فقراء خرجوا ليشتروا أبحث أسباب الحياة لأهلهم ( الخبز)!

الخبز ... أول أسباب الحياة للمواطن البسيط ..

أما الغني فلا يعبأ اساسا بالخبز ..!

لأنه يأكل اللحم(حاف)!

لذلك كان رد فعل ماري انطوانيت الطبيعي جدا - في نظرها - عندما قيل لها أن الشعب لا يجد خبزاً ليأكله أن تقول :

"حسنا يمكنهم أن يأكلوا الجاتوه "!!!!

نعم الغني لا يهمه امر الخبز .......ويكره غالباً ... فالذي يأكل بالشوكة و السكين لا يمكنه أن يستخدم الخبز ....

أما الخبز عند الفقير فهو كل شيء

عدة أرغفة يمكنها مع قليل من الإدام أن تسد جوع أسرة كاملة ...

لذلك يحارب الفقير من أ جل الخبز ...

حتى رزقه يسميه ( لقمة عيش )

والموروث الشعبي مليء بعشرات الأمثلة التي ترفع من قدر الخبز ..

لدرجة أن كلمة الخبز و رغيف في مصر مثلا اندثرت وحلت محلها كلمة أكثر تعبيرا بكثير..

عيش

وكأن الإنسان الطبيعي - في نظر الفقير - لكي *يعيش* يجب أن يحصل على العيش!!!!

مثل الهواء والماء

بدأ يسترسل رويدا رويدا في الفلسفة ...

قطع حبل افكاره صوت يألفه ...

نظر حوله وهو يحاول أن يقنع نفسه بانه مجرد خيال ... أو وهم

فوجئ بما لم يكن يضعه في حسبانه

بيومي بواب الوزارة!

تم تعديل بواسطة واثق الخطوة
رابط هذا التعليق
شارك

متابعين في صمت

ممكن أقول كلمة.............

أسلوب رائع وشيق

قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا

رابط هذا التعليق
شارك

[

center][بارك الله فيك اخي الكريم

ولكن الا تري اننا نعيش في طابونه كبيره

وكدنا ندخل الي المحرقه

واصل ابداعك المتميز

ولك تحياتي المتزايده[/cen

ter] :rolleyes: :unsure: :roseop:

[color="#FF00FF"]عزيزى المواطن بتاع النضال

يا راكب دماغك و غاوى الحلال

نصيحة يا صاحبى بلاش الخيال

و غمض عيونك و ربى العيال

بلاش المناكفة و لايم و عيش

هتتعب معانا و سهمك يطيش

نلفق لاهلك قضية حشيش

و تصبح حكاية و نكتة و مثال [/size]

رابط هذا التعليق
شارك

5

-"حسونة بيه مش معقول !"استدار حسونة ببطء نحو الصوت الذي يناديه ..

خلال الثواني التي استغرقتها استدارته كان يتمني من أعماق قلبه أن يكون الصوت الذي سمعه مجرد وهم .. تشابه في الأصوات ...تشابه في الأسماء ... أي افتراض إلا أن يكون صاحب الصوت هو بيومي ..

للأسف خابت كل امنيات حسونة

وكان هو

بيومي ... "بشحمه ولحمه"..

وإن شئت وصفه بدقة يمكنك أن تقول ( بجلده وعظمه ) فأي شحم وأي لحم في هذا الصعلوك المسلول الحافي الممصوص الجربان .. الذي يتشائم حسونة من رؤيته لايما عندما يتمسح بجلبابه الباهت بباب سيارته يومياً مصوباً نحوه سيل من الدعوات

تساوت الرؤوس إذن

ووقف كلاهما في ذات الطابور !

حسونة المدير الكبير في الوزارة

وبيومي بواب جراج الوزارة !!!!!!!!

لعن حسونة نفسه ألف مرة في نفسه ...لأنها سولت له شراء الخبز بنفسه .. فكانت النتيجة أن نزل لهذا الدرك .. لمستوى الحضيض حيث بيومي وأشكاله!

لم تكن دهشة حسونة بلقاء بيومي في هذا المكان المكتض أقل من دهشة بيومي نفسه ..

الذي لم تصدق عيناه أنه حسونة بيه واقف في طابور "طابونة العتال"

وكان من الطبيعي جدا أن يشهق بتعجب مع عقد حاجبيه لأقصى درجة ممكنة : "الباشا"

اتبعها ابتسامة بسيطة لكن ذات مغزي :

"أما هتبقي حكاية ... الوزارة كلها هتتكلم عنها "

لفتت كلمة ( الباشا ) بالتأكيد انظار الناس المزدحمين في الطابورين على السواء

وبدأت الهمهمات مرة أخرى !

" والله وانفضحت يا حسونة .. بكرة الصبح هيكون الخبر في كل المكاتب .. وبلدنا أكبر بلد تحب الحكاوي... يا فضيحتي !!"مرت ثواني من الصمت كانت كالدهور على حسونة المكلوم .. وعلى العكس كانت بالنسبة لبيومي . الذي وجد أخيرا واسطة تجمع بينه وبين البيه الكبير ..وبدأت احلامه في الإتساع والتضخم ..

فتخيل العلاقة تتوطد بينه وبين حسونة بيه ... وربما يرقيه ويلبسه بدلة بكرافته ويجلسه في مكتب أمن الوزارة ... ربما يساعده ويدبر له شقة في المساكن الشعبية ....

لذا كان من الطبيعي جدا أن ينتهز الفرصة ويبادر حسونة بالسؤال:

"يا باشا ليه تتعب نفسك ؟ من بكرة وقبل صلاة الظهر هاجيب احلي عيش لحد حضرتك في المكتب ... ولا تتعب روحك؟"لم ينتبه بيومي جيدا لرد حسونة ... فلقد تذكر فجأة ان ثمة طلب أهم بكثير من الطلبات السابقة : ..............

ابنه عزمي الذي يطمع في تعيينه في أي وظيفة في الوزارة .. وكتب طلب بذلك ، ولكن الطلب لا يزال في جيبه .. فمدير مكتب حسونة يرفض أن يعرضه عليه .. بل ويطلب من بيومي أن يدفع له خمسة ألاف جنية حتى يحظي بموافقة حسونة على الطلب ويتوظف ابنه في الوزارة ...

اخيرا تنبع بيومي لكلام حسونة الذي حاول أن يتكلم بنفس عنجهيته في الوزارة-: " لا أبدا أنا كنت فايت وعجبني العيش قلت أجيب مرة من نفسي واجرب اقف بين الناس .. ..." ثم اسهب حسونة في الحديث عن الناس وأنه برغم منصبه الرفيع يجب أن يكون بين الناس .. الخ من الكلام الذي يحفظه حسونة عن ظهر قلب بحكم انتماءه للحزب الحاكم!!

احس بيومي أن هذا الفرصة لن تتكرر مرة أخرى ... لاسيما أن الطابور بدأ في الحركة وصار ترتيب حسونة فيه الثاني ...

وأحس بحس الفلاح القروي أنه يمكنه أن "يبتز" حسونة نظير سكوته عما رأه اليوم ...

وبسرعة أخرج بيومي الطلب من جيبه ...

وقدمها لحسونة

"يا بيه الطلب ده بتاع ابني عزمي .. امانة ما تكسفنيش يا بيه وامضي لنا الامضة الكريمة عليه ... دا غلبان والله ونفسي أعينه في أي شغلانة في الوزارة "

فهم حسونة هدف بيومي النذل

"هوه ده مكان الكلام ده يا بيومي ... تعالالي بكرة في المكتب ونتفاهم .. " لكن بيومي لن يضيع هذه الفرصة الثمينة

"امانة عليك يا بيه توافق لي وتمضي لي دلوقتي ..د احنا غلابة والله ."

اخيرا تنبه كليهما أن المجتمعين على الطابونة كانوا متابعين منصتين للحوار الذي دار بينهما..

لذلك جاء صوت المرأة البدينة ذات الوجه الأبيض المربع في منتصف طابور النساء :

"وحياة عيالك وافق له بقي يا بيه "

وبدأت الاستعطافات تتناثر حوله

أخرج حسونة قلمه الفاخر من جيبه ... وتخيل أن هذا المهزلة ستنتتهي بتوقيعه على الطلب..

لكنه بمجرد أن وفع فعلا على طلب بيومي ...

فوجأ بان الناس المجتمعين لشراء الخبز .. تركوا المخبز والخبز .. وتحلقوا حوله .. وبيد كل منهم طلب .. وبدأ الناس في التصارع للوصول لقلم حسونة!

يتبع!

رابط هذا التعليق
شارك

اسف اعتذر عن إكمال هذه القصة

بسبب أغلاق الإدارة لموضوعي (أصداء فوز المنتخب بالكأس(رؤية مغايرة))

برغم التزامي التام بتقاليد الحوار المهذب ...

لن أكمل القصة ليس بسبب أنني كما يصنع الأطفال الصغار هاقول .......... (مش لاعب معاكم)

فالقصة الكوميدية أكتبها تسرية عن نفسي أولا للخروج من الكم الضخم من الكأبة التي نعيشها ....

ولكن

أعتذر عن إكمالها لاني (صدمت) لإغراق حوار كان يسير بشكل رائع اعتذر عن أكمالها لاننا لازلنا نعتبر كل من يخالفنا في الراي هو خائن وعميل وغبي لا يفهم و أحمق وحسود و نكدي ... الخ

اعتذر لكل من تابع القصة .. وربما ارسل لهم البقية في رسائل خاصة

شكراً

رابط هذا التعليق
شارك

6-

اختفي بيومي من المشهد كما يقول العامة " فص ملح وذاب" وذلك بعد أن ظفر بتوقيع حسونة على طلب تعيين ابنه في الوزارة

لم يهمه أن يشتري الخبز .. فما حصل عليه لا يقارن بعدة أرغفة (مسكعة )

ولم يهمه أن يدفع الزحام على حسونة بيه ...

فرحته كانت أكبر من كل هذا !

هكذا خمن حسونة

"هرب الجبان بدل ما يقف يبعد عني الجبنا... ") هكذا يصف حسونة موقف بيومي لاحقاً عندما يقف القصة لوالده)

أو ربما ظلمه حسونة .بسوء ظنه .. والأرجح أن بيومي كان يحاول فعلا الوقوف في موقع مقرب من حسونة بيه ولكن (تدافع الجماهير) حال دون ذلك ….فالناس الذين سارعوا بالإلتفاف حول حسونة .. كان يتزايد عددهم كالنمل … وتزايدت الطلبات … وفي يد كل حد منهم طلب أو عريضة

طلب تعيين ... طلب معاش ... طلب شقة في المساكن ... طلب نقل تلميذ من مدرسة لأخرى ... تأخر تعويضات ضحايا العبارة ... ابني سافر العراق ومرجعش ... أخويا معتقل في الواحات .. نفسي أحج .... عايز كشك سجاير ...

بعض عابري الطريق تجمعوا وهم لا يعرفون القصة أساسا..

ظنوا أنه عضو مجلس شعب .. أو رجل أعمال يوزع هدايا ...

المهم سارعوا مثل كل الناس بتقديم طلباتهم !

"متى كتبوا هذا الطلبات ؟

ولماذا يحتفظون بها دائماً في جيوبهم ؟

وأين اختفي بيومي

وكيف يظن الناس أن توقيعي يحل لهم كل هذا المظالم "؟؟

تساؤلات كثيرة كانت تحلق فوق رأس حسونة…

ثم تمطر بآلاف الاستنتاجات فوق راسه !

ترك الجميع المخبز بدون مشترين للخبز !

تداخلت الأجسام والكلمات والاوراق … وتدافع الأيدي والأقدام والأصوات …

وبدا حسونة في قلب الدائرة …

والدائرة بدأت تكبر رويدا رويدا ..

ويتضائل حسونة في وسطها …

ليصبح مجرد نقطة صغيرة في محيط هائج من البشر …

سقط القلم من يده وداسته الأقدام ...

ووسط كل هذا صرخ حسونة بعد طول صمت :

"انا مش عايز عيش"

تمت !

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...