الاسباب التي تمنع جمال مبارك من الترشح لرئاسة مصر

[adel douban]

الاسباب الغير سياسية او قانونية التي تمنع جمال مبارك من الترشح لرئاسة مصر

يحيي حسن عمر

جريدة الوفد

(نقلا عن صحيفة المصريون الالكترونية)

مرة أخري يثبت هذا الشعب أنه أذكي وأبعد غوراً من كثير من المثقفين ومدعي المعرفة ومن الذين يظنون أن بالإمكان خداعه، لقد اشتم هذا الشعب الواعي بخبرة آلاف السنين محاولات التوريث (وهي طايرة) كما يقولون بالعامية، بينما لم يتأكد منها كثير من المثقفين والخبراء والمحللين السياسيين.. إلخ.. إلا بعد أن سقط الأمر فوق رؤوسهم ورؤوسنا، وبدأت التمهيدات المباشرة لإتمامه.

وأظهر هذه التمهيدات الآن هو سؤال فيه من السذاجة بقدر ما يظن أصحابه أن فيه من المكر، سؤال أصبح يتردد علي لسان بعض أبواق السلطة، وانتقل إلي بعض المنخدعين، هذا السؤال هو: ما المانع أن يتقدم السيد جمال مبارك للترشيح لرئاسة مصر؟!، ثم يجيبون هم علي سؤالهم ويقولون: لا يوجد مانع قانوني، ثم يردفون في براءة الذئاب: من حق السيد جمال مبارك مثله مثل أي مواطن الترشح لرئاسة البلاد!!، وتتلقف الألسن هذه الإجابة وتبدأ الآلة الإعلامية في تداولها، ليبدأ عملية »تزييت« الرأي العام وتهيئته لقبول التوريث.

ولكن ما هي حقاً إجابة السؤال!!، هل يحق للسيد جمال مبارك الترشح للرئاسة؟، الإجابة بكل تأكيد، لا يحق للسيد جمال مبارك الترشح للرئاسة بأي حال من الأحوال، وإذا انتفت الموانع القانونية الظاهرة، فإن هناك الكثير من الموانع الأخري الأخلاقية والأدبية والتاريخية والعملية تنزع من السيد جمال مبارك الحق في هذا الترشح.

إذا فرضنا جدلاً أن الموانع القانونية الظاهرية غير موجودة، فماذا عن الموانع القانونية غير المباشرة!، ماذا عن مواد الدستور التي تجرم تعريض النظام الجمهوري للخطر؟!، ماذا عن قسم الرئيس مبارك عند أدائه اليمين الدستورية بأن يحافظ (مخلصاً) علي النظام الجمهوري، أليست هذه موانع قانونية ولو غير مباشرة، تمنع فكرة تولي الابن بعد الأب من الأساس، ونحن نعلم أن نظام الحكم عندنا يحول دون الرجوع للشعب حقاً، ودون أن يؤسس لحياة دستورية وديمقراطية سليمة تعطي أدني درجة من المصداقية لتحقق قدرة الشعب في اختيار حاكمه، وفي غياب الضمانات التي تضمن انتخابات حرة نزيهة يقول الشعب فيها كلمته وينتخبه أو ينتخب غيره بحرية، هل ـ والأمر هكذا ـ يكون تولي الابن بعد الأب من (الإخلاص) للنظام الجمهوري كما أقسم الرئيس مبارك بالله العظيم!!.

وبالإضافة إلي غياب إمكانية إجراء انتخابات حرة توكل الأمر إلي الشعب، فهناك مانع أخلاقي آخر، ألم ينف مبارك الأب ومبارك الابن عشرات المرات بأصرح العبارات فكرة تولي الابن مقاليد الحكم، فكيف يمكن أخلاقياً أن يتم التوريث بعد هذا؟!!، وكيف يمكن لحاكم أن يبدأ حكمه والشعب كل الشعب يري أنه قد كذب عليه، كيف يقوم الحكم علي كذبة، وإن قال قائل إن تولي الابن سيكون عبر إجراءات دستورية سليمة، فإن أبسط رد عليه، ألم يقل الرئيس مبارك إن مصر ليست سوريا، قالها في معرض نفي فكرة التوريث والتعريض بما حدث في سوريا، وما الذي حدث في سوريا؟ لقد جاء الابن أيضاً عبر إجراءات دستورية سليمة، فما هو الفارق ساعتها بين مصر وسوريا، كيف سيخرج الرئيس (الابن) علي الشعب ليحدثه عن المصداقية والشفافية، وكيف سيثق الشعب في كلمة من كلماته، أو وعد من وعوده؟!.

أما المانع من الناحية العملية لتولي السيد جمال مبارك الحكم فيرتبط بنتائج المانع الأخلاقي، إذ لن يكون بمقدوره وقد جاء عبر أسلوب مطعون في شرعيته أخلاقياً وأدبياً، بل وقانونياً بصورة غير مباشرة، كما أسلفنا أن يقود دفة الحكم علي المستوي الداخلي والخارجي علي حد سواء، أما علي المستوي الداخلي فسيكون أول رئيس في تاريخ الجمهورية مطعون في شرعية توليه للرئاسة، ومؤسسة الرئاسة، وهي أقوي مؤسسات البلاد، كانت دوماً عبر تاريخها تستمد قوتها من الشرعية، وتلك الشرعية هي التي مكنت السادات عام 1971 من الوقوف أمام مراكز القوي التي كانت تحكم سيطرتها علي الجيش والشرطة والمخابرات، وسائر نقاط القوة في النظام، فإذا تعري الحاكم من الشرعية بأحد شقيها الأخلاقي أو القانوني ضعف جانبه أمام مؤسسات الدولة الأخري، وأصبحت البلاد عرضة للقلاقل المدمرة، كما أن الرفض الشعبي مرشح ـ في حال سقوط غطاء الشرعية عن مؤسسة الرئاسة ـ للتحول إلي عصيان مدني شامل، وأما من الناحية الخارجية فإن كل مسؤول خارجي سيقابل الرئيس (الابن) سيضعه في موضع الضعف، سيكون لسان حاله ونظرات عينيه تقول له (لا تصدق نفسك، كلنا يعرف كيف جئت)، وبدلاً من ملاحظاتهم الآن حول حقوق الإنسان والحريات إلخ، ستكون تساؤلاتهم عن شرعية الحكم، أي أن الضغوط الحالية التي يمارسونها علي النظام ستتضاعف عشرات المرات، كما أن قيمة مصر في العالم ستنخفض إلي الحضيض، حيث سيتم تشبيهها بجمهوريات الموز، بل أقل، فلم يحدث هنا مثل هذا، تخيلوا مصر بكل عظمتها وكبريائها ستصبح موضع تندر وسخرية، وسيخرج حاكم ليقول لشعبه مطمئناً نافياً فكرة التوريث (اطمئنوا، إن بلادنا ليست كمصر)!!.

ما سبق قليل من كثير يؤكد أن السيد جمال مبارك لا يحق له الترشح للرئاسة، وأنها إن تمت تكون مؤامرة علي النظام الجمهوري وعلي حاضر مصر ومستقبلها، ولن يهنأ بها صاحبها، وسيضطر إلي ممارسة القمع الداخلي والرضوخ والإذلال الخارجي، ولن يبارك له في الحكم، وسيكون أشبه بحكم (يزيد بن معاوية) الذي مثل أول انتهاك للنظام الجمهوري الإسلامي (إن صح التعبير)، وهو الذي قال عنه المؤرخون، حكم ثلاث سنوات شهدت مقتل الحسين رضي الله عنه، والفتك بأهل المدينة والتعرض لمكة، ولم يهنأ بالحكم ولم يبارك الله في عمره.. لا يحق للسيد جمال مبارك أن يتولي الحكم بهذه الطريقة ويصبح يزيداً آخر.

تم تعديل 5 فبراير 2008 بواسطة adel douban

[Nina Hussien]

بغض النظر عن كل الأراء السياسية و التحاليل الايدولوجية و كل الكلام الكبير للكتاب و المحللين الذين لا ارى انهم يحللون سوى لقمة عيشهم لي سؤال ساذج بسيط.

لو عندي محل بقالة و لا بانيكة كبدة او عربة فول و انوي توريثها لابني لن اخربها و أدمرها قبل ان انحه إياها !!! فلو كان رئيس مصر الحالي ينوي توريثها لابنه فلماذا لا يدخر وسعا في تخريبها و دمارها و الخروج بها من الخريطة العالية للحضيض ؟!!!

لا أعتقد !!!!

ده حتى الضنى غالي و مايهونش عليه حوسة ابنه لاصلاح ما تم افساده بلا رجعة !!!

الموضوع محتاج مجهود عنيف و لا أظن ان من نشأ في قصر الرئاسة منذ 26 عاما سيفهم كيف يتعامل مع عامل بسيط و رجل مات في طابور العيش!!!

[مزاميزو]

أتوقع وصول مبارك الإبن كيزيد بن معاوية وربنا يستر وميعملش زي يزيد