اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

ديوان (وتسميهم أصدقاء)للشاعر/سامى الغباشى


samygo

Recommended Posts

وتسميهم أصدقاء

شعـر

سامى الغباشى

samygo@maktoob.com

---------------------------------------

الناشر/الهيئة المصرية العامة للكتاب-2002

سلسلة (كتابات جديدة

شعر فصحى

-----------------------------

القسم الأول :

الشوارع

-----------

(هزيمة)

---------

عندما أرهقتهُ الخطى

لملم جوعهُ القديم القديم

واتجه إلى المقهى ..

مثقلاً بهزيمةٍ عمرها ثلاثون عاماً

تشبههُ تماماً

تمشى كما يمشى

وتدافع عن كونها هزيمة

كما تدافع شحاذة صغيرة

عن كونها أنثىُ شائهة ..

ناقصة ربما ..

لكنها تستحلب عطف المارة ..،

وتسّبهم فى سِرّها .

-----------------------------------------------------------

(يكفى أنهم مثلك)

---------------------

وحدكَ

تعد الأصدقاء العابرين

وتمنح كل واحدٍ منهم

مداراً فى ملكوتك الليلي

وتُقسم أينما كنت :

إنهم (( طيبون )) حتى النهاية ..،

ومغتربون جداً .. مثلك ،

أحببتهم ..

وأنت تعرف عنهم

غير الأسماء المبتورة

وحكاياتٍ هم مروِّجوها ..

عن مغامرتهم

التى لا تشى ملامحهم بها

والتى _ جاهداً _ تصدقها

ولاهثا ..

تحاول أن تُصالح

بين الحكايا والوجوه .

------------------------------------------------------------------------------

(عندما نلتقى مرة أخرى )

-----------------------------

سأؤجّل الحب قَدر استطاعتى ..

وسأتذكر جيداً

أننى أستقبل مثقفةً

وليست امرأة مجَّانية

لأمنح نفسى قدراً من الرقىِّ

اللائق بيسارية قديمةٍ .. ،

وسأواجه حضوركِ الأنثوىِّ

بكوبين من الشاى المغلىِّ .. ،

وسأتعمد أن أذكر شيئاً

عن (( جيفارا ، ومارسيل خليفة ، وسناء محيدلى ))

وكتبى التى صُودرت فى المطار .. ،

مؤكداً أننى لست تافهاً

كما قلتِ لصديقتنا فى خصامنا الأخير

فقط ..

لا أحب ثرثرة المقاهي ...،

وأتخلى راضيّا ..

عن أقنعة التاريخ السياسى

أمامك عُريكِ .. ،

وأُحبكِ .

-------------------------------------------------------------------------------------

(مواقف)

----------

أقسما ..

ألا يعودا

إلى ما أسمَيَاه مبتذلاً

وألاَّ يسمِّيا الأشياء إلاَّ بأسمائها

و أن يظلاَّ ..

صديقين حتى النهاية

لكنهما ضحكا من كل ذلك

حين انفردا فى ركن المقهى

( بعد أسبوع واحد فقط )

وسَأَلْتهُ ..

عن زميل الغرفة

وجارته التى لا تفارق السّلم ..،

وتوتره الزائد عن الحدِّ

فى لقائهما الأخير .

-------------------------------------------------------------------

( وتسميهم أصدقاء)

(إلى مكانِ ما ):

ينفضنى الأصدقاء عادةً

عندما يهمُّون بمغادرة المقهى .. ،

لم يحدث ذلك مرة أو مرتين

بل كل مرة يفعلونها ..

ليذهبوا إلى أمكنةٍ أخرى

يستطيعون فيها

أن يقترحوا لأنفسهم مداراتٍ مثيرة ..

واثقين من دعم جلسائهم

الذين بدورهم

سيقترحون مداراتٍ أكثر إثارة .. ،

واثقين

أن لهم فى العيون تَصديِقاً .. ،

وأن جلساءهم ..

الذين انتهوا لتوّهم من تراتيل (( الأنا ))

لا ينكرون الجميل .

--------------------------------------------------------------

(سيحدث ذلك .. بالتأكيد) :

---------------------

سيذهب إليهم ويترككَ وحيداً

عندما يتأكد

أن ما لديك من بهجةٍ

أقل بكثير مما لديهم

وأنكَ _ عكس ما يفعلون _

لا تهدر أسرار بيتك على طاولات المقاهى

ولا تجعل من أصدقائك أضحوكةً .

بعد ذهابهم ..

لذلك .. سيذهب إليهم . ،

لأنه يظلُّ ضئيلاً فى مجلسكَ .. ،

رغم أنك تحب الجميع

لكنك دائماً تنسى

وتضع مرآةً بحجم من تُجالسهم

.. .. .. .. .. .. طيلة الوقت .

----------------------------------------------------

(رغم أننى لست نبياً ):

----------------------

أصرُّ على محبةٍ

أمنحها للكثيرين كأنها دينٌ .. ،

ويصرون على كراهيةٍ

يلقونها على صباحاتى

علانيةً وسراً ..، ..، ..

فلماذا أهب محبتى دائماً

.. .. .. .. وهم يُصرون .

---------------------------------------------------------------

(الذين خسروا : )

---------------

دائماً ..

يبدؤنكَ بالعداوة ..،

يصرخون فى وجهكَ كلما ابتسمت ،

يُشيعون فى المدينة إنك أعمى ؛

لأنك قلت لبعضهم يوماً :

معذرةً ..

لم أسمع بفتوحاتكم

معذرة ..

معارككم تديرونها

إذا دارت (( الفودكا )) الرخيصة برؤسكم

معذرةً ..

لم أر غباراً طحناً ..،

غربلت رمل المدينة بحثاً عن آثاركم ،

عن نقشٍ قديمٍ يحكى خوارقكم ..،

فاعذرونى ..

أيها الرقيقون جداً

لا أرى غير هزائمكم .

-------------------------------------------------------------------------------

( مسافة)

كنا محاصرين

وحريتنا مثقلة بالآخرين

لكننا ..

كنا قريبين جداً

.. .. .. ودافئين

والآن .

نحن طليقان

وليس ثمة آخرين وراءنا

لكننا ..

أصبحنا بعيدين جداً

.. .. .. وباردين .

-----------------------------------------------------

(طائر.........)

--------------

أنا بجناحين _ إلى حينٍ _ بليلين

جاثم فى الميدان الوسيع

أرصد أقدام العابرين

وأقلِّب جناحىَّ

لعل شمس (( ديسمبر )) تشدهما

أو علَّ قدماى..

تمدَّان أول الخطو

فوق الأرصفة .

-------------------------------------------

( تاريخنا الشخصى )

------------------

نحن صنعناه بأيدينا

ونحتنا له بأظافرنا أعضاءً

وسوَّدنا وجهه بأفعالنا

وجعلنا له يدين بمخالب

( هما اللتان تبعثران أيامنا الآن )

وفقئنا عينيه ؛

( فصار إذا جاء إلينا ، يدهسنا بقسوةٍ ،

غير عابئٍ بأجسادنا التى تضخمت )

وعندما نبهنا إلى أمهاتنا الطيبات

ونصحنا بتقبيل أيديهن

ضحكنا من بلاهته ؛

( فصار كلما أنَّ محبٌّ منا أمام محبوبةٍ أو تكلم ،

يضع سبابتيه فى أذنيها ، فتنظر إلى حبيبها بدهشةٍ

وتقول : لماذا تحرك شفتيك هكذا وأنت صامت !! )

نحن صنعناه بأيدينا

ومحونا من ذاكرته أشياءً نحتاجها الآن

صنعناهُ ..

وخرَّبنا بشقاوتنا قلبه ..،

فاستخرج من صدورنا أشياءً

وثبَّت مكانها أشياء

.. .. .. كلعب الأطفال .

--------------------------------------------------------------------

(فلسفة العلاقة)

-------------------

. 1 .

لى أنٍ أُسمِّى الأشياء بأسمائها ..،

ولها أن تدَّعى أن العلاقة صدفةٌ

أن الرحيل لغيرها حتمٌ

وأنى راحلٌ .

. 2 .

لماذا

نفلسف العلاقة جاهدين

ولماذا لا نعترف بأحقيتنا

فى الانتماء المؤقت لنزقنا الشهوانى

وأحبائنا العابرين..

لماذا..؟

. 3 .

أشياءنا

بعثرتها اللحظة الأولى

فاستضاءت مشيئتنا

.. .. .. .. وشئِنا .

. 4 .

بإرادتنا ..

الغرفة الظلمة

والضوء الذى يجتاحنا

كلما تطايرت الستائر

ليس كافيِّا للخروج

فنحن هنالك ..

أبعد من جسدينا المتقدين

وأقرب من طينتنا الأولى

الواحدة

اللزجة .

----------------------------------------------------------

( أنتِ الآن أجمل )

ترسمين المسافة بيننا بحذرٍ ..

تبدأين الغياب بإيماءةٍ

تهدهدين فى ظلمة الوحدة اشتهاءاتكِ

ووحيدةً ..

تبيحين لقدميك براءة الكورنيش

تهامسين الله و الأزهار

عن ولدٍ أنانىٍّ

يأخذ ما يشاء ..،

ويذهب إن عاندته الريح

أو تقاطعت أمام عينيه مشيئتان .

------------------------------------------------

( الشوارع)

لا أليق باتِّساع الشوارع

أُدرِكُ هذا جيداً

لكننى ..

أَليِقُ بغيبةٍ أخرى

في مدينة أخري

تعطى الليل للعشاق

والعشاق لدهشة العُرى

والشعراء لِلَحظةٍ أولى..

تُباغت صمتهم ..

لا أَليِقُ باتِّساع الشوارع.

ولا بواجهات النيون

لا بالبنت التى اشتهاها الوافدون

واصطفتنى مرتين..،

وقالت كلاماً كثيراً

عن (( سوفتيل المعادى )) ..،

وخطيبها الذى مات

وثرثرة البستانيين..،

وافتقادهم..

للشجاعة الكافية..

لمداهمةٍ تليق بأنثى وحيدةٍ..

أرهقتنى البنت

حين اصطفتنى من بينهم..،

وضحكت علانيةً فى محطة المترو..

حين أخبرتها

أننى أحفظ من القرآن أكثرهُ

وأُخفى رغبةً فى زيارةٍ القبِلة الأولى

وأن شيخاً شاهقاً

يجثم فوق كتفىَّ

مذ ثلاثين عاماً

أُغويه كل صباح بما أشتهى

لكننى فى الليل أسأله المغفرة..،

وهكذا..

كما ترون

لا أَليِقُ باتِّساع الشوارع

ولا بواجهات النيون

ولا بصحبتكم..

-----------------------------------------------------------------

( كأنما)

يعرفون كل شئٍ..

ينفثون دخان سجائرهم فى الهواء

.. .. .. .. ويقرأونهُ ،

ضربوا بقبضاتهم الطاولات ..

فأخبرتهم الأصداء بالذى كان والآتى..،

فالمقهى سيصبح مرتعاً للقوادين

والصحفيون الصغار

سَتُفرخ بيضاتهم / التقارير

لتزقزق بأسمائهم

آناء الليل..،

وأطراف اجتماعات الترقِّى..،

والكهول ستثقل أعجازهم فوق الكراسى

وستخرج من أفواهم نيوباً .

مُشبَّعةً بزرقتها

تغوى الصبايا..،

وتجتز من ألسنة الفتيان استطالتها..

يعرفون كل شئ كما ترون..،

ويثرثرون بالذى كان والآتى

لكنهم..

لم ينظروا إلى داخلهم مرةً واحدةً

مرةً واحدةً فقط..،

ليكتشفوا..

كم هى شائهة أرواحهم

وكم هى مرهقين جداً لأصدقائهم

أبطال نبوءاتهم القادمة

الذين سينصبونهم فى أوقاتٍ أخرى

ومقاهٍ أخرى..،

أصناماً للرجم،

ومشاجب صالحةً لأثقال (( النِّكات )) .

---------------------------------------------------------------

( المعمَعِيون)

عندهم دائماً

ما يناسب الوقت..،

وعندكَ عزلة القروىِّ..،

فَدُر فى مدارك ما استطعتَ

وواجه ابتسامتهم بالتَّجهم

وقس بعينيكَ قاماتهم

واعوجاج ظهورهم

من كثرة الانحناء.

------------------------------------------

(حكاية)

-------

تفتح عينيكَ

على صوت امرأةٍ تُحبها

وطفل يخربش الأنحاء..،

ويصنع من بهجة الوقت أحصنةً..

تدور فى الغرفة

ليكتمل انتباهكَ

وتجلس مستعداً للحكايا..،

لكنه يطير كعصفورٍ

يقطف من كل كلمةٍ حرفين

ويرصّ قطافه الطفولىَّ

أمام أذنيك..

كلحن بعثرته البراءة..،

وعليك جاهداً..

أن تُكمل اللحن

ليُصبح حكايةً..

.. .. .. سيكونها غداً.

------------------------------------------------

------------------------------

القسم الثانى :

الدائرة

---------------

(هاوية الرمل)

-------------

ذاكرتي المنسوخة بالرمل

المشَّاءة فى (( الربع الخالى ))

المعنية (( بالفِرقِ الضالة ))

لا تصلح للوقت الروَّاغ..،

وها أنتِ..

تلمِّين اللحظة من عينى

تقولين : تمهل..،

- صِف وقتينا..،

- أَهنالك أبهى من جسدى..،

- أَحسستُ بعريى فى المرآةِ ككارثةٍ..،

- صمتكَ أقتَل من أسئلةِ اللذةِ..،

يا الأنثى

ما أبهاكِ..،

وما أصدق عريك فى المرآة..،

وما أقسَانى..

لكنى..

مشغول بسماء أخرى

أقرب من جوعى..،

من خوفى..،

من خطوى اللاهث فوق الرمل

فلمينى من أقصاى..،

وضمى رأسى المتعب..

فلعلى فى صدرك

أنفض ذاكرة الرمل..،أرتب فوضاى..،

أثرثر عن (( دمياط ))

وكيف اصطك الباب بوجهى

ذات شتاء..،

كيف طرقت الباب بذل صبىِّ

يخفى فى ذاكرةِ القش ربيعين

وعشر سنين..،

كى أطلب دفئاً..،

لكن هنالك من فتح الباب

وأغلق قلبين..،

أيا الانثى..،

قد نصف الوقت سوياً

قد نتعرى فى ظلمة (( رأس البر ))

وقد نرقص عشر سنين أخرى

قبل الشيخوخة..

لكن..

بعد شتاءين دَفِيئين

أَحرق فى ليلهما الكتب الجوفاء

وثرثرة الغيبيين

وأُخرج ذاكرتى من هاويةِ الرمل..

بلا ميراث،

.. .. لنبدأ .

--------------------------------------------------

(المرايا)

------------------------

---------

( 1 )

ها عمركَ الُممتد فى رمل الفُجاءة

يقتفيكَ..

فدع مراياكَ..،

احتكم للماء..،

حدِّق..،

ثم كُن.

( 2 )

هل كنت أنتَ..

أم اصطَفيتَ قناع قديسٍ لوجهكَ

حين عدت إلى المرايا

فى تجليك الأخير.

( 3 )

البنت / أنثاكَ

اصطفتك..،

فكن لها : رجلاً

يثرثر

عن

صباها

المرمرى

يعارك الأعضاء..،

يبعث فى أقاليم الجسد.

( 4 )

و لأنها..

دارت بِقبلتكَ

استباحتك الأقاصى..،

هيأتك لصحبة الأنثى المجاز

فلم تولِّ القلب إلا شطرها.

( 5 )

حدِّق..

فمسراكَ استقام

لظلمة البنت / انتهائك

فاستضئت بمنتهاها.

( 6 )

من صمتك الأزلى

تنبثق الحكايا..،

تستشفك من تجاعيد تَقُولكَ..،

تستزيد من التفاصيل الأليفة..،

تفتديكَ بفجرها..،

وَتَخُطَ خارطة لحزنك..،

…………… يا حزين .

( 7 )

ولأن جمجمة تبص من المرايا..

حين يفجؤها حضوركَ..

كنت تختصر الصباح بوقفةٍ

………………… من زاوية.

( 8 )

كانت تُبَاعدكَ المسافة..،

والمسافة ظلمة..،

وقتُ ثقيل..،

عزلة..

ظلت تقاسمكَ الصباحات الرتيبة

فاكتملتَ بعزلتكَ.

( 9 )

وقتك المقهى..،

ورجفتك ابتعاث للذى ما كنته..،

هل تكتب الشعر المنغم..

أم تراوغ بالمجاز تسلط المرآة

والوقت المضيَع فوق أرصفة الغياب..،

وقتك المقهى..

وآهتك التجلى..

يا بدائى الملامح..

………… يا أنا.

( 10 )

طيف رمادى يجاورنى،

يتابع خطوتى..،

وكآبة..

تنسلُّ منه إلى طائعةً

ليرحل مُثقلاً بتوترى..،

فرحاً بخفته..،

شفيفاً لا يرى .

( 11 )

لن تكشف الأرض البعيدة

سوءة الولد الرجيم..،

ولن تباح البنـت إلا للولد.

( 12 )

ها أنتذا

بين الخلائق أحجية..

لا النوم يعصم مقلتيكَ..،

ولا بصيص الأمنية.

( 13 )

هى لفتة البنت البراح..،

غيابها :نزقٌ تمادى

واشتهائى : جمرة

فبأى آلائى أُغاثُ

إذا تَراقص عريها فى الأفق

واثَّاقلت عن دق الطبول .

( 14 )

يتشظى وقتك

بين امرأة تحترف العشق..،

وبنت..

لا تتقن فى الأرض سواك.

( 15 )

ولد

يبذر دهشته..

فى جسد البنت..،

وبنت تبدأ لحظتها من عينيه.

( 16 )

حين تهاوى

راح يفتش عن أنثى

يَتَعَملق فى عينها..،

أو

تتهاوىُ

فى

حضرته.

( 17 )

لماذا يتقينى ؟

لماذا كلما قابلتهُ..

يتثاءب الأسفلت بيننا..،

أو تفرقنا اللافتات.

( 18 )

لم تحتكم لسواك،

فاختلفتُ جهاتك..،

عاندتك الريح..،

زاحمك الفراغ..،

( فَصِرتُ واحدها )..،

وصارت مُنتَهاك.

( 19 )

( تصبين غفرانك كنبيذٍ )

وأنا خُطاى خطيئة

………… أين المفر ؟؟

( هذيان)

--------------------------------------------------

عن الصبح الذى نزلت فيه من البيت وعدت

لأجد البيت أطلالاَ، والبنت عصفورة وجلى بين الدخان

------------------------------------------------------------

أنت تمارس يتُمكَ

فوق الأرصفة الآن

فلم شتاتكَ من أقصى الوقت..،

تشكَّل..،

أنتظرك..،

فلعلى..،

إن أنت خرجت بريئاً من ذاكرتى

أستبقيك وحيداً فى عينى

وأدخل من عينيك إليك

لأمارس يتماً نبُوياً فى أنحائك..،

و أحدق فى فوضاى

وأهمس : كانت صاخبة جداً..،

هل تسمعنى..؟

كانت كل صباح

تتهيأ للظلمة..

فالظلمة قداس الروح

والروح (( تضاء نهاراً بالحزن ))

وفى الليل تضئ

- هل أهذى..؟

- هل أخرجنى الكأس العاشر.

من دهليز الذاكرة المظلم

كى أنزف ذاكرتى فى طيبك الآن..،

معذرة..

فالذاكرة ازدحمت بالهذيان..،

وأنا كنت صغيراً جداً

(( أتشيطن فى حلقات الدبكة

لا ليقال تشيطن ))

لكن..

كنت أهيئ نفسى للطيران..،

كنت صغيراً جداً .

أتشظى فى الملكوت الرحب

فتجمعنى البنت

وتخرجنى من بين الجمع

لنرقص فى (( قبو )) البيت

(( فالرقصة تغرينا أن نهلك فى الإيقاع ))

ونعتصر اللحظة والممكن والباقى

فى الليل السكران

فالصبح لناظره

أقرب من شظية موت قادمة

أقرب..

من عاشقة تتقصي المعشوق العاشق

وتبيح الوقت الشبقى

هنالك

بينهما

للهذيان.

-----------------------------------------------------

( هذيانات محتملة )

قدماى تجوسان خلال الذكرى..

تقترحان رصيفاً..

يبدأ من طاولة فى أقصى (( البستان ))

إلى الكورنيش المكتظ بمرتاديه..

إلى امرأة فى (( شبرا ))

تهوى القرويين..،

و تصنع قهوتها في شباك

تتشابه منه الأوقات…

وأنا مزدحم بتقاويم الأرض..،

مدارات الأفلاك..

فلأخرج منى..

ولأوقف دقات الساعة..

……………… ساعة.

قدماى تخطان دوائر للمنفى..

تفتعلان هروباً..

من رب البيت..

إلى رب لا يحمل كرباجاً فى يمناه……

قدماى……………

هل تختبران فراغ البلدة

(( بالمشى لأطول وقت ممكن )) .

أم تأتمران على جسدٍ..

أُمهل للغد..

كى يرسم للموت حضوراً أهدأ

وتفاصيلً…

لا تشغل أحداً.

-----------------------------------------

(رضوى)

رضوى .. جسدٌ راقص

رضوى .. جسدٌ تيَّاه

رضوى .. تحسب أن الواقف فى حضرتها

قروياً دَهَسَت عينيه مفاتنها

أو مفتوناً يَتَدَرَّج فى فوضاه..،

لا تعرف (( رضوى ))

أن الشعراء يقولون : (( أُحبكِ )) لامرأةٍ

بل ألف امرأةٍ..،

لكن حقيقتهم..

لا يعلمها إلا الله .

( الدائرة )

كنت قديماً

أكثر تحديداً

فى عامى العشرين

أنتظر امرأة

أو بالأحرى

أحلم بامرأة

تَنفُض وحدتها

تكنس كل تعاليم الأمس

وما عُدَّ قديماً منزلةً

كى تتهجانى

واليوم..

أفتح عينىَّ

أُحدِّق فى اللا شئ

وأسأل : يا ألله

أيومٌ محزونٌ آخر .

--------------------------------------------------------------------------------

---------------------------------------------------------------------------------------انتهى

الفهرس

القسم الأول: الشوارع

هزيمة …………………….…………………………………. 7

يكفى أنهم مثلك ............................................... 8

عندما نلتقى مرة أخرى ……...…………..…….................10

مواقف ...................................................... 12

وتسميهم أصدقاءً ……………………………………………....14

مسافة……………………………………….……………… 21

طائر ……………………………………………………… 22

تاريخنا الشخصى …………………..……………………... 23

فلسفة العلاقة ………………...…………………………..… 25

أنت الآن أجمل ………………..…………………………..…29

الشوارع ….……………..………………………….……… 30

كأنما ……………...…………………………….………… 34

المعميون ….…………………………….………...……… 37

حكاية …………………………………………………………… 38

القسم الثانى : الدائرة

هاوية الرمل …………………………………………………… 43

المرايا …………………………………………………………….48

هذيان ……………………………………………………………67

هذيان محتملة ……………………………………………………………72

رضوى …………………………………………………………….75

الدائرة ……………………………………………………………………..76

-----------------------------------------------------------------------------------------------------

الشاعر /سامى الغباشى ----------مصر ------(0105268324)

نظام تعديل كامل

تعديل سريع

رابط هذا التعليق
شارك

برافو سامى الغباشى

رؤية عميقة وجزالة جميلة ويبدو يا سيدى انك ستكتسب جمهورا خاصا هنا

مرحبا بقلمك وجنونك وطلاوة حرفك

البنت المصرية

لى عودة بعد القراءة الثانية

عندما تشرق عيناك بإبتسامة سعادة

يسكننى الفرح

فمنك صباحاتى

يا ارق اطلالة لفجرى الجديد

MADAMAMA

يكفينى من حبك انه......يملأ دنياى ....ويكفينى

يا لحظا من عمرى الآنى.....والآت بعمرك يطوينى

يكفينى .....انك........................تكفينى

رابط هذا التعليق
شارك

من صمتك الأزلى

تنبثق الحكايا..،

تستشفك من تجاعيد تَقُولكَ..،

تستزيد من التفاصيل الأليفة..،

تفتديكَ بفجرها..،

وَتَخُطَ خارطة لحزنك..،

…………… يا حزين .

سامى الغباشى شاعر يتنزه بروية وتألق فى اروقة الحروف ويتباهى بفلسفته الرزينة فى ازقة المعانى ودقتها التفصيلية الرائعة اجملت جميعها ملامح شخص حزين يعتصره الحزن والفقد والتخبط صادق يعرى بدقة متناهية قبحه الذى لا تراه الا عيناه ويرسم اخطائه بثقة الغرور وتمنى الاحلام البعيدة التى لم تأت بعد فدفتر امنياته الحالم تبعثر عبر سنينه هائما فى الزوايا ذاك يسقط وهذا يعلو وكلها احزان يومية يصوغها الحرف الجرىء الجميل انسان رغم بساطته يعلو صوته صارخا بآدميته كان يتحرى الصدق فى من يفترض ان يكونوا اصدقاء رأى ما لا يجب ان يراه العقلاء او ان يتجاهلوه ليظل الاصدقاء هناك ولا ينفضوا من حوله كان يجب الا يرى مقاصدهم الحقيقية والنوايا كان يجب الا ترى مالا يجب ان تراه سيدى او ان ترى وتكتفى بالصمت والمراقبة والابتسام كما نفعل جميعا يا صديق القلم

لى عودة نقدية وليست انطباعية فى المرة القادمة شاعرنا الجميل

دمت بخير

عندما تشرق عيناك بإبتسامة سعادة

يسكننى الفرح

فمنك صباحاتى

يا ارق اطلالة لفجرى الجديد

MADAMAMA

يكفينى من حبك انه......يملأ دنياى ....ويكفينى

يا لحظا من عمرى الآنى.....والآت بعمرك يطوينى

يكفينى .....انك........................تكفينى

رابط هذا التعليق
شارك

تسعدنى دائما كل قراءة للديوان

فالدائرة الإبداعية تكتمل بقارئ مبدع

يشترك مع الشاعر فى ضخ الحياة للقصيدة

بالقراءة الواعية التى تشتبك بحميمية

مع دلالات القصيدة وتتقصى خفاياها بلهفة تليق بها

و....شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا..

سامى ....

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 4
      ديوان بإسم الشعب .... تأليف هشام نيبر تبتسم أجفاني لَك أيها الصديق لتضلني يا رفيقي  للطريق !! فمنذ أن أتيت للحياة  وأنا ابحث عن الطريق بين نهود العاهرات و مؤخرات العبيد !! ابكي شوقاً يا خوفي  من ذاك المصير !! أن تلفني الخلجتين ؟! التي أصغت لخوفي ! طيلة السنين ... تبتسم أجفاني لك.. أيها الصديق  لتضلني يا رفيقي  للطريق !! أنا  امسك ..الذي  لأجله حلمت !! أنا غدك ... الذي  من أجلك ..؟!  ضل الطريق !! أعيش عابثا... وسط العامة .. وهم يتناقلون .. أكواب النبيذ !! تبتسم أجفاني
    • 0
      ديوان بإسم الشعب .... تأليف هشام نيبر كلمات  من ثقلها  اشتعل لهفة لهجرها !! وأخري من شوقي لها نسيت الحديث بخصوصها ! تلك حياتنا .. أيها الغريب ! كلمات تغدوك  ملك  وأخري تجعلك  تسير مطأطأ بين العبيد كلمات  أغرقت حياتي بالحب وأوقات أوقات.. بالحنين كلمات  أنعمت علي أيامي  بفجر جديد  تلوح فيه الحرية  من قيد العبيد ! فتلك حياتنا أيها الغريب  كلمات تغدوك ملك  وأخري تجعلك  تسير مطأطأ بين العبيد !! كلمات من رقتها  اشتقت لريحها ... كلمات من شدة أخلاصي لها  انتظرت السنين ... تلك
    • 2
      ماعلاقتكِ انتِ بحفيف الاشجار؟ وهبوب الليل ..... ورائحة المطر... ماعلاقتكِ بلون الغروب القادم من مدن البعاد ولما يتلذذ هذا الهدوء بكأس صمتي المسكر... ماعلاقتك بهذا النسيم الذي اراقبه وهو .......... يلاطف وجه الصبايا الصغار وهو يرشرش بعض من رذاذه على نوافذي ماعلاقتك بمطر الصباح وذلك السقوط المنشطر بمسامع حلم يرتقي لااعتاب الوعي ماعلاقتكِ ببخار قهوتي المتصاعد بدعوى الاشتياق............. او مقعدين شاغرين هناك تحت شجره يلفهما هوا
    • 0
      الصامتون —————— دائماً .. يجيدون الصمت فى المجالس .. هذا ما يمنحهم رهبة أينما حلوا فهم نجوم المجالس.. ضيوف الكبار .. قباطنة «الرأى» الثرثارون إذا «ُأمروا».. يجيدون الصمت ..، يصوبون عيونهم إلى البعيد البعيد.. وآذانهم / ثعابين الشقوق تلقف مهموس الكلام تلحس الأبجدية من فوق الطاولات .. يد أطلقتهم مرة أخرى .. لينبشوا أ
    • 0
      مختارات شعرية (رصيف يصلح لقضاءالليل) __________________________________________ هناك دائماً مقهي وامرأة تستطيل لها الأزقة ورائحة لعابرين ............... مروا من هنا _____________________________________________ بالتأكيد .. ليس صباحاً جميلاً 1 بلا ذاكرةٍ يبدأ يومه .. ، لا يفكر في شيء .. وجهه لا يدل على صباح ٍ حقيقي خطوته تائهة في الفراغ ذاهب إلى حيث يثقل ظله إذا تكلَّم .. وإذا صمت ... وإذا همَّ بالمغادرة .. 2 كمشاهد يقتل الوقت بالوقت يتجول بين القنوات الفضائية و حين تعلن ا
×
×
  • أضف...