shawshank بتاريخ: 23 فبراير 2008 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 23 فبراير 2008 (معدل) ماذا سيقول التاريخ ؟ مقتطفات من كتاب "تاريخ مصر الحديث" - المجلد الثالث (مصر ما بعد أكتوبر 1973) الطبعة الرابعة - صادر بتاريخ 18 مارس 2316 - دار "الحياد" للنشر بالقاهرة تأليف : عبد الله الأمين الفصل السادس : حقبة مبارك الأب [1981 - 2011] بعد حادث اغتيال الرئيس محمد أنور السادات في 6 أكتوبر عام 1981 ، تولى نائبه محمد حسني مبارك رئاسة مصر في 14 أكتوبر 1981 بعد أن انتخبه نواب الشعب ، ليصبح بذلك الرئيس الرابع لجمهورية مصر العربية . ولد حسني مبارك في قرية كفر مصيلحة في محافظة المنوفية . بعد انتهائه من تعليمه الثانوي التحق بالأكاديمية العسكرية و تخرج فيها بشهادة البكالوريوس في العلوم الحربية . و في عام 1950 التحق بالكلية الجوية وتصدّر دفعته بشهادة البكالوريوس في علوم الطيران . تدرّج في السلم الوظيفي و في عام 1964 ترأّس الوفد العسكري المصري للإتحاد السوفيتي . مابين عامى 1967 و 1972 ، و خلال حرب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل ، تم تعيين مبارك مديرًا للكلية الجوية و أركان حرب القوات الجوية المصرية . في عام 1972 أصبح قائد القوات الجوية و نائب وزير الدفاع . في أكتوبر 1973 قاد القوات الجوية المصرية أثناء حرب أكتوبر . و في إبريل من عام 1975 تم تعيين مبارك نائبًا للرئيس أنور السادات . و في عام 1981 ، و بعد أغتيال السادات في 6 أكتوبر ، انتخب مبارك من قبل أعضاء مجلس الشعب المصرى رئيسًا لجمهورية مصر العربية و رئيسًا للحزب الوطني الديمقراطي. أعيد انتخابه كرئيس للجمهوريـة خلال استفتاء علي الرئاسة في أعوام 1987 و 1993 و 1999 . في فبراير 2005 قام حسني مبارك بتعديل المادة 76 من الدستور المصري و التى تنظم كيفية اختيار رئيس الجمهورية و تم التصويت بمجلس الشعب لصالح هذا التعديل الدستوري الذي جعل رئاسة الجمهورية بالانتخاب المباشر و ليس بالإستفتاء . وتم انتخاب مبارك لفترة حكم سادسة حتى بعد هذا التعديل . كانت زوجة مبارك - سوزان صالح ثابت - مزدوجة الجنسية إذ إن أمها ممرضة من مقاطعة ويلز البريطانية ، و كان له ولدان هما علاء مبارك و جمال مبارك . لم تكن لدى مبارك أي أمارات قيادة سياسية . فقد كان قائدً عسكريًا ناجحًا ، لكن لم تكن له أي طموحات سياسية أو رئاسية ، وكانت أقصى أمانيه - كما قال في إحدى اللقاءات التليفزيونية - أن يعمل سفيرًا أو ملحقًا عسكريًا . يرى البعض أنه نجح سياسيًا لبقائه رئيسًا لأكبر دولة عربية لمدة ثلاثين عامًأ . حكم مبارك مصر منذ عام 1981 حتى عام 2011 حكمًا ديمقراطيً في ظاهره ، عسكريًا دكتاتوريًا في جوهره. وهو نفس النهج الذي سار عليه سلف مبارك منذ قيام ثورة 1952 ، حيث اعتمدوا الديمقراطية شكلاً والديكتاتورية مضمونًا (انظر الفصلين الرابع والخامس) . كانت تلك الثلاثون عامًا من أحلك الفترات في تاريخ مصر الحديث ، فقدت مصر خلالها شخصيتها ومكانتها بين دول المنطقة . وعم الفساد كل أرجاء مصر وكل مناحي الحياة فيها ، فساد سياسي واقتصادي واجتماعي بشكل غير مسبوق في تاريخ البلاد على مر العصور . حكم مبارك وزبانيته بالحديد والنار ، واعتقل وعذب كل من خالفه أو وقف أمام مخططاته . قبض على السلطة في يده ، فعمل الوزراء سكرتارية لرئيس الجمهورية ، وكذلك رئيس الوزراء . وحرص مبارك على اختيار الإمّعات عديمي الشخصية ليكونوا في المناصب القيادية . لعب الأمن دورًا هائلاً في السيطرة على كل الأمور في مصر . اضطهدت جماعة الإخوان المسلمين ، التي كانت من أقوى حركات المعارضة في ذلك الوقت ، حتى وصل الأمر أنه كان يتم اعتقال كل من يطلق لحيته ! كل ذلك ليستأثر مبارك بالسلطة ويخطط لتولية ابنه جمال خلفًا له في دولة تدعي النظام الديمقراطي الجمهوري . كان الهدف من هذا الحكم الشمولي البوليسي البقاء في السلطة والقضاء على أي بوادر للتغيير . ولتحقيق هذا الهدف ، كان لابد من حاشية تحيط الرئيس وتستفيد من بقائه وتحميه ، لأن مصالحها في بقائه . فسيطر مبارك مع حاشيته على ثروات مصر لسنوات طويلة ، وعاش معظم المصريين فقراء معدمين ، بينما عاش الرئيس وعائلته وحاشيته في ترف وأبهة . وفتح هذا الوضع الباب على مصراعيه للفساد في كافة المجالات ، لأن عامة الناس وجدوا في الفساد طريقًا للثراء . فقربت السلطة منها كل المفسدين وهمّشت الكفاءات من الشرفاء . صار نجوم المجتمع هم الراقصات ولاعبو الكرة والمطربون والمطربات بتشجيع ضمني من النظام . خربت الذمم وسادت الرشوة والواسطة والمحسوبية ، ولم تتورع الحكومة عن حماية الفاسدين لقربهم من السلطة . ونهبت البنوك وسرقت أموال الشعب ، وصار المال العام مباحًا لكل فاسد يجد من يحميه من الكبار . وتدهورت أحوال المصريين تدهورًا غير مسبوق في ظل سياسات اقتصادية فاشلة من قبل الحكومات المتعاقبة التي اختارها مبارك . انتشرت الأمراض بين المصريين في ظل انشغال الحكومة ببيع أملاك الدولة وتوزيع حصة البيع على الكبار . فانتشر السل وفيروسات الكبد الوبائية وانفلونزا الطيور . ارتفعت نسبة العنوسة بشراسة لعجز الشباب عن إمكانيات الزواج . كان حلم شباب مصر الهروب من جحيم العيش فيها للعمل في أي بلد عربي آخر ، أو حتى المغامرة بالهجرة غير الشرعية لأوروبا . فلقي آلاف الشباب المصريين حتفهم غرقى على سواحل إيطاليا أو ليبيا . قتل الإهمال آلاف المصريين على الطرق أو في العبارات أو القطارات . كما اتسم هذا العصر بالفوارق الطبقية الشاسعة بين فقراء مصر وهم الأغلبية وبين أغنيائها وهم الأقلية من أصحاب السلطة والمال . عانى المواطن المصري البسيط في تلك الفترة من إذلال وإهانة في كل مكان يذهب إليه ، سواء كان حكوميًا أو خاصًا . وصل الفساد أن قام رجال مبارك ووزراؤه ببيع أراضي مصر للمستثمرين الأجانب و توزيع حصيلة هذا البيع على أنفسهم . ثم باعوا بنوك مصر الواحد تلو الآخر ، فازدهر النفوذ الأجنبي في مصر أكثر فأكثر ، ناهيك عن لعب مصر دور التابع والعميل للولايات المتحدة الأمريكية ولإسرائيل كذلك . ظهرت لأول مرة مظاهرات العطشى ، فرغم جريان نهر النيل في مصر ، لم يجد المصريون الماء النظيف ليشربوه ، فانتشر الفشل الكلوي بسبب تلوث مياه الشرب واختلاطها بمياه الصرف الصحي . انتكست الزراعة وتدهورت الصناعة وبيعت مصانع العزل والنسيج التي كانت مزدهرة في مصر . خنع الشعب المصري للظلم خنوعًأ كبيرًا ، اللهم إلا من بعض الحركات أو الإضرابات والاعتصامات هنا وهناك مثل الحركة التي أطلقت على نفسها اسم "كفاية" .تعامل النظام مع المعارضة - رغم ضآلتها - بسذاجة بالغة ، ليس فقط بالمقاييس الحالية ، بل بمقاييس تلك الحقبة الزمنية كذلك . فقد اتخذ نظام مبارك من القمع والاعتقال والتعذيب الوسيلة الوحيدة للتعامل مع المعارضة . على الرغم من اتخاذ دول العالم - حتى النامية منها - السبيل الطبيعي للتعامل وهو الحوار . ورغم الطغيان والجبروت الذين اتسم بهما هذا العصر ، لم يستفز عامة الشعب للقيام بثورة تطيح بحكم مبارك وحاشيته ، بل استكان المواطنون وتعاملوا مع الفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي كأمر واقع . فرأى الناس أن المعاناة اليومية أهون من القيام بثورة يذهب ضحيتها الكثيرون . فضلا عن أن أي فاسد في مصر صار مستفيدًا من حكم مبارك ، بل إن فلسفة حقبة مبارك في الدعوة الضمنية للفساد جعلت بعض الشرفاء المصريين يتحولون للفساد ، لأن المفسدين هم من صاروا مقربين من السلطة وصاروا أصحاب المال . ووصل الفساد ذروته بأن كان وزراء أحدى حكومات مبارك رجال أعمال في نفس عمل وزارتهم ، فكان وزير الصحة رجل أعمال في المجال الطبي ، ووزير السياحة له شركات سياحية ، ووزير الإسكان يستثمر في الأراضي والعقارات ، وهكذا . ولم يعجز نظام مبارك عن أن يجد من يدافع عنه ويجمل صورته لدى الشعب ، فكانت وظيفة الإعلام الحكومي تجميل تصرفات النظام ، وإخفاء حقيقة نهب مصر . استدانت مصر ، فبلغ الدين الداخلي والخارجي أرقامًا مفزعة . أهدرت كرامة المصريين في الداخل والخارج . أطلق النظام العنان لوزارة الداخلية لتعيث في الأرض فسادًا ، فقام ضباط الشرطة بقتل المواطنين حماية للنظام . اعتقل الصحفيون الشرفاء والمدونون لآجال غير مسماة . وهكذا اتسمت هذه الحقبة بالفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، فكانت من أسوأ حقب التاريخ المصري . ورحل مبارك عن عمر يناهز الخامسة والثمانين ليلقى ربّه يحاسبه على ما اقترفه . ولن ينفعه ساعتها نظامه أو حاشيته . تم تعديل 24 فبراير 2008 بواسطة shawshank كل لحظة إبطاء في نيل المعتدين جزاءهم ... خطوة نحو كفر المجتمع بالعدالة، ودرجة على سلم إيمانه بشريعة الغاب رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Nina Hussien بتاريخ: 3 مارس 2008 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 3 مارس 2008 أخشى ان كان التاريخ يعيد نفسه أن يقرأ أبنائي نفس الكلام مكتوب على مبارك الأبن !!!!! http://nina-hussien.maktoobblog.com رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
shawshank بتاريخ: 3 مارس 2008 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 3 مارس 2008 أخشى ان كان التاريخ يعيد نفسه أن يقرأ أبنائي نفس الكلام مكتوب على مبارك الأبن !!!!! حضرتك ماهو ده الفصل السابع ... لسه في المطبعة . كل لحظة إبطاء في نيل المعتدين جزاءهم ... خطوة نحو كفر المجتمع بالعدالة، ودرجة على سلم إيمانه بشريعة الغاب رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
إيزيس بتاريخ: 3 مارس 2008 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 3 مارس 2008 وهكذا اتسمت هذه الحقبة بالفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، فكانت من أسوأ حقب التاريخ المصري . ورحل مبارك عن عمر يناهز الخامسة والتسعين ليلقى ربّه يحاسبه على ما اقترفه . ولن ينفعه ساعتها نظامه أو حاشيته . غلطة مطبعية صلح يا باشا قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
shawshank بتاريخ: 24 ديسمبر 2011 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 24 ديسمبر 2011 (معدل) أثبت المصريون أن مصر حقًا تمرض ولا تـموت، وأنهم يمررون الظلم لكنهم لا ينسونه، يصبرون على الفساد لكن ساعة الحساب آتية لا محالة. انتفض المصريون في ثورة شعبية خالصة أذهلت العالم، خرج ملايين المصريين في الخامس والعشرين من يناير عام 2011 لينهوا بأنفسهم حقبة مبارك الحالكة السواد. اعتصم المصريون في ميدان التحرير بالقاهرة وفي كل ميادين محافظات مصر. بعد 17 يومًا وفي 11 فبراير 2011 تنحى حسني مبارك عن الحكم وغادر القاهرة إلى مقره الآثر في شرم الشيخ، وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد. ادعي قادة الجيش المصري حماية الثورة الوليدة ودعمهم لها. قدموا حسني مبارك وابنيه وأعوانه لمحاكمة صورية، وانبروا يمجدون الثورة ويتغنون بشبابها. ائتمن عامة المصريين الجيش على الثورة، لكن المجلس العسكري كان في الحقيقة جزءً من نظام مبارك. فسعى أعضاؤه لتصفية الثورة، تارة بالتباطؤ في تنفيذ مطالبها، وتارة أخرى بتفننهم في خداع الشعب والالتفاف على الثورة للإبقاء على النظام القديم، لتفادي الحساب من جهة، وللإبقاء على ما لديهم من امتيازات وثروات هي من حق الشعب من جهة أخرى. تكررت مذابح الجيش للمعتصمين في ميدان التحرير والشوارع المحيطة. في أواخر عام 2011 وأثناء انتخابات البرلمان، وصل العبث أقصى درجاته، وبلغت الملهاة السوداء ذروتها عندما ادعى قادة الجيش أن قتلهم عشرات المصريين برصاص الجيش المصري وإصابة المئات إنما كان لأن لعب الكرة استفز الضباط (انظر أحداث دنشواي في المجلد الثاني، وراجع كذلك ادعاء ملك الهكسوس في أواريس أن أفراس النهر تزعجه في طيبة - "تاريخ مصر القديمة" لنفس المؤلف). وادعى الجيش أن المعتصمين منعوا رئيس الوزراء من دخول مكتبه، مما دعاهم لقتل المصريين علنًا في الميادين العامة بأسلحة من أموال الشعب. ولم يتورع جيش مصر عن كشف عذرية بنات مصر، والاعتداء عليهم وتعريتهم علنًا في الميادين أمام الكاميرات. بعدما كشف قادة الجيش عن وجههم الحقيقي، لم يصمت الشعب المصري، فقد كسر حاجز الخوف يوم 25 يناير 2011 ولم يعد يأبه برصاص الجيش بعدما شاهد شيوخ الأزهر وشباب الجامعات يسقطون بالعشرات صرعى رصاص الجيش، فخرجت عشرات الآلاف في مظاهرات ومسيرات جابت شوارع وميادين مصر تطالب بإسقاط حكم العسكر وإعدام المشير. تم تعديل 24 ديسمبر 2011 بواسطة shawshank كل لحظة إبطاء في نيل المعتدين جزاءهم ... خطوة نحو كفر المجتمع بالعدالة، ودرجة على سلم إيمانه بشريعة الغاب رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان