مدينة الشروق ومدينة بدر وما بها من خدمات

[isa]

نقلا عن موقع الاهرام

الأولي هجرها سكانها والثانية تجوبها الثعالب‏!‏

بدر والشروق‏..‏ مدينتا أشباح‏!‏

إشراف‏:‏ عبدالفتاح إبراهيم

تعتبر مدينتا الشروق وبدر من المدن المهمة التي أنشأتها الدولة بالقرب من القاهرة في إطار سياسة إنشاء المدن الجديدة منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي بهدف إيجاد مجتمعات عمرانية جديدة‏..‏ إلا إنهما تحولتا إلي مدينتين للأشباح‏,‏ أما بالنسبة للبشر فقد تحولتا إلي مدينتين تعجان بالمشكلات‏..‏ والحياة اللا آدمية‏!‏

تقول مني محمود من سكان مدينة بدر إنها قررت ترك المدينة بسبب عدم وجود طبيب تذهب إليه‏,‏ وإذا أصاب أحد أبنائها مرض أو مكروه فإنها تعاني العذاب من المواصلات لكي تذهب إلي طبيب في وسط المدينة أو إحدي المدن المجاورة‏,‏ فالمراكز الطبية داخل مدينة بدر مغلقة‏.‏

أحمد عبدالعاطي‏(‏ محاسب‏)‏ قال‏:‏ نعاني من العذاب اليومي عند ذهابنا إلي أعمالنا في وسط البلد‏,‏ وأحيانا نتغيب عن أعمالنا بسبب المواصلات بعد انتظار قد يستمر لأكثر من ساعة أو ساعتين‏,‏ ونضطر بعدها لاستخدام الميكروباص والذي يوجد عدد قليل منه أيضا وهنا نقع تحت رحمة السائقين لأنهم يتعاملون مع الركاب بطريقة سيئة ويتحكمون في الأجرة بشكل استفزازي وفي النهاية يأخذون ما يطلبونه‏.‏

وأكد محمد عبدالعال‏(‏ مهندس‏)‏ أن المدينة تعاني من مشاكل أمنية‏,‏ خاصة أن كثيرا من الشقق تؤجر مفروشة وتستخدم للأعمال المنافية للآداب علي مرأي ومسمع من أهل المدينة‏.‏

وأكد اللواء صفوت معوض درويش نائب رئيس جهاز المدينة أن المدينة تلجأ لاستخدام التوكتوك كحل بسيط لمشكلة المواصلات الداخلية التي يستخدمها المقيم بالمدينة لانتقاله إلي وسط البلد ولكن قلة الأتوبيسات وأعطالها الكثيرة جعلتنا نفكر في حل سريع ومثالي ومؤقت وهو نقل السكان باستخدام التوكتوك من المدينة إلي الكيلو‏4.5‏ طريق القاهرة ـ السويس ومن هناك يستقل أي مواصلة إلي وسط المدينة‏!‏

ولا يختلف الأمر كثيرا في مدينة بدر عن مدينة الشروق وهي من الجيل الثالث من أجيال المدن الجديدة الـ‏19,‏ ولكن ما يزيد عليها وجود عدد كبير من الثعالب تجوب المدينة بشكل تقشعر له الأبدان ليلا ونهارا‏..‏ والمراكز الطبية خالية من الأطباء‏,‏ والعجيب أن أحد المراكز لا توجد به سوي ممرضة تقوم بتوليد السيدات الحوامل في مركز طبي لا توجد به غرف لإجراء العمليات ويتم ذلك بمعرفة الدكتورة أمل مديرة مركز الشروق الطبي بمنطقة الـ‏100‏ متر اسكان شباب مبارك‏,‏ معللة ذلك بأن الممرضة ليلي عبدالجبار تمارس مهنة التوليد منذ زمن وهو ما يخالف شروط ممارسة المهنة ورغم ذلك قالت إنها تحمل رخصة ولادة‏,‏ وأكدت أن المركز للطب الوقائي وليس للعلاج‏,‏ وعند استقبال مريض تستدعي حالته الحجز بالمركز تقوم بإرساله عن طريق سيارة إسعاف إلي مستشفي السلام القريب من الشروق‏!‏

وعن الأعطال المستمرة في المواصلات قال سائق أتوبيس في شركة القاهرة الكبري أن الأعطال علي الخط كثيرة‏,‏ والضحية هنا هم الناس المرتبطون بمواعيد عمل أو الذهاب للمستشفي وغير ذلك‏,‏ وعند الإبلاغ عن الأعطال يجيء الفنيون بعد فترة من الزمن وتكون النهاية عدم إصلاح السيارات‏,‏ وأضاف أنه يجيء يوميا من المنوفية من أجل لقمة العيش‏,‏ وعادة ما تكون الأعطال بالطريق وينزل الركاب وسط الصحراء‏!‏

أما أغرب ما في الأمر أننا عندما حاولنا طرح هموم المواطنين بالمدينة علي المهندس إسلام جاد رئيس الجهاز فوجئنا به يلقي بهمومه علينا والتي تمثلت في مخاطبات لا تحصي للوزارات والهيئات المعنية بلا جدوي لإيجاد حلول لمشكلات مواطني المدينة‏,‏ بل بلغ الأمر حد مناشدته للسادة المسئولين لمساعدته علي ما ابتلي به كخطاب لسرعة تشغيل خط نقل لخدمة مدينة الشروق عبر طريق مصر ـ السويس وآخر موجهة إلي شركة أتوبيس القاهرة الكبري لرفع مستوي الأداء وصيانة الأتوبيسات التي تتعطل بالمواطنين في قلب الصحراء وآخر لمسئولي الصحة يخبرهم فيه أن المستشفي جاهز وينقصه الأطباء والأجهزة‏..‏ فمن يساعد المسئول الأول عن مدينة الشروق؟‏!!‏

‏abdelfattah@ahram.org.eg