تدوين تاريخ مصر

[أسد]

تدوبن التاريخ في مصر .. له أصل ..

فالفراعنة كانوا يدونون كل شئ ... وينقشونه على جدران معابدهم ..

ومن خلال تلك النقوش عرفنا الكثير عن تاريخ حضارتنا .. وتفاصيل أشياء كثيرة ....

ولكني ألاحظ أن الاريخ الحديث دون بأقلام متعددة .. لكل أيدولوجيته .. ورؤيته .. وغالباً ما يدون التاريخ في مصر في مراحل لاحقة للحدث .. فيكتب المؤرخ عن تاريخ حقبة مضت .. قد يكون لها ما لها وعليها ما عليها ..

وقد يكون مختلفاً معها أيدولوجياً وفكرياً ...

فمثلاً .. هناك حقبات محددة في تاريخنا الحديث قد ضاعت معالمها .. وزيفت خصائصها من كثر عبث العابثون بها ...

فكل يكتب ما يحلوا له .. ويدون ماقد رآه هو .. من زاويته .. ومن منظاره .. ويلون تلك الرؤية بألوان أيدولوجيته وفكره ...

كل هذا جعلنا نتذبذب ونتشتت .. ولا نجد المؤرخ الصادق الأمين النزيه الذي يمكن للشخص العادي (وليس الباحث) أن يبني وجهة نظره بناء عليه ..

مثلاً ...

بغض النظر عن المؤيد والمعرض ..

نجد أن هناك من يدونون حقبة ماقبل الثورة على أنها كانت النعيم .. وكنا نعيش حياة ديمقراطية حقيقية ..

وهناك من دون وقائع الفساد .. والإستبداد .. ونسبة النصف في المائة .. الخ ...

وكل طرف كان يدون ما رآه .. ومادونه هو وقائع حقيقية .. ولكنها دونت بشكل إنتقائي .. يفرض وجهة نظر وأيدولوجية المدون ...

ألا ترون معي أننا بحاجة إلى إنشاء لجنة لإعادة تدوين تاريخ مصر .. وتنقيته وتجميع كل ما كتب بحيث يظهر كافة الجوانب المختلفة ...

ونعيد قراءته مرة أخرى علنا نستفيد من أخطاء الماضي .. ونستعيد أمجاده .. إذا كان هنالك أمجاد ...

[الحاج فوزى]

الفاضل أسد ..

لم يدون أى تاريخ بحيادية ..

حتى أيام الفراعنة .. طمس وزيف وأعيد صياغته عدة مرات .. وكلما أتى أحدهم نسب لنفسه فعل سابقه ..

لكنه تتسلل بعض الأخبار والحقائق رغماً عن كل كتمة الأسرار ومزيفوا الكتب ويعمل الباحثون والمنقبون على تجميع المنطقيات سواء بالبحث العلمى أو المنطقى وعليه قد يتم تصحيح جزء أو حلقة من حلقات التاريخ .

والتاريخ الحديث على نفس النهج والمنوال .. يكتب على هوى مالكينه فإذا ذهبوا أتى بعض شهداء العصر .. كثير منهم تحكمه أيدولوجيته ، فيخرج من تحت عبائتها حكايات وقصص .. ومنهم من يشهد للتاريخ

وأيضاً يكون دور الباحثين والمنقبين فى صفحات الزمن أن يقوموا بدورهم للتفحص والمقارنة وتجميع الحقائق مثل لعبة البازل .

لأن سؤلك هو كيف يجب أن يكون مدون التاريخ .. إخترت أنه يجب أن يكون محايد .. رغم أنى أعتقد أنه ليكتب من يكتب ويجب على الباحثين عن الحقيقة والجهات المدنية .. تشكيل لجنة من مثقفين الوطن - لكل وطن - تتوارث نتائجها أجيال بعد أجيال .. يكون دورها هو البحث عن حقيقة التاريخ فى عمل جماعى منظم لا يمت بصلة لأى فكر أيدولوجي معين يخرج بنتائجه من دائرة الحيادية .