moody00x بتاريخ: 13 مارس 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 13 مارس 2003 حكايات الذئاب والكلاب بقلم: أحمد سويلم جاء في كليلة ودمنة أن الذئاب قالت للكلاب ذات صباح: دعوكم من هذه الحياة التي تستعبدكم وتجعلكم ترتبطون بالوفاء إلي قيم فاسدة.. وإلي أسيادكم وجيرانكم.. وتعالوا نتفاهم معا أكثر.. ألا ترون أننا نشبهكم كثيرا لأننا من جنس واحد وتربط بيننا علاقات قديمة.. ومصالح مشتركة.. الفارق الوحيد بيننا أن أجسادنا أضخم قليلا من أجسادكم.. وهذا فرق شكلي لا قيمة له.. لكننا أبناء جد واحد.. وأطماعنا واحدة.. ونحن مستعدون للدفاع عنكم ضد أي عدو يعاملكم معاملة سيئة؟ وافقت الكلاب علي هذه البداية المقنعة.. فاستأنفت الذئاب حديثها المعسول: ألا ترون أننا أكثر حرية منكم.. أما أنتم فتتبعون أسيادكم يضعون الأطواق في أعناقكم ولا تدركون أنها أطواق استعباد.. لكنكم كما نري ملتزمون بقيم الوفاء والطيبة والصبر وكلها أمور لا يشعر بها أحد غيركم. هزت الكلاب أذيالها موافقة أكثر.. وهنا قالت الذئاب: من أجل هذا ننصحكم ونحن كما تعلمون ليست لنا مكاسب من هذه النصيحة ننصحكم أن تسلموا لنا حظيرة المواشي.. وهنا كادت الكلاب تتذمر.. لولا أن الذئاب أسرعت قائلة: اننا نقصد في الحقيقة أن تسمحوا لنا نحن الذئاب أن ندخل الحظيرة مثلكم.. مادمنا أصبحنا أصدقاء.. نحتفي معا فيها.. ونأكل معكم ما نشاء من لحومها.. ونقف معكم في مواجهة أي خطر يحل بكم.. ولا أظنكم بذلك تفعلون شرا.. وتأكدوا أننا بوجودنا هذا معكم وبمرور الأيام علي تعاوننا معا.. ستصبحون ذئابا مثلنا.. لا يمكن لأحد أن يمسكم بسوء. وتأكدوا أيضا ان ما نقترحه عليكم الآن من حقكم.. وأنتم في النهاية أحرار في اتخاذكم القرار الذي ترونه في صالحكم.. اقتنعت الكلاب بذلك وحلمت باليوم الذي تصير فيه ذئابا.. وسرعان ما سمحت للذئاب بالدخول إلي حظيرة المواشي.. وكان أول شيء قامت به الذئاب أن فتكت بأصدقائها الكلاب قبل أن تفوز بالمواشي! ما أشبه هذه الأمثولة القديمة بما يجري اليوم في الحظيرة العربية.. فقد استطاعت الذئاب الأمريكية اقناع بعض الدول في المنطقة الدخول إلي أراضيها بحجة الحفاظ علي مصالحها وحريتها وحمايتها من أي أخطار خارجية يمكن أن تهددها. ولأن ذئاب أمريكا تملك دبلوماسية المؤامرة وقوة الاقناع.. ولأنها تملك تاريخا معروفا من أساليب التودد المقنعة التي تخفي السم.. ولأنها تدرك تماما التكوين العقلي لبعض الأدمغة العربية.. ولأنها تعرف أي الأحقاد يمكن أي تملأ القلوب لتجعلها أكثر سوادا واقتناعا بالتشبث بحماية الذئاب ضد من يهددها.. استطاعت أن تفوز بالحظيرة لتكون لها أكثر من قاعدة عسكرية في أكثر من دولة عربية وتدعي انها تحافظ بذلك علي استقلالها. *** وأتذكر مرة في أعقاب حرب الخليج الأولي أن اجتمع عدد من المثقفين المصريين مع وزير الاعلام الكويتي وقتئذ وكان يصحبه مستشاره القانوني.. ومكثنا طويلا نتحاور حول القضية.. ووجه أحد الحاضرين سؤالا إلي وزير الاعلام الكويتي حول ضرورة أن تكون أمريكا هي (ضابط الأمن) في المنطقة.. وحاول الوزير بدبلوماسية شديدة تبرير هذا الأمر.. لكنه لم يفلح.. فانبري مستشاره القانوني قائلا: ياجماعة لابد أن تعرفوا انه لولا أمريكا لما استطعنا أن نعود إلي بلادنا.. وكان لابد لنا أن نشكرها علي ذلك.. فنحن نقدم لها الشكر عمليا.. بأن تكون ضابط الأمن والحماية لنا! وأغلق الرجل علينا باب الحوار.. وكأنه يعلن ببساطة ان العرب عاجزون عن القيام بهذا الدور.. بل يعلن أيضا ان المشاركة العربية في هذه الحرب لا قيمة لها.. وأن ذئاب أمريكا هي التي تستحق أن تحرس الحظيرة.. وبالتالي من حقها أن تدخلها كما تشاء. ومن قبل هذا اللقاء ومن بعده.. دخلت ذئاب أمريكا إلي المنطقة من أوسع الأبواب.. بحجة الحماية والأمن وكأن البلاد العربية المجاورة أسود ونمور وحيوانات مفترسة ستقضي علي هذه الدول التي تمتلك البترول والثروات النادرة.. ولكي تصير حماية قوية عليها أن تستعين بقوة وأسلحة وأنياب الذئاب الأمريكية لضمان سلامتها! تلك هي الصورة التي أخذت يوما عن آخر تتطور من مبدأ ضابط الأمن.. إلي الحماية الشاملة.. إلي القواعد العسكرية إلي الأسلحة بعيدة المدي.. وللأسف الشديد ان هذه الدول التي سمحت لذئاب أمريكا بالدخول إلي حظائرها قد نسيت تماما انه علي بعد خطوات منها توجد اسرائيل هذه الترسانة العسكرية التي تهدد كل شبر عربي من المحيط إلي الخليج.. وأن هذه الترسانة ليس بها أي سلاح يحظر امتلاكه وإنما هي حرة في امتلاك الأسلحة حتي أسلحة الدمار الشامل بحجة حماية نفسها من أعدائها العرب. والمشهد اليوم: دول عربية غنية بثرواتها تحميها الذئاب الأمريكية من دول عربية أخري.. واسرائيل تحمي نفسها بأسلحة وتأييد عالمي.. من خطر الدول العربية. ثم يأتي بعد ذلك مشروع كولن باول ليتضمن ضرورة اقامة مزيد من القواعد العسكرية لتطوق العالم العربي بسياج قوي لا يفلت منه أحد.. لتقوية قبضة أمريكا علي مقدرات هذه المنطقة.. وضمان استغلال ثرواتها. وهاهي ذئاب أمريكا اليوم تملأ حظيرة الخليج للهجوم علي بغداد العزيزة.. وكلما نفذت بغداد ما يطلب منها طلبت الذئاب تنازلا جديدا.. وهكذا لا تعدم الذئاب ذريعة للهجوم علي بغداد فهي تملك آلاف المبررات والأسباب المنطقية وغير المنطقية. واذا ووجهت الذئاب بأنها تكيل بمكيالين فتترك اسرائيل تعبث وتقتل وتتسلح بأسلحة الدمار.. لا نجد سوي الصمت.. ولا نجد تعليقا وإنما كل الجدل وكل التعليق وكل الادانة موجهة إلي بلد عربي يعاند في تدمير أسلحته مهما كان نوع هذه الأسلحة ومهما كانت قدراتها. *** ويبدو أن أسلوب لعبة الأمم الذي عرفناه بعد منتصف القرن الماضي لايزال يعمل به حتي اليوم ولم يبطل مفعوله..فالذئاب تخطط والكلاب تنفذ.. والحظائر مساحات متاحة لخطط أمريكا للسيطرة علي مقدرات العرب.. وهي مقدرات لا تتعلق فقط بالثروات الطبيعية وانما تتعلق كذلك بالفكر والحضارة والدين والهوية. وتلك السيطرة.. تتقاطر أسبابها يوما بعد يوم تقنع العقول وتثير الأحقاد بين الأشقاء. ويبدو هذا واضحا في تلك المؤتمرات علي مستوي القمم وما نراه من التلاسن والشتائم والمواقف العدوانية والكراهية المتأصلة التي نجحت الذئاب في تعميقها بين الحكام العرب.. وما علينا نحن الذين نعيش في الحظائر إلا أن ننتظر مصيرنا.. إما عن طريق الذئاب التي سوف تفتك بنا أو نسلم لهم أنفسنا لقمة سائغة.. فماذا عسانا نحن فاعلون؟! -------------------------------------------------------------------------------- http://www.elakhbar.org.uk/issues/15874/0502.html اقتباس " إملأ عيناك بوجه من تحب فسوف تفتقده كثيراً فى يومٍ ما" رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
moody00x بتاريخ: 13 مارس 2003 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 13 مارس 2003 أول مرة أقرا لكاتب فى جريدة قومية حكومية تشبيه الدول العربية بالكلاب ولو على سبيل المجاز اقتباس " إملأ عيناك بوجه من تحب فسوف تفتقده كثيراً فى يومٍ ما" رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
BenNeal بتاريخ: 13 مارس 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 13 مارس 2003 و الله الكاتب انصفهم بوصفهم بالكلاب.كما ان الأمريكان بيعاملوا الكلاب احسن من معاملتهم للعرب. اقتباس {إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}. {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}. رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انضم إلى المناقشة
You are posting as a guest. إذا كان لديك حساب, سجل دخولك الآن لتقوم بالمشاركة من خلال حسابك.
Note: Your post will require moderator approval before it will be visible.