اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

ثلاثون فائدة من كتاب سيرة السراج المنير


processor

Recommended Posts

المقدمة

لقد كانت أخلاق النبي صلي الله عليه وسلم مستمدة من القرآن الكريم ، ذلك أن السيدة عائشة رضي الله عنها لم سئلت عن أخلاق النبي صلي الله عليه وسلم .

قالت لسائلها : أما تقرأ القرآن . قال : بلي فقالت : كان خلقه القرآن.

لقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم سراج منير يمشي علي الأرض ، ينشر قبس نوره لمن يشاء الله أن يهديه ، لقد كان بسلوكه رسوله صلي الله عليه وسلم ، فقد قال حدث أصحابه علي التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم ، فقد قال صلي الله عليه وسلم تركت ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعده أبداً كتاب الله وسنتي ، وعلي ذلك فكل حديث صدر عن رسول الله بالقول أو الفعل أو بتقرير الفعل يعد مادة قانونية يجب علي الإنسان التمسك بها والعمل بها من أجل الفوز بالدنيا والآخرة ، فالسنة المطهرة ، والقرآن الكريم ، وأقوال الصحابة والتابعين هما المرجع الحقيقي الذي يجب علي المسلمين الرجوع إليه عن عمل شيئ معين أو تقرير شيئ معين ، وأنا لم أرد بذلك أن ألغي العقل تماماً كما يزعم الغرب ، وإنما يجب علي المسلم أن يعمل عقله فيما يخدم دينه ورساله رسوله صلي الله عليه وسلم ليهدي الله به الناس إلي صراط مستقيم، كما يستخدم المسلم عقله من أجل نهوض الأمة الإسلامية وصلاحها.

أن تعامل الرسول صلي الله عليه وسلم مع الناس مع أزواجه ، مع الأعداء ، مع أصحابه يعد مثلاً يحتذي به ضرورة نهج هذا السلوك القويم ، السلوك الذي تأب فكان معلمه جبريل ، وتعلم فكان غير من تعلم لأنه بأمر رب العالمين وعن طريق الأمين جبريل أيضاً.

الفائدة الأولى : واجب الطاعة للزوج ما لم يكن في معصية الله :

أن المرأة يجب أن تطيع زوجها ، ولقد كانت السيدة خديجة مطيعة لربها ولزوجها صلى الله عليه وسلم حتى نالت رضاهما معا ، فكانت لها الجنة أو قصر في الجنة

حيث أتى جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب ، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني ، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب ، فانظر رعاك الله ، كيف جوزيت ربة بيت النبوة رضي الله عنها بهذا الجزاء وكيف أكرمت بهذا العطاء والجزاء من جنس العمل . ص 20-22

الفائدة الثانية : معاملة الأبناء معاملة حسنة :

حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على معاملة أبناءه بعطف ورحمة ، وكذلك حرص رسولنا صلى الله عليه وسلم على ألا يصيب أهله مكروه أو سوء حتى ولو كان هذا المكروه من علي بن أبي طالب .

فقد كانت فاطمة أحب الناس إلى أبيها ، فقد كان يقربها ويدنيها ، حتى إنها أتت إلى أبيها صلى الله عليه وسلم يوما فقالت : يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك ، وهذا على ناكح بنت أبي جهل .

فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فتشهد ثم قال : أما بعد : أنكحت أبا العاص بن الربيع ، فحدثني وصدقني ، وإن فاطمة بضعة مني وإني أكره أن يسوءها ، وإني لست أحرم حلالا ، ولا أحل حراما ، ولكن والله ، لا تجتمع بنت رسول الله ، وبنت عدو الله عند رجل واحد . ص 24

الفائدة الثالثة : توافر الرحمة في قلوب الأبوين :

قصة وحديث موت إبراهيم أبن النبي يعد من الأحاديث التي بينت كيفية التعامل مع الأبناء والتعامل معهم برحمة ورق ، حتى أن عند الموت تخرج الدموع من عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم الشريفتين فيشير إلى أصحابه أنها دموع رحمة وليس بكاء على ما قد يضيع منه .

إلا أبنه إبراهيم فأمه مارية القبطية ، وهي جارية خير البرية ، وقد بشر بمقدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبابه وأنبأ بمولده أصحابه فقال : ولد لي الليلة غلام ، فسميته باسم أبي إبراهيم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوه ويضمه ويقبله ويشمه ، حتى دخل عليه ذات يوم مع بعض جلاسه ، وإبراهيم يجود بأنفاسه فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان بالدموع ، حتى علته السكينة والخشوع .

فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ، وأنت يا رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبن عوف ، أنها رحمة ، تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، والله يا إبراهيم ، إنا على فراقك لمحزونون .ص25

الفائدة الرابعة : وفاء الزوج لزوجته :

ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة على أخلاص الزوج لزوجته ، حتى بعد وفاتها ، وأن يذكر محاسن أعمالها وصفتها الخيرة بين الناس لتكون لأبنائه وبناته مثالا يحتذى به في التصرف والسلوك .

فتقول عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة : ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة ، وما رأيتها ، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها ، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ، ثم يبعثها في صدائق خديجة فربما قلت له : كأنه لم يكن في الدنيا إلا خديجة . ص 28

الفائدة الخامسة : عدم جواز الشفاعة لكافرين :

أن الله يؤخذ الإنسان بعمله ، ولا تجوز شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المشركين بعد موتهم ، ورغم حرص النبي صلى الله عليه وسلم على إسلام عمه أبا طالب ، فإنه لم يعلن إسلامه ومات على الكفر .

لما دنا من أبي طالب الأجل ، وحانت ساعة طي صحائف العمل دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أمية ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أي عم ، قل : لا إله إلا الله ، كلمة أحاج لك بها عند الله .... فلما مات قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لاستغفرن لك ما لم أنه عنك فنزلت الآية الكريمة " ما كان للنبي والذين أمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم . ص30

الفائدة السادسة : مناصرة الإسلام ليس له جزاء إلا الجنة :

لقد حدد رسول الله صلى الله عليه وسلم جزاء مساعدته ودخول الناس الإسلام الجنة وكان يفعل كل ما في وسعه حتى يبلغ رسالة ربه ، وها نحن يجب علينا أن نقتدي بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونبلغ عنه رسالته .

قال جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما ، مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين يتبع الناس في منازلهم ، بعكاظ ومجنة ، وفي المواسم بمنى يقول : من يؤويني ؟ من ينصرني ؟ حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة . ص35

الفائدة السابعة : الرسول من أولي العزم من الرسل :

أن الدعوة إلى الله أمامها الكثير من الصعاب والقسوة وهذا يتطلب من الدعاية أن يكون على علم ومعرفة بأصول الدين حتى يمكن أن نحقق نجاحا في التعريف بديننا وننشره ونرضي الله سبحانه وتعالى .

قالت عائشة رضي الله عنها : يا رسول الله ، هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟ فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : لقد لقيت من قومك ما لقيت ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على أبن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم استفق إلا وأنا بقرن الثعالب فرفعت رأسي . ص46

الفائدة الثامنة : شروط البيعة إلى الله :

أن طاعة القائد تكون مطلقة إذا كانت في طاعة الله ، وإذا كان مقصدها تحقيق المصلحة العامة والخير للمجتمع ، ولقد ضرب الرسول أروع المثل في كونه قائد عظيما ، وضرب الصحابة المثل أيضا في السمع والطاعة .

فقلنا : يا رسول الله ، علام نبايعك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل ، والنفقة في العسر واليسر ، وعلى الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر وأن تقولوا في الله لا تخافون في الله لومة لائم وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة . ص48

الفائدة التاسعة : الله ينصر المسلم وينصر نبيه :

أن الإنسان إذا كان في طاعة الله ورسوله فإن الله سبحانه وتعالى سيكون معه ويوفر له الحماية التي تكفيه شر الكفار والمشركين .

فبينما هما في الغار ، إذا رفع أبو بكر رأسه فإذا بأقدام القوم ، فقال : يا نبي الله ، لو أن بعضهم طأطأ بصره رآنا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : اسكت يا أبا بكر ، اثنان الله ثالثهما . ص52

الفائدة العاشرة : البحث عن أرض جديدة من أجل حماية الإسلام :

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه الأجر والثواب العظيم في الآخرة ، وعلى المسلم أن يعمل لهذه الآخرة في الدنيا ولا ينتظر من الدنيا غير العمل الصالح الذي يؤهله إلى الجنة .

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم إن الأجر أجر الآخرة ، فارحم الأنصار والمهاجرة . ص55

الفائدة الحادية عشر : اليهود أول من كذب الرسول وأخر من كذبه أيضا :

أن اليهود هم العقبة الأولى في تحقيق نشر الإسلام ، وعلينا أن نتعامل معهم بالعلم والأخلاق الكريمة التي هي سلوك المسلم والتي يجب أن تكون مظهرا خارجيا يعكس أكاذيبه .

ولقد سمع عبد الله بن سلام بمجيء رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء فقال : أشهد أنك رسول الله ، وأنك جئت بحق ، وقد علمت يهود أني سيدهم وأبن سيدهم وأعلمهم وابن أعلمهم ، فادعهم فاسألهم عني قبل أن يعلموا أني قد أسلمت فإنهم إن يعلموا أني قد أسلمت قالوا في ما ليس في ، فأرسل نبي الله صلى الله عليه وسلم إليهم ، فأقبلوا فدخلوا عليه ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يا معشر يهود ، ويلكم ، اتقوا الله ، فو الله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أني رسول الله حقا ، وأني جئتكم بحق ، فاسلموا . ص 56

الفائدة الثانية عشرة : ضرورة مشاركة القائد لمعاونيه :

ضرورة مشاركة القائد لمعاونيه في الجهد المبذول سواء في المشي أو عمل من أعمال الجهاد ، وهذا يضفي على الجنود معنويات كبيرة لما يشاهدونه من قدرة وقوة القائد ومشاركته لهم في تلك الأعمال .

كان المسلمون يوم بدر كل ثلاثة على بعير ، وكان أبو لبابة وعلى بن أبي طالب زميلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كانت عقبة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالا له : نمشي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهما : ما أنتما بأقوى مني ، ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما . ص 57

الفائدة الثالثة عشرة : المسلمون أمرهم شورى فيما بينهم :

حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين أن يكون أمرهم شورا فيما بينهم ، كما يجب أن نأخذ بعين الرحمة الأسرى ، وهنا يضع الإسلام والرسول أول معاملة للأسرى ، وهي حسن معاملتهم والاستفادة من ما لديهم من عمل .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما ترون في هؤلاء الأسرى ؟ لو كان المطعم بن عدي حيا ثم كلمني في هؤلاء النتني لتركتهم له فقال أبو بكر : يا نبي الله ، هم بنو العم والعشيرة ، أرى أن نأخذ منهم فدية فتكون لنا قوة على الكفار ، فعسى الله أن يهديهم للإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما ترى يا أبن الخطاب ، فقال عمر : لا والله يا رسول الله ما أرى الذي رأى أبو بكر ولكني أرى أن تمكنا فنضرب أعناقهم . ص 69

الفائدة الرابعة عشرة : ضرورة درأ الفتنة قبل اشتعالها :

الحوار الذي دار بين السيدة زينب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يدل على مكارم الأخلاق التي يتحلى بها نساء النبي لتكون مثلا يحتذى بها في الصدق والاعتراف بالفضيلة لمن هم أهلها . فقد ذكرت محاسن السيدة عائشة رغم كونها ضرة لها ، ورغم ما سمعته من أثم .

وفي حديث الأفك سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجه زينب بنت جحش رضي الله عنها عن أمري ـ أمر السيدة عائشة رضي الله عنها ـ فقال : يا زينب ، ما علمت ؟ ما رأيت ؟ فقالت : يا رسول الله أحمي سمعي وبصري ، والله ما علمت عليها إلا خيرا . ص 87

الفائدة الخامسة عشرة : الأعمال الصالحة تدخل الجنة .

الأعمال هي التي يجب أن يتسلح بها السلم ، وعند تعاظم العمل فإن الله سوف يجزي المسلم عن هذه الأعمال العظيمة ويدخله الجنة .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجنازة سعد بن معاذ موضوعة بين أيديهم : اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ . ص 103

الفائدة السادسة عشرة : ضرورة الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

الفعل الذي قام به المغيرة بن شعبة يتبين لنا حرص المسلمين على النبي وعلى الحفاظ على هيبته في مجلسه فكانوا يتقاتلون من أجل القيام بخدمته ، ونحن الآن ملزمون بالدفاع عن نبينا صلى الله عليه وسلم من كل شيء يحاول البعض أن يصيبوه به ولكن يمكن القول أن الدفاع عن النبي يكون بالاقتداء بسلوكه حتى نرد على هؤلاء المفترون على رسولنا وعلى ديننا .

جعل عروة كلما كلم النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بلحية النبي صلى الله عليه وسلم والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي صلى الله عليه وسلم ومعه السيف وعليه المغفر فكلما أهوى عروة بيده إلى اللحية ضرب المغيرة يده بنعل السيف وقال له : أخر يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم . ص111

الفائدة السابعة عشرة : الوحدانية لله جزاءها الجنة :

العمل الصالح هو الدافع الذي يدفع المسلم وهو الجنة هي الحافز على القيام بهذا العمل من أجل رضا الله ورضاء رسوله صلى الله عليه وسلم والله لا يؤخذ بصورة الإنسان وإنما يؤخذه بعمله ، فالعقل والقلب يقدران الإنسان في الدنيا والآخرة .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الله أكبر ، أشهد أني عبد الله ورسوله ، إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار ، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة ، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا فنادى بالناس : إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ، وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر . ص126

الفائدة الثامنة عشرة : ضرورة إكرام الكريم وعدم أزلاله :

ضرورة معاملة الناس معاملة كريمة ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرضي أن تكون صفية بنت سيد قومها جارية وأن تعامل معاملة الجواري ولكن الرسول أكرمها وتزوجها وعاملها معاملة حسنة فلما كانوا أصهار الرسول أعلنوا إسلامهم ودخلوا الإسلام جميعا .

جاء رجل إلي نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا نبي الله ، أعطيت دحية صفية بنت حيي ـ سيد قريظة والنضير ـ ما تصلح إلا لك ، فال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أدعوه بها ، فجاء دحية بصفية ، فلما نظر إليها النبي صلى الله عليه وسلم اشتراها بسبعة أرؤس ، ثم قال لدحية ، خذ جارية من السبي غيرها ، فاصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه وأعتقها ، وتزوجها وأصدقها نفسها . ص130

الفائدة التاسعة عشرة : الدين يسر وليس بعسر :

أن الرسول لم ينهى عن ذلك فعد ذلك رخصة منه على إمكانية التيمم والصلاة بها جماعة ، كما يستفاد من هذا الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم حث المسلمين إلى ضرورة الرجوع إلى الله ورسوله في جميع أحكامهم الدينية والدنيوية .

بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص رضي الله عنه إلى ذات السلاسل فاحتلم في ليلة باردة شديدة البرد ، فأشفق إن اغتسل أن يهلك ، فتيمم ثم صلى بأصحابه صلاة الصبح .

فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكروا ذلك له ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمرو ، صليت بأصحابك وأنت جنب ؟ فقال عمرو بن العاص نعم يا رسول الله إني احتلمت في ليلة باردة شديدة البرد فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك ، وذكرت قول الله عز وجل " ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحميا " فتيممت ثم صليت ، فضحك رسول الله صلى الله ولم يقل شيئا . ص 148

الفائدة العشرون : الحق أحق أن يتبع :

أن المسلمين هم الذين يحولون الباطل حق ، وذلك من خلال تمسكهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويستطيعون أن يمحوا الفساد من على الأرض .

أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبل إلى الحجر فاستلمه ثم طاف بالبيت وكان حوله ستون وثلاثمائة نصب ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعنها بعود في يده ويقول " جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا " جاء الحق وما يبدي الباطل وما يعيد " 158

الفائدة الحادية والعشرون : الكثرة في العدد والعدة لا تغني عن فضل الله في النصر :

يستفاد من نص الآية : ضرورة إعداد العدة للكفار والمشركين ، وأول هذا الإعداد الإيمان بالله وعدم الاعتماد على الكثرة في العدد والعدة ، كما بينت الآية أن الكثرة لا تغني عن الله شيئا ، وأن التمسك بمحاور النصر ، وأول محور لهذا النص هو أن هذا النصر ليس بالكثرة وإنما هو من عند الله .

قال الله عز وجل " لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين " . ص165

الفائدة الثانية والعشرون : ضرورة الجهاد في سبيل الله :

الجهاد واجب على كل مسلم ومسلمة من أجل أعلاء كلمة الله ويكون ذلك أما بالقول أو بالعمل أو بأي شيء يقرب إلى الله ، فالعالم مجاهد ، والجندي مجاهد ، والعاتق للرقبة مجاهد ، ومن يحرر مسلم من ظلم وقع عليه يكون له أجر ، ومن يحرر مسلمه من ظلم وقع عليها أو ضيق ألم بها ، فهو مجاهد .

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه : من بلغ بسهم في سبيل الله عز وجل فله درجة في الجنة ، ومن رمى بسهم في سبيل الله عز وجل فهو له عدل محرر ومن أصابه شيب في سبيل الله عز وجل فهو له نور يوم القيامة وأيما رجل أعتق رجلا مسلما جعل الله وقاء كل عظم من عظامه عظما من عظام محرره من النار وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة ، فإن الله عز وجل جاعل وقاء كل عظم من عظامها عظما من عظام محررها من النار . ص 172

الفائدة الثالثة والعشرون : حفظ اللسان يقي المسلم من دخول النار :

فائدة الحديث :

الشر كله يخرج من اللسان أما الخير فله جوانب كثيرة بالفعل والعمل والصدق والإيمان ومن حافظ على ما يخرج من لسانه كان له الجنة وذلك لأن السبب الرئيسي والحقيقي لمن يدخل النار هو اللسان .

قال معاذ : فأقبل نفر ، فخشيت أن يشغلوا عني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله ، قولك ، أولا أدلك على أملك ذلك لك كله ؟

فأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى لسانه ، فقال معاذ : يا رسول الله وإنا لنؤاخذ بما نتكلم به ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ؟ ص 182

الفائدة الرابعة والعشرون : الأخذ بالعلاج الديني له فوائد عظيمة

ضرورة الأخذ بالعلاج الديني وهي الرقية والحجامة وغيرها من طب النبوة من أجل الاستفادة به ، وذلك نظرا لأن العلاج بالطرق الكيميائية ثبت وجود أمراض وأعراض جانبيه كبيرة .

قدم وفد ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزلهم المسجد ليكون أرق لقلوبهم ، فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم واشترطوا عليه أن لا صدقة عليهم ولا جهاد فقال النبي صلى الله عليه وسلم سيتصدقون ويجاهدون إذا اسلموا وكان في الوفد : عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه فقال للنبي صلى الله عليه وسلم بي وجع قد كاد يهلكني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : امسحه بيمينك سبع مرات وقل : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد . ص 198

الفائدة الخامسة والعشرون : طاعة الله ورسوله واجبة :

يجب أن نأتمر بأمر رسول الله وننتهي بنواهيه ، ولا نقول أنه كان يقصد من ذلك كذا وهو بذلك بعيد عن مقصدنا في ارتكاب هذا العمل وفي نفس الظروف ، ولكن يجب عليها أن نحتذي بسنته في كبيرة وصغيرة من أجل النجاح في الدنيا والآخرة

قالت أم سلمة رضي الله عنها : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن الركعتين بعد العصر ، وإنه صلى العصر ثم دخل على فصلاهما ، فقلت : يا رسول الله ، ألم أسمعك تنهي عن هاتين الركعتين فأراك تصليهما ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا بنت أبي أمية ، سألت عن الركعتين بعد العصر ؟ إنه أتاني أناس من عبد القيس بالإسلام من قومهم ، فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر فهما هاتان .ص 206 .

الفائدة السادسة والعشرون : معاملة الرسل معاملة حسنة :

معاملة الرسل معاملة حسنة من شيم النبوة ، ولعل الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي وضع النواة الأولى لتلك المعاهدة التي أبرمت بعده بمئات السنين من أجل معاملة الرسل معاملة حسنة .

جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب مسيلمة الكذاب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم للرسولين حين قرأ الكتاب ، فما تقولان أنتما ؟ فقالا : لا نقول كما قال ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والله ، لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما . ص 206

السابع والعشرون : كثرة الصدقة تساهم في عملية التكافل الاجتماعي :

كثرة الصدقة ودوامها واجب على كل مسلم ومسلمة ، ومن خلال ذلك فقد خفف النبي مقدار نصاب الصدقة ولم يجعل لها مقدار معلوم وهو يفرقها عن الزكاة ، ويطلب الاستمرار عليها .

صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام فحث على الصدقة ، ثم قال : ولو صاع ، ولو بنصف صاع ، ولو بقبضة ، ولو ببعض قبضة ، يقي أحدكم وجهه حر جهنم أو النار ولو بتمرة ، ولو بشق تمرة . ص 214

الفائدة الثامنة والعشرون : التكليف بما يستطيع المرء واجب على كل مسلم

يجب على السلم أن لا يكلف غيره بتكاليف كثيرة ولكنه يكلفه بما يستطيع القيام به وبما يتناسب مع قدرته ومقدرته على تحمل هذا العمل .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ : إنك تقدم على قوم أهل كتاب ، فإذا جئتهم فليكن أول ما تدعوهم إليه : أن يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، فإذا عرفوا الله ، فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم ، فإن هم أطاعوا لك بذلك ، فأخبرهم أن الله قد فرض عليه زكاة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم .... ص 222-223

الفائدة التاسعة والعشرون : التنظيم والنظام من شيمة المسلم وأخلاقه :

يجب على المسلم إلا يستعمل قوته فيما تؤذي الناس ، كما يجب علي المسلم أن يعمل بنظام حتى يتيح الفرصة لغيره .

قال النبي صلى الله عليه وسلم : يا عمر ، إنك رجل قوي ، لا تزاحم على الحجر فيؤذي الضعيف ، إن وجدت خلوة فاستلمه وإلا فاستقبله فهلل وكبر . ص 231 .

الفائدة الثلاثون : كفالة الإسلام لمال ودم المسلم :

دم المسلم وماله حرام ، فلا يجوز الاعتداء على مال المسلم وعلى دمه ، من فعل ذلك فقد حدد الإسلام الدية لمن يقتل خطأ أو قطع اليد كإقامة الحد على السارق من أجل حماية حق المسلم وحق المجتمع .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا ، في بلدكم هذا ، في شهركم هذا ، وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ، فلا ترجعن بعدي كفارا ، يضرب بعضكم رقاب بعض . ص 245 .

الخاتمة

من خلال تسليط الضوء يتبين لنا أن سنة رسول الله صلي الله عليها وسلم كانت لها أهداف عظيمة ، لعل من أهم هذه الأهداف أن تكون هذه السنة داعمة إلي سلوك المسلم ومقومة له من أجل نهج الطريق الصحيح الذي ينول رضا الله سبحانه وتعالي.

كما كانت لسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم أهمية كبيرة أيضاً من خلال ما أظهرته لنا من محاسن وعبر لما كان نتهجه أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم عند تعلمهم من رسول الله ، فهو بحق خير معلم ، وهم بحق خير تلامذة له أن صح تعبيري.

ونظراً لما اشتملت عليه سنة رسول الله من محاسن فق كان الصحابة يحرصون علي القيام بها في سلوكهم وفي تعاملهم مع الاخرين حتى عدت دستورا يسير علي خطاه المسلم من أجل الحصول علي رضا الله ورضا رسوله والفوز بالجنة.

لقد بذلك مجهودا كبيراً من خلال قراءتي لهذا الكتاب من أجل عمل ذلك البحث ، وأتمني من الله أن يكلل عملي هذا التوفيق ، كما اتنمي أن ينول رضاءكم وتقديركم.

تم تعديل بواسطة processor

8.gif

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...