أسامة الكباريتي بتاريخ: 18 مارس 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 18 مارس 2003 الطفل أبو زهرة استشهد ضحيّة هواية القتل عند جنود الاحتلال الصهيوني رام الله بدأ أوسع اجتياح صهيوني للمدن الفلسطينية في الضفة الغربية حيث كانت رام الله و البيرة و بيتونيا ثلاث مدن فلسطينية استهدفتها عملية السور الواقي . الطفل فضل محمود حسين أبو زهرة ابن التسع سنوات و أحد أبناء الصف الثالث في مدرسة بيتونيا الأساسية و يسكن مع عائلته المكوّنة من (19) فرداً في أحد البنايات القريبة من مقر الأمن الوقائي في بلدة بيتونيا . يوم الإثنين الثاني من شهر نيسان (أبريل2002) تقتحم ثلاثون آلية و دبابة عسكرية صهيونية البلدة و تحاصر مقر الأمن الوقائي من جميع الجهات ، و ينتشر القناصة الصهاينة على أسطح البنايات المجاورة من بينها العمارة التي تقطن بها عائلة الشهيد فضل أبو زهيرة ، من الجهة الجنوبية للمقر و هنا تبدأ القصة . عشرون جندياً اقتحموا العمارة و بدءوا باقتحام الشقق بنفس الأسلوب الذي استخدم في عمليات الاقتحام الصهيونية للمخيمات الفلسطينية ، يتنقلون من شقة إلى أخرى عبر فتح ثقوب في الجدران و تحطيم البوابات الرئيسية بعبوات تفجيرية خاصة ، و لكن والد الطفل فضل سارع و فتح الباب للجنود قبل قيامهم بتفجيره . و بعد التفتيش و التخريب و الاحتجاز طلب الجنود من جميع سكان البناية (60 شخصاً) الخروج من العمارة و هناك احتجِزوا في الشارع أكثر من نصف ساعة ، قبل أن يسمح لهم بالعودة و لكن إلى شقة واحدة في الطابق الأرضي ، العائلات قسّمت نفسها ، الرجال في غرفة و النساء في أخرى و الأطفال في غرفة ثالثة . أخذ الجنود مواقعهم داخل الشقق الباقية ، و حوّلوها بشكلٍ كامل إلى ثكنة عسكرية و نصبوا رشاشاتهم الثقيلة و قناصتهم في بيوت العمارة ، بشكلٍ مستمر و متواصل لعدة أيام حتى انتهاء أزمة مقر الأمن الوقائي ، كما سمعوا عنها في وسائل الإعلام . ظنّ الرجال و النساء و الأطفال هناك أن الأزمة انتهت بأقلّ الخسائر لأن المثل الشعبي الفلسطيني يقول "في المال و لا في العيال" و كان هذا بمثابة مواساة للأسر الفلسطينية تلك و التي أحدث جيش الاحتلال بشققها دماراً و خراباً كبيراً . لكن بقيت دبابة بجانب أحد المصانع القريبة من المقر ، بالرغم من انتهاء أزمة المقر بشكلٍ كامل و خروج كلّ من كان فيه ، و احتلت الدبابة و الجنود الذين كانوا بها المصنع و حوّلوه إلى ثكنة عسكرية لمدة عشرين يوماً . يبعد المصنع سبعين متراً عن بيت الطفل أبو زهرة ، و كان الجنود بين الفينة و الأخرى يطلِقون الرصاص على البنايات المجاورة ، و باتجاه أسراب الحمام المارة من المنطقة ، و تقف في بعض الأحيان على أسطح العمارات تلك . مساء الثامن عشر من نيسان .. أطلق الجنود عدة عيارات نارية باتجاه حمامتين كانتا على سطح عمارة الطفل فضل، الأخير و أشقاؤه دفعتهم براءة الطفولة للتراكض باتجاه النافذة لحظة سماعهم أزيز الرصاص . فضل كان في المطبخ ، أسرع باتجاه نافذة الصالون و صعد على الأريكة المجاورة للنظر إلى الدبابة و الجنود . دقيقة واحدة وقف فضل ينظر من النافذة باتجاه الجنود ، حتى أطلق الجنود باتجاه عياراً نارياً ثقيلا اخترق بطنه و نفذ من ظهره و خرجت أمعاؤه على الأرض كما قالت والدته .كانت والدته تقف بجواره لحظة إصابته ، و على الفور سحبته للخلف ، كان النزيف شديداً من صدره و ظهره ، اتصل والده على الإسعاف الذي كان مصادفة بالقرب من الموقع و بعد خمسة دقائق فقط وصل الإسعاف . و ما إن وصلت سيارة الإسعاف حتى دخل الولد في غيبوبة ، حاولوا مساعدته و لكن دون جدوى و أبلغ الإسعاف الطوارئ في مستشفى رام الله بحالة الطفل فضل الخطيرة ، حيث تم تجهيز غرفة العمليات قبل وصوله . تقول والدته : "عندما سقط فضل على الأرض قال لي أربع كلمات "أنا بدّي أموت يا ماما" ، و مات الطفل و لكن مات شهيداً . توجّهت سيارة الإسعاف مسرعة نحو المستشفى ، و بسبب الاحتلال و فرض نظام منع التجوّل على المدينة منعت العائلة من مرافقة ولدها الطفل إلى المستشفى ، في الطريق إلى المستشفى و التي لا تحتاج سوى ستة دقائق اعترضت دبابة صهيونية طريق الإسعاف و احتجزوه أكثر من عشرة دقائق ، و لم ينفع صراخ الطبيب عبر مكبرات الصوت على الجنود بفتح الطريق لخطورة الحالة التي يحملونها . و لكن ما إن وصل المستشفى حتى انتهى كلّ شيء و لم يبقَ دمٌ في جسم الطفل الذي كانت إصابته بالغة الخطورة ، ليعلن المستشفى بعد دقائق معدودة من إدخاله غرفة العمليات عن استشهاده ، لينضمّ إلى (500) طفل فلسطيني سقطوا برصاص جنود الاحتلال الذين استسهلوا الضغط على زناد بندقيتهم ، و تحوّل القتل عندهم إلى هواية . يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
إبن مصر بتاريخ: 18 مارس 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 18 مارس 2003 اخى اسامه.. لوكانت قصه فالواقع اكثر مراره وان كانت حقيقه ... فلا أقول الا حسبى الله ونعم الوكيل... فقد اوحى هذا الموقف لى بكلمات ارجو ان تقبل كتابتى لها هنا: فداكى بلادى روحى ودمى وارضى وولدى لكى فاعلمى سنبقى على العهد الاقدم ما دامت فى عروقنا دما براكين ثأرى تثور فى دمى اعاصير فجرى تعلن مقدمى فلن ارجو منكم نصرتى وانتم تنامون دهرا وتصرخون كنتم فداكى بلادى روحى ودمى ابن مصر إن ربا كفاك بالأمس ما كان.... يكفيك فى الغد ما سوف يكون رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أسامة الكباريتي بتاريخ: 18 مارس 2003 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 18 مارس 2003 بسم الله الرحمن الرحيم كانت هذه لمحة من حياة شعبي .. لم تسجلها كاميرا .. بل سطرت بدم طفل برئ اجتذبه صوت رصاص الغدر الصهيوني فاصطاده قناص غادر لم يفرق بينه وبين حمامات كان يصطادها .. هذه الروح الحية التي عبرت عنها بكلماتك تلك .. تعني الكثير بالنسبة لي .. فهذا هو الأمل الذي يعيش عليه أبناء الأمة كلها .. أن تبقى الروح حية متيقظة .. فالخطر المحدق بنا لا يفرق بين ابني وابنك .. فضل لم يمت .. ولن تموت قضيته .. فضل يعيش في ابنك وابنه وكل أبناء الأمة .. فهم الأمل .. يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان