اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

القراءة ، وهل نحن بالفعل أمة لا تقرأ؟ " موضوع للمناقشة "


Recommended Posts

رحلة مع القراءة

يسترعي انتباهي بالفعل تلك القضية ، القراءة ، وهل نحن بالفعل أمة لا تقرأ ؟ تري ماذا يكون الأمر بعد سنوات من الآن ؟ خاصة بعد انتشار الوسائط المتعددة ..

أكاد أجزم بأن القراءة لن ينتهي أمرها ، بالفعل سيقل عدد القارئين ، لكن الكتاب هو الكتاب ..

هذا ماكتبته بالفعل من إجابات في موقع دروب في سؤال مطروح عن عادات القراءة ..

القراءة أمر لا يغيب أدعو الله أن يستمر معي ، لا أتصور ألبتة مرور يوم من حياتي دون قراءة ـ إلا إذا حالت ظروف معينة دون ذلك ـ لذا فالقراءة مرادفة للحياة ..

1ـ أنا أميل دوماً إقتناء الكتب ، بالطبع هي ملكية لا تعادلها ملكية أخري حتي لو كانت للمال ، أنا أميل لإقتناء الكتاب أكثر من استعارته أو إعارته ، الاستعارة طوق خانق محدد للوقت والإعارة للغيرضياع للكتاب الذي يخرج مبتهجاً ثم يعود باكياً في شكل رث ، هذا إن هو عاد في الأصل ..

2ـ أنا لا أمسس الكتاب بسوء ، ليس بأكثر من ناظراي أطالع بهما ، لا يمكنني أن أفكر بمجرد العبث به أو تشويه أي من صفحاته ، قد أدون في الصفحات الأخيرة إن كانت موجودة بعض التعليقات ، لكنني أكتب في كراساتي الخاصة كل ما يعن لي ، للكتاب قدسية أري ضرورة عدم المساس بصفحاته ، ليبقي زاهياً جميلاً ، أنا شديد العناية بالكتب ، حتي القديمة منها أقوم بإعادته لسيرته الأولي ..

3ـ من الطبيعي أن القراءة هي من أهم العوامل التي تدفعني للكتابة ، القراءة مران يومي يحتاج له المرء دوماً ، ماالحال إذن إذا كان هذا القارئ مبدعاً أو له علاقة بالإبداع ؟

القراءة مثل المران اليومي للرياضي إن لم يؤدها ترهل جسده ، وقل عطاؤه ، ليس ثمة وقت معين يمكن للمرء فيه أن يكتب ، الكتابة إن حان وقتها فرضت نفسها تحت أي ظرف أو مكان ..

4ـ في السابق كنت أقرأ في الأدب عادة ، هذا ماكان يهمني ، الآن اختلف الأمر ، كل كتاب ولد ليُقرأ دون مواربة ، هذا هو الأمر ، المهم التوافق النفسي بين مايقدمه الكتاب وما يحتاجه المرء بالفعل ..

5ـ ليس ثمة ترتيب في القراءة ، الكتب الموجودة بالمكتبة العامرة تُقرأ وبشكل جاد ، أحياناً يفرض كتاب ما نفسه ، لا يجد المرء مناصاً سوي الإنصياع ، هنا تكون البهجة وتبدأ مرحلة الإشباع ..

6ـ القراءة هي القراءة ، كنز مفتوح يجب الإغتراف منه ، والقراءة عمل جاد يجب أن يبدأ كالعادة من الغلاف إلي الغلاف ، أحياناً يخذل الكاتب القارئ أو يحدث العكس ، لكن الكيمياء المتصلة بينهما تساعد علي الإستمرار خاصة حين يمتلك الكاتب ناصية الكتابة ببراعة ويسر ..

7ـ قراءة الكتاب المطبوع أو المنشور إلكترونياً سيان ، الكتاب المطبوع أسهل بالطبع خصوصاً مع تقدم السن ، لذا أفضله ، علي الجانب الآخر الكتاب المنشور أليكترونياً أقوم بطبعه وضمه بين أوراقي ، لدي أرشيف كبير وضخم يضم ما أطبعه ، لا أستطيع القراءة من علي شاشة جهاز الكمبيوتر لأسباب منها النظارة الطبية ..

8ـ بالطبع يخطر ببالي حين يشغل ذهني شئ ما ، أم أبحث عنه في الإنترنت ، سابقاً كنت أعتمد في ذلك علي الكتاب ، نظراً لتكدس الكتب الآن يصبح من العسير البحث ، عموماً الانترنت أسهل ، لكن الكتاب له زخم ورونق..

9ـ لا ، توافر الكتاب الأليكتروني لا يروي الظمأ ، الكتاب كالكائن الحي محبب للتعامل ، أنا أبحث عن الكتاب المطبوع في كل مكان بأنحاء المدينة التي أعيش فيها ، أغادرها لزيارة المعارض والمكتبات ، لعن الله الحروب التي أفقدتني كتبي الأولي بذكرياتها ورائحة الأيام البعيدة ، الكتاب خير أنيس ..

10ـ لا ، ليست لدي عادات بعينها في القراءة ..

11ـ لا ، ليست لي أوقات محددة للقراءة ، كل شئ يفرض نفسه ، لكن لابد من القراءة ولو بشكل يومي ، ليس أقل من ساعتين في اليوم الواحد .

12ـ المكان المحدد ليس شرطاً للقراءة ، في البيت عادة يكون المكتب ، في الخارج لابد من القراءة سواء علي الشواطئ ، في المترو ، في الأماكن الجميلة ..

13ـ أحياناً أقرأ في الأماكن العامة إذا اتيحت لي الفرصة ، لكنني أحبذ فكرة أن يتأمل المرء ماحوله في مثل هذه الأماكن ، يسترعي انتباهي لهو طفل ، سيدة عجوز تصنع بإبرتيها ” بول أوفر” لأي أحد ، امرأة بسيطة تهش حول صغارها لتحميهم ، شيخ يتأمل ، عجوزان في خريف العمر يخطوان علي مهل وكأنهما يسيران بملابسهما التي تشع بالبياض كالنهار المضئ نحو المستقبل ، في تمشية جميلة مع مقدم الربيع في حديقة " فريال " بوسط المدينة ..

14ـ ليست ثمة خطة بعينها للقراءة ، الكتاب هو صاحب اليد العليا ، ربما أقرأ في كتاب أو أكثر في وقت متقارب ، قد يخذلني الوقت لكن لا يخذلني الكتاب بأية حال ..

15ـ عادة أقرأ مابين ساعتين أو أكثر ، يهمني توفير وقت للكتابة وسط مشاغل الحياة والعمل اليومي الشاق ، أعتقد أن الخطة لا تهم ، هناك كتب لم أمسسها منذ سنوات ، لم يحن الوقت بعد لقراءتها ، ربما تسنح الفرصة ، لا تدخل مسألة الكم أو العدد في هذا الأمر ..

16ـ الكتب عادة لا تغير سبيل الحياة ، لكنها تدفع المرء دفعاً نحو الهدف ، تنقله من حال لحال ، تزيده عمقاً بأمور لم تكن في حسبانه ، بعض الكتب تغير من حيوات بعض الناس ، علي السبيل الأكاديمي مثلاً ..

17ـ بالطبع هناك الكثير من الكتب لا تستحق القراءة لأسباب عدة ، منها قلة ما تضيفه للمرء ، تفاهة تناول الموضوع ، عدم التوافق بين الكاتب والقارئ هناك كُتاب لهم كاريزما خاصة لدي المتلقي وهنا يبدأ مفعول السحر ، آخرون لا يمكن بحال أن يذكرهم المرء ..

18ـ ليس هناك مايمكن تسميته بالقراءة السريعة ، القراءة هي فعل التأني ، المثابرة ، المعايشة ، متعة لا تضارعها متعة ، القراءة البصرية صعبة خاصة علي من هم في مثل سني ممن اجتازوا بأعمارهم سن الخمسين ..

19 ـ من المؤكد أن القراءة للدراسة تختلف عن القراءة للثقافة ، هناك بون شاسع ، في المدارس نقرأ من كتب فرضت علينا لأهداف ومعايير معينة ، في الثقافة نجد أننا أمام اختيارات ، كل يبحث عما يحبه ويعشقه أو يبحث عنه مهما كلفه من أموال طائلة أو وقت أو جهد ..

20ـ مايستحق القراءة يفرض نفسه ، مالا يستحق يدعو للنفور ..

محمد عبده العباسي

بورسعيد ـ مصر

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...