مهيب بتاريخ: 8 أبريل 2008 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 8 أبريل 2008 ذات يوم أرسل شاه ايران (محمد رضا بهلوي) خادمه العجوز خارج قصر الطاووس كى يستطلع له أنباء المظاهرات العارمة فى الشوارع فى طهران و يخبره .. عاد الخادم ليخبر الشاه بما يتمنى سماعه فهذه المظاهرات محدودة يتزعمها الشيوعيون وهم مكروهون من قبل الشعب .. لا داعى للقلق اذن .. لكن الشاه لم يطمئنه هذا .. فأخذ طائرته الهليكوبتر و حلق مع طياره سرا ليتحقق من الأمر بنفسه .. نظر الى شوارع طهران ليلا و هاله ما رأى من كل هذه الحشود التى أمضت ليلها فى الشوارع .. سأل طياره بذهول : هل كل هؤلاء يتظاهرون ضدى ؟؟ تلك الدهشة التى تصيب أى ديكتاتور حين يرى سطح الوطن و هو يفور و يغلى .. فلقد أمضى أياما و سنينا ينصت الى حديث من حوله عن وله الجماهير به .. و يشاهد بنفسه صوره المعلقة فى الأرجاء .. وبالتالى يكون الذهول صادما .. ما حدث فى يوم 6 أبريل و ما تلاه من أحداث فى المحلة خير تطبيق على هذا .. الجماهير الغاضبة على القنوات الاخبارية الغير مصرية تواجه قوات الأمن .. حالة الغليان التى تراها الآن بوضوح حتى فى ملامح المتظاهرين .. حالة الغضب الممتزج بنفاد الصبر .. أما القنوات المحلية فتتحديث حديثا له العجب .. انها ببساطة تكذب .. و تعلم أنها تكذب فتزيد من جرعة الكذب .. وهم أصبحوا يعلمون جيدا فى تلك القنوات أن الناس لا يصدقون أيا مما يقولون و أن التكنولوجيا الحديثة قد وأدت و قهرت حلم الديكتاتوريين الأعظم بالتعتيم و التشويش و بث ما يرونه هم حقائق .. لكنهم لا يتوقفون عن الكذب لأن التعليمات تأمرهم بهذا .. ترى الارتباك الواضح على الوجوه .. و الحديث الغاضب المتصاعد من بعض الذين يستضيفونهم من الحزب الوطنى للتعليق .. و تشاهد بنفسك التأرجح الأحمق ما بين لهجة التهديد و الوعيد الى لهجة (الطبطبة) و محاولة تحسين صورة النظام الحاكم .. الكل ينسى فى ساعة الارتباك أن الشعب المصرى عنده ذكريات ليست حسنة عن تضارب البيانات و الأخبار .. و هى ذكريات ليست حسنة على الاطلاق. ينظر رأس النظام الى مشاهد المئات المحتشدة فى المحلة .. و قنابل الغازات المسيلة للدموع تتطاير هنا و هناك .. و يتسع السؤال فى رأسه .. كل هؤلاء يتظاهرون ضدى .. انها اللحظة التى يدرك فيها النظام أن المسالة ليست جماعة الاخوان المحظورة .. و ليست الاسلاميين و لا الشيوعيين و لا أى نوع من المنتمين .. ذلك بأنه متأكد أن هؤلاء المنتمين لم يعد لهم وجود .. انه رجل الشارع العادى .. ذات الرجل الذى كان يتصور بجانبه و هو يحتسى الشاى فى بيته الريفي حتى تخرج الصور فى طبعة اليوم التالى . ساعتها يدرك حجم المأساة و لكن بعد فوات الأوان. شاهدت أمس المشاهد المنقولة من المحلة .. و فى رأسى لم أستطع أن أتخلص من سؤال ملح ... ترى ماذا سيترك حسنى مبارك لابنه ان كان هو يريد توريثه ؟؟ لقد ملأت الرقع الثوب عن آخره حتى أنك بصعوبة تستطيع معرفة لونه الأصلى .. و القادم بعد حسنى مبارك هو رجل لن يسطع على مصر قمعا أو فسادا أو ظلما أكثر .. فالأرقام القياسية لهذه الأشياء قد تحطمت بالفعل قبل مجيئه .. و الناس قد استفذت طاقاتها فى الهتاف لمن سبقوه .. ولم يعد هناك مساحات عندهم للهتاف أو لتعليق الصور فى الميادين .. فكلها أضحت ذكريات سيئة . مهيب <span style='font-size:14pt;line-height:100%'>حين يصبح التنفس ترفـاً .. و الحزن رفاهية .. والسعادة قصة خيالية كقصص الأطفال</span> رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان