رسائل 6 ابريل

[حبيب المصري]

6 ابريل قد ارسل عدة رسائل هامة الى عدة جهات

إلى رأس النظام: من المحال ان يبقى الحال على ما هو عليه و ان التغيير قادم لا محالة و الافضل لك و لمن حولك و للمصريين جميعا ان يكون التغيير مؤسساتيا و ان لا يحسم في الشارع

إلى المواطن الذي لم يشترك في الاضراب / العصيان : لقد عانيت كثيرا من التجاهل و الحرمان و قبلت ان يحكمك عديم الكفاءة و الضمير لمدة طويلة كنت خلالها تعزي نفسك بأنك لست وحدك الخائف او السلبي في هذا الوطن و ان عذرك ان الجميع خائفون و سلبيون. و كنت تشعر طوال تلك السنين انك نكرة لا تستطيع ان تفعل شيئا او ان تحدث فرقا

في يوم 6 ابريل قام نفر قليل من مواطنيك بالاحتجاج في صورة اضراب او اعتصام او تظاهر كل على قدر ما تيسرله. و قد رايت بعينيك ان النظام قد ارتاع خوفا بدليل انه استخدم كل وسائله الامنية و الاعلامية قبل 6 ابريل في اجهاض الدعوة اليه ثم في 6 ابريل قام بمحاولة سحق الاحتجاجات ثم بعد 6 ابريل حاول ان يمتص نتائجه بالتراجع عن بعض سياساته و اعطاء بعض الحقوق و كذلك بالقبض و الاعتقال في محاولة لا جهاض المقبل من الدعوات

يبدو ان هؤلاء القلة قد استطاعوا ان يحدثوا فرقا و ان النظام ليس بهذه القوة التي كنت تتصورها و انك انت الاخر تستطيع ان تفعل مثلهم. لم يعد لك عذر بعد اليوم.

إلى المواطن الذي اشترك في 6 ابريل: كنت متشككا في نتائج مشاركتك و لكن سوء الحال قد وصل الى درجة اقنعتك بانه لم يعد هناك ما تخسره و انه لابد من رسالة تبعث بها الى هذا النظام بان صبرك لن يطول كثيرا بعد اليوم و ان قوات امنه لن تخيفك او تمنعك من الاحتجاج و ان وسائل اعلامه الساذجة لن تستمع اليها.

و قد و صلت رسالتك ممهورة بامضائك. و هناك في الطريق رسائل عدة تاخر ارسالها زمنا طويلا لا ينقصها غير توقيعك حتى يتم ارسالها.

و رسائل 6 ابريل عديدة و هامة !

[حبيب المصري]

و من رسائل 6 ابريل

إلى هؤلاء اشباه المثقفين / اشباه الليبراليين / اشباه النخب - محتلي مواقع الصدارة في الاعلام من صحف مستقلة و فضائيات و الذين حققوا نجاحات مادية و شهرة و نفوذا مستمدا من مصداقية اكتسبوها بمهاجمتهم لبعض افراد النظام.

كنتم تنتقون من تهاجمونه من رجال النظام ممن تستشعرون ان مركزهم قد ضعف وان الطاغوت على وشك ان يضحي بهم يمتص غضبا عند الناس أو يحمي وريثه من خطرهم

كنتم حينئذ تتسابقون في مهاجمته قبل ان يلفظ انفاسه و انتم تعلمون مسبقا انه ذاهب الى الركن البعيد المظلم حيث يلقي مبارك بمن انتهت صلاحيته و فائدته له.

و كان عامة الناس يذهلون ممن يتصورونه شجاعة منكم في نقد اركان النظام و اعوان مبارك المقربين امثال كمال الشاذلي و رئيس الحكومة و بعض وزرائه.

6 ابريل قد وضع مصداقيتكم على المحك.

و قد رايتم الناس تسقط صورة الطاغية في وسط المحلة بينما يطالب المحتجون في القاهرة بسقوط نظامه .

و حين جاء موعد الاختيار اخترتم ان تصطفوا الى جانب الطاغية ضد الشعب مع محاولة لاستدعاء مهاراتكم المعهودة في التضحية باعوانه كي تنقذوه فتناشدونه: اصدر قرارك باقالة الحكومة. الحكومة هي السبب في الازمات. نظيف يجب ان يرحل.

و انتم تعلمون جيدا انه هو من يجب ان يرحل.

فقدتم مصداقيتكم المزعومة و سقط قناعكم الليبرالي المزيف عندما وقفتم قبل و بعد 6 ابريل ضد الناس و مع الجلاد.

و لقد بعث 6 ابريل لكم برسالة من الشعب مفادها انه لن يصدقكم احد بعد اليوم وان من ليس معي فهو عدوي

[حبيب المصري]

و لقد عبرت رسائل 6 ابريل الحدود

فوصلت الى عواصم العالم واشنطون , لندن, باريس, طهران و الرياض

و هم يجتهدون في فك شفرتها و تحليلها

لقد احتاروا طويلا في فهم هذا الشعب

عندما ظهر ايمن نور ظنوا (في الغرب ان صح التعبير) ان هذا الرجل - الذي كان قادرا على الحوار مع الجميع في الداخل والخارج و يتمتع بكاريزما و يتقن استعمال الادوات السياسية - هو من يمكن ان يلتف حوله الشعب المصري و يمثل بديلا مقبولا و امنا لنظام فقد صلاحيته منذ وقت طويل.

كان قادرا على التعامل مع الاخوان و مقبولا من الاقباط , صديقا لليسار و ممثلا للوسط و امتدادا للوفد.

محترف في العمل الشعبي و الانتخابات و التمثيل النيابي و الكتابة الصحفية و الحديث الى وسائل الاعلام و الخطابة.

يتمتع باصرار عجيب, و سلوكياته اقرب الى الجهاد.

و كانوا يعلمون ان مبارك لم يعد مفيدا بل عبئا عليهم.

و هم يعملون دائما من اجل تأمين مصالحهم على المدى البعيد و ليس فقط تحقيق مصالح انية قد يحصلون عليها من مبارك طالما هو على راس النظام و هم يدركون انه عندما يذهب سوف يخسرون اضعاف ما كسبوه.

و قد ارسلوا رسائلهم الى الشعب و مبارك و المعارضة: نحن نقبل ان يذهب مبارك و ابنه الى الجحيم طالما ان الشعب المصري يريد ذلك. و نحن مستعدون للتعامل مع اخرين يمكن ان يكونوا بديلا امنا و ديمقراطيا و مقبولا من شعبه و من العالم. و في حالة مصر فإن قبول العالم لمن يحكمها مهم و ضروري.

تلقف مبارك تلك الرسائل وفهمها و كان لا بد ان يتخلص من البديل المقبول.

مبارك على استعداد ان (يتعايش ) مع اي من كان و مهما كانت درجة معارضته و راديكاليتها إلا ان يكون بديلا مقبولا له من الداخل و الخارج.

و عزفت الاوركسترا المباركية نشيد الفناء .......... لايمن نور

و توزعت النغمات على اعضاء الاوركسترا كل حسب تخصصه

ايمن نور عميل امريكي و اوروبي

ايمن نور علماني

ايمن نور مسنود من الاخوان لا تثقوا به ايها الاقباط

ايمن نور يحب الظهور

.............

ايمن نور في السجن

............

حزب ايمن نور تلاشى (بدون تفاصيل)

و انتظر الخارج ما يفعله الشعب دفاعا عن ايمن

و لم يحرك الشعب ساكنا و خذله زملاؤه

الخارج لا يستطيع ان يحارب معارك الداخل بالنيابة عن طرف اصيل في تلك المعارك و هو الشعب

انتظر الخارج

حتى جاءته الرسالة الاخيرة يوم 6 ابريل

الشعب ما زالت لديه بقية حياة

و لكن بلا قيادة واضحة حتى الان

ينتبه الخارج الان مستعدا لاستقبال الرسائل القادمة من القاهرة و المحلة وكفر الدوار و اسكندرية و المنيا و الازهر و البطريركية و كفاية و مواقع الانترنت ذات الصلة

لن يتحرك الخارج ضاغطا الا عندما تصله رسائل توضيحية لما حدث في 6 ابريل

و مهمتنا نحن ارسال تلك الرسائل بمضامين تحرك الامور لصالح الشعب و خلاصه من الديكتاتور !!

تم تعديل 18 أبريل 2008 بواسطة حبيب المصري