مظاهرات بجامعات مصر ضد الأحكام العسكري

[Mohammad Abouzied]

مظاهرات بجامعات مصر ضد الأحكام العسكري

خباب عبد المقصود – رويترز - ولاد البلد- عشرينات -17/4/2008

نظم آلاف الطلاب المنتمون لجماعة الإخوان المسلمين اليوم الأربعاء مظاهرات في عدد من الجامعات المصرية احتجاجا على أحكام المحكمة العسكرية بسجن 25 عضوا بارزا في الجماعة، واعتبروا أن الحكم غير دستوري.

ففي جامعة الأزهر استهل طلاب الإخوان مظاهرة نظموها صباح اليوم وشارك فيها نحو ألف طالب وطالبة بمسيرة طافت أرجاء الحرم الجامعي لمدة ساعتين حاملين علم مصر ولافتات كتب عليها "الحرية للشرفاء رهائن الإصلاح"، و "كيف تفلح دولة علماؤها في السجون؟".

وردد المتظاهرون هتافات أبرزها: "مش ساكتين.. مش ساكتين.. راجعولنا المعتقلين"، و"إسلامية إسلامية ضد ظلم العسكرية.. ضد العلماء الأزهرية"، "قولوا ياناس لرئيس الدولة عمر الظلم ما يصنع دولة".

وأصدرت المحكمة العسكرية التي يحاكم أمامها 40 عضوا وقياديا بجماعة الإخوان المسلمين أحكامها في جلسة "سرية" حضرها المحالون للمحاكمة فقط، وغاب عنها محاموهم وذووهم ووسائل الإعلام.

وتراوحت الأحكام الصادرة بحقهم بين السجن 10 سنوات لخمسة كلهم من قيادات الإخوان التي تحاكم غيابيا وبينهم يوسف ندا، و7 سنوات لاثنين هما خيرت الشاطر النائب الثاني للمرشد العام للإخوان المسلمين، ورجل الأعمال حسن مالك، و5 سنوات لخمسة متهمين و3 سنوات لـ13 متهما، بينما حصل 15 على البراءة، أبرزهم د.عبد الرحمن سعودي ود.خالد عبد القادر عودة.

وفي كلمة له أمام طلاب الأزهر طالب محمد البلتاجي الأستاذ بالجامعة وأمين عام الكتلة البرلمانية للإخوان بضرورة أن يقف أساتذة الأزهر تضامنا مع إخوانهم الأساتذة الثلاثة الذين صدرت ضدهم أحكام بالسجن، وقال: "إن النظام المصري بهذه الأوضاع سيدفع الأمر إلى حافة الانفجار".

وأفادت رويترز أن "ما يبدو أنهم جنود يرتدون الزي المدني مزقوا قميص مصور رويترز ناصر نوري خلال محاولتهم انتزاع آلة التصوير منه أمام جامعة الأزهر بعد تغطيته للمظاهرة".

وقال نوري إن طلابا تضامنوا معه واشتبكوا مع الرجال الذين حاولوا انتزاع آلة التصوير منه، وإن رجال شرطة أتوا إلى المكان لكنهم لم يلقوا القبض على أحد ممن حاولوا أخذ آلة التصوير.

أما في جامعة القاهرة، فقال شاهد عيان إن قوات الشرطة ضربت بالهراوات طلابا من الإخوان تظاهروا أمام الباب الرئيسي لجامعة القاهرة وإن ثلاثة طلاب على الأقل أصيبوا بجروح سطحية.

وأضاف أن الطلاب الذين بلغ عددهم بضع مئات تظاهروا لمدة تزيد على الساعة قبل أن يدخلوا الحرم الجامعي.

الأقاليم

وفي جامعة الزقازيق تظاهر ما يزيد عن أربعة الآلاف طالب وطالبة للإعلان عن غضبهم ورفضهم للأحكام وفي نفس الوقت للدفاع عن أساتذتهم ، وقامت قوات كثيفة من الأمن المركزي مزودة بعربات المطافئ والعديد من عربات البوكس الخاصة بالشرطة بتطويق الجامعة وتركزت سيارات الأمن علي البوابة الرئيسية أمام كلية الآداب .

طاف الطلاب الزقازيق أرجاء الجامعة حيث بدأوا بترديد الهتافات " ياللي حبستوا الشرفا قولي .. هي الكلمة في بلدي حرام .؟! ولا عايزينا نعيش أنعام .. ناكل نشرب نصحي ننام .. أبدا مش هنكون أنعام".

وفي محافظة الدقهلية شمال القاهرة شارك نحو ألف من طلاب الإخوان بجامعة المنصورة في مظاهرة احتجاج انضم إليها عدد من المدرسين في الجامعة.

ورفع المتظاهرون لافتات مناوئة للأحكام ورددوا هتافات تقول "اشهد اشهد يا زمان.. ظلم الدولة للإخوان" و"مهما اشتد الظلم علينا.. الحرية عايشة فينا".

وقال شهود في محافظات مختلفة لرويترز إن إجراءات أمن مشددة اتخذت منذ صدور أحكام المحكمة العسكرية.

وفي محافظة المنوفية بدلتا النيل شارك المئات من طلاب كلية الهندسة في مظاهرة احتجاج رفعوا خلالها صورة محمد علي بشر المدرس بالكلية وعضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين الذي صدر عليه حكم المحكمة العسكرية بالحبس لمدة ثلاث سنوات.

وردد الطلاب هتافات: "حسبنا الله ونعم الوكيل"، ورفعوا لافتات كتبت عليها عبارات منها "لا للمحاكم العسكرية" و"لا لقانون الطوارئ".

ووزع طلاب كلية الهندسة بيانا قالوا فيه إنهم يطالبون الكلية "بأن ترتدي الأسود وأن تعلن الحداد على (سجن) أحد أعز أبنائها الدكتور محمد علي بشر".

وكانت المحكمة قد أجلت النطق بالحكم مرتين في فبراير ومارس الماضيين، وأحيلت القضية إلى المحكمة العسكرية قبل أكثر من عام.

كان قد ألقي القبض على المتهمين في ديسمبر عام 2006 في أعقاب قيام مجموعة من طلاب جامعة الأزهر في القاهرة ينتمون للإخوان باستعراض ارتدوا فيه زيًّا قيل عنه إنه عسكري.

وكان قد تردد أن أخطر تهمتين وجهتا لقيادات الجماعة، وهما الإرهاب وغسل الأموال، أسقطتا في ديسمبر 2007، وهو ما لم تؤكده المحكمة. وبقيت تهمتا الانتماء لجماعة محظورة ونشر دعاية مناوئة للحكومة.