اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

موقف الإسلام من الحداثة .. !!


غـــاردين

Recommended Posts

قرأت هذا الموضوع في منتدى آخر .. و بصراحة احسست بشيء غريب تجاه بعض ما ذكر فيه .. و خاصة منهج الحداثة في الأدب ..

حتى لا يتأثر أحد بما فكرت فيه سوف أنقل لكم الموضوع و انتظر رأيكم .

هذا عرض مختصر لأبرز ما جاء في كتاب الشيخ عوض القرني ( الحداثة في ميزان الإسلام )

والحداثة : هي صبيانية المضمون وعبثية في شكلها الفني وتمثل نزعة الشر والفساد في عداء مستمر للماضي والقديم ، وهي افراز طبيعي لعزل الدين عن الدولة في المجتمع الاوروبي ولظهور الشك والقلق في حياة الناس مما جعل للمخدرات والجنس دورهما الكبير

التأسيس وأبرز الشخصيات :

بدأ مذهب الحداثة منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي تقريبا في باريس على يد كثير من الأدباء السريالين والرمزيين والماركسيين والفوضويين والعبثيين،ولقي استجابة لدى الأدباء الماديين والعلمانين والملحدين في الشرق والغرب.حتى وصل إلى شرقننا الإسلامي والعربي

ومن أبرز رموز مذهب الحداثة من الغربيين :

- شارل بودلير 1821-1867م وهو أديب فرنسي أيضا نادى بالفوضى الجنسية والفكرية والأخلاقية ،ووصفها بالسادية أي التلذذبتعذيب الآخرين .له ديوان شعر مترجم بالعربية من قبل الشاعرإبراهيم ناجي ،ويعد شارل بودلير مؤسس الحداثة في العالم الغربي.

الاديب الفرنسي غوستاف فلوبير 1821-1880م.

- مالارامية 1842-1898م وهو شاعر فرنسي ويعد أيضا من رموز المذهب الرمزي .

الأديب الروسي مايكوفوسكي ، الذي نادى بنبذ الماضي والاندفاع نحو المستقبل .

ومن رموز مذهب الحداثة في البلاد العربية:

- يوسف الخال- الشاعر النصراني وهو سوري الاصل رئيس تحرير مجلة الحداثية .وقد مات منتحراً أثناء الحرب الاهلية اللبنانية .

- أدونيس( علي أحمد سعيد )نصراني سوري ويعد المروج الأول لمذهب الحداثة في البلاد العربية ،وقد هاجم التاريخ الإسلامي والدين والأخلاق في رسالتة الجامعيةالتي قدمها لنيل درجة الدكتوراة في جامعة ( القديس يوسف)في لبنان وهي بعنوان الثابت والمتحول ،ودعا بصراحة إلى محاربة الله عز وجل .وسبب شهرتة فساد الإعلام بتسليط الأضوءعلى كل غريب .

-د.عبد العزيز المقالح - وهو كاتب وشاعر يماني،وهو الآن مدير لجامعة صنعاء وذو فكر ييساري.

- عبد الله العروي - ماركسي مغربي.

- محمد عابد الجابري مغربي.

الشاعرالعراقي الماركسي عبد الوهاب البياتي.

-الشاعر الفلسطيني محمود درويش- عضو الحزب الشيوعي الاسرائيلي أثناء اقامته بفلسطين المحتله , وهو الآن يعيش خارج فلسطين .

-كاتب ياسين ماركسي جزائري .

- محمد أركون جزائري يعيش فى فرنسا .

- الشاعر المصري صلاح عبدالصبور – مؤلف مسرحية الحلاج .

الأفكار والمعتقدات :

- نجمل أفكار ومعتقدات مذهب الحداثة وذلك من خلال كتاباتهم وشعرهم فيمايلي :

- رفض مصادر الدين الكتاب والسنة والجماع ومصادر عنها من عقيدة أما صراحة أوضمان .

- رفض الشريعة وأحكامها كموجه للحياة البشرية .

- الدعوة إلى نقد النصوص الشرعية والمناداة بتأويل جديد لها يتناسب والأفكار الحداثية .

- الدعوة الى إنشاء فلسفات حديثة على أنقاض الدين .

- الثورة على الأنضمة السياسية الحاكمة لأنها فى منظورها رجعية متخلفة أي غير حداثية , وربما استثنوا الحكم البعثي .

- تبني أفكار ماركس المادية الملحدة , ونظريات فرويد في النفس الإنسانية وأ وهامه , ونظريات دارون فى أصل الأنواع وفكار نيتشة ،وهلوسته،والتي سموها فلسفة ،في الإنسان على( السوبر بان) .

- تحطيم الأطر التقليدية والشخصية الفردية،وتبني رغبات الانسان الفوضوية والغريزية.

- الثورة على جميع القيم الدينية والاجتماعية والأخلاقية والإنسانية،وحتى الاقتصادية والسياسية .

- رفض كل ما يمت الى المنطق والعقل.

- -اللغة- في رأيهم - قوى ضخمة من قوى الفكر المتخلف التراكمي السلطوي،لذا يجب أن تموت،ولغة الحداثة هي اللغة النقيض لهذه اللغة الموروثة بعدأن أضحث اللغة والكلمات بضاعة عهد قديم يجب التخلص منها.

- -الغموض والابهام والرمز- معالم بارزة في الأدب والشعر الحداثي.

- ولا يقف الهجوم على اللغة وحدها ولكنه يمتد إلى الأرحام والوشائح حتى تتحلل الأسرة وتزول روابطها،وتنتهي سلطة الأدب وتنتصر إرادة الانسان وجهده على الطبيعة والكون .

ومن الغريب أن كل حركة جديدة للحداثة تعارض سابقتهافي بعض نواحي شذوذها وتتابع في الوقت نفسه مسيرتها في الخصائص الرئيسية للحداثة.

إن الحداثة هي خلاصة سموم الفكر البشري كله ، من الفكر الماركسي إلى العلمانية الرافضة للدين، إلى الشعوبية إلى هدم عمود الشعر، إلى شجب تاريخ أهل السنة كاملاً إلى إحياء الوثنيات والأساطير.

ويتخفى الحداثيون وراء مظاهر تقتصرعلى الشعر والتفعيلة والتحليل،بينما هي تقصد رأساً هدم اللغة العربية ومايتصل بها ممن يتصل بهامن مستوى بلاغي وبياني عربي مستمد من القرآن الكريم ،وهذا هو السر في الحملة علىالقديم وعلى التراث وعلى السلفية.

تطورمذهب الحداثة في الغرب وفي البلاد العربية :

إن حركة الحداثة الأوروبية بدات قبل قرن من الزمن في باريس بظهور الحركة البوهيمية فيهابين الفنانين في الأحياء الفقيرة.

ونتيجة للمؤثرات الفكرية، والصراع السياسي والمذهبي والاجتماعي شهدت نهاية القرن التاسع عشر الميلادي في أوروبا اضمحلال العلاقات بين الطبقات ، ووجود فوضىحضارية انعكست آثارها على النصوص الأدبية.

وقد تبنت الحداثة كثير من الطبقات ،ووجود فوضى حضارية انعكست آثارها على النصوص الأدبية .وبلغت التفاعلات السياسية والاجتماعيةوالاقتصادية في أوروبا ذروتها في أعقاب الحرب العالمية الأولى .وبقيت باريس مركز تيار الحداثة الذي يمثل الفوضى الأدبية.

وقد تبنت الحداثةكثير من المعتقدات واملذاهب الفلسفية والأدبية والنفسية أهمها:

1-الدادائية : وهي دعوةظهرت عام1916م،غالت في الشعور الفردي ومهاجمة المعتقدات، وطالبت بالعودة للبدائية والفوضى الفنية الاجتماعية.

2-السريالية : واعتمادها على التنويم المغناطيسي والأحلام الفرويدية ، بحجة أن هذا هو الوعي الثوري للذات ،ولهذا ترفض التحليل المنطقي ، وتعتمد بدلاً عنه الهوس والعاطفة.

3-الرمزية : وما تتضمنة من ابتعاد عن الواقع والسباحة في عالم الخيال والأوهام ،فضلاً عن التحرر من الأوزان الشعرية ،واستخدام التعبيرات الغامضة والألفاظ الموحية برأي روادها .وقد واجهت الحداثة معارضة شديدة في جميع أنحاء أوروبا،

ثم ظهرت مجلة شعر التي رأس تحريرها في لبنان يوسف الخال عام 1957م تمهيد لظهور حركة الحداثة بصفتها حركة فكرية ، لخدمة التغريب ، وصرف العرب عن عقيدتهم ولغتهم الفصحى …لغة القرآن الكريم .

وبدأت تجربتها خلف ستار تحديث الأدب ، فاستخدمت مصطلح الحداثة عن طريق ترجمة شعر رواد الحداثة الغربيين أمثال :بودلير ورامبو ومالا رامية ، وبدأ رئيس تحريرها –أي مجلة شعر – بكشف ما تروج له الحداثة الغربية حين دعا إلى تطوير الايقاع الشعري ،وقال بأنه ليس لللأوزان التقليدية أي قداسة ويجب أن يعتمد في القصيدة على وحدة التجربة والجو العاطفي العام لا على التتابع العقلي والتسلسل المنطقي كما أنه قرر في مجلتة أن الحداثة موقف حديث في الله والإنسان والوجود .

كان لعلي أحمد( أدونيس)دور مرسوم في حركة الحداثة وتمكينها على أساس :

ما دعاه من الثبات والتحول فقال ( لايمكن أن تنهض الحياة العربية ويبدع الإنسان العربي إذا لم تتهدم البنية التقليدية السائدة في الفكر العربي والتخلص من المبنى الديني التقليدي ( الاتباع ) استخدم أدونيس مصطلح الحداثة الصريح ابتداءً من نهاية السبعينات عندما :صدمة الحداثة عام 1978م وفيه لايعترف بالتحول إلا من خلال الحركات الثورية السياسية والمذهبية ،وكل مامن شأنه أن يكون تمرد على الدين والنظام تجاوز للشريعة.

لقد أسقط أدونيس مفهوم الحداثة على الشعر الجاهلي وشعراء الصعاليك وشعر عمر بن أبي ربيعة ، وأبي نواس وبشار بن برد وديك الجن الحمصي ،كما أسقط مصطلح الحداثة على المواقف الإلحادية لدى ابن الرواندي وعلى الحركات الشعوبية والباطنية والإلحادية المعادية للإسلام أمثال :ثورة الزنج والقرامطة .

ويعترف أدونيس بنقل الحداثة الغربية حيث يقول في كتابه الثابت والمتحول : ( لانقدر أن نفصل بين الحداثه العربيه والحداثه في العالم ) .

أهم خصائص الحداثة :

- محاربة الدين بالفكر والنشاط .

- الحيرة والشك والاضطراب .

- تمجيد الرذيلة والفساد والإلحاد .الهروب من الواقع إلى الشهوات والمخدرات والخمور .

- ا لثورة على القديم كله وتحطيم جميع أطر الماضي إلى الحركات الشعوبية والباطنية .

- الثورة على اللغة بصورها التقليدية المتعددة .

- امتدت الحداثة في الأدب إلى مختلف نواحي الفكر الإنساني ونشاطه .

- قلب موازين المجتمع والمطالبة بدفع المرأة إلى ميادين الحياة بكل فتنها ، والدعوة إلى تحريرها من أحكام الشريعة .

- عزل الدين ورجاله واستغلاله في حروب عدوانية .

- تبني المصادفة والحظ والهوس والخبال لمعالجة الحالات النفسية والفكرية بعد فشل العقل في مجابهة الواقع .

- امتداد الثورة على الطبيعة والكون ونظامه وإظهار الإنسان بمظهر الذي يقهر الطبيعة .

- ولذا نلمس في الحداثة قدحاً في التراث الإسلامي ،وإبراز لشخصيات عرفت بجنوحها العقدي كالحلاج والأسود العنسي ومهيار الديلمي وميمون القداح وغيرهم .وهذا المنهج يعبر به الأدباء المتحللون من قيم الدين والأمانة،عن خلجات نفوسهم وانتماءاتهم الفكرية .

الغموض في أدب الحداثة والغاية منه :

إن أول ما يصدم القارىء لأدب الحداثة هو تلفعه بعباءة الغموض ، وتدثره بشعار التعتيم والضباب ، حتى أن القارىء يفقد الرؤية ولا يعلم أين هو متجه ، وماذا يقرأ : أجد أم هزل ، حق أم باطل ، بل يقطع أحياناً بأن ما يقرأه ليس له صلة بلغة العرب . إن من يقرأ أدب الحداثة يقع في حيرة من أمره لمن يكتب هؤلاء ، وماذا يريدون ؟!

يقول رمزهم المبدع - كما يسمونه - عبدالله الصيخان في قصيدة حداثية نشرت في مجلة اليمامة عدد896

( قفوا نترجل ، أو قفوا نتهيأ للموت شاهدة القبر ما بيننا يا غبار ويا فرس ...... يا سيوف ويا ساح يا دم يا خيانات ........ خاصرة الحرب يشملها ثوبها ..... كان متسخاً مثل حديث الذي يتدثر بالخوص ، كي لا يرى الناس سوأته ، كنت أحدثكم ، للحديث تفاصيله فاسمعوني ، فقد جئت أسألكم عن رمال وبحر وغيم وسلسلة زبرجد ) وفي اليمامة أيضاً في العدد 901 يقول زاهر الجيزاني :

( وحدي بهذا القبو أعثر في حطام الضوء في كسر المرايا ، ويداي مطفأتان ، ويداي موحشتان ، ويداي ترسم بالرماد فراشة ، ويداي تأخذني ، وأسأل من أكون سبعاً بهذا القبو أورثناه حكمتنا ، وأورثنا الجنون )

ولنقدم لك نموذجاً آخر من هذا الإبداع المصدع للرؤوس إليك بعض ما قاله هاشم الجحدلي في عكاظ العدد 7524 تحت عنوان ( مريم وذاكرة البحر والآخرون )

( ارتق وجه السماء المغطاة بالعشب

أدون ما يشدو البحر به

هو الليل يأتي لنا حاملاً شمسه

هو الموت يبدأ من أحرف الجر حتى السواد

وينسل طيف الأ رانب بين المفاصل والأمكنة

يضيء الغدير المعبأ بالخيل والليل والكائنات الكئيبة

وللنهر بيض يفقس بعد المساء الأخير

وللخوف وجه الذي يشتهيه الشجر )

إن هذه الأمثلة التي سقتها لك غيض من فيض مما تزخر به الملاحق الأدبية في صحفنا ومجلاتنا ، وما يلقى في أمسياتنا و نوادينا الأدبية وينشر في مطبوعاتنا .

يقول سعيد السريحي في كتابه ( الكتابة خارج الأقواس ) صفحة 17 : إن ظاهرة الغموض التي من شأنها أن تعد السمة الأولى للقصيدة الجديدة ، نتيجة حتمية أفضت إليها سلسلة من التطورات التي طرأت على العلاقة المتوترة بين الشاعر المبدع والقارىء المتلقي .

ويقول في صفحة 31 من الكتاب : ومن هنا أصبح من الصعب علينا أن نتفهم القصيدة الجديدة ، بعد أن تخلت عن أن يكون لها غرض ما ، وأصبحت اللغة فيها لا تشير أو تحيل إلى معنى محدد ، وإنما هي توحي بالمعنى إيحاء ، بحيث لا تنتهي القصيدة عند انتهاء الشاعر من كتابتها ، وإنما تظل تنمو في نفس كل قارىء من قرائها ، حتى يوشك أن يصبح لها من المعاني بعدد ما لها من القراء .

وتصل صراحة السريحي مداها في المطالبة بإلغاء اللغة حين يقول في صفحة 29 من الكتاب :

ومن هنا فإن علينا أن ندرك أن أول خطوة نخطوها نحو العالم المغلق للقصيدة الجديدة ، هو أن نبرأ من هذا التصور اللغوي القديم ، بحيث يكون وقوفنا أمام الشعر وقوفاً أمام لغة الشعر نفسها .

إذاً فهم يسعون ، من خلال الغموض ، إلى إنشاء وإيجاد واقع فكري جديد ، منفصل ومقطوع عن واقع الأمة الفكري ، وماضيها العلمي والعقلي والأدبي ، في الشكل والمضمون ،بالإضافة إلى أن غموضهم فيه من الرموز الوثنية والإشارات الإلحادية ما يفك طلاسم تلك الرموز أمام الباحث ، ويحدد له وجهة أهلها و غايتهم في الحياة .

بعض مواقف الحداثيين لدينا من الإسلام وقيمه :

بعد أن تأكد لدينا من خلال ما تقدم ، أن الحداثة منهج فكري متميز يسعى لتغيير واقع الحياة ؛ ليتفق مع ما يطرحه ذلك الفكر من مفاهيم وأساليب للحياة ، فإن ما يهمنا نحن المسلمين هو معرفة موقف هؤلاء الحداثيين من الإسلام ، باعتباره ديننا ونظام حياتنا ، ومنهجنا الذي نعتز به في هذا الوجود ، ففي أقوالهم وكتاباتهم من الحرب لدين الله الكثير، وهذه الحرب لها مظاهر شتى منها : الاستهزاء بالإسلام كدين ، ومنها النيل من رسوله صلى الله عليه وسلم ، أو كتابه الكريم ، أو الحط من التاريخ الإسلامي ، أو نشر الرذيلة وسوء الأخلاق مما يتنافى مع ديننا ، أو الترويج لبعض الأفكار التي يؤدي الأخذ بها إلى ضياع أمتنا ، وإهدار تميزها وتفردها الذي كرمها الله به .

ولذلك أمثلة كثيرة منها قصيدة حداثية لمحمد جبر الحربي ، وهذه القصيدة ألقيت في مهرجان المربد بالعراق بعنوان ( المفردات ) ، ثم نشرت في اليمامة في العدد 887 ، وهذه القصيدة مليئة بالثورة والتبرم من كل شيء . وفيها غمز ولمز في حق النبي صلى الله عليه وسلم وفي القرآن :

قلت لا ليل في الليل لاصبح في الصبح

منهمر من سفوح الجحيم

وقعت صريع جحيم الذرى

سالك جسد الوقت معتمر بالنبوءة والمفردات المياه ...........

................. أيها الغضب المستتب اشتعل

شاغل خطوة البال منحرف للسؤال

أقول كما قال جدي الذي ما انتهى

رأيت المدينة قانية

أحمر كان وقت النبوءة

منسكباً أحمر كان أشعلتها .

أما مواطن الغمز واللمز في هذه القصيدة فمنها قوله :

أرضنا البيد غارقة

طوف الليل أرجاءها

وكساها بعسجده الهاشمي فدانت لعاداته معبدا .

إنني أتحدى الحربي أن يخرج لنا هاشمياً يمكن أن يقال إن عاداته أصبحت عبادة للناس غير محمد صلى الله عليه وسلم .

ثم يقول داعياً إلى الثورة والتمرد على كل شيء ، ومستهزئاً بالقرآن وتعاليمه :

بعض طفل نبي على شفتي ويدي بعض طفل

من حدود القبيلة ، حتى حدود الدخيلة ، حتى حدود القتيلة ، حتى الفضاء المشاع

من رجال الجوازات ، حتى رجال الجمارك ، حتى النخاع يهجم الخوف أنى ارتحلنا و أنى حللنا وأنى رسمنا منازلنا في الهواء البديل ، وفي فجوات النزاع باسمنا باسم رمح الخلافة باسم الدروع المتاع اخرجوا فالشوارع غارقة ، والملوحة في لقمة العيش ، في الماء ، في شفة الطفل ، في نظرة المرأة السلعة الأفق متسع والنساء سواسية منذ تبت وحتى ظهور القناع ، تشترى لتباع وتباع وثانية تشترى لتباع .

وما يهمني أن أقوله هنا هو التنبيه إلى إفكه الذي افتراه بأن النساء كلهن أصبحن سلعاً تشترى وتباع منذ تبت ، وهذا لا شك إشارة إلى نزول القرآن ، وخاصة سورة المسد ، التي تحدثت عن امرأة أبي لهب المشركة التي يرى الشاعر الحداثي ، أن حديث هذه السورة الكريمة عن تلك المرأة ، امتهان لكرامة المرأة ، وتحويل لها إلى سلعة تشترى وتباع .

أما السبب الثاني الذي حوّل المرأة في نظره إلى سلعة فهو ظهور القناع ، وهذا إشارة واضحة للحجاب الذي أمر الله به المؤمنات .

بعض رموز الحداثة العربية وارتباط الحداثة المحلية بهم :

إن الولاء والبراء من أهم المؤشرات على اتجاه الشخص ، وإن الأفكار والأقوال تبقى مجرد نظريات حتى يصدقها أو يكذبها الواقع العملي .

ونحن في هذا المبحث سنرى من هم الرموز والقدوة والأسوة لدى الحداثيين ، ونحاول أن نذكر بعض جوانب اهتمام الحداثيين لدينا بتلك الرموز ، ونشير إلى التوجهات الفكرية لتلك الرموز ؛ لنرى إلى أي اتجاه يريد أهل الحداثة أن يبحروا بسفينة هذه البلاد ، وغالبية هذه الرموز من أصحاب التوجه اليساري الملحد ، ومرة أخرى أوضح أنني لن أحصر كل ما كتبته صحافتنا عنهم حتى ولو في شهر لكنني أشير إشارة تدل على ما وراءها.

وسأورد هنا بعض الأمثلة التي تؤكد ما أقول ، وقد اتخذت هذه الإشارة والثناء والتبجيل صوراً شتى ، فمن استكتابهم ، إلى نشر أخبار إنتاجهم ، إلى نشر الدراسات عنهم ، وفرضهم على القارىء ، وإليك الأمثلة :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المثال الأول : عبدالعزيز المقالح :

يقول أحمد عائل فقيه في زاوية صباح الرمل في جريدة عكاظ العدد 7378 تحت عنوان ( المقالح يضيء البدايات الجنوبية ) ، وضمن كلام طويل :

ومؤلف هذا الكتاب الدكتور عبدالعزيز المقالح حامل صخرة الثقافة هماً وموقفاً وإبداعاً ، والذي يملك قامة مضيئة على ساحة الحرف عربياً ..... إن المقالح وهو يقدم هذا الكتاب يؤكد مرة أخرى عمق التناول النقدي وعمق الطرح الثقافي والإبداعي عبر هذا التناول من خلال أصوات شعرية شابة تحاول أن تضيء بحرفها حلكة هذا الليل الطويل ....... تحية للمقالح شاعراً أو ناقداً .

وفي اليمامة العدد 897 صفحة 56 ، يقول عبدالله الزيد ( إلى رمزنا الثقافي الجميل د/ عبدالعزيز المقالح ).

عبدالعزيز المقالح هذا الذي يعتبره الزيد رمزاً ثقافياً لشباب الإسلام ، هو صاحب الفكر اليساري الذي يقول في ديوانه صفحة 139 ، طبع دار العودة ببيروت ، تحت عنوان ( قبلة إلى بكين ) :

متى أمر تحت قوس النصر في ساحتك الحمراء ... أرسم قبلة على الجبين جبينك الأخضر يا بكين أطلق باسم اليمن الخضراء حمامة بيضاء ، متى أسير لو أمتار في الدرب حيث سارت رحلة النهار ، رحلة ماو والرجال الأنصار ورحلة كل الطيبين متى متى .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــ

المثال الثاني : عبدالوهاب البياتي :

نشرت اليمامة في العدد 879 وفي صفحة 53 الإعلان الآتي عن ديوان للبياتي :

( حب تحت المطر ديوان شعر صدر مؤخراً للمبدع الكبير الأستاذ عبدالوهاب ....... والديوان حركة بياتية خارجة عن المألوف شكلاً ، ومحتوى ، فلقد جاء بلا مقدمة وبلا إهداء وبلا فهرس ، أما المحتوى فماذا نقول الآن وقد قيل في البياتي أشياء كثيرة تدعو إلى الاعتزاز بموهبته وعطائه ، كما أنها تستحث الغيرة والحسد في نفوس أقرانه ومنافسيه وهذا ما يظل يعاني منه البياتي ...... الديوان جاءنا هدية من مدريد ، حيث طبع وحيث يقيم الشاعر )

يقول البياتي في ديوانه ( كلمات لا تموت ) صفحة 526 ونعوذ بالله مما قال :

( الله في مدينتي يبيعه اليهود

الله في مدينتي مشرد طريد

أراده الغزاة أن يكون

لهم أجيراً شاعراً قواد

يخدع في قيثاره المذهب العباد

لكنه أصيب بالجنون

لأنه أراد أن يصون زنابق الحقول من جرادهم

أراد أن يكون )

تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــ

المثال الثالث : محمود درويش :

نشرت جريدة اليوم العدد 4762 في الصفحة 12تحت عنوان ( الرؤية وسيطرة الوجدان المثالي )

لم يكن أحد حتى بداية السبعينات ، يستطيع أن يفسر فحوى هذه الغنائية الجارحة التي أبدعها محمود درويش ، والذي خرج من رحمها عدد كبير من الشعراء العرب ...... ، وقد كان درويش - وما زال - واحداً من أعظم الشعراء العرب ، إن لم يكن أعظمهم على الإطلاق ولذلك ليس غريباً أن يمتد تأثيره إلى أغلب الشعراء العرب الشباب ، وتكاد لا تخلو التجارب الأولية للشعراء العرب في جيلنا هذا من أثر لمحمود درويش .

ومحمود درويش هذا هو الذي يقول في صفحة 32 من ديوانه ( المحاولة رقم 7 ) :

كل قاض كان جزاراً تدرج في النبوءة والخطيئة ، واختلفنا حين صار الكل في جزء ...... ومدينة البترول تحجز مقعداً في جنة الرحمن ..... فدعوا دمي حبر التفاهم بين أشياء الطبيعة والإله ، ودعوا دمي لغة التخاطب بين أسوار المدينة والغزاة ، دمي بريد الأنبياء .

ويقول رجاء النقاش في كتابه ( محمود درويش شاعر الأرض المحتلة ) في صفحة 113 من الكتاب :

وقد عمل محمود درويش في جريدة الاتحاد ، ومجلة الجديد ، وهما من صحف الحزب الشيوعي في إسرائيل .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــ

المثال الرابع : أدونيس :

من الشعراء الذين تثني عليهم مجلاتنا وصحفنا وتقدمهم على أنهم من كبار المبدعين ( أدونيس ) وهو شاعر نصيري كان اسمه علي أحمد سعيد ، ثم ترك النصيرية واعتنق الشيوعية ، وتسمى باسم أحد أصنام الفينيقيين ( أدونيس ) ، وهذا الملحد يقدم في صحافتنا على أنه من كبار الأدباء و الشعراء ، لم نسمع ولم نقرأ حرفاً واحداً يحذر من فكره وكفره ، بل تنشر صوره وغليونه في فمه وتحته عبارات الإطراء والمدح ، ففي اليمامة العدد 911 وفي صفحة 81 من مقالة ( للأنهار منابعها ولها أيضاً مصبات ) وردت العبارة التالية :

نقرأ لأدونيس بعض أعماله فنشعر بنشوة ما بعدها نشوة ، ونكاد نقول شكراً أدونيس ، رسالتك وصلت .

يقول أدونيس في كتابه ( مقدمة للشعر العربي ) الذي حاول فيه أن يثبت جذوراً لفكره المنحل في شيء من التاريخ ، يقول في صفحة 131 ، حين يتحدث عن قيمة الشعر الجديد ، مبيناً صلتها بالفكر الصوفي القائل بوحدة الوجود ما نصه : تجاوز الواقع أو ما يمكن أن نسميه اللاعقلانية ، واللاعقلانية تعني الثورة على قوانين المعرفة العقلية ، وعلى المنطق ، وعلى الشريعة من حيث هي أحكام تقليدية تعنى بالظاهر ....... هذه الثورة تعنى بالمقابل بالتوكيد على الباطن ، أي على الحقيقة مقابل الشريعة .

وتعني الخلاص من المقدس والمحرم ، وإباحة كل شيء للحرية ، الله في التصور الإسلامي التقليدي نقطة ثابتة متعالية منفصلة عن الإنسان ، التصوف ذوب ثبات الألوهية ، جعله حركة في النفس ، في أغوارها ، أزال الحاجز بينه وبين الإنسان ، وبهذا المعنى قتله ، أي الله ، وأعطى للإنسان طاقاته ، المتصوف يحيا في سكر يسكر بدوره العالم ، وهذا السكر نابع من قدرته الكامنة على أن يكون هو الله واحداً ، صارت المعجزة تتحرك بين يديه .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــ

المثال الخامس : صلاح عبدالصبور :

نشرت جريدة الرياض العدد 6652 صفحة كاملة عن ( الرؤية الإبداعية في شعر صلاح عبدالصبور ) :

صلاح عبدالصبور يمثل الريادة الحقيقية لثورة التجديد في الشعر العربي المعاصر ، وهي ريادة لم تنشأ من فراغ ، وإنما كانت معطيات حياة وثقافة ، وفكر صلاح عبدالصبور تؤهله للقيام بهذا الدور الذي لا يقتصر على مصر ، وإنما يمتد فيشمل الساحة الشعرية في الوطن العربي . خلف صلاح عبدالصبور ثروة إبداعية ونقدية أثرى بها أدبنا العربي ، وخلف مدرسة ينتظم في أعطافها شعراء المدرسة المجددة في العالم العربي .

يقول صلاح عبدالصبور في ديوانه في صفحة 29 تحت عنوان ( الناس في بلادي ) :

الناس في بلادي جارحون كالصقور ، غناؤهم كرجفة الشتاء في ذؤابة المطر ...... ويقتلون ، يسرقون ، يشربون ..... وطيبون حين يملكون قبضتي نقود ، ومؤمنون بالقدر ........ في لجة الرعب العميق والفراغ والسكون ، ما غاية الإنسان من أتعابه ؟ ما غاية الحياة ؟ أيها الإله ، الشمس مجتلاك ، والملاك مفرق الجبين ، وهذه الجبال الراسيات عرشك المكين ، وأنت نافذ الفضاء أيها الإله ...........

وفي الجحيم دحرجت روح فلان ، يا أيها الإله كم أنت قاس موحش يا أيها الإله ،بالأمس زرت قريتي . قد مات عمي مصطفى ووسدوه في التراب ، لم يبتن القلاع كان كوخه من اللبن ، وسار خلف نعشه القديم من يملكون مثله جلباب كتان قديم ، لم يذكروا الإله أو عزرائيل أو حروف كان فالعام عام جوع ، وعند باب القبر قام صاحبي خليل حفيد عمي مصطفى ، وحين مد للسماء زنده المفتول ماجت على عينيه نظرة احتقار فالعام عام جوع .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــ

أساليب الحداثيين في نشر فكرهم :

إن هذا الوباء الذي انتشر وعم وطم وأصبح يهدد بجرف كل ما عداه ، لم يأت مصادفة أو اتفاقاً ، بل كان نتيجة خطط معدة ، وأساليب متبعة ، ودراسات مستفيضة ، حتى وصل الأمر إلى ما وصل إليه ، والحق يقال ، إن الحداثيين قد بذلوا من الجهد والتضحية والصبر والمعاناة ما يجعل ما حصلوا عليه من ثمار موازياً لما بذلوه ، لقد سبحوا ضد التيار وقاوموا بشدة وجراءة عجيبة ، حتى أوجدوا لهم تياراً خاصاً ، علا هديره على أصوات الآخرين ، لكنه مع ذلك يبقى بإذن الله زبداً يذهب جفاء ، ولا يبقى في الأرض إلا ما ينغع الناس .

ولقد استطعت أن أحصر وسائل وأساليب الحداثيين في تسع وسائل ، وكان ذلك بالتتبع والاستقراء لنشاطهم :

1) السيطرة على الملاحق الأدبية والثقافية في أغلب الصحف ، وتوجيهها لخدمة فكرهم و مناوأة ومحاربة غيرهم .

2)التغلغل في الأندية الأدبية من أجل توجيه نشاطها لخدمة الحداثة و أهدافها .

3) إفراد صفحات لكتابة القراء ، خاصة الشباب ، ومن خلالها يتم اكتشاف أصحاب الميول الحداثية ، وتسلط عليهم الأضواء ، وتدغدغ شهوة حب الظهور والشهرة في نفوسهم ، وتقام الندوات والحلقات الدراسية لأدبهم ، وبهذه الطريقة ظهر كثير من الأسماء الحداثية .

4) نشر الإرهاب الفكري ضد مخالفيهم ، واتهامهم بشتى التهم والنعوت ، والتأكيد على أنهم لايعقلون ولا يعلمون ، وأنهم مجرد دمى محنطة يجب أن تبعد من الطريق ولا تستحق أن يكون لها مكان في عالم الفكر والثقافة والأدب ، في مقابل الإشادة بفكرهم بصورة مثيرة تجعل الفرد ينقاد لهم ، ويقول هم أهل الساحة ، ولا مناص من الدخول في ركابهم .

5) إقامة الندوات والأمسيات الشعرية والقصصية والنقدية والمسرحية في طول البلاد وعرضها ، بنشاط وافر ودأب متصل ، حتى أصبحنا لا يمر أسبوع ، إلا ونقرأ الأخبار عن نشاط حداثي في إحدى المناطق ، بل وصل نشاطهم إلى جزيرة فرسان في جنوب البحر الأحمر أكثر من مرة .

6) الدفع برموزهم للمشاركة في المهرجانات الدولية ، مثل : مهرجان جرش بالأردن ، والمربد بالعراق ، وأصيلة بالمغرب .

7) استكتاب رموزهم الفكرية من خارج البلاد ، واستقدامهم للمشاركة في الأمسيات ، وإلقاء المحاضرات وإجراء المقابلات معهم .

8) لقد انتهج الحداثيون أسلوباً غاية في الخبث للتغرير بالشباب الواقع تحت ضغط الهجوم الضاري من أعداء الأمة في شتى الميادين ،فامتصوا نقمة الشباب تلك حين قدحوا في أذهان الشباب أن أدبهم وفكرهم هو المنقذ من تلك المآسي ، والآخذ بأيدي الشباب إلى بر الأمان ، أما أصحاب الفكر التقليدي كما يسمونهم فإنهم ليسوا أكثر في نظرهم من رموز للتخلف وتكريس للواقع الذي يسعى الحداثيون لتغييره بكل ما يملكون من قوة .

9) المرحلية في الإعلان عن أفكارهم ، فهم يبدأون بما لا يثير الناس عليهم ، فمثلاً بدأوا فقالوا : إن أوزان الشعر العربي ليست وحياً منزلاً ، بل هي من إبداع البشر ويجوز لنا أن نخالفها ، ثم تجاوزوا ذلك وقالوا : إن النحو والأساليب العربية القديمة ليس لها قدسية تعاليم الدين حتى لا نغير فيها ولا نبدل، ثم خرجوا فقالوا : إننا أصحاب فكر جديد ، والمرحلة القادمة هي الإعلان عن ملامح ذلك الفكر والله أعلم .

وهم يبتعدون عن الصدام مع المشهورين ، لكنهم يعزلونهم عن الساحة وقد يستغلونهم أحياناً .

ومن خططهم أن ينشروا أفكارهم بعيداً عن مسمياتهم الحقيقية حتى لا ينفر الناس منها .

مما قيل في الحداثة :

لقد اكتفيت في المباحث السابقة عن الحداثة بكتابات الحداثيين أنفسهم وفي الداخل فقط لا أتجاوزهم إلا للضرورة عند الحديث عن شخص كان له دور في ما ينشر عندنا من فكر الحداثة ، وكان استشهادي بكلام غيري ممن وقفوا في وجه الحداثة قليل جداً ؛ لذلك رأيت أن أجمع هنا بعض تلك الأقوال بدون تعليق عليها .

نشرت المجلة العربية العدد 115 الصفحة 71 مقابلة مع الكاتب عبدالله الجفري ، وعندما سئل عن الحداثة كان مما أجاب به أن قال :

( لقد جاء التعبير من قبل كوماندوز دخلوا إلى الساحة العربية برشاشات كلامية وأطلقوا النار بعنف وبحقد وفي كل اتجاه ليصيبوا التراث والكلاسيكية وكل ما هو قديم أو تقليدي حسب تعبيرهم .... الثورة على كل قديم وتراثي أو تقليدي ، ومحاولة نسف القواعد .... كما قلت لك ، فالجميع ليس ضد التجديد ولكننا ضد الانسلاخ ، ولسنا ضد الإبداع ولكننا ضد التهويم والقشور ، وضد التجني على التراث وعلى الدين ، ولعلها المشكلة الأخرى والأهم هذه التي لا يظهرها الحداثيون علناً ، ولكن يروجون لها بالرمز وبطرح غير مباشر للنيل من القاعدة الدينية الراسخة .... إذن فإن هذا المصطلح أكثر من دعوة مبطنة إلى تخريب اللغة والعبث بالتراث والاعتداء على الدين والقيم باسم التحديث والتجديد ) .

وفي ملحق الندوة الأدبي الصادر في 2181407هـ، الصفحة السابعة ، تعليق للمفرجي على عودة عبدالله سلمان وتوبته من ضلالة الحداثة وعنوان هذا التعليق : اعترافات العائد من مرحلة الشك .

( إن الحداثة مولود غير طبيعي وإنه ولد مشوهاً ، وإنها موجة فاسدة امتطاها البعض لسهولة ركوب هذه الموجة بلا ضوابط ولا روابط وتحلل من القيم والمبادىء واتجاه خطير وأيديولوجيات يرفضها كل غيور على دينه وأمته ) .

وفي الندوة أيضاً العدد 8472 الصفحة 6 كتبت الكاتبة الفاضلة سهيلة زين العابدين كتابة رائعة نقتطف منها قولها :

( إن من أهم ما ينبغي أن يدركه الدكتور الغذامي وتلامذته الحداثيون أن الشكل العام للقصيدة الحداثية ليس هو جوهر اعتراضنا على الحداثة ، إذ ينصب اعتراضنا عليها لاعتناقها المذاهب المادية الملحدة ومحاولاتها للعودة بالفكر العربي إلى الجاهلية الوثنية وإشاعة الشعوبية والدعوات الصوفية المنحرفة لتخلخل العقيدة الإسلامية ) .

وفي مقابلة مع الأمير عبدالله الفيصل في مجلة اليمامة العدد 851 ، كان من إجاباته عندما سئل عن أدب الشباب كما يسمونه أن قال :

( ما هي الحركة التجديدية ؟ السخف الذي نسمعه ... أقول لك الذي أعتقده ، أنا لا أقره ولا أومن به كشعر ، هذه هلوسة مجانين ، هذه مثل رقصة الهيلاهوب ليس لها جذور ولا يمكن أن يكون لها جذور ) .

ويتضح ما سبق :

أن الحداثة تصور إلحادي جديد – تماما - للكون والإنسان والحياة ،وليست تجديد في فنيات الشعر والنثر وشكلياتها .وأقوال سدنة الحداثة تكشف عن انحرافهم بإعتبار أن مذهبهم يشكل حركة مضللة ساقطة لا يمكن أن تنمو إلا لتصبح هشيما تذرة الرياح وصدق الله العظيم إذ يقول (ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً ) .

حسبنا في التدليل على سعيهم لهدم الثوابت أن نسوق قول أدونيس وهو أحد رموز الحداثة في العالم العربي في كتابه فن الشعر ص76: ( إن فن القصيدة أو المسرحية أو القصة التي يحتاج إليها الجمهور العربي ليست تلك التي تسلية أو تقدم له مادة استهلاكية ،وليست تلك التي تسايره في حياتة الجادة ،وإنما هي التي تعارض هذه الحياة .أي تصدمه وتخرجه من سباته ،تفرغه من موروثه وتقذفه خارج نفسه , إنها التي تجابه السياسة ومؤسساتها،الدين ومؤسساته العائلة وموسساتها، التراث ومؤسساته ، وبنية المجتمع القائم ,كلها بجميع مظاهرها ومؤسساتها ،وذلك من أجل تهديمها كلها أي من أجل خلق الإنسان العربي الجديد ،يلزمنا تحطيم الموروث الثابت ،فهنا يكمن العدو الأول للثروة والإنسان ) ولا يعني التمرد على ما هو سابق وشائع في مجتمعنا إلا التمرد على الإسلام وإباحة كل شئ باسم الحرية .

فالحداثة إذاً هي مذهب فكري عقدي يسعى لتغيير الحياة ورفض الواقع والردة عن الإسلام بمفهومه الشمولي والإنسياق وراء الأهواء والنزعات الغامضة والتغريب المضلل .وليس الإنسان المسلم في هذه الحياة في صراع وتحد كما تقول الكتابات لأهل الحداثة وإنما هم الذي يتنصلون من مسؤلية الكلمة عند الضرورة ويريدون وأد الشعر العربي ويسعون إلى القضاء على الأخلاق والسلوك باسم التجريد وتجاوز كل ما هو قديم وقطع صلتهم به .

- ونستطيع أن نقرر أن الحداثين فقدوا الإنتماء لماضيهم وأصبحوا بلا هوية ولا شخصية .ويكفي هراء قول قائلهم حين عبر عن مكنونة نفسة بقوله :

لا الله أختار ولا الشيطان

كلاهما جدار

كلاهما يغلق لي عيني

هل أبدل الجدار بالجدار

تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً .

رابط هذا التعليق
شارك

بصراحة يا غاردين مع احترامي الكامل للكاتب لم استطع ان امنع نفسي من الابتسام في العديد من اجزاء هذا -- سأعتبره مجازا -- مقال

انت نفسك ما هو رأيك في الحداثة ؟

الحداثة الشعرية لها الكثير من التعريفات و هناك من يعارضها لانه يري فيها الخروج من بعض تقاليد و اطر الشعر العربي الحديث و اخرين بيروا بالعكس انه من الضروري ان تتحرر اللغة الشعرية من قيود موسيقي القافية و ان تعتمد القصيدة علي موسيقي اخري و هي موسيقي المعني

استنتاج الاستاذ كاتب المقال اقل ما يقال عنه انه استنتاج غريب يبدوا لي كمن يصف السيارة فيقول انها شئ يصدر ضجيج

بالنسبة للأمثلة اللي الاستاذ ذكرها ليحكم منها علي الحداثة في الشعر و التعميمات التي ذكرها ليست اقل مدعاة للابتسام و بما ان الاستاذ ذكر امثلة محددة ادونيس و صلاح عبد الصبور و محمود درويش و بصراحة الاستاذ ذوقة رائع

أرجو منك ان تحاولي ان تقرأي اعمال هؤلاء الكتاب و خاصة صلاح عبد الصبور و ارجو ان تقرأي قصيدته الناس في بلادي بالذات

و هناك ايضا امل دنقل و يمكنك ان تجدي بعض قصائدة في الوصلة الاتية

http://www.geocities.com/amaldankal/index.html

انت لديك العقل و الخبرة و القدرة علي ان تحكمي بنفسك

الرئيس مسئول عن كل ما تعاني منه مصر الأن

لا

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم

الموضوع فعلا مستفز لكل من لديه شئ من العلم أو الاهتمام بالادب

وهو مثال جيد لاسلوب غريب من غسيل المخ والكتابة الموجهة

المقال (إن جاز أن يطلق عليه كذلك) موجه إلى شخص لا يعرف أي شئ عن الاتجاهات الادبية والشعرية ولم يقرأ في حياته لاحد منها

ومن وجهة نظري الشخصية (وأرجو عدم حذفها) يمثل وصاية عقلية للجهلة على الجهلاء

ولذا نلمس في الحداثة قدحاً في التراث الإسلامي ،وإبراز لشخصيات عرفت بجنوحها العقدي كالحلاج والأسود العنسي ومهيار الديلمي وميمون القداح وغيرهم .وهذا المنهج يعبر به الأدباء المتحللون من قيم الدين والأمانة،عن خلجات نفوسهم وانتماءاتهم الفكرية .  

أرجو اضافة "مأساة الحلاج" مسرحية شعرية لصلاح عبد الصبور إلى مقترحات الدكتور أبو حلاوة

كما أرجو قبل قرائتها قراءة شئ عن الشخصية أما في كتاب "الحلاج " لسامي خشبة أو "المسافرون إلى الله بلا متاع" لجمال بدوي

ويمككننا أن نتناقش حولها لأني أظن أنها عمل ممتاز (قرأته حوالي 4 مرات)

أما نصيحتى للجميع

أقرأ بنفسك أي كتاب أو لاي كاتب خصوصا إذا نصحت بعدم قرائته

ولا تجعل من أحد أبدا وصيا على عقلك

لانك ببساطة انسان كامل الاهلية

تحياتي

واحد مصري

الجهل أصل كل بلاء ، ومنبع كل نقيصة

رابط هذا التعليق
شارك

واحد مصري كتب

يمثل وصاية عقلية للجهلة على الجهلاء

حقيقة التعبير ده عجبني جدا و يصف بصدق تلك النوعية من الكتابات

الرئيس مسئول عن كل ما تعاني منه مصر الأن

لا

رابط هذا التعليق
شارك

أنا بصراحة لن أتكلم عن القصة و الشعر لأنني لست من هواتها و لست ممن يستطيعون فهم الكثير من تلك القصص الحداثية فذلك الأسلوب الغامض و المبهم و الرمزي قد يصعب على أمثالي فهمه !!

و لكن بخصوص مأساة الحلاج مثلا ..

لا يمكن الفاع عن الحلاج بأي شكل من الأشكال ..فالرجل خالف الاعتقاد الاسلامي بصورة صارخة .. و لكن تجد البعض أنه كلما خالف أحدهم المسلمات تجدهم يصفقون و يهللون .. و هذا ابداع و هذه حداثة و تقدم !!

بصراحة أصبحت كتابات معظم الحداثيين تصيبني بتقزز و غيظ شديد ..!!

و قرأت أشعارا لأدونيس .. فوجدتها الكفر البواح و الباحية البغيضة !!

فلا يمكن أن يصنف ما يقوله أدونيس بأنه فكر و ابداع ..لا يمكن بأي حال من الأحوال ..

و بخصوص المفكرين الحداثيين :

الجابري .. محمد أركون .. و هاشم صالح الذي ترجم كتب أركون ..نصر حامد أبو زيد .. مفسر القرآن الجديد المدعو محمد شحرور ..

بصراحة .. مش عارف أقول ايه !!

لا أريد أن أكفر أحدا ..

و لكن ما قرأته لمعظمهم ..تعد مصائب بصراحة !!

و الكلام ليس عن ترك الحجاب فقط ..

بل إمتد ليطال القرآن ..و التشكيك و الهمز و اللمز ..الذي لا يخفى على إنسان ذو فهم متواضع مثلي ..

أظن أن الحديث هنا ليس عن الأسلوب الشعري أو النقد الأدبي بقدر ما هو عن النقد الفكري و الاعتقادي .

الأخ wahed_masry :

أقرأ بنفسك أي كتاب أو لاي كاتب خصوصا إذا نصحت بعدم قرائته  

ولا تجعل من أحد أبدا وصيا على عقلك  

لانك ببساطة انسان كامل الاهلية  

أتفق معك تماما ..

و لكن لي إضافة صغيرة ..

ألا تتفق معي أنه يجب قبل قراءة مثل هذه الكتابات أن يكون الانسان على علم جيد بعقيدته السليمة ؟؟

بعد ذلك و بعد إطمئنانه لعقيدته و ثقته فيها ..

ليقرأ ما يشاء ..

و لكن بصراحة لطالما لمت الإسلاميين في السعودية بالذات .. على أنهم كانوا السبب بشكل أو بآخر .. فالتحجر الفكري و رفض الآخر تماما .. بالإضافة الى الى التناقض في المؤسسة الدينية الرسمية هو الذي دفع الى ظهور تيار الحداثة بقوة .. بل قد يكون أكثر ضراوة في السعودية منه في كثير من الدول .. فتلك المؤسسة تناقض ما تدعو اليه من أمر بالمعروف و نهي عن المنكر ..بالإضافة الى ظلم للمرأة بصراحة .. فلماذا لا تقود المرأة سيارتها ؟؟

ما المانع ؟؟ من أين أتوا بتلك الفتوى ؟؟

التقاليد أصبحت عبادات .. و هذا خطأ كبير ..أن من سيثور على التقاليد أصبح ثائرا على الدين .. و بالتالي فهو زنديق ..

فيقول بعضهم .. خلاص .. زنديق زنديق ..

و على رأي الأغنية .. هات الزجاجة و اقعد لاعبني ..

بايزة بايزة ..

يعني طالما أنا في نظرهم علماني زنديق ..يبقى أكمل الدور كله بقى !!

معظم العلمانيين و أصحاب هذا الفكر .. كانوا مجرد ردود أفعال ليس أكثر .. و لا أنكر أن منهم من اعتنق هذا الفكر عن رغبة و اقتناع .. و لكن لأنه فكر تحرري اباحي ليس أكثر !!

هل انكار الله أو الغمز و اللمز في القرآن سيفيده شيئا ؟؟

لن يفيده سوى أن ذلك يعطيه مساحة أكبر .. بل يطلق له العنان لكي يفعل ما يريد .. فلا رقابة من أحد على تصرفاته !!

هناك منتدى لهذا الفكر .. اسمه .. طوى .

أظن أن الأخت غاردين تعرفه بحكم أن لها ميول أدبية و بحكم أنها سعودية أصلا .. هذا المنتدى السعودي .. يضج بفئة لا تحرم حراما أبدا .. كل شيء مباح .. من الكلام عن الرسول صلى الله عليه و سلم و القرآن .. الى الكلام عن الاباحية !!

قرأت هناك ما قد يبعث على الغثيان .. أشعار في منتهى الانحطاط و الحيوانية يعاف لساني أن أرددها أو أوردها هنا !!

حتى عنوان المنتدى . ( إنك بالواد المقدس طوى ) !!

هل يعقل هذا ؟؟

تهكم صريح من القرآن الكريم !!

أول القصيدة كفر !!

و الدافع .. التنوير ..

و الله لو أن هذا التنوير لأفضل أن أقضي بقية عمري في ظلام دامس حالك السواد !!

ماذا دفع أشخاصا يعيشون في أرض الحجاز مثلا .. لأن يقولوا كلاما كهذا و أن يكون تفكيرهم منحرفا الى هذا الحد .. و الثورة على كل ما هو ديني في هذا الوسط المحافظ المتدين ؟؟

لابد ان يكون هناك نار تحت الرماد !!

أخطاؤ تتراكم .. و نفسيات تتعقد ..

و النتيجة .. تصل الى الكفر أيحانا !!

و لعل عدم وجود مفكرين اسلاميين واعين في الممكلة كان سببا في انتشار هذا التيار ..

تعجبني آراء الدكتور سعد الفقيه .. المعارض السعودي الاسلامي في لندن ..

حتى في مصر ..تجد أن كثيرا من أبناء هذا التيار كانوا أبناء لأسر متدينة و مشايخ و علماء أزهريين ..لماذا !!

كاتبة مثل نوال السعداوي .. كلما تكلمت تقول أنا والدي كان شيخ أزهري .. و أعرف و قرأت و سمعت !!

ماذا دفع الدكتور مصطفى محمود لأن يكون ملحدا في بداية حياته .. إنها قصة غريبة قالها له أحد المشايخ في كتاب القرية بخصوص آية قرآنية لة وضعت على الحائط لمنعت الذباب و الحشرات من دخول المنزل !!

كذلك كان الحال في ظهور العلمانية أصل في أوروربا ..

ردود أفعال ليس أكثر .

كتابات الشيخ محمد الغزالي رحمه الله .

و الشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله .

و الدكتور محمد سليم العوا ..

أعتقد أنها تمثل الفكر الاسلامي الصحيح .. و الله أعلم .

فهم يقبلون النقاش و الحوار حتى مع ألد خصومهم الفكريين .. و كان لهذا فضل كبير في تغيير آراء كثير من العلمانيين المتعصبين أو على الأقل تحجيم دورهم و التخفيف من حدة تفكيرهم .

نسأل الله العافية و الثبات .

و الله من وراء القصد .

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله.. واخو الجهالة في الشقاوة ينعم

هذه مدونتي:

Fathy

رابط هذا التعليق
شارك

عزيزي براود

أنا لا أحاول هنا أن أستميل القارئ للحلاج

فواضح أن مقصدي لم يصلك

الحلاج كان فاسد الاعتقاد مدعي بالاحلال

أتفق معك في هذا!!!!!!!!!!

ولكن ما لا اتفق معك فيه أن هذا هو كل شئ

فالمسألة أكبر من ذلك

عدد المجاذيب ومدعي الاحلال كان بالمئات في ذلك العصر

والمشاهير منهم كانوا عشرات

ومنهم مثلا البسطامي

ولكنهم أعدموا الحلاج

وفي هذا أقوال تاريخية كثيرة تدور في معظمها عن دور الرجل في تأليب الفقراء على النظام والمطالبة بحقوقهم وبرفع الظلم الواقع عليهم

أما رائعة صلاح عبد الصبور

فتصور القضية بعمق فني رائع ومركب

إذ أنه لا يجعل من الحلاج بطلا أسطوريا

بقدر ما يناقش بقوة مواقف الناس المختلفة من قضيته ودوافعهم

منذ القبض عليه وحتى اعدامه

ويعد مشهد المحكمة في تلك المسرحية وحوار القضاة الثلاثة حول عمومية أو تخصيص الحكم وشعورهم الخفي بالجريمة من أجمل القطع الحوارية في المسرح الشعري الحديث

نعود إلى الموضوع

أن تحويل كل شئ في العالم (خصوصا في مجال الادب) إلى مقولة (هذا الرجل كافر أو شيوعي أو فاسد العقيدة ، فلا تقرأ له) هي مأساة فكرية ضخمة

أحيانا تذكرني بفيلم 451 فهرنهيت

أما عن مسألة شرط

أنه يجب قبل قراءة مثل هذه الكتابات أن يكون الانسان على علم جيد بعقيدته السليمة ؟؟  

بعد ذلك و بعد إطمئنانه لعقيدته و ثقته فيها ..  

ليقرأ ما يشاء ..  

فاسمح لي أن أختلف معك جزئيا

لأنها أولا تفترض عدم الاهلية في الشخص المتلقي ووصاية المتكلم أو النظام على عقله بحيث يؤهله من وجهة نطره ليتلقى ما يريد

وثانيا لانها لا تضع أي معايير محددة لهذه الاهلية

وثالثا لانها تفتح الباب على مصراعيه لمقالات مثل التي أعلاه يفترض كاتبها أنه يوجه الناس بينما هو يجردهم من أبسط معاني الانسانية

أنا يا سيدي ضد الحظر على أي فكر (خصوصا في المجالات الادبية) وضد مصادرة أي كتاب

ومازلت عند رايي

أبدأ بقرائة ما تنصح بعدم قراءته

ولكم التحية

واحد مصري

الجهل أصل كل بلاء ، ومنبع كل نقيصة

رابط هذا التعليق
شارك

براود مسلم كتب

أنا بصراحة لن أتكلم عن القصة و الشعر لأنني لست من هواتها و لست ممن يستطيعون فهم الكثير من تلك القصص الحداثية فذلك الأسلوب الغامض و المبهم و الرمزي قد يصعب على أمثالي فهمه

عزيزي براود مسلم اعتقد ان الحداثة تيار ادبي و المسألة مسألة ذوق و انت لست مطالب ان تتذوق تلك الكتابات و تعجبك و انت لا تلام علي ذلك

لكن بصراحة لطالما لمت الإسلاميين في السعودية بالذات .. على أنهم كانوا السبب بشكل أو بآخر .. فالتحجر الفكري و رفض الآخر تماما .. بالإضافة الى الى التناقض في المؤسسة الدينية الرسمية هو الذي دفع الى ظهور تيار الحداثة بقوة .. بل قد يكون أكثر ضراوة في السعودية منه في كثير من الدول .. فتلك المؤسسة تناقض ما تدعو اليه من أمر بالمعروف و نهي عن المنكر ..بالإضافة الى ظلم للمرأة بصراحة .. فلماذا لا تقود المرأة سيارتها

عزيزي براود في المقال التي نقلته الاخت غاردين كنت اقرأ بعض المغالطات و ابتسم منها بشدة

التيار الحداثي ليس مرتبط باتجاهات سياسية او دينية محددة .. قد يكون محمود درويش شيوعي قد يكون ذلك الكاتب من اتباع تلك النظرية او ذلك الفكر و لكن لا يعني ذلك علي الاطلاق ان نخلط الاوراق و نصل بالتبسيط حتي الكوميديا كما وصل كاتب المقال المذكور اعلاه

معظم العلمانيين و أصحاب هذا الفكر .. كانوا مجرد ردود أفعال ليس أكثر .. و لا أنكر أن منهم من اعتنق هذا الفكر عن رغبة و اقتناع .. و لكن لأنه فكر تحرري اباحي ليس أكثر

عزيزي براود لا توجد اي علاقة مباشرة بين العلمانية و الاباحية و التيار الحداثي

اعتقد ان اهم ما في مداخلاتك هي ان البعض يحاول ان يفرض نفسه وصيا علي الاخرين متمنطقا باسباب دينية و كما وصلت انت للنتيجه ان رد الفعل بيكون عكسي و احيانا لأقصي درجة

كل ما كتبه صاحب المقال المذكور مغالطات في مغالطات و استنتاجاته اقل ما يقال عنها انها مهزلة و للاسف يرتكبها باسم الدين الاسلامي

الذي أعلن نفسه وصيا عليه

عزيزي براود الحداثة قد اسدت للغة العربية و الادب العربي فضلا كبيرا و اثرت الادب العربي بما فيه شك --- من وجهة نظري --- من حققك ان تختلف معي في وجهة نظرك و من حقك ان تقول انك لا تتذوق شعر النثر و شعر التفعيلة و غيرة --

و لكن ليس من حق اي متظاهر جاهل مثل كاتب المقال ان يعلن حكما باعتبار تيار ابداعي بأنه كفر و كل كتابه كفرة و منحلون

الرئيس مسئول عن كل ما تعاني منه مصر الأن

لا

رابط هذا التعليق
شارك

أبو حلاوة .. واحد مصري ..

ما اعتبرته مجازا مقال هو كتاب .. و مطبوع هنا كذلك ..

اسمح لي أنا أعتبره لا هذا ولا ذاك فهو لم يملك أي مقومات من مقومات الحداثة بل حصرها في أمور بعينها .. و الحداثة أعتقد أنها شملت أشياء كثيرة في حياتنا ..

نعم أنا مع كل من ينادني أن نتجاوز في الكتابة الأدبية و الفكرية الذات الإلهية و الملائكة و الرسول .. بأي تلمح يخرج من العقيدة أي عقيدة كانت إن كانت مسلمة أو مسيحية أو يهودية .

و ما دون ذلك فلا أرى أي مانع يمنع أن يكتب صلاح عبد الصبور عن الحلاج .. فقد قرأت المسرحية و قرأت معظم ما كتبه لم أجد بها مأخذ حسب رؤيتي طبعا ..

فإذا كانت الحداثة تعاني من نواقص وثغرات واضحة حاليا .. فإن ذلك لا يبرر بأي شكل التراجع عن المبادئ الكونية والحضارية.. على العكس، ينبغي ان نتشبَّث بها اكثر فأكثر في هذا المناخ العالمي الذي انهارت فيه القيم او انحلّت ولم تعد هناك الا القيم التجارية الاستهلاكية من جهة، او القيم الاصولية المتعصبة من جهة أخرى .. !

اما بالنسبة للحداثة الشعرية الأدبية التي ذكرت من خروج عن تقليدية القصيدة و القوافي و اللجوء لسيريالية الكلمة .. أعتقد أننا في الوقت الحالي تجاوزنا هذا منذ زمن فأصبحت ساحة الأدب الآن تغلب عليها القصيدة السردية الغارقة في الرمزية ذات تفعيلات معينة و احيانا ليس لها أي ملامح و تظل عدة أفكار تدور حول فكرة واحدة ..

تسألني عن رأيي في الحداثة .. و هل العصر الذي نعيشه ليس زمن الحداثة ؟

أن الحداثة تعم كل شيء ، بل حتى ذلك الجهاز الذي نكتب به من إنتاج التحديث والحداثة ، فالأخذ بالعلم التجريبي شيء لا بد منه كي نستطيع الوصول إلى أشياء كثيرة ..

اما الميتافيزيقيات ، فتبقى في الأذهان فقط ، لأنها لا تمس واقع الناس ومعاشهم ، نعم هي تمس نفسياتهم وإيمانهم ، ولكن لا يعني عدم الأخذ بهذا في المجتمعات الغربية أنها مرفوضة وتمثل روح الحداثة ؟؟؟

في نهاية الأمر أجد أن كاتب هذا الكتاب .. لم يوفق ابدا في الأمثلة الأدبية التي طرحها و أن كان وفق في تعريف الحداثة على أنها فرع من فروع العلمانية فقط :(

أتمنى أن أكون وفقت في قول رأيي .

رابط هذا التعليق
شارك

Proud Muslim

اقتربت بطريقة ما مما أقصده و مما ننعانيه كمجتمع سعودي ..

فالكاتب نظر إلى الحداثة بعقلية الأجداد ، وهي لا تصلح أبداً في نقد أو الحكم على الحداثة ، لأنها أمام الحداثة ستكون متصلبة ومتيبسة لا تتجاوز أطر الموروث والتقليدي ..

الحداثة تتعدى المفهوم الأدبي إلى كل مناح الحياة ، فهي المسؤول الأول عن إنتاج البشرية الحضاري في القرن العشرين برمته وليست محبوسة في المجال الأدبي والفني فقط ..

وحتى من حيث الفن والأدب ، فالحداثة تثير الأسئلة دوما في نصوصها ، لأن المسألة ليست تمثيلا للواقع ورسمه فقط ؟؟؟

فالحداثة تحتاج في نقدها إلى ذائقة فنية وأدبية متحركة وغير جامدة ومتصلبة ، فلا يأت أحد يتحدث عن الحداثة لمجرد أنه لم يفهم النصوص فقط !!!!

ولا يعني ذلك أن كل النصوص الحداثية جميلة ، فهناك ما هو ساقط ولا يعتد به ، وهناك ما هو جميل ويجعل الأسئلة تطل برأسها بين الجمل ..

لا أعلم .. فعلا في بلدي تجد الأسلاميون - كما أسميتهم - يبحثون عن أي قضية لأثبات التحريم و ليس للوصول للحق لأن المجتمع أعطاهم هذا الحق .. !!

أعرف منتدى طوى .. و هو محجوب في السعودية لكن يستطعون الوصول إليه عن طريق كسر البروكسي ..

و قد قرأت فيه ما يندى له الجبين .. لكن ليست هذه الحداثة .. هذا ما ذكرته يا سيدي من ثورة ضد كل الأعراف و الموروثات التقليدية التي لا تمت حتى للدين بصلة .

ولا يعني ذلك الاتفاق الكامل مع كل التوجهات الحداثية في المجالات الفنية ، ولكن يبقى أن الحداثة فتح جديد جميل أضاف للبشرية الكثير الكثير الذي لم نستوعبه ولن نستوعبه مادامت العقليات المحنطة هي التي تتحكم في المجتمع ، وبطريقة سطحية ..

نحن للآسف نفتقد الوسيطة في كل حياتنا .. و نفتقد الإيمان الحق بعقيدتنا .. لهذا ننظر دوما لكل ماهو جديد على مجتمعنا بانبهار .. و أنه هو مخرجنا مما نحن فيه .. فقدنا النظرة المنطقية لكل نتاج الحضارة الحالية .

رابط هذا التعليق
شارك

اظن ان المقال به جزء كبير من خلق اعداء وهميين و محاربة طواحين الهواء و "الناس اعداء ما جهلوا"

فقد خلط العقائد بالادب بالعلم الخ وتجميعهم كلهم في كفة واحدة ووضعهم في مقابلة الايمان و التوحيد و بهذا يكون كل شئ محرم و ضلال الخ

لا انكر ان بعض الكتاب يدخل في كتابتهم الالحاد و قد ذكر براود مسلم بعضهم

و لكنهم يكتبون فكر و ليس ادبا

و هذا موجود من زمان ايضا و ليس ظاهرة جديدة

فاشعار ابي نواس فيها من الخلاعة ما تمجه النفوس الان

و ابي الطيب سمي متنبي لانه حاول معارضة القران

و هو القائل

أغاية الدين أن تحفوا شواربكم *** يا أمة ضحكت من جهلها الأمم

و ابن الراوندي الملحد الف كتب صريحة في معارضة القران و الالحاد

و ابي العلاء المعري اتهم بذلك ايضا و قال اشعار فيها انتقاد لحال الدين و المتدينين في ايامه

و الغزل و ما شابهه موجود في كل الاشعار على مر الزمان

و هناك كتيب ظريف للشيخ الاديب علي الطنطاوي (و هو سوري) يذكر فيه امثلة

من غزل الفقهاء

http://www.alnoor-world.com/ali/17-1.htm

الشعب اراد الحياة و القيد انكسر

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...