الطفشان بتاريخ: 8 أبريل 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 8 أبريل 2003 http://www.islamtoday.net/articles/show_ar...d=79&artid=2028 نحن الكويتين بعد حادثة الغزو العراقي للكويت في (2/8) أصبحنا مأسورين داخل أسوار هذه الأزمة، لا نستطيع منها فكاكاً، فهي التي تصنع لنا الأولويات، وتوجه مفاهيمنا! وبدلاً من أن نمتص هذه الأزمة ونتجاوزها، قمنا نجترها في المحافل والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية، ومع اعترافنا بفداحة الجرم الذي ارتكبه النظام العراقي، وما تلا ذلك من شرخ واضح في النظام العربي، إلا أننا نقول: لابد من تجاوز الأزمة مهما كان الثمن؛ لأن ذلك أجدى للأمة وأدعى لرأب الصدع الحادث، وهو مما يساهم في رد كيد الأعداء، أو التقليل من أثره على الأقل ! ثم نحن جزء من هذه الأمة، همومها همومنا وآلامها آلامنا، فلِمَ التخلي عن ذلك كله؟. ولكن مع كل ذلك - ومع أهمية الوعي بتداعيات هذه الأزمة- أصررنا على جر الماضي، والتباكي على أطلاله في كل مناسبة، بل وفي غير مناسبة أحياناً، فالشارع الكويتي العام-ومعهم المفكرون والمثقفون- يعدون الكويت خارج نطاق العالم، وأنها ليس لها بالعالم الإسلامي أي صلة أو علاقة، وإنما المهم هو الكويت فقط، كمن يقول أنا ومن بعدي الطوفان! . هذه النظرة القاصرة والمحدودة والظالمة عزلت الكويت عن باقي الدول العربية والإسلامية، وهذا ما نذوق من جرعاته غصصاً اليوم، وبعد ضرب العراق البلد المسلم والعربي، عزلت الكويت لسوء السياسة والتخبط الإعلامي، والاندفاع دون بصيرة إلى البيت الأبيض، مع التخلي بلمح البصر عن التراث والأخوة والدين!، هذا على المستوى الشعبي، أما على المستوى الرسمي، فلا تكاد تحس تعايشا مع الأحداث الجسيمة التي ستطرأ على الخارطة السياسية، ولا التحولات الجيوسياسية على المنطقة برمتها، وتبدو اللامبالاة من خطورة الوضع القادم حتى على الكويت نفسها، فالتلفزة الرسمية تعيش حالة من الوجد في الفناء العربي وفناء الأمركة الإعلامية، ويساهم في دعم هذه الحالة -المضحكة المبكية- الجماعات الإسلامية العاملة في الساحة السياسية الكويتية، هذه الجماعات التي لم تر أكثر من أرنبة أنفها، ودلت - بما لا يدع مجالاُ للشك- على قلة وعيها وضعف بصيرتها، وانسياقها مع أهواء الحكومة، بل مع مصالحها المرتبطة ببعض، والعجب هذا الانسياق المحموم بطواعية مذهلة وملفتة للنظر وراء النعيق الأمريكي، فأصبحوا ملكيين أكثر من الملك! مع افتراض أنهم أعلم الناس بقضية الولاء والبراء، ولكن لعن الله الغزو، فقد فعل فعله في هذه النفوس المريضة والغبية في آن. إنها حالة من التردي الفكري والانحطاط العام الذي تعيشه هذه الدولة. وتناسى الإسلاميون كل منطلقاتهم العقدية التي توارثوها عبر الأجيال الإسلامية والكتابات التي كانت، وراحوا يتراكضون لمباركات واهية، وبحجج لا تقنع حتى الرضيع في مهده! . وفي ظل هذه الظروف القاهرة، والباعثة على حال من اليأس والانتكاس إلى الوراء والتردي، تبرز أهمية الدور الذي يجب أن يقوم به الواعون من طلبة العلم الشرعي، والدعاة الذين لم تتلوث أياديهم من جيوب غيرهم، لمصارعة هذا الواقع، ومحاولة تغيير هذه الأحداث الجسام التي ألمت بهذه الأمة العظيمة، وكأني أرى مصداق حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-، عندما كان يرى مواقع الفتن وهي تنزل كقطع الليل المظلم "يمسي الرجل مؤمنا ويصبح كافراً يبيع دينه بغرض زائل من الدنيا"، ويحاول هؤلاء العاملون قراءة الواقع بصورة صحيحة لا لبس فيها ولا غموض! ثم تعليم الناس ما هم عليه من واقع أليم، مهما كانت التضحيات. إننا بحاجة ماسة إلى تدبر واقعنا الأليم، من خلال الآتي: 1–القرآن الكريم: والنظر في سوره وآياته التي تشير إلى انتكاس الفطرة، وإلى الأمم التي كانت، ثم تهاوت أمام مطارق السنن الكونية. 2-السنة النبوية الشريفة، التي جسدت الكثير من قضايا المستقبل، ورسمت للمسلم طريق الخلاص والنجاة، ودفعته إلى التغيير والمساهمة في صناعة الحياة الحرة الشريفة. 3-السنن الكونية التي لا تحابي أحداُ -كائنا من كان- !. 4-القراءة السياسية الواعية والشاملة، التي لا تقتطع أرضا عن جغرافيتها، ولا نصا من سياقه التاريخي ومجاله التداولي. إذا أدركنا ذلك وفهمنا واقعنا، ومركز المسلم في هذا الكون وهذه الأرض، - نستطيع حينئذ التخلص من عقدة الإقليمية الضيقة، ونندفع نحو البناء الجاد لهذه الأمة، وليس فقط لهذه الأرض. إن أمامنا أموراً عدة لفهم ما يحصل حولنا. من هذه الأمور على سبيل المثال: 1-أن الكوارث والمآسي والبلاءات، وما يقع على الإنسان، إنما هو من صنع يديه " فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير" فما يصيبنا اليوم من هذه الفتن والقضايا العظام، إنما مرده إلى الرضا بالواقع الفاسد، والاستسلام للوضع الاجتماعي الضاغط على تفكيرنا وعلى تطلعاتنا، وما يصاحب ذلك من عدم محاولة الاندفاع للتغيير الذي ننشده ونصبو إليه، إن ربنـا -سبحانه وتعالى- يوضح لنا أمراً في غاية الخطورة والأهمية، ويكون هذا الأمر ناموساُ إلهياُ لا يمكن تخلفه بحال "واضرب لهم مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة... فكفرت بأنعم الله" إن الكفر ليس مقصوراً على الكفر الواضح الصريح، إنما قد يعني الكفر بالنعمة، مع وجود الناس المتدينين، إن خطورة هذا الكفر أنه لا يكاد يشعر به أحد، بل الجميع يتغافلون عنه، ويسيرون الخط المعارض لشكر النعمة، من أمر بمعروف ونهي عن منكر، وعمل للدين، وإخلاص الشكر له وحده سبحانه، مع ما يرافق ذلك من دعوة إلى المعروف الأكبر، وإقامة الشرع الحنيف في واقع الناس وحياتهم، عندما يتخلف هذا كله، فماذا تكون النتيجة، وكيف يترتب الجزاء؟ إنها - باختصار شديد- "فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون"، فصناعة أيدي الناس هي التي تجلب هذا الخوف والجوع، بل هي التي تحيك خيوط هذا الثوب أو اللباس، وهي التي ترفعه لتضعه عليها علامة على الكفر بهذه النعم. وكثيرة هي الآيات والأحاديث التي تؤكد هذا المعنى وتوضحه، فهذا الخوف الذي ينتابنا في هذه الأيام، والهلع الذي يتسم به الكثيرون، وتسليط الأعداء علينا، واستصغارنا، إنما مرده إلى هذه النقطة الأساس، التي لم يشر إليها الكثيرون، بل يظنون أنهم يمتنون على الرب -تعالى- من تلك الصدقات المبعثرة يمنة ويسرة. 2- أن هذا البلاء إنما يرفع بالتضرع إلى الله، والإنابة إليه، والخوف منه، والتوبة الصادقة "فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم"، فقسوة القلوب والتمادي في الباطل منع لرفع العقاب من الله تعالى، والله تعالى ليس بظلام للعبيد!. 3- الإيمان الجازم بأن هذه الأمة لن تموت، بل هي موكلة بقدر الله لتغيير الخارطة السياسية والاجتماعية والدينية للعالم بأسره، وهذا مما يجعل المسلم دائم الاطمئنان بأن هذه الأحداث إنما تعصف قليلاً، ثم سيكون المستقبل لهذا الدين! والمسلم جزء من هذه الأمة، ولا يكون التغيير إلا من خلال الإنسان، وليس بكلمة كن الإلهية، فهذا مما يدفع المسلم للعمل التغييري المنشود، وأن يساهم بأي جهد يظن أنه يوصل إلى الطريق. 4- التدبر في الكتاب والسنة ثم في التاريخ، ففي الكتاب والسنة نصوص في الفتن والملاحم، ومواقف السابقين من اتباع الأنبياء ومواقف الصحابة وغيرهم، وفي التاريخ نبأ لنا بأن هذه الأمة كلما ضاقت عليها الحلقات واستحكمت، أخرج الله تعالى لها من يعيدها إلى مصاف الأمم، ومن يجدد لها دروب العلم والعمل، ويسطر أمامها بالمداد الأحمر القاني سجلاُ من البطولات التي تجعلها في حاق مكانها الذي أراده الله لها أن تكونه. 5 -عدم تنزيل النصوص على واقع معين، خاصة في قضايا الفتن؛ لأننا لا نعلم يقينا هذا الواقع الذي تريده النصوص، ويندرج تحت هذا عدم الاعتماد على الرؤى والأحلام، ونجعلها هي التي ترسم لنا الطريق، بل لا بد من العمل حتى في أضيق الأزمنة، وما حديث الفسيلة منا ببعيد. 6 -الاعتقاد بأن القدر يحمل في طياته الخير الذي لا نراه ولا نعلمه، حتى إن رأينا الأيام سوداء كالحة، فقد يكون في الشر خير كثير، فالاطمئنان إلى قدر الله تعالى، والرضا بحكمه هو الأصل في أمثال هذه الأمور. إذا أدركنا هذه الأمور وتدبرنا في الكتاب والسنة، ونظرنا إلى التاريخ نظرة درس ووعي، نستطيع أن نتجاوز المحن، ونركب الظهر الذي يوصلنا إلى البر. هذه بعض القواعد أو الأمور والأفكار الأساسية في فهم الواقع، ومحاولة التصدي له، لا الانعزال عنه والتباعد عنه والانكفاء على النفس، خاصة بعد تردي الكثيرين، وانزلاقهم، وتأرجح أقدامهم وزللها، ثبتنا الله على الحق وربط على قلوبنا، وجعلنا من الصابرين المحتسبين. _________________ *كاتب كويتي مهتم بالفكر السياسي والحركات الإسلامية. الشعب اراد الحياة و القيد انكسر رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Proud Muslim بتاريخ: 8 أبريل 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 8 أبريل 2003 مقال جميل جدا .. و فعلا موقف مشرف .. ويساهم في دعم هذه الحالة -المضحكة المبكية- الجماعات الإسلامية العاملة في الساحة السياسية الكويتية، هذه الجماعات التي لم تر أكثر من أرنبة أنفها، ودلت - بما لا يدع مجالاُ للشك- على قلة وعيها وضعف بصيرتها، وانسياقها مع أهواء الحكومة، بل مع مصالحها المرتبطة ببعض، والعجب هذا الانسياق المحموم بطواعية مذهلة وملفتة للنظر وراء النعيق الأمريكي، فأصبحوا ملكيين أكثر من الملك! مع افتراض أنهم أعلم الناس بقضية الولاء والبراء، ولكن لعن الله الغزو، فقد فعل فعله في هذه النفوس المريضة والغبية في آن. هؤلاء من نعيب عليهم .. هؤلاء من نبكي عندما نسمع عنهم و عن ما يقولون و يفعلون .. و يبررون بالآيات و الأحاديث !! ليس في الكويت فقط .. بل هم موجودون في كل شبر من أرض الإسلام للأسف .. :( لا أدري كيف يمكن أن نسميهم حركات إسلامية !! نحن لا نعتب عى علمانيي الكويت .. و لا على حكامها .. و لا على إعلامها .. و لكن نعتب على من يطلق عليهم إسلاميين .. إن بعض العلمانيين او حتى الكفرة لهم مواقف مشرفة أكثر منهم .. و لست أفاضل بينهم .. و لكن ألا يخجلون ؟؟ يقول لي صديق يتردد على أمريكا كثيرا .. أن الأمريكان أصبحوا يقولون أن الولايات المتحدة أصبحت 52 ولاية بعد أن كانت 51 .. فالولاية ال 51 كانت إسرائيل .. و الولاية ال 52 أصبحت الكويت !! ألا يخجل هؤلاء الإسلاميون أن يطلق على بلدهم لفظ ولاية أمريكية .. الأمريكان يعايرونهم بالخيانة و التبيعة لأمريكا .. و الله انا أدفن نفسي و لا يتهمني أحد بهذه التهمة . و ممن .. من الذين يتبعونهم .. لا حول و لا قوة إلا بالله . هذا حال من أذل نفسه .. فمن أذل نفسه لأمريكا ..سيعرف معنى الذل عاجلا أم آجلا .. و سيذوق حكام الكويت هذا الكأس الذين أسقوه الى شعب العراق .. و إن لم يتخلي شعب الكويت عن عنجهيته و تكبره و تعصبه الأعمى لحكامه و حقدهم و غلهم لإخوانهم في العراق .. فلسوف يذوقون وبال أمرهم على يد الأمريكان .. بل و سيعرفون أن نار صدام أحلى من جنة امريكا .. إنما الأيام دول .. قال تعالى : و تلك الأيام نداولها بين الناس . ربنا يهدي أهل الكويت المساكين . ذو العقل يشقى في النعيم بعقله.. واخو الجهالة في الشقاوة ينعم هذه مدونتي: Fathy رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
الطفشان بتاريخ: 8 أبريل 2003 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 8 أبريل 2003 شخصت مكمن الداء صح و هذا الموقف و غيره يوضح لنا ان اختزال كل شئ في العقيدة خطأ يعني توقعنا ان شيعة العراق سيخونوا، و لم يحدث بينما السنة الاكراد في الشمال عاونوا الامريكان اذا العقيدة عامل من العوامل و ليست العامل الاساسي و لا الوحيد في كل حالة و مثلها دوافع هذه الحرب و غيره و غيره اذا، الاختزال في سبب واحد (غالبا ما يكون بنظرة الشخص نفسه) و تجاهل الاسباب الاخرى يعطي لنا نتائج غالبا ما تكون خاطئة الشعب اراد الحياة و القيد انكسر رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان