اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

من نحن ؟ (مهيب)


مهيب

Recommended Posts

من نحن

هناك ذكريات لا طائل منها الا أن نكتئب حينما نريد ذلك ... ويبدو أن إرادة الاكتئاب عند الانسان شيء ملازم له فى حياته .. ينطبق الكلام على الشجن .. ينطبق الكلام على عدم القناعة .. و ينطبق أيضا على الرغبة فى الحب . أما الفرحة فمذاق مختلف .. بالنسبة لى هو شيء مرتبط بعدم إحساس الآخرين ... أو فى أفضل الحالات يرتبط عندى بالكثير من اللزوجة و القبل و اللعاب المنطبع على الوجنتين .. مع فم قد تحجر على ابتسامة متجمدة .. كأنما أُخذت لتوها من غلاف مجلة ... لماذا الفرحة فى مجتمعاتنا سخيفة ... تأتى بترتيبات كثيرة و ضغوط كثيرة فلا نحس حلاوتها .. ثم تذهب معها الكثير من النفاق و المجاملات .. فلا نذكرها بخير بعد هذا ... فقط صخب و ضجيج و أصباغ و ابتسامات واسعة مفتعلة .. و تظل ذكرياتنا الخاصة هى تلك الهادئة الأنفاس و الكلمات .. الشجية .. العميقة .. التى لم نخطط لها يوما .. أو ننتظرها ... أو حتى نحلم بها ..

أبدا لم و لن أفهم ذلك الكيان المسمى (نحن) .. و أبدا لن أزعم بعد موتى أنى عرفت الكثير .. فقط حاولت قدر الإمكان ألا أرضى بجهلى .. حاولت ألا أخدع نفسى كثيرا .. حاولت أن أفهم و ألا أحرم نفسى من أن أحس .

"زغاريد كثيرة تملأ الأجواء ... الجو خانق ... و الأكسجين يبدو أكثر ندرة من البلوتونيوم ... ابتسامات .. ابتسامات .. ابتسامات بلاستيكية كتلك التى نراها فى صور عارضات الأزياء ... أشياء تلتمع بألف لون .. و خليط رهيب من الروائح التى كانت يوما ما زجاجات عطور مسالمة ترتكن بهدوء على أرفف المرايا ... ووسط كل هذا تداعى بداخلها سيل الذكريات .. سألت نفسها بهدوء هل تشعر بالفرحة الآن؟ .. تأملته بجوارها و هو يوزع ابتساماته مجاناً على الجميع .. ذات الابتسامات البلاستيكية .. تأملته قليلا قبل أن تقول لنفسها : “اليوم - إذا تذكرت - سأفرح قليلا قبل أن أنام "...

أبدا لن ندرك تلك العوالم الموجودة داخل أدمغتنا ... فكرت كثيرا فى طبيعة الملل .. و ماهيته .. و مادته .. لكنى لم أجد إجابة .. ربما الملل هو طاقة سلبية مصدرها أرواحنا ذاتها .. ربما هو الحنين الى أشياءٍ لا ندرى لها أسماءا .. ربما هو حالة صغيرة من التمرد .. حيث تتمرد أرواحنا على كل شيء ... على خلايانا و أعضائنا و الجو المحيط بنا ذاته ... و ربما الروح بين اللحظة و الأخرى تتوق الى الانطلاق خارج حدود الجسد .. أو خارج حدود المادية التى لا تنتمى إليها بحال من الأحوال ... ويبقى السؤال دائما .. فى أى مكان توجد ذكرياتنا ؟ .. حيث تركناها أم بداخلنا ؟ .. أم أنها جسر ما يربط زمنا ما بمكان ما .. بمشاعر و حالة مررنا بها .. و يحفظها بداخلنا حتى لا تفسد ...

حتى ذكرياتنا لن نأخذها معنا حين نرحل ...

"كان رأيه دائما أن المقاهى و الكازينوهات فى مصر يغلب عليها طابع مبتذل نوعا .. هى أماكن لمناقشة المشاكل أو للتحدث فى المشاكل أو لخلق المشاكل أحيانا .. نظر إليها كأنما يراها للمرة الأولى ... كم هى سخيفة و مصطنعة .. و بداخله انفلت السؤال .. كيف لم يحس بهذا من قبل .. كيف لم يرى سخفها و تكلفها و قدرتها الشديدة على بث الملل فى الأجواء ... أين ذهب انبهاره بها .. و بكلماتها و أفكارها ؟ غالبا توارى فى جزء غير مرتب من روحه .. و اختفى ربما الى الأبد .. يرقبها و هى تتحدث و كأنه ضبط نفسه على وضع (mute) حيث يرى لكنه لا يسمع .. من آن لآخر تخترق كلماتها عن حقوق المرأة و ما الى هذا أذنيه .. وبداخله يرتفع مؤشر الملل الى حدود لم يبلغها من قبل "

لكن متعنا البسيطة هى متعنا نحن ... و هى أكثر ما يمتعنا إن أجدنا التأمل ... لا نرى فى حياتنا إلا ما أردنا و مُنعنا ... و لا نتمنى إلا الوجبة التى اشتهيناها و لم نذُقها ... نظل نهرول طيلة رحلتنا و نحن نبحث عما لم نمتلكه .. أو عما أمتلكناه يوما و فقدناه .. لكن منا من استطاع أن يجد متعته دونما معاناة ..

أزعم أن سوبرمان لا يمتعه الطيران ...

"الجريدة .. و فنجان القهوة الصباحى ... و موسيقى البرامج الاذاعية المنبعثة من راديو الجيران .. كل يوم ذات التجربة التى يستمتع بها كأنه يمارسها للمرة الأولى ... زوجته تعد الافطار فى المطبخ .. و تتسلى بأن تتشاجر قليلا مع الأولاد قبل ذهابهم الى المدرسة .. رائحة الصباح البكر تتهادى من الشرفة المفتوحة .. الجريدة المسجاة أمامه .. يتحسسها بيده و هو يستمتع بملمس جريدة لم يقرأها أحد بعد .. فنجان القهوة أمامه و الذى يحرص على أن يعده بنفسه .. و رائحة الحياة من حوله .. انها اللحظة التى يتمنى أن يتجمد عندها الزمن .

من نحن ؟ و متى أتينا ؟ .. و متى نأخذ متاعنا القليل و نرحل؟ "

مهيب

<span style='font-size:14pt;line-height:100%'>حين يصبح التنفس ترفـاً .. و الحزن رفاهية .. والسعادة قصة خيالية كقصص الأطفال</span>

رابط هذا التعليق
شارك

لكن متعنا البسيطة هى متعنا نحن

نعم هي متعنا البسيطه التي قد لا تعني شيء للأخرين...بل قد يبتسمون ساخرين ويهمهمون بكلمات غير مفهومه كتعبير عن بلاهتنا وكيف نفكر...

دائما ما أحاول تذوق الرضا والقناعه في أي موقف حتي الكئيب منه....أكيد هناك بارقه ما من سعاده وأمل خافيه هنا أو هناك...

فإذا عثرت عليها تمسكت بتلابيبها....أشياء بسيطه تحييني...واشياء بسيطه أخري قد تقتلني...متعه أن أجلس مع نفسي بفنجان القهوة ..وأقرأ ولو ورقه قديمه أو أستمع إلي شريط قرآن ينساب بهدوءءءءءء يحيني...

تأملاتك يا مهيب تحدثت بطلاقه عما أشعر به...

حتي الشجار مع أولادي أستلذ به ...ليس جنونا...ولكن أعرف أن هناك أيام ستأتي لن أتشاجر فيها معهم..ولن أتجادل..ولن أراهم كثيرا...ولن أستمتع بهذه اللحظات...لذلك اتشاجر معهم بقلب وبذمه وضمير...

في مكان مثل الذي أتواجد فيه....المتع في الحياة محدوده..ولذلك كان من الضروري أن أبحث داخلي عمن أكون حتي أتأقلم مع هذا الجو الغريب اللامنطقي عما أعتدته من أشياء...

والحمدلله ....عرفت من أنا.....وعرفت ماذا أريد...وحددت أهدافي...وأتمني عند غلق الكتاب والرحيل أكون قد أنجزت كل ما أصبو إليه...وألا أكون أثقلت كاهل من يهمهم أمري ...

كنت

صن ضحكة الأطفال يارب

فإن هي غردت في ظمأ الرمال أعشوشبت

لكن إن زودوها وبكيوا ..ونكدوا ..... هايتلطشوا

رابط هذا التعليق
شارك

من نحن

... لا نرى فى حياتنا إلا ما أردنا و مُنعنا ... و لا نتمنى إلا الوجبة التى اشتهيناها و لم نذُقها ... نظل نهرول طيلة رحلتنا و نحن نبحث عما لم نمتلكه .. أو عما أمتلكناه يوما و فقدناه .. لكن منا من استطاع أن يجد متعته دونما معاناة ..

أزعم أن سوبرمان لا يمتعه الطيران ...

[من نحن ؟ و متى أتينا ؟ .. و متى نأخذ متاعنا القليل و نرحل؟ "

مهيب

دائما بحثنا عن المفقود .... يفقدنا الأستمتاع بما في أيدينا .... حقا هي فضيلة غالية .... الرضــــــــــــــا .... ممكن نحل كل مشاكلنا بهذه الفضيلة و الا سنظل نلهث وراء ما نطلبه و يصعب علينا أن نناله و حين نملكه نبدأ في البحث عن مفقود جديد يشقينا ......و ننسى أن نملأ عيوننا جيدا بالنظر مليا في وجه من نحبهم لأننا سنفقد متعة لقائنا بهم يوما ما بالفراق ....و نتذكر بعد حين كم كان يجب علينا أن نسعد بلقائهم .... دايما أيامنا الحلوة كانت في الماضي لاننا لم نرضى بما نمتلكه الآن من أسباب السعادة

و دائما نشكو رغم خلونا بحمد الله من داء حقيقي أو منغصات لو تأملنا جيدا .... لننشغل عن سعاداتنا التي نستحقها بأسباب تافهة .... ندرك فيما بعد كم كانت تافهة ....

أيها الشاكي و ما بك داء كيف تغدو أذا غدوت عليلا

هو عبء على الحياة ثقيل من يظن الحياة عبئا ثقيلا

و من تكن نفسه بغير جمال لا يرى الوجود شيئا جميلا

أيها الشاكي و ما بك داء كن جميلا ترى الوجود جميلا

( أيليا أبي ماضي )

يمكن الكلام بعيد شوية عن الموضوع ... لكن عذرا فأنها مجرد شجون أثارتها كلمات الأستاذ مهيب .

تم تعديل بواسطة سهران

من لي سواك .. و من سواك ... يرى قلبي و يسمعه

كل الخلائق ظل في يد الصمد ... أدعوك يا ربي فاغفر ذلتي كرما

و أجعل شفيع دعائي حسن معتقدي

رابط هذا التعليق
شارك

لكن متعنا البسيطة هى متعنا نحن ... و هى أكثر ما يمتعنا إن أجدنا التأمل ... لا نرى فى حياتنا إلا ما أردنا و مُنعنا ... و لا نتمنى إلا الوجبة التى اشتهيناها و لم نذُقها ... نظل نهرول طيلة رحلتنا و نحن نبحث عما لم نمتلكه .. أو عما أمتلكناه يوما و فقدناه .. لكن منا من استطاع أن يجد متعته دونما معاناة ..

أزعم أن سوبرمان لا يمتعه الطيران ...

من نحن ؟ و متى أتينا ؟ .. و متى نأخذ متاعنا القليل و نرحل؟ "

فعلا اخى الفاضل هى طبيعة النفس البشرية فى النظر الى ما هو مستحيل او الرجوع الى ما فاتنا من اشياء امتلكناها يوما

وافتقدناها واصبحت اليوم هى المستحيل

اشياء جميلة حقا افتقدناها كانت دوما بين ايدينا ولكننا لم ندركها الا بعد فوات الاوان وعندما نتذكرها نتمنى ان ترجع بنا عجلة

الذمن وتتوقف عندها ولكن الماضى لا يعود

احساسنا الدائم بجمال الماضى هو تعبير عن مللنا بالحاضر الذى يوما ما سنفتقده ونتحسر عليه هو الاخر اننا لم نتمتع به فى وقته

متعتنا بين ايدينا ولكن ينقصنا التصالح مع النفس المتمردة بداخلنا التى لا تنظر الا الى ماهو مستحيل ولا تحاول الاستمتاع بما هو

ممكن

احمد الله اننى تداركت هذا التصالح مع النفس ورضيت بما هو مقسوم لى لانها فى النهاية مقدرات ربنا . احاول بقدر الامكان

ان استفاد بما هو متاح فى الحاضر حتى لا ابكى عليه فى المستقبل كما بكيت فى حاضرى هذا على اشياء لم اعرف قيمتها

فى الماضى ولن تعود

شكرا لك اخى على تللك الخواطر التى جعلتنى اتوقف امام نفسى واسترجع ذكرياتها واحمد ربنا على ما انا فيه الان.

39078574.gif

الصداقة كنز لا يفنى لازم نحافظ عليه

رابط هذا التعليق
شارك

من نحن ؟ و متى أتينا ؟ .. و متى نأخذ متاعنا القليل و نرحل؟ "

يا مهيب هذه اول مرة ارد فى موضوع من مواضيعك الادبية

ياريت كان الرد فى ظروف احسن من كده

لكن حقيقى حسيت ان كلامك ده بيمسنى بشكل او بآخر

كل لحظة فى حياة الانسان نعمة

حتى تلك اللحظات التى لا نحبها و تمر علينا كأنها دهور

لماذا؟

لانها بإختصار تعوضنا بفاقد الوقت الذى ضاع فى لحظات الفرح و الانشغال بالأمور التى نحبها...تجعلنا نتوقف و نسأل انفسنا...من نحن؟و اسئلة اخرى كثير لطالما تجاهلناها و مضينا قدما فى الحياة الروتينية

ما يؤرقنى حقا فى هذه اللحظات هو كم الورق المفترض ان كتب فيه ما يجول فى خاطرى حينها فى محاولة يائسة لكتابة خوارزمية لخروج من المعتقل المسمى بالاكتئاب

ثم لا تلبث هذه الاوراق ان تجد طريقها الى البوتاجاز>>للحرق smk:

والحمدلله ....عرفت من أنا.....وعرفت ماذا أريد...وحددت أهدافي...وأتمني عند غلق الكتاب والرحيل أكون قد أنجزت كل ما أصبو إليه...وألا أكون أثقلت كاهل من يهمهم أمري ...

الله يكملك بعقلك يا ناش

ليتنى اصل لنصف ما وصلتى ايه

لله درك يا فاروق جويده

يا ليل إن عاد الصحاب ليسألوا عني.. هنا

قل للصحاب بأنني

أصبحت أدرك.. من أنا

أنا لحظة سأعيشها

و أحس فيها من أنا؟!

*******

العمر يوم ثم نرحل بعده

ونظل يرهقنا المسير

دعني أعيش ولو ليوم واحد

وأحب كالطفل.. الصغير

دعني أحس بأن عمري

مثل كل الناس يمضي.. كالغدير

دعني أحدق في عيون الفجر

يحملني.. إلى صبح منير

فلقد سئمت الحزن و الألم المرير

أقلل عتابك فالبقاء قليل...و الدهر يعدل تارة و يميل

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 0
      ودع الملايين حول العالم الملكة إليزابيث الثانية بحضور عدد كبير من قادة العالم وتقدم الملك تشارلز وكبار أفرادعرض المقال كاملاً
    • 3
      تشغلنى منذ فترة الكثير من التساؤلات ... ففى ظل هذا الزخم الشديد من تناقض المفاهيم .. فى ظل هذا الزخم الشديد من الاختلاف و العنف و الدماء التى تملأ الأجواء .. فى ظل الزخم الرهيب من الدعوات و الاعتراضات و تردى الأحوال ... أجد نفسى دونما ارادة أسترجع الكثير مما كنت قد قرأت عن أحداث تاريخية .. وقفت عندها تساؤلاتى و حيرتى ... يقولون أن التاريخ يحوى العجب العجاب .. و لعل دارس متعمق فى التاريخ البشرى بصفة عامة ليكون أقدر الناس على أن ينبئنا بم ينتظرنا ... والآن دعونى أسرد لكم بعض النقاط التى استوقفتنى
    • 3
      كل سنة وحضرتك طيب يافندم
    • 17
      لم يستطع أن يصدق أن اليوم هو آخر أيام دراسته .. يوم حفل التخرج .. نظر الى مبنى الكلية العتيق الجاثم أمامه .. اللافتات تعلو كل شيء ... و الكلية مزدحمة بشكل أو بآخر .. وجوه كثيرة يعرف أغلبها ... "انظر جيدا ... املأ عينيك فانك مفارق هذا كله " .. هكذا حدث نفسه .. لكنه لم يدر ما سر حالة الشجن تلك ... استمر توارد الخواطر بذهنه الى أن قطعه صديقه قائلا بمرح : "- لا تحاول أن تضفى جوا كئيبا على يوم مرح كهذا ... اننى لم أصدق يوما أن هذه اللحظة ستأتى و أتخلص و للأبد من حياة الدراسة تلك" ابتسم و هو يجيبه
    • 4
      :rolleyes: كل سنة وانت طيب وبالف خير وصحة وعافية وسعادة وهناء كل سنة وانت جميل الروح صافى القلب مالى الدنيا أدب ومؤلفات ومدونات كل سنة وانت بيننا بتسعدنا بحروفك ووجودك وما تغيبشى كتير كده وحشتنا وعقبال مليون سنة مادا اللى بقى شكل هارى بوتر وماما مانا
×
×
  • أضف...