رحلة

[دكتور ش ع م]

كانت لحظة عصيبة حين حدث هذا الإنفجار المدوي. فرأيتني أقفز دون إرادة مني في هذا الخضم

الهائل. نظرت يميني و شمالي فوجدت الكل يقفز بلا خيار و بلا تفكير. جن جنون الجميع..

هذا الذي أمامي أعرفه و هؤلاء الرفاق المنطلقون بجانبي أعرفهم أيضا.. لقد قبعنا سويا في

هذا المكان..كنا جميعا منذ أيام ..بل منذ لحظات بلا حراك..كالموتي. و فجأة دبت فينا

جميعا حياة ليست كأي حياة. اندفعنا جميعا رغم أنوفنا..حاول بعضنا أن ينظر للخلف

فلم يقدر...لم يجرؤ. كانت قوة غالبة تسحبنا للأمام ‘و محركاتنا تدفعنا دفعا في سباق

لا عودة منه.

كان الظلام حالكا. الجلبة في كل مكان.. الرءوس ترتطم ..و الرحلة لا تتوقف.. مسار

لا يعرف الراحة . الكل مشحون و الطاقة تكفينا لأيام.

كنا بلا عقل و بلا ضمير.. لم تكن لنا قلوب..أو ألباب نفكر بها أو تدفعنا للتمرد علي مصير

يقودنا نحو المجهول....لكن ما كنا نشعر به حقا هو طاقة خفية و يد عليا تأمرنا فنسير

و تحركنا فنتحرك.. و تشدنا أماما فنركض في مضمار كر لا يعرف الفر.

منذ برهة كنت أرقد كما يرقد الجميع، حيث يأتيني طعامي حيث أنا.. أتنفس عندما

تحين الضرورة،، و أحرك أطرافي بين الحين و الآخر كي أثبت لنفسي شيئا ما، ربما أني

حي؟..لست ضمن الموتي ؟..كلا كلا.. لم أكن لحظة حيا.. لم أشعر للحظة أنني حي.

كنت نصف حي..نعم نصف حي.. أو ربما رسول للحياة.

الرحلة مضنية إذن، و السباق محموم ، و كثيرون يسقطون ، و كثيرون تخور قواهم ،

و البعض يذوب في هذه الهوة السحيقة كحبات الملح. كنت أندفع بسرعة كنجم ثاقب

و كثيرون لم يزالوا يندفعون مثلي.. غير أني أشعر أنني الأقوي.. الأكثر انطلاقا.. والأكثر

إصرارا علي البقاء.... زادت سرعتي، و هذا الشيء في مؤخرتي يهتز بشدة.. ملأني

الرعب..صرخت.. و صرخ الجميع.. مكائننا لم تهدأ و أزيز أجسادنا السابحة لا يدل أن

رحلتنا قد أوشكت علي اللإنتهاء.

خطوات بسيطة... شيء ضخم مضيء يسد الأفق.. اقتربنا..ارتطمنا به،، و لكن دون

وجع.. دون ندم..و دون رغبة في الفرار. كان لينا جدا، و الدفيء المنبعث منه يسري

في جسدي كالخدر الذيذ... تشبثت..سقط الجميع..تشبثت أكثر. وجدتني أذوب،

تقطعت أوصالي و تمزق جلدي. أفرغت ما برأسي من مشاعر....... كلا.. بل هي نصف

مشاعر. هناك ضفيرة جينات أخري تشبهني إلي حد بعيد. إنها "نصف أنا".هناك سأضع

لون شعري ، و عصبيتي، و لون بشرتي ، و تمردي، و طموحي، و صبري..

لم أعد "نصف حي".بل أنا الآن إنسان كامل .

الآن صار لي عقل يدرك .. و قلب يحب .. و ضمير يسعد و يشقي.

الآن بدأت رحلتي الحقيقية..

بدأت رحلة الحياة.

[فولان بن علان]

كل شئ جميل ورائع

الأسلوب قريب مني وأنا منه قريب

السرد محكم

واللغة قوية متقنة

ولكن .....

لو كانت الفكرة أوضح لكان العمل أكثر اكتمالا في نظري

تحية وتقدير لهذا النص الرائع

[دكتور ش ع م]

عزيزي فلان: أشكرك علي تعقيبك اللطيف.

أتصور في بعض القصص القصيرة - و ربما تكون قصتي واحدة منها - يكون من

الصعب أن تطرح الفكرة الرئيسية للمتلقي علي طبق من فضة و إلا ستفقد

القصة جزءا هاما من رونقها و بهائها و أعني به ردة فعل القارئ أو قل شحذ همة خياله

كي يصل للفكرة.

علي كل:ربما تدلك هذه الجملة :

"هناك ضفيرة جينات أخري تشبهني إلي حد بعيد "

و جمل أخري و لو دققت جيدا

ستعرف حتما عن رحلة من أتحدث

لك شكري و حبي.

[فولان بن علان]

بالطبع يا دكتور

المتلقي لا يحتاج لمذكرة تفصيلية

هو مشارك في اعطاء النص أبعاد ربما لم يقصدها الكتاب

لكن إيضاح الفكرة ...تمكن... أكثر منه تبسيط

توسيع لقاعدة التلقي

واعتماد على قوة العرض

وجاذبية الأسلوب

الاقتراب من الألغاز ولا أعني النص الحالي

نخبوي أكثر منه ابداع للعموم

عموما هي قراءات ووجهات نظر

أكثر منها صواب وخطأ

دمت بكل الود

سعيد بالتواصل معك

[dr gml]

أخى العزيز

كلوحة سيريالية

أبعادها أكبر من إطارها

معناها فى بطن القارئ

قد يكون مختلفا عما يقصده كاتبها

قرأتها أكثر من مرة

ووقفت أمام كل كلمة مستمتعا

أسعدك الله بالحب والإدراك وبضميرك الحى

أيها المكتمل إنسانيا

لك شوقى ومحبتى

جمال

تم تعديل 6 يونيو 2008 بواسطة dr gml

[bentmasria]

هذا الموضوع الجميل ملتقى السادة الاطباء الكرام اسرتنى حروفه حتى انى اجد نفسى عاجزة عن التعبير بشكل كاف عن مدى دقة واحكام هذه الملامح التى شكلت رحلتك

سيدى

الرحلة مضنية إذن، و السباق محموم ، و كثيرون يسقطون ، و كثيرون تخور قواهم ،

و البعض يذوب في هذه الهوة السحيقة كحبات الملح. كنت أندفع بسرعة كنجم ثاقب

و كثيرون لم يزالوا يندفعون مثلي.. غير أني أشعر أنني الأقوي.. الأكثر انطلاقا.. والأكثر

إصرارا علي البقاء.... زادت سرعتي، و هذا الشيء في مؤخرتي يهتز بشدة.. ملأني

الرعب..صرخت.. و صرخ الجميع.. مكائننا لم تهدأ و أزيز أجسادنا السابحة لا يدل أن

رحلتنا قد أوشكت علي اللإنتهاء.

بداية كانت يجب ان تولد من نهاية او حكاية من بقايا السكون

رحلتك سيدى بضفيرة جيناتك الباقية هناك خاضها الجميع بطريقتهم الخاصة ولذا فقد تسللت الى عقولهم قبل قلوبهم وتخيلنا جميعا ولو لثوان اننا انت

هنيئا لنا بكاتب مثلك

وهنيئا لحروفك بك

هذا العالم السحرى فى عقلك يطلب منا فى اصرار ان نستزيد فزدنا

دمت مبدعا

البنت المصرية

[Salwa]

تحية عطرة للكاتب ولكل قارئ ومعلق هنا ..

جميلة جدا ياد.ش.ع.م....

صدقت البنت المصرية ...كلنا نجحنا فى الوصول ..بدليل اننا هنا..!!!

ولعلنا فى خلال تفكرنا نقتنع ان البداية حتى قبل صدمة الوهج ...كانت معاناة ..ربما كانت معاناة تتخللها لحظات استكانة ..!!..وتستمر نفس الرحلة الى ان..تلتقى بالنصف المكمل ..حتى بعد عبور صدمة النور بمراحل كثيرة ..

رائعة ...

والاروع فيها انها تجعلك تتساءل..؟؟ ..وان لم اكن انا من وصل ؟؟

هل كان الآخر سيكون ايضا ..انا ؟؟

وان اختلف عنى ؟؟؟

دمت رائعا ...

[دكتور ش ع م]

عزيزي جمال:

اللوحة السريالية التي نحياها الآن و التي ترسم تفاصيلها أيدينا

و ربما أيدي الآخرين .

و رغم أن أبعادها لم تكتمل بعد..

و رغم أن ألوانها خليط من مشاعر إنسانية بعضها متباين و كثير منها متسق

و رغم اتشاح كل منا بثوب قد قدر له سلفا..

يبقي السؤال مطروحا :

في أي رحلة تقبع حقيقة كل منا؟؟؟

في رحلة سابقة كان فيها الأقوي و الأكثر قدرة علي البقاء..

أم في رحلة حالية لسنا فيها سوي مجرد رقم تائه بين أرقام شتي

شكرا لك يا أستاذي و ملهمي.

سعيد بحضورك الدائم

لك حبي و شوقي

[دكتور ش ع م]

سيدتي أم مادا:

وصل كل منا إذن..

لقد كانت المحطة الأولي في رحلة كل منا..

نهاية بداية لم يشعر بها أحد

من انتهي كان أقوانا

و لكن .. هل من بدأ كان أصلحنا؟

بطريقة أخري: هل كل منا ليس سوي نتيجة حتمية لاجتماع جيني

حدث في لحظة ما؟ هل ما يعترينا من مشاعر فرح و ألم و عدوانية

و رحمة و طموح و قنوط هي مجرد إحداثيات في خريطة جينية

مخطوطة بعناية و قدرة فائقتين..

أم أن الألق الإنساني له أبعاد أخري تختبئ وراء مخيلتنا القاصرة

و لم يقدر لنا أن نكتشف روافده بعده.....

أشكر لك سيدتي حضورك الذي يسعد قلبي و قلمي علي السواء

و شكرا علي رقتك و لطفك.

دمت بألف خير

[دكتور ش ع م]

الأخت العزيزة سلوي:

يبدو سيدتي الفاضلة أننا محصلة مجموعة من صدمات

قد تكون موهجة أحيانا وقد تكون موجعة احايين أخري..

نخوضها أجسادا و نطف..

أرواحا و نفوس..

قد تجمعنا في شراكات أبدية..

و قد تفرقنا للأبد

نتلمس في ثناياها كفوفا للخير

قد نسعد بها..

و ربما نبغضها

إلا أنها ضرورات قدرية

لا سبيل للإنفكاك منها

أشكر لك ذوقك و كرمك

حفظك الله

[dr gml]

تحية عطرة للكاتب ولكل قارئ ومعلق هنا ..

جميلة جدا ياد.ش.ع.م....

صدقت البنت المصرية ...كلنا نجحنا فى الوصول ..بدليل اننا هنا..!!!

ولعلنا فى خلال تفكرنا نقتنع ان البداية حتى قبل صدمة الوهج ...كانت معاناة ..ربما كانت معاناة تتخللها لحظات استكانة ..!!..وتستمر نفس الرحلة الى ان..تلتقى بالنصف المكمل ..حتى بعد عبور صدمة النور بمراحل كثيرة ..

رائعة ...

والاروع فيها انها تجعلك تتساءل..؟؟ ..وان لم اكن انا من وصل ؟؟

هل كان الآخر سيكون ايضا ..انا ؟؟

وان اختلف عنى ؟؟؟

دمت رائعا ...

أخى الغالى شريف

أولا آسف على التطفل ولكن

أعتقد أن لى بعض الحق

فقد خضت نفس طريقك بالتحديد فى رحلتك

ياابن أبى وأمى

السيدة الفاضلة مدام سلوى

عندى إجابة_إن سمحتِ لى_

على التساؤل الوارد فى مداخلتك الرائعة

إن لم أكن أنا من وصل..؟

فسيكون الآخر توأمى

خليط من نصف أنا ونصف أخى

ويظل البعد الأعمق فى تساؤلكِ

هو نفس تساؤلى

هل يكون له نفس قدرى..؟

وإن تشابه معى أو اختلف عنى

الله أعلم

دمت معنا

اخى شريف

لقد أضاء تساؤل الفاضلة سلوى مخيلتى

وفتح الطريق لتساؤل جديد

كيف يكون خليط بين نصفى ونصف أخى

وبالتحديد بين نصف أنا ونصف أنت

طبعا بعد إغفال عامل الزمن سبقا أو تأخرا

أعتقد ان نصفك سيكون أجمل

كم أنا سعيد بك

روحى على البعد تعانقك

تم تعديل 9 يونيو 2008 بواسطة dr gml