سكر بتاريخ: 12 يونيو 2008 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 12 يونيو 2008 مقال كتب عن العالم الفذ مصطفى محمود فى جريدة المصرى اليوم حبييت الاخوة فى المنتدى يقروة ويشاركونى الذكريات الجميلة عند مشاهدة برنامج العلم والايمان هم دول الناس الى لازم يظهروا للشباب الجديد ويكونوا المثل الاعلى لهم ******************************************************************************** ******************************* هو واحد من فلاسفة هذا العصر، مؤلفاته يصعب حصرها.. كتب في الدين والعلم والأدب والفلسفة، وبالرغم من نشأته الدينية ونسبه إلي الأشراف.. إلا أن أقاويل كثيرة أثيرت حول إلحاده واعتناقه الشيوعية، وهو ما أكده بعض معاصريه ونفته أسرته والمقربون منه، وسعي هو الآخر لأن يرد علي هذه الاتهامات من خلال كتاباته، منذ صغره وهو يهوي التأمل والتدقيق في الأشياء، وعندما التحق بكلية الطب استهواه علم التشريح، ثم عمل بالصحافة وبدأ في الكتابة للسينما والمسرح، وبعدها تعمق في دراسة الفلك والعلوم الإنسانية والدينية وسلوك الكائنات البحرية، عشقه المتنوع هذا كان هو الحافز وراء برنامجه الأسبوعي الشهير «العلم والإيمان»، الذي استمر معه لأكثر من ربع قرن. مصطفي محمود.. الصحفي والأديب والطبيب والفيلسوف والمفكر الكبير، الذي غاب عن أعيننا منذ اشتد عليه المرض وألزمه الفراش، نحاول أن نقدم صورة واضحة عن حياته، ليس نعيا منا له - أطال الله عمره- ولكن لأنه رجل يستحق- إن لم نستطع أن نذكره دائما- ألا ننساه. الطالب الفاشل أصبح في قائمة أعظم عقول «العالم» كتبت:سماح عبد العاطي في أواخر عام ١٩٢١ بمدينة شبين الكوم محافظة المنوفية فتح الدكتور «مصطفي محمود» عينة للمرة الأولي علي الدنيا.. أعطته الحياة محاولة أخري بعد أن توفي توأمه عقب ولادته مباشرة.. تلك الولادة التي جاءت بعد سبعة أشهر فقط من بداية الحمل لتعطي الطفل الصغير وصفاً اعتاد الناس في مصر أن يطلقوه علي المولودين بعد هذه الشهور.. «ابن سبعة». و«مصطفي كمال محمود حسين» أو «مصطفي محمود» هو الابن الأخير لـ «محمود حسين» المحضر بمديرية الديوان العام بالغربية، وهي الوظيفة التي ستتسبب في هجرة الأسرة من مسقط رأسها بالمنوفية إلي مدينة طنطا، حيث مقر عمل ربها، كان «مصطفي» وقتها هو الابن المدلل أو «آخر العنقود» يساعده علي هذا التدليل ضعفه العام الذي جعل منه طفلاً مريضاً علي الدوام.. تتسبب نزلة البرد البسيطة في حبسه في الفراش لمدة ١٥ يوماً، وترفض والدته أن يشترك مع الأطفال من عمره في اللعب، الأمر الذي شجعه علي أن يخلق لنفسه عالماً افتراضياً مليئاً بالأحلام والأفكار كان له أكبر الأثر في مستقبله. ولم يمض وقت طويل حتي التحق «مصطفي» بالكتّاب ثم المدرسة الابتدائية.. ويحكي بنفسه عن تلك الفترة فيقول: «عندما كانت الأمطار تهطل وتحول حوش المدرسة إلي بركة ماء كنت أقوم بصنع زوارق من ورق وأتخيل أنها ستأتي محملة بالعطور من الهند.. أراقبها وأنا جالس في حالة شاعرية، وأجوب الدنيا بخيالي»، لم يكن مصطفي محمود تلميذاً متفوقاً كما يروي فقد رسب ثلاث سنوات في الصف الأول الابتدائي غير أنه استطاع أن يستأنف الدراسة بعد ذلك دون رسوب واستهوته بشكل خاص مواد الكيمياء والطبيعة، ويقال إنه أنشأ معملاً صغيراً وبدأ يصنع مبيدات يقتل بها الصراصير، ويقوم بتشريحها بعد ذلك، قبل أن يلتحق في النهاية بكلية الطب في نهاية الأربعينيات ويتخرج عام ١٩٥٣ ليعمل طبيباً للأمراض الصدرية بمستشفي أم المصريين. لم تكن حياة مصطفي محمود الخاصة جافة، فيروي عن نفسه أنه عرف الحب للمرة الأولي قبل أن يتم سنواته العشر عندما أحب بنت الجيران، وكان يغني لها وهو الأمر الذي تطور فيما بعد إلي حد دراسة علم النوتة وتعلم العزف علي العود أثناء المرحلة الجامعية، بالإضافة إلي الكتابة في الصحف مما أغضب والدته التي تولت أمره بعد وفاة والده في عام ١٩٣٩. وبعد التخرج واظب علي الكتابة في الصحف وأصدر مجموعته القصصية الأولي التي حملت عنوان «أكل عيش» في سلسلة الكتاب الذهبي عام ١٩٥٤ ثم أتبعها بكتاب «الله والإنسان»، الذي فتح عليه النيران من اتجاهات عديدة اتهمته جميعها بالإلحاد والكفر وهي التهمة التي ستلاحقه طوال حياته، رغم محاولاته إثبات عكس ذلك. وتابع بعدها نشر قائمة طويلة من الكتب والمقالات والقصص وقرر عام ١٩٦٠ أن يتفرغ للكتابة فاستقال من وظيفته، ولم تكن كتاباته من ذلك النوع الذي يمر مرور الكرام، فقد كانت تحدث مع كل إصدار جديد لها جدلاً لا ينتهي إلا بظهور الإصدار التالي، تتجه الدفة إليه فقد صدر له من المجموعات القصصية «أكل عيش» و«عنبر ٧» و«شلة الأنس» و«رائحة الدم» و«نقطة الغليان» و«قصص من رسائل القراء» و«اعترفوا لي» و«مشكلة حب» و«اعترافات عشاق»، ومن الروايات «المستحيل» و«الأفيون» و«العنكبوت» و«الخروج من التابوت» و«رجل تحت الصفر»، أما المسرحيات فمنها «الزلزال» و«الإسكندر الأكبر» و«الطوفان» و«الشيطان يسكن بيتنا». وقد عرف عدد من هذه الأعمال طريقه إلي السينما والمسرح فتم إنتاجها وعرضها علي الجمهور، في حين استطاع مصطفي محمود نفسه أن ينفد للتليفزيون مقدماً برنامج «العلم والإيمان» كان هو صاحب فكرته ومعد مادته منذ السبعينيات، تلك الفترة التي اتجه فيها إلي القرآن محاولاً تفسير آياته وهو ما تجلي بشدة في المقالات الفلسفية والدينية التي تابع كتابتها منذ الخمسينيات حتي أوائل الألفية في عدد كبير من الصحف المصرية والعربية كان أشهرها مقاله في جريدة «الأهرام» الذي كان ينشر صباح السبت من كل أسبوع. علي الجانب الآخر من حياة الدكتور «مصطفي محمود» تجلس أسرته التي كونها في وقت مبكر جداً بعد تخرجه في كلية الطب عندما أصيب بمرض غامض ـ كما يروي ـ ونصحه بعض أصدقائه بالزواج فتزوج بالفعل وأنجب ابنيه الوحيدين «أدهم» و«أمل»، ثم حدثت خلافات بينه وبين زوجته ترك لها المنزل علي إثرها ـ كما روي فيما بعد ـ بالبيجامة تاركاً لها «الجمل بما حمل» ليطلقها ويتزوج مرة ثانية، وهو الزواج الذي انتهي بعد رحلة قصيرة دامت ٤ أعوام. علي أن إسهامات الدكتور «مصطفي محمود» في الحياة العامة لم تقتصر علي الكتابات الإبداعية أو تقديم برنامج العلم والإيمان أو حتي جمعيته الخيرية الشهيرة التي أقامها أسفل منزله بحي المهندسين، وإنما امتدت إلي مشاركته في العديد من المؤتمرات العلمية والدينية في العالم كله، الأمر الذي توجه في عام ٢٠٠٣ باختياره من قبل مؤسسة السيرة الذاتية الأمريكية كأعظم العقول في القرن الحادي والعشرين ضمن ١٢٠ مفكراً من مختلف دول العالم. مخرج «العلم والإيمان»: التليفزيون منع ٤ حلقات عن مفاعل ديمونة وحرب المياه.. فأصيب الدكتور بالاكتئاب كتب:محمد طلعت الهواري مشاهد من فيلم سينمائي تتناول ظاهرة كونية، أو تتحدث عن كائن أو مكان ما، يتخللها صوت الدكتور مصطفي محمود «شوف شوف... يا سبحان الله»، وأمام شاشة التليفزيون يلتف أفراد الأسرة، كبارًا وصغارًا، يتابعون في صمت- مصحوب بالذهول والتعجب من قدرة الله سبحانه وتعالي .. إنه برنامج «العلم والإيمان». البرنامج أعده وقدمه الدكتور مصطفي محمود، في الفترة من سنة ١٩٧١ وحتي ١٩٩٧، وعرض علي التليفزيون المصري، والفضائيات العربية التي ما زالت تواظب علي إذاعته، وكان سببًا في زيادة التعارف الوثيق بين الدكتور محمود ومحبيه من مصر والوطن العربي، وكان أيضًا سببًا رئيسيا في تدهور حالته الصحية، بعد أن منع التليفزيون المصري عرض أربع حلقات منه في عام ١٩٩٧، وبرر إبراهيم عكاشة مخرج البرنامج المنع بأنه كان «لأسباب سياسية». حقق البرنامج دخلا قيمته ٥ ملايين دولار في عام ١٩٩٥ للقطاع الاقتصادي بالتليفزيون المصري، وعشرة ملايين دولار في عام ١٩٩٧ آخر مواسم بثه، بينما كان أجر محمود في أولي حلقاته ٣٥٠ قرشا في عام ١٩٧١، حتي وصل إلي ٣٠٠ جنيه في الحلقة، وعلي الرغم من نجاح البرنامج فإنه لم يتخل عن تواضعه مع الجميع، مخرجين ومساعدين ومصورين، وفنيين خلف الكاميرات ووراء الكواليس، كما يقول عكاشة. البداية كانت في يوم ١٥ مايو ١٩٧١ عندما كتب الدكتور مصطفي محمود مقالاً بمجلة «روز اليوسف»، علي خلفية قضية «مراكز القوي» الشهيرة، قال فيه مخاطبا الرئيس الراحل أنور السادات «أنت الزعيم وليس بعدك زعيم... أنت رجل العلم والإيمان»، كلمات أعجبت السادات، «انسجم منها» كما يقول إبراهيم عكاشة، فأشار علي وزير الإعلام وقتها بإذاعة برنامج من إعداد الدكتور مصطفي محمود يحمل إسم «العلم والإيمان». وبالفعل طلب «عبد المنعم الصاوي» وزير الإعلام الراحل من محمود إعداد البرنامج، وكلف اللواء «عبد الرحيم سرور» رئيس التليفزيون وقتها بتسهيل الأمور لإذاعته، واختار له «عبد الرحمن علي» مذيعا، ولم يتفق مصطفي محمود ذو الخلفية «الساداتية» مع عبد الرحمن «الناصري»، كما يقول عكاشة، وترك عبد الرحمن البرنامج ليخلفه «عبد الرازق نوفل»، وهو ماتحفظ عليه عكاشة، فهو يري «ضرورة أن يقوم علي تقديم البرنامج عالم متخصص وليس مجرد مذيع». كان عكاشة مساعدا للمخرج «محيي الدين مصطفي»، واقترح عليه أن يقدم مصطفي محمود البرنامج بنفسه، وهو ماحدث بالفعل، وكان محيي الدين يستخدم ثلاث كاميرات لتصويره «من بعيد»، لأن الدكتور «لم يكن وسيما»، وتوقف البرنامج حتي بعد انتهاء حرب أكتوبر، وسافر محيي الدين إلي دولة الإمارات، ليصبح عكاشة مخرجا للبرنامج. يقول عكاشة: «كنت أعرفه مسبقا من خلال كتاباته، قرأت له (المستحيل، والعنكبوت، واعترفوا لي)، وعلي الرغم من أن شعره كان كثيفا، إلا أنني ألغيت مبدأ الكاميرات الثلاث، واستخدمت كاميرا واحدة فقط، من خلال لقطة متوسطة قريبة أو medium close، ونصحته باستخدام كلمات مثل (شوف شوف..ويا سبحان الله) لإضفاء صبغة دينية ومشوقة للجمهور، وبصراحة كان بيسمع الكلام». واجهت البرنامج أزمة في عام ،١٩٧٦ بسبب نفاد الأفلام التي حصلوا عليها من سفارات الدول الغربية، وسافر مصطفي محمود لإحضار شرائط جديدة، اشتراها بـ«١٥ ألف دولار»، وبعد عودته كانت «تماضر توفيق» تولت منصب رئيسة التليفزيون، ورفضت إعطاءه المبلغ، وهنا تدخل «رياض العريان» صاحب إحدي شركات القطاع الخاص، وسدد المبلغ، وتبني البرنامج، مقابل ٣٠٠ جنيه للحلقة، وهو أعلي مبلغ حصل عليه محمود من برنامجه، وفقا لعكاشة، وبدأوا تسجيل الحلقات في تونس واليونان، ثم لندن في عام ١٩٨٠. طلب محمود من الموسيقار الراحل «محمد عبد الوهاب» تأليف مقطوعة موسيقية للبرنامج من إهدائه، إلا أنها كانت «موسيقي راقصة»، اعترض عليها محمود، وطلب من «محمود عفت» مقطوعة أخري باستخدام «الناي»، وأخبر عبد الوهاب بأن مخرج البرنامج «أضاع اللحن»، وهو ما أثار غضبه، وكاد يشكو عكاشة إلي وزير الإعلام وقتها. في عام ١٩٩٥ طلب وزير الإعلام إعداد ٣٠ حلقة من البرنامج حققت ٥ ملايين دولار للقطاع الاقتصادي، وحقق ١٠ ملايين دولار في ١٩٩٧، إلي أن منع التليفزيون عرض ٤ حلقات، كانت تتضمن مواد من إنتاج «B.B.C»، عن «مفاعل ديمونة الإسرائيلي»، وأخري عن «حرب المياه» والتطلعات الأمريكية والإسرائيلية في هذا الشأن، في حين أذاعت قنوات فضائية عربية الحلقات الممنوعة، «قرار المنع أصاب الدكتور باكتئاب، ومرض بشدة» كما يؤكد عكاشة. طوال فترة عملهما معا، وجده عكاشة «ودودا، فكاهيا، لا تفارق الابتسامة وجهه، ملتزما في مواعيده، دقيقًا»، وكان يشاركه أعمال مونتاج الحلقات، التي كانت تستمر لمدة عام ثم يتم تسجيل الحلقات في شهر، وطوال هذه الفترة وحتي بعد توقف البرنامج لم تنقطع صلتهما. أقرب أصدقائه: جمعية «مصطفي محمود» بدأت بـ ٢٧٥ جنيهاً من جيبه.. وقيمتها حاليا ٨٠ مليون جنيه كتب ـ علي زلط: حلم.. وفكرة.. و٢٧٥ جنيهاً أخرجها من جيبه زرع بهما شجرة عطاء أثمرت ٥ مراكز طبية في القاهرة الكبري ونهر عطاء شق طريقه المفكر الكبير الدكتور مصطفي محمود، لينهل منه آلاف المرضي الفقراء والمحتاجين، ليتحول المسجد والصرح الذي يحمل اسمه في حي المهندسين الراقي إلي مقصد للغلابة وواحة لمن جار عليهم الزمن وابتلاهم المرض. كيف كانت البداية وكيف تحول الحلم إلي حقيقة؟ يعود الدكتور أحمد عادل نور الدين، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية مصطفي محمود، وأحد المقربين من العالم الجليل بذاكرته إلي الوراء، ويقول: «البداية كانت فكرة بسيطة في إحدي ليالي عام ١٩٧٥، طرحها العالم الكبير، وقدم من جيبه ٢٧٥ جنيهاً للمشاركة في رسوم التأسيس للجمعية، وتم إشهارها في الشؤون الاجتماعية، كان الدكتور مصطفي يتابع المشروع الوليد بنفسه، وبدأنا العمل من خلال عيادة صغيرة يتناوب عليها ثلاثة أطباء. هكذا يصف نور الدين كيف غرس المفكر الكبير البذرة التي أنبتت مشاريع صحية وخيرية تتجاوز قيمتها ٨٠ مليون جنيه، ويتابع كان ذلك بفضل الله، ثم إخلاص الرجل الذي لم يكن يجري وراء الشهرة، وعلمنا البساطة والتفاني في إسعاد الناس. ويضيف: مع الحرص علي تقديم الخدمة الطبية للبسطاء كان الحرص الأكبر من الدكتور مصطفي محمود علي تزويد المستشفيات والمراكز الطبية التابعة للجمعية بكل ما هو جديد في عالم الطب وتوفيره بسعر التكلفة أو أقل إلي درجة أنه أصر علي إدخال الرنين المغناطيسي للمستشفي الخيري في ميدان لبنان والذي كان يضم أحدث أجهزة الأشعة المقطعية قبل أن تدخل للمستشفيات الخاصة». ويوضح نور الدين أن عطاء جمعية مصطفي محمود لا يقتصر علي الخدمات الصحية، فمشروع مائدة رمضان، يقدم ١٥ ألف وجبة ساخنة لضيوف الرحمن في الشهر الفضيل، وكان الدكتور مصطفي محمود سباقاً بتنفيذ التجربة، التي لم تكن تطبق في أوائل السبعينيات إلا في جامع الحسين بالقاهرة. وعن فكرة بنك الطعام يقول إنها نشأت في رحاب جمعية مصطفي محمود، فعلي مدار العام توزع الجمعية ٤٠٠٠ وجبة ساخنة، تصل لمحتاجيها في منازلهم وأماكن عملهم، وهو مشروع أثبت نجاحه، وأعرب عن أمله في التوسع في التجربة. يضيف أن الدكتور مصطفي محمود رسخ لقاعدة الابتكار وطرح الأفكار المتطورة في العمل الاجتماعي والخيري، وكان لا يدخر جهداً في السفر إلي أقصي أطراف الوطن، للتواصل مع أبناء مصر، حيث سافر في مشروع قوافل الخير إلي الواحات البحرية وسيوة وسيدي براني، وقنا حتي أقعده المرض في ٢٠٠٦، انقطع بعدها عن المتابعة المباشرة لأداء الجمعية، إلا أن الجمعية التي تحمل اسمه لاتزال تواصل العطاء، وتبتكر للعمل الخيري وسائل جديدة أهمها مشروع القرض الحسن الدوار الذي تقوم فكرته علي إقراض القروي الفقير مبالغ تخصص للمشروعات الإنتاجية، وعند السداد الذي يتم بدون فوائد ينتقل القرض إلي بيت آخر في نفس القرية، وبهذه الطريقة يقول نور الدين «استفادت ٣٠٠ أسرة في مختلف مناطق مصر بالتجربة، وبعد أن كانت أسرة مستحقة للزكاة أصبحت أسراً تؤدي الزكاة لغيرها من المحتاجين. ويلفت نور الدين إلي الكلمة التي يكرر الهمس بها الدكتور مصطفي محمود في آذان مريديه في العمل الخيري، وهي أن آيات الفقراء والمساكين في القرآن الكريم لم ترتبط بكونهم مسلمين، مؤكداً أن ذلك أدي لأن يستفيد من خدمات الجمعية المسلم والمسيحي، ويظل المواطن البسيط يفتقد الوجه الباسم للرجل، الذي حقق نجاحات علمية وخيرية، وخاض معارك فكرية لم تحرمه من أن يكون قريباً من الناس حتي وهو في أصعب ظروف مرضه. رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
~Heba~ بتاريخ: 12 يونيو 2008 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 12 يونيو 2008 شفى الله الدكتور مصطفى محمود و جزاه بما هو اهله و اكثر لنا من امثاله علماء يرفعوا شأن الامة....كم نحن فى اشد الحاجة الى ذلك أقلل عتابك فالبقاء قليل...و الدهر يعدل تارة و يميل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
النسر المصري بتاريخ: 12 يونيو 2008 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 12 يونيو 2008 (معدل) قرأت المقال ثلاث او اربع مرات من كثره حبي لهذا الرجل الملهم للعقل والقلب معا.. .فهو ملهم للعقل لأنه تعلم وبحث وقرأ وتطلع وتثقف ...لديه توسع فكرى . وملهم للقلب ....كأخلاق...وإيمان بالله وبقدرته....يشع بكلماته في قلوبنا نورا من الحب الإيماني الطاهر.... يثير في نفوسنا الفضيله....وينسينا الرذيله قرأت له عشرات الكتب....وأثار كتاب (رحلتي من الشك إلى اليقين) الإجابه الكامله ليقينك بالله كانت له (ومازالت)....القدره العجيبه في ان يدمجك مع تفكيره كانك هو ...وكانه انت...فيقنعك بشكه اولا....ثم يؤكد على شكك...فيجعل من عقليتك ونفسيتك في حالة صدمه ورعب من ان تكون قد شككت بالفعل.... ثم يبدأ بالتحليل....ويبرر بالعمل وبالحقيقه وبالبرهان القاطع انه لامحل للشك... .فينهي شكك نهائيا.....فلاتعود للتفكير مره اخرى فيما شككت.....فتكون في حالة رضا كامل عن النفس.... وتصبح المسألة الدينيه... هي حالة من التواصل الوجداني الحقيقي ...بينك وبين الله !! احببت هذا الرجل حبا جما.....وكرهت اصحاب المقامات من حوله... .رعاة اللصوص وحثالة المجتمع.. اتذكر في لقاء لاحد الشيوخ المحترمين المدافعين عن الأمه حيث قال( قابلت الاستاذ احمد زويل أحد الذين فقدتهم الأمه بعلومه الواسعه حيث قال...أن مصر التي غادرت منها في بدايتي....هي أكثر جهلا وضعفا وفقرا مما كانت عليه من قبل....حيث كانت مصر على مدار القرون..راعية للعلم والعلماء والعلوم) قلبي يتحسر كل دقيقه عندما أرى ان إسرائيل الكريهه....تصل ميزانية البحث العلمي لديها ستون في المائة من ميزانية الدوله...والقي موزع مابين أسلحه وطعام وسكن ومرتبات وصحه وتخطيط عمراني استيطاني ..... أما في مصر.... فنحن الآن نفتقد رغيف الخبز!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! تم تعديل 12 يونيو 2008 بواسطة Salwa يارب الرحمه..!! رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
سكر بتاريخ: 12 يونيو 2008 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 12 يونيو 2008 يعنى يا نسر مش كفاية المقال مصطفى محمود الى قلب عليا المواجع كمان جاى بكلامك تفتح الجرح رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
مسافر زاده الخيال بتاريخ: 15 يونيو 2008 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 15 يونيو 2008 لي ذكريات كثيرة مع انتاج هذا الرجل في البداية عندما كنت طفلا (في بداية الثمانينات ) كنت اضيق ذرعا ببرنامج العلم والايمان لموسيقاه الكئيبة التي كان تذكرني بيوم القيامة والعذاب خاصة ان التلفزيون السعودي وقتها كان يبثها قرب وقت الغروب ناهيك عن صور الحشرات ال....خ لكن عندما كبرت قليلا اذكر اني وقعت على كتابه ((حوار مع صديقي الملحد)) من عند خالي سنة 89 وشعرت برعشة غريبة لازلت اذكرها الى الان فقد اجابني على تساؤلات كانت تؤرقني في سنين المراهقة عن الكون والقضاء والقدر ال...خ وبعدها اصبحت احب تسجيلات برنامجه القديمة واتمنى لو كانت له تسجيلات في المكتبات وبعد ذلك في المرحلة الثانوية عشت اياما جميلة مع كتبه (لغز الموت-لغز الحياة-التواراة-القران محاولة تفسير عصري) ال.....خ وفي الكلية اعارني احد الزملاء روايته العالمية بحق -رجل تحت الصفر -واندهشنا كلانا كيف لا تكون روايته ضمن الادب العالمي فهو بقامة اسحق عظيموف فعلا واذكر انه في مجتمعنا البعض عندما يحذر من كثرة القراءة حتى لا ينتكس ويلحد مثل مصطفى محمود حقيقة لا تحضرني الكثير من الذكريات واللحظات الماتعة مع انتاجات د. مصطفى محمود وشكرا لكاتب الموضوع على تذكيرنا بهذه الشخصية الفذة راية في البلكونه... شاره عالعربية.... زملكاوي عيلتي كلها زملكاويه رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
~Heba~ بتاريخ: 15 يونيو 2008 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 15 يونيو 2008 يا اخوة اقترح عليكم جعل الموضوع مكتبة للانتاج العلمى و الادبى للدكتور مصطفى محمود ليطلع عليها الشباب وتكون نبراس لهم على طريق الحياة انا واثقة فى شبابنا فيهم كل الخير لكنهم محتاجين القدوة :) أقلل عتابك فالبقاء قليل...و الدهر يعدل تارة و يميل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Scorpion بتاريخ: 19 يونيو 2008 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 19 يونيو 2008 يا اخوة اقترح عليكم جعل الموضوع مكتبة للانتاج العلمى و الادبى للدكتور مصطفى محمودليطلع عليها الشباب وتكون نبراس لهم على طريق الحياة انا واثقة فى شبابنا فيهم كل الخير لكنهم محتاجين القدوة :blush2: مؤلفات الدكتور مصطفى محمود :happy: wst:: كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر "صلاح جاهين" رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
ايهاب سالم بتاريخ: 19 يونيو 2008 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 19 يونيو 2008 شكرا يا كامل باشا رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
~Heba~ بتاريخ: 19 يونيو 2008 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 19 يونيو 2008 شكرا يا عمو سكوب :blush2: أقلل عتابك فالبقاء قليل...و الدهر يعدل تارة و يميل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
desert_eagle70 بتاريخ: 21 يونيو 2008 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 21 يونيو 2008 بصراحة مش عارف أشكر Atameer بصراحة مجرد أسم الراجل ده حلو وبرامجه متتنساش ولا طريقته ولا موسيقة برنامجه ولا حتى المواد الوثائقية اللى كانت بتتعرض بخلفية صوته .. الكتاب اللى مش هنساه برضة ليه قراءة المستقبل .شكراً جدا ليك على الموضوع ده. طبعاً شكر خاص كمان ل Scorpion على مؤلفات الدكتور مصطفى محمود . ربنا يشفيه يا رب ويديله الصحة ونلحق نكرمه . لا داعى للخوف من صوت الرصاصة .. فالرصاصة التى ستقتلك لن تسمع صوتها رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
مسافر زاده الخيال بتاريخ: 21 يونيو 2008 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 21 يونيو 2008 شكرا جزيلا للاستاذ scorpion راية في البلكونه... شاره عالعربية.... زملكاوي عيلتي كلها زملكاويه رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
se_ Elsyed بتاريخ: 21 يونيو 2008 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 21 يونيو 2008 الدكتور مصطفى محمود من الشخصيات الفذة في مصر والعالم العربي ولا اعتقد إني شاهدته في أحد وسائل الإعلام لإنه ليس من الباحثين عن الشهرة أو محبي الظهور ولكن أفكارة واعماله تشهد على إنه رجل ذو عقل ومحترم ويكفي الصرح الذي بناه في منطقة المهندسي وهو مسجد الدكتور مصطفى محمود وملحق به مستشفى تضم نخبة من الأطباء المهرة والتي تعالج الكثيرين وخصوصاً الحالات الحرجة باجور رمزية جداً .. وأعتقد إن الدكتور مصطفى محمود غن لم تخونني الذاكرة كان طبيب للامراض الجلدية . الأحـــرار يؤمنون بمن معه الحق .. و العبيــد يؤمنون بمن معه القوة .. فلا تعجب من دفاع الأحرار عن الضحية دائماً .. و دفاع العبيد عن الجلاد دائماً رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
elmassrryy بتاريخ: 23 يونيو 2008 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 23 يونيو 2008 و لمحبى برنامج العلم و الايمــــان اليكم الحلقات كاملة على هذا الرابط : http://www.mob4all.com//category/13/13 رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
سكر بتاريخ: 24 يونيو 2008 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 24 يونيو 2008 مقال اخر اكثر من رائع (من موقع اسلام اون لاين) عن هذا الكنز ارجوا ان يتقبلة منى اعضاء المنتدى ================================================================================ ==================================== مصطفى محمود.. المنتصر على نفسه انتصار سليمان - مصطفى سليمان المفكر د. مصطفى محمود عندما نبحر في عالم مصطفى محمود؛ تتلاقى أمواج كثيرة من الفكر والأدب، والفلسفة والتصوف، والعلم؛ فهو رجل شغل الناس بأفكاره وآرائه التي ظهرت من خلال 84 كتابًا، تتراوح بين القصة والرواية والمسرحية، والمؤلفات العلمية، والفلسفية والاجتماعية، والسياسية، وأدب الرحلات، فضلاً عن آلاف المقالات بالجرائد والمجلات المختلفة، و400 حلقة من برنامَجه التليفزيوني الشهير "العلم والإيمان". قال عنه الشاعر الراحل "كامل الشناوي": ”إذا كان مصطفى محمود قد ألحد فهو يلحد على سجادة الصلاة، كان يتصور أن العلم يمكن أن يجيب على كل شيء، وعندما خاب ظنه مع العلم أخذ يبحث في الأديان بدءا من الديانات الأرضية مثل الزرادشتية والبوذية ثم انتقل إلى الأديان السماوية، ولم يجد في النهاية سوى القران الكريم“. الصحافة لا الطب هو مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ، من الأشراف، ينتهي نسبه إلى عليّ زين العابدين –رضي الله عنه- ولد عام 1921، وكان توأما لأخ توفي في نفس العام، وعاش مصطفى في مدينة طنطا في جوار مسجد "السيد البدوي" الشهير الذي يعد أحد مزارات الصوفية الشهيرة في مصر؛ ولعل هذا ما جعل التصوف يترك عليه مسحة امتدت معه طوال حياته. بدأ حياته متفوقًا في الدراسة، حتى ضربه مدرسٌ للغة العربية؛ فاكتأب ورفض الذهاب إلى المدرسة ثلاث سنوات، وما إن رحل ذلك المدرس عن مدرسته، حتى عاد مصطفى وبدأت تظهر موهبته وتفوقه وحبه للعلم! وفي منزل والده أنشأ معملاً صغيرًا، أخذ يصنع فيه الصابون والمبيدات الحشرية ليقتل بها الصراصير، ثم يقوم بتشريحها، وفيما بعد -حين التحق بكلية الطب- اشتُهر بـ"المشرحجي"، نظرًا لوقوفه طول اليوم أمام أجساد الموتى، طارحًا التساؤلات حول سر الحياة والموت وما بعدهما. مصطفى محمود في المرصد تخرج مصطفى محمود في كلية الطب متفوقًا، وعلى الرغم من احترافه الطب متخصصًا في جراحة المخ والأعصاب، فإنه كان نابغًا في الأدب منذ كان طالبًا، وكانت تنشر له القصص القصيرة في مجلة "روز اليوسف"، وقد عمل بها لفترة عقب تخرجه، مما دفعه لاحتراف الكتابة، وعندما أصدر الرئيس عبد الناصر قرارًا بمنع الجمع بين وظيفتين، كان مصطفى محمود وقتها يجمع بين عضوية نقابتي الأطباء والصحافيين، ولذا قرر الاستغناء عن عضوية نقابة الأطباء، وحرمان نفسه من ممارسة المهنة إلى الأبد، مفضلا الانتماء إلى نقابة الصحفيين، والعمل كأديب ومفكر. وعندما سئل ماذا يملك الطبيب من إمكانات تشجعه على أن يكون أديبًا وفنانًا؟ أجاب بأن ”للطب علاقة وثيقة بالحياة وأسرارها وخفاياها، فالطبيب هو الوحيد الذي يحضر لحظة الميلاد ولحظة الموت، وهو الذي يضع يده على القلب ويعرف أسرار نبضه، وكل الناس يخلعون ثيابهم وأسرارهم، بين يدي الطبيب، فهو الوحيد الذي يباشر الحياة عارية من جميع أقنعتها، وبما أن الطب علم، والأدب علم، فالتكامل في الحياة البشرية قضى بأنه لا غنى لأحدهما عن الآخر، يعني الطب والأدب، وكذلك الطبيب والأديب“. ثلاثون عاما من الغرق في عنفوان شبابه كان تيار المادية هو السائد، وكان المثقفون يرفضون الغيبيات، فكان من الطبيعي أن يتأثر مصطفى محمود بما حوله، ولذلك كما يقول في أحد كتبه: ”احتاج الأمر إلى ثلاثين سنة من الغرق في الكتب، وآلاف الليالي من الخلوة والتأمل مع النفس، وتقليب الفكر على كل وجه لأقطع الطرق الشائكة، من الله والإنسان إلى لغز الحياة والموت، إلى ما أكتب اليوم على درب اليقين“. وبالرغم من اعتقاد الكثيرين بأن مصطفى محمود أنكر وجود الله عز وجل، فإن المشكلة الفلسفية الحقيقية التي كان يبحث عنها هي مشكلة الدين والحضارة، أو العلم والإيمان، وما بينهما من صراع متبادل أو تجاذب؛ ففي كتابه "رحلتي من الشك إلى الإيمان" ترجم لحياته الروحية قائلاً: ”إن زهوي بعقلي الذي بدأ يتفتح، وإعجابي بموهبة الكلام ومقارنة الحجج التي تفردت بها، كان هو الحافز، وليس البحث عن الحقيقة ولا كشف الصواب، لقد رفضت عبادة الله لأني استغرقت في عبادة نفسي، وأعجبت بومضة النور التي بدأت تومض في فكري مع انفتاح الوعي وبداية الصحوة من مهد الطفولة“. وقد اقترب مصطفى محمود في ذلك من الإمام الغزالي -رحمه الله- وما ذهب إليه في كتابه "المنقذ من الضلال"، إذ يقول فيه: ”كان التعطش إلى إدراك حقائق الأمور دأبي وديدني، من أول أمري وريعان عمري، غريزة وفطرة من الله وُضعتا في جبلتي،لا باختياري وحيلتي، حتى انحلت عني رابطة التقليد، وانكسرت عليّ العقائد الموروثة على قرب عهد الصبا“. هاتف اليقين ومع هذا العقل العلمي المادي البحت بدأت رحلة مصطفى محمود في عالم العقيدة. وعلى الرغم من هذه الأرضية المادية التي انطلق منها؛ فإنه لم يستطع أن ينفي وجود القوة الإلهية، فيقول: ”تصورت أن الله هو الطاقة الباطنة في الكون، التي تنظمه في منظومات جميلة، من أحياء وجمادات وأراضٍ وسماوات، هو الحركة التي كشفها العلم في الذرة وفي الـ"بروتوبلازم" وفي الأفلاك، هو الحيوية الخالقة الباطنة في كل شيء“. وكما حدثنا الغزالي عن الأشهر الستة التي قضاها مريضًا يعاني آلام الشك، حتى هتف به هاتف باطني أعاده إلى يقين الحقيقة العقلية، وكشف له بهاء الحرية الروحية، ومكنه من معرفة الله؛ نجد مصطفى محمود يتحدث عن صوت الفطرة الذي حرره من سطوة العلم، وأعفاه من عناء الجدل، وقاده إلى معرفة الله، وكان ذلك بعد أن تعلم، في كتب الطب أن النظرة العلمية هي الأساس الذي لا أساس سواه، وأن الغيب لا حساب له في الحكم العلمي، وأن العلم ذاته هو عملية جمع شواهد واستخراج قوانين. في فترة الشباب وهكذا كانت رحلته من الشك إلى اليقين تمهيدًا لفض الاشتباك بين العلم والإيمان، وذلك عن طريق علوّ الإنسان بالمادة إلى ما هو أبعد أفقًا وأرحب مدًى. ويبدو أن هذا الأمر وراء أن يوقف جزءا كبيرا من حياته في مشروع واحد اسمه "العلم والإيمان"، سرد مراحل هذا المشروع من خلال 8 كتب، وحينما جاءته فكرة البرنامج كان تنفيذها على أرض الواقع غاية في الصعوبة، فقد عرضها على التليفزيون المصري فاعتمدوا له 30 جنيها مصريًا فقط للحلقة الواحدة! في حين أن البرنامج كان يستلزم السفر للخارج ومتابعة آخر الأبحاث، ولذا بدأ اليأس يتسرب إلى نفسه، حتى قابل رجل أعمال شهير، فحدثه في أمر البرنامج، فإذا به يخرج دفتر الشيكات، قائلا له: "لن أناقشك في النفقات، ولكن المهم خروج هذا العمل العلمي والديني إلى النور". ولاقى البرنامج نجاحًا كبيرًا، واجتذب جماهير كثيرة نظرًا لأسلوبه الذي جذب به قلوب وعقول البسطاء قبل العلماء، ولكن على الرغم من ذلك النجاح، فوجئ الدكتور محمود –بعد سنوات- بإبعاد هذا البرنامج الجماهيري عن خريطة التليفزيون المصري دون إبداء الأسباب. سار مصطفى محمود على درب المفكر والأديب عباس محمود العقاد ليؤكد أن الإسلام منهج ليس من فكره الصراعُ الطبقي، بل يهدف إلى التوازن بين الفرد والمجموع، وليس إلى تذويب الأفراد في المجموع كما في الاشتراكية، ولا إلى التضحية بالمجموع لصالح قلة من الأفراد كما في الفكر الرأسمالي. وأوضح أن الأيديولوجية الإسلامية تعمل على إشباع الحاجات الروحية للإنسان، وليس المادية فقط، فالمسلم حينما يتصدق أو يزكي فهو يتعامل مع الله، لما أخبرنا به الرسول صلى الله عليه وسلم من أن الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد المحروم، وهذا -عند مصطفى محمود- ما يعطى للمنهج الإسلامي خصوصية وسموًا في الهدف، إذ يشعر المسلم برقابة من الله ورقابة من الضمير، وعلى ذلك فالصبغة الروحية للنشاط الاقتصادي شرط من شروط الإسلام، فليس في الإسلام انفصال بين ما هو روحي وما هو مادي. تصوير الأفكار انطلاقًا من بحثه عن الحقيقة وإشباعًا لشغفه بالنفس الإنسانية وبحثه عن المجهول، تميز مصطفى محمود بفن قصصي خاص، فبإمكاناته الفنية جمع بين إحساس الأديب وإدراك الفيلسوف ومزج هذين البعدين بأسلوب عصري فيه عمق الفكرة ودفء العبارة، فيه البصر الذي يوحي بالبصيرة، والمادي الذي يؤدي إلى المعنوي، والعبارة التي تلتقي بالرؤية كأروع ما يكون اللقاء، وكما وصفه جلال العشري في كتابه "مصطفى محمود شاهد على عصره" فهو ”يتعاطى الأشياء بعقله، ثم يعيها بوجدانه ثم يجسدها بقلمه، فإذا هي مسرحية أو رواية أو قصة قصيرة، فإذا هي قطعة من الواقع وشريحة من الحياة، أو هي بنية حية فيها دسم الواقع ونبض الحياة، فنه القصصي غير قابل للتمذهب، استطاع أن يفلسف حياته ويحيا فلسفته، وأن يتخذ من أزماته النفسية الحادة وزلازله الباطنية العنيفة وتجاربه الحية وخبراته الوجدانية مادة لأدبه“. حملت رواياته كثيرًا من التناقضات، لكنه التناقض الحيّ الذي يعبر عن تلك العملية الروحية الشاقة التي يبذلها الفنان لاستجلاء معنى الوجود، فلم يتجه في قصصه إلى تصوير نماذج كلاسيكية من الشخصيات، وإنما اتجه إلى تصوير أفكار في مواقف تحس وتتحرك وتطور من نفسها، فالشخصيات عنده وعاء للفكرة والقضية. والسؤال المحوري في قصصه القصيرة هو مشكلة تعالي الإنسان على ذاته وعلى ذوات الآخرين، أما في رواياته فكان المشكل هو: إلى أين يريد الإنسان أن يصل؟ وألاّ يؤدى هذا العلُوّ على كل شيء إلى اللاشيء؟ وما هي المستحيلات التي لابد أن يواجهها؟ وهذه المستحيلات عنده هي: الإنسان، المجتمع، الزمن، التاريخ، وروح العصر. ويبرز ذلك الفكر في رواياته: "المستحيل" و"الأفيون" و"العنكبوت" و"الخروج من التابوت" و"رجل تحت الصفر"، ذلك هو المنهج الفلسفي الذي بنى رواياته عليه، أما واقعية رواياته فهي المادة الحية التي يغترف منها أحداثه وشخصياته، إنه الواقع الأوسع أفقًا، الذي يمتد ليشمل كل معاني الحياة التي هي أشمل من المجتمع. معارك..فكرية دخل مصطفى محمود في حياته عدة معارك، ووجهت إليه عدة اتهامات، أهمها: • اتهام منتقديه له بأن مواقفه السياسية متضاربة، تصل إلى حد التناقض في بعض المواقف، إلا أنه لا يرى ذلك، ويؤكد أنه ليس في موضع اتهام، وأنّ اعترافه بأنه كان على غير صواب في بعض مراحل حياته هو ضرب من ضروب الشجاعة والقدرة على نقد الذات، وهذا شيء يفتقر إليه الكثيرون ممن يصابون بالجحود والغرور، مما يصل بهم إلى عدم القدرة على مواجهة أنفسهم والاعتراف بأخطائهم. • اتهامه بالكفر في نهاية الستينيات بعد سلسلة من المقالات، وصدور كتابه "الله والإنسان" الذي تمت مصادرته وتقديمه بعدها للمحاكمة التي طلبها الرئيس جمال عبد الناصر بنفسه، بناءً على تصريح الأزهر، باعتبارها قضية كفر، وقد اكتفت لجنة المحاكمة وقتها بمصادرة الكتاب دون حيثيات، وإن كان الأمر انعكس في عهد الرئيس أنور السادات، فقد أبلغه إعجابه بالكتاب، وطلب منه طبعه مرة أخرى، ولكنه استبدل به كتاب "حوار مع صديقي الملحد"، لتتوطد بعدها علاقته بالرئيس السادات وتدوم حتى وفاة الرئيس، وعندما طلبه السادات ليكلفه بمهام وزارة من الوزارات اعتذر قائلاً: "أنا فشلت في إدارة أصغر مؤسسة وهي زواجي، فقد كنت مطلقًا لمرتين، فأنا أرفض السلطة بكل أشكالها". • اشتهر بهجومه المتواصل على الصهيونية، ورأيه بأن اليهود وراء هذه الشبكة الأخطبوطية للفساد والإفساد في العالم كله، مما تسبب في لزوم حارس بباب منزله منذ سنوات، بتكليف من وزارة الداخلية، لحراسته بعد التهديدات التي تلقاها، أو لعزله عن الحياة العامة كما رأى البعض!. • نشر في مقالاته أفكارًا كثيرة كانت مثار جدل بين المثقفين، كدعوته إلى علم النفس القرآني، ويقصد به محاولة فهم النفس فهمًا جديدًا مؤسسًا على القرآن والسنة، وهي بمثابة محاولة للخروج بعلم نفس إسلامي جديد، ومثل تنبُئه بسقوط الحضارة الغربية وانهيار الرأسمالية وتوابعها دون أن يطلق المسلمون رصاصة واحدة، بسبب الترف والتخمة وعبادة الشهوات والغرق في الملذات، كحضارات كثيرة ذكرها لنا التاريخ. • وتأتي الأزمة الشهيرة المعروفة باسم "أزمة كتاب الشفاعة" والتي وقعت عام 2000م لتثير الكثير من الجدل حوله وحول أفكاره، وتتلخص فكرة الكتاب في أن الشفاعة التي سوف يشفع بها رسول الله عليه الصلاة والسلام لأمته، لا يمكن أن تكون على الصورة التي نعتقدها نحن المسلمون، ويروِّج لها علماء وفقهاء الشريعة والحديث!! إذْ الشفاعة بهذه الصورة تمثل دعوة صريحة للتواكل الممقوت شرعًا، وتدفع المسلمين إلى الركون إلى وهم حصانة الشفاعة، التي ستتحقق لنا لمجرد الانتساب إلى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. وعليه ظهر مصطفى محمود وكأنه منكر لوجود الشفاعة من أساسها!! وانفجرت الثورة في وجهه من جميع الاتجاهات، وكثرت الردود على كتابه، حتى تجاوزت (14) كتابًا أهمها كتاب الدكتور محمد فؤاد شاكر، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة عين شمس، وقد رد على إنكار الشفاعة ردًا مفحمًا وقاسيًا للغاية. وحاول مصطفى محمود الصمود والانتصار لفكره، خاصة أنه لم يكن يقصد إساءة للدين الذي قضى جل عمره حاملاً راية الدفاع عنه، ودافع عن تصرفه بحرية الفكر والرد والاعتراف بالخطأ، إلا أن هذه الأزمة مع كبر سنه وضعف صحته أدت إلى اعتزاله الحياة الاجتماعية، فامتنع عن الكتابة إلا من مقالات بسيطة في مجلة الشباب، وجريدة الأخبار. ثم أصيب عام 2003 بجلطة في المخ أثرت على الحركة والكلام، ولكن مع العلاج تحسنت حالته الصحية، واستعاد القدرة على الحركة والنطق مرة أخرى، واستمر في عزلته مع رفيقه الوحيد: الكتاب. وفي أحد حواراته اعتبر حياته هجرة مستمرة نحو إدراك الحياة والبحث عن الحقيقة، وكل كتاب قام بتأليفه هو محطة على طريق هذا السفر الطويل، وعلى الرغم من ذلك فهو -على حد تعبيره- مازال في بداية الطريق، وكل ما كتبه يعد في نظره بعيدا جدًا عن أحلامه، وبالتالي ابتعاده عن الحياة الاجتماعية لا يعني أنه أنجز المهمة، ولكنه يعترف بالضعف البشري. كان مصطفى محمود يحتفظ لنفسه بجدول صارم في حياته، قائم على الزهد في الحياة والتأمل فيها، وهو دائمًا يقرأ كل شيء سواء أكان تفسيرا أم نقدا ولا يلفت نظره اسم الكاتب فالمهم عنده موضوع الكتاب، حياته كلها كانت قراءة لدرجة أن ابنته "أمل" تقول إنهم كانوا يظنون أنه غير موجود في المنزل بسبب اعتكافه على الكتب بالساعات، وازداد حبه للقراءة بعدما اعتزل التأليف بكل أنواعه، وكان لا يشاهد التليفزيون إلا لمتابعة الأخبار، وأصبحت عبارة "شيء مؤسف" تعليقه الوحيد على معظم ما يراه، وكان ميّالا إلى العزلة ويعترف بأنه فقد ملكة الابتكار. خادم كلمة التوحيد في عام 1979 بنى مسجده الشهير مسجد مصطفى محمود في منطقة المهندسين بالقاهرة، ويضم 3 مراكز طبية ومستشفى تهتم بعلاج ذوي الدخل المحدود ويقصدها الكثير من أبناء مصر نظرا لسمعتها الطبية الجيدة، وشكل قوافل للرحمة من 16 طبيبًا، وبالمركز 4 مراصد فلكية، ومتحف للجيولوجيا، ويضم أساتذةً يعطون دروسًا فيالفلك، الأساس فيها النظر والتفكر في السماء والأرض كجزء من العبادة. ويضم المتحف مجموعة من الصخور الجرانيتية، والفراشات المحنطة بأشكالها المتنوعة وبعضالكائنات البحرية. وقد كتب الدكتور مصطفى محمود بعد فشل زواجه الثاني مقالا شهيرا يستشهد هو به دائما يلخص فيه رؤيته للحياة يقول: ”قررت بعد الفشل الثاني أن أعطي نفسي لرسالتي وهدفي كداعية إسلامي ومؤلف وكاتب وأديب ومفكر. وقد اقتنعت تماما بأن هذا قدري، ورضيت به. ومنذ هذا الحين وأنا أعيش في جناح صغير بمسجدي بالمركز الإسلامي. أغرق وحدتي في العمل وتعودت أن أعطي ظهري لكل حقد أو حسد ولا أضيع وقتي في الاشتباك مع هذه الأشياء وأفضل أن أتجنبها وأتجنب أصحابها حتى لا أبدد طاقتي في ما لا جدوى وراءه.. انتصاراتي على نفسي هي أهم انتصارات في حياتي.. وكانت دائما بفضل الله وبالقوة التي أمدني بها وبالبصيرة والنور الذي نور به طريقي“. وبعد رحلة العمر استطاع مصطفى محمود تحديد هويته أخيرًا، إذ يقول: ”.. ولو سئلت بعد هذا المشوار الطويل من أكون؟! هل أنا الأديب القصاص أو المسرحي أوالفنان أو الطبيب؟ لقلت: كل ما أريده أن أكون مجرد خادم لكلمة لا إله إلا الله، وأن أكون بحياتي وبعلمي دالاًً على الخير“. رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
كوابرية بتاريخ: 24 يونيو 2008 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 24 يونيو 2008 السلام عليكم ورحمه الله وبركاته شكرا جزيلا على الموضوع الممتاز دة ........فعلا الدكتور مصطفى محمود دكتور عظيم ولا يمكن نقدر ننسى برنامجه والمعلومات اللى كان بيقولها والله كان برنامج مفيد وحببنا فى البرامج اللى من النوع دة علشان نعرف اسرار الكون والمخلوقات وندرك قدرة الله عز وجل...... رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
galaxy بتاريخ: 27 يونيو 2008 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 27 يونيو 2008 كنت من اشد متابعين برنامج العلم والايمان وكانت ترهبني موسيقاه..........ولكني كنت اعشقه بالفعل ...حتي اني في كثير من مواشيع التعبير بالمدرسه وخصوصا الحرة كنت استشهد بحلقاته وما يرويه فيها...........قرأت له وانا صغيرة العنكبوت والطوفان....وطبعا لم افهم الكثير لاني كنت صغيرة جدا ........وكنت وقتها كنت اقرأ اي وكل حاجه.....لكن هديه الفاضل سكوب وايضاالفاضل المصري........ستتيح لي العودة لذكريات حلقاته الممتعه وكذلك قراءة كتبه باذن الله............جزيل الشكر للفاضل ataamer علي طرحه لهذا الموضوع الرائع. املأ عينيك من وجوه الأحباء والأهل والأصدقاء فقد يغيبون عنك بعد حين ولا تؤجل إفصاحك لهم عن مشاعرك الطيبة تجاههم إلى الغد فقد لا يكونون على مسرح الحياة حين يجيء ذلك الغد رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
نبض الابداع بتاريخ: 3 يوليو 2008 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 3 يوليو 2008 الاستاذ مصطفى محمود لا ينسى ابداً اتربينا على برامجه الشيقة و الجميله يستحق منا وقفة تقدير و احترام الشكر موصول للأعضاء على حلقات العلم و الايمان و المؤلفات والمعلومات الجميله عن سيرته الذاتية ( اطال الله بقاءة ) :rolleyes: الله يرحمك يا أمي رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان