الأفوكاتو بتاريخ: 24 يونيو 2008 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 24 يونيو 2008 (معدل) الإخوة الأعزاء, يجرى حاليا الكثير من الحديث عن الديمقراطية, و تصورنا لنوع الديمقراطية الصالح تطبيقها بمصر. و السطور التالية( والتى سبق أن نشرت بعض أجزاء منها فى مقالات سابقة) لا يقصد بها تقديم دراسة أكاديمية عن نظرية الديمقراطية, بل هى محاولة متواضعة لكى نساعد القارئ على التعرف على ما قد لا يعرف عن الديمقراطية, و لكى يستطيع المشاركة فى نقاشها, و إدراك مدى أهمية تطبيقها فى مصر. تغير معنى كلمة "الديمقراطية" على مر العصور, و ما كان يسمى ديمقراطية أثناء إزدهار" الحضارة الإغريقية" , يبدوا مختلفا تماما عما يقصد بكلمة "ديمقراطية" فى الزمن الحالى. و منذ ظهور الديمقراطية كنمط من أنماط للحكم, فقد وجهت إليها العديد من الانتقادات, ومنها ما قاله أفلاطون حين وصف الديمقراطية بأنها: "حكم المجموع مع التضحية بالحكمة و المعرفة". كذلك وصف أريستوتول الديمقراطية بأنها" حكم الرعاع على حساب الغنى و الأغنياء". و قبل أن أدخل فى التفاصيل, أود أن أوضح أن استعمال كلمة " ديمقراطية" هو كاستعمال كلمة "سيارة" فهناك سيارة مرسيدس, وهناك سيارة فولكس فاجن, وهنا سيارة ملاكى, وهناك سيارة أجرة, وهناك سيارة سبور, وهناك سيارة نقل. كل هذه السيارات تقوم تقريبا بنفس العمل, وهو الانتقال من مكان الى آخر, لكن مع الفرق. و أصل كلمة "ديمقراطية" و تنطق باللآتينية" ديموكراسي", مشتق من اللغة اليونانية, مثلها مثل جميع الكلمات التى تنتهي بمقطع":كراسى" وهى مشتقة من "كراتو" و تعنى " القوة": فهناك "بيروكراسى", ومعناها البيروقراطية, و "ألأتوكراسى" أى حكم القلة المختارة , و" أريستوكراسى" أى الطبقة العليا أو الغنية أو المتميزة. و كلمة " ديموكراسى يمكن تقسيمها الى مقطعين, "ديموس" و تعنى الشعب, و كانت هذه الكلمة تستعمل قديما للإشارة الى" الناس الفقيرة" أو" جحافل الشعب". و الشق الثانى هو "كراسي" أى "الحكم", أو " القوة", وهكذا ظهرت الديمقراطية فى صورتها الأولى: حكم الشعب, أو كما قال أريستوتول, حكم الرعاع. كانت الديمقراطية فى بداية عهدها ديمقراطية مباشرة, " ديركت ديموكراسى" لأن الممارسة كانت تستلزم تجمع الشعب فى مكان عام مثل حلبة المصارعة مثلا, و عند طرح رأى أو إقتراح يمس حياة الشعب, يتم التصويت برفع قبضة اليد فى السماء , ويتم العد لصالح أو ضد الفكرة المطروحة. ولما زاد عدد الناس, و كذلك تعددت أماكن سكنهم, و تباعدت, أصبح من المستحيل الاستمرار فى جمع السكان فى مكان واحد للتصويت على القرارات, و هنا إبتكر بعض الفلاسفة فكرة إختيار سكان المحليات لبعض منهم ليكونوا مندوبين عنهم, ليصوتوا لصالحهم فى العاصمة, على أن يتحمل السكان مصاريف إنتقالهم و إقامتهم هناك. وكانت هذه هى بداية "الديمقراطية الغير مباشرة", وهى أيضا ما نسميه" الديمقراطية البرلمانية" أو "الديمقراطية النيابية". و رغم أن الديمقراطية النيابية قد حلت مشكلة العدد و المكان, إلا أن لها عيوب لم تكن موجودة فى الديمقراطية المباشرة: 1- إنها ديمقراطية محدودة, حيث أن ممثل الشعب يلتزم بموضوعات معينة و بإجراءات معينة, و لفترة محدودة (فترة عضويته بالبرلمان أو المجلس) 2- لكونها ديمقراطية غير مباشرة, لا يشعر الشعب أنه شريك فى العمل السياسى أو فى صنع القرار, و أن دوره قد إنتهى بانتخاب نائبه, الذى متى إحتل مقعده بالبرلمان, نسى من إنتخبه( كما يحدث فى مصر حاليا). و لكن من محاسن"الديمقراطية النيابية", أو "الغير مباشرة" أن: 1- البرلمان يسمح بتمثيل مختلف شرائح الشعب و خاصة إذا كان تعدادهم كبير,( فى مصر مثلا, هل تتخيلوا 80 مليونا من البشر متجمعين فى ميدان التحرير مثلا للتصويت؟) 2- تعفى الديمقراطية النيابية أفراد الشعب العادى من عناء و مسؤولية إتخاذ قرارات سياسية, و هذا يسمح بتقسيم العبئ بين المواطن, وممثله. 3- تسمح الديمقراطية النيابية بوضع مسئولية حكم الشعب فى أيدى أفراد مؤهلين ثقافيا, ولهم خبرة واسعة ( وهذا لا يحدث فى مصر,) 4- توفر الديمقراطية النيابية(أو البرلمانية) حالة من الإستقرار بين أوساط الشعب, حيث لا حاجة لهم لإشغال أنفسهم بالأمور السياسية المعقدة, و حتى يتفرغوا لأعمالهم, فى الوقت الذى يحاول فيه الساسة المتمرسون التوصل الى حلول مقبولة للجميع. ( وهى فكرة تلاقى قبول من معظم حكومات منطقتنا). لذا, يمكن أن نقول أن كلمة " ديمقراطية" تشير فى الوقت الحالى الى أفكار و فلسفات متعددة, يمكن إيجازها فى الآتى: - حكم الفقير و المغبون - نظام يحكم الناس فيه أنفسهم مباشرة ,و بإستمرار و بدون الحاجة الى ساسة محترفين أو موظفين رسميين - مجتمع يقوم على تكافؤ الفرص, و الكفاءة الشخصية, و ليس على المركز الإجتماعى أو الثراء - نظام يهدف الى الصالح العام, و يذيب الفوارق الإجتماعية - نظام حكم يعتمد على صوت الأغلبية - نظام حكم يكفل العدالة و المساواة للأقليات, و ذلك بوضع معايير لتحجيم سلطة الأغلبية - نظام يهدف الى ملأ المواقع الحكومية عن طريق معركة إنتخابية, للوصول الى الحكم - نظام يكفل حماية مصالح أفراد الشعب بغض النظر عن ميولهم السياسية. هذه كانت بعض تعريفات " الديمقراطية, و لا شك أن بعض الفأكار الواردة بها لا بد أن تلاقى قبول من الشخص العادى الحر, الذى يرغب فى أن يكون له صوتا مسموعا, و يريد أن يعامل كآدمى, له نفس الحقوق و الإلتزامات, المتاحة لجميع أفراد الشعب بدون تفرقة سياسية أو إجتماعية, أو مالية, أو ثقافية أو عرقية. هناك جدل فكرى حول كون الديمقراطية, كما تم تصويرها أعلاه يمكن أن يحتضنها الفكر الإسلامى, وهذا أمر أتركه للمتفقهين فى الشريعة, و لكن المبادئ المتضمنة فى الفكر الديمقراطى لا بد أن يكون لها قبول لرجل الشارع الذى يتلهف لكى يكون الغفير متساويا مع الوزير فى الحقوق و الواجبات. أطرح هذا الموضوع للمناقشة, حتى يعرف من ينادى بالديمقراطية, ما هى الديمقراطية. ولكن قبل أن أترك هذا الموضوع, أحب أن أوضح أن نجاح أى نظام ديمقراطى يتوقف على مدى إدراك الناس لحقوقهم,وهذا موضوع آخر. و السلام عليكم و رحمة الله. تم تعديل 24 يونيو 2008 بواسطة الأفوكاتو أعز الولد ولد الولد إهداء إلى حفيدى آدم: رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
حسام يوسف بتاريخ: 29 يوليو 2008 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 29 يوليو 2008 السلام عليكم هذا الموضوع هو اخر ماكتبة الفقيد والموضوع شأنة شأن كل موضوعاتة جادة كانت ام خفيفة دائما كنت اتعلم منة الكثير رحم الله الفقيد رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
لولا بتاريخ: 29 يوليو 2008 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 29 يوليو 2008 السلام عليكمهذا الموضوع هو اخر ماكتبة الفقيد والموضوع شأنة شأن كل موضوعاتة جادة كانت ام خفيفة دائما كنت اتعلم منة الكثير رحم الله الفقيد شكرا لك اخى حسام على اعاده تنشيط الموضوع.. كما تفضلت وقلت يا حسام الفقيد الغالى كان قيمه ثقافيه عاليه.. تعلمنا منه الكثير فعلا. اللهم اغفرله واسكنه فسيح جناتك. طائره ورقيه رياح شديده خيط قصير الطائره ليست بين السماء ولا الأرض ..هذه انا!! لولا رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
آل مصريم بتاريخ: 29 يوليو 2008 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 29 يوليو 2008 نسأل الله له و لموتنا أجمعين المغفرة و حسن الثواب و تبقى حقيقة الديموقراطية كما وصفها أفلاطون "حكم المجموع مع التضحية بالحكمة و المعرفة". قال عنها البطل الشهيد بإذن الله أنور السادات : " الديموقراطية لها أنياب .... و مخالب". هى سيادة رأى المجموع و إن كان رأى الأقلية أصح! و ما أقرب الوصفين. رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
shiko بتاريخ: 14 أبريل 2011 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 14 أبريل 2011 للرفع رحمة الله عليه .... وماذا عن ديمقراطية ...اليوم ... رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان