محمد عبده العباسي بتاريخ: 9 يوليو 2008 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 9 يوليو 2008 د . عبد الوهاب المسيري .. " في رحاب الله ".. =-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=- أخيراً ترجل الفارس ... والفارس هو عبد الوهاب المسيري ، أحد الأفذاذ الذين أحبوا أوطانهم بكل ما تحمله نفوسهم من عشق ووله ، كان عبد الوهاب المسيري أحد حراس الوطن الذين تساقطوا تباعاً قي الأيام القليلة الماضية .. فبحلول يوليو 2008 فقدت مصر ناقداً ادبياً ومسرحياً لا يشق له غبار ، هو الراحل سامي خشبة رئيس تحرير مجلة الثقافة الجديدة المصرية ، وكذلك المؤرخ المصري العظيم رؤوف عباس أحد حملة مشاعل التنوير والوطنية في هذ الوطن العظيم ، مصر الولود التي لن تكف يوماً عن إنجاب العباقرة علي مدار الزمان .. وفي يوم الخميس الثالث من يوليو 2008 م ، رحل الدكتور عبد الوهاب المسيري بعد رحلة طويلة من العطاء وبذل الجهد عشقاً لثري هذا الوطن .. وبرحيل المسيري يكون الو طن المصري الجميل قد فقد واحداً من أبرز مفكريه ومريديه وعشاقه ، قامة بحجم عبد الوهاب المسيري جديرة تماماً بأن يعرفها عن كثب كل أبناء مصر وخاصة جيل الشباب .. كان الراحل العظيم أحد حملة مفاتيح كنوز الثروة المصرية ، وأحد المبرزين من أبنائه الذين كشفوا وبجدارة اللثام عن الوجه الصهيوني ، هذا الوجه الذي نري كل صبح ومساء دمامته علي شاشاتنا وصفحات جرائدنا يبتسم في خبث ، وهو يسعي بكل ما يمتلك من ضلالات أن يتسلل لأوردتنا وشرايينا لنفزع بعدئذ ونجده قد استشري مثل السرطان في أعضائنا .. كانت الموسوعة الضخمة ـ موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية ، ثمانية مجلدات ـ التي كتبها المسيري أحد أبرز الأعمال التي تركها لنا ن نبراساً وهدياً لأجيال لم تري فظاظة هذا العدو ـ ربما ـ غلا علي شاشات التلفاز وصفحات الجرائد ، فقد عاني جيلنا طويلاً من هذا العداء المستكن من هذا العدو الذي يسعي لأن يكون صديقاً تحت مسميات مبهمة وبعيدة تماماً عن الحقيقة .. أنفق المسيري لإنجاز هذه الموسوعة ربع قرن من عمره حتي خرجت للنور في العام 2000م وليحصل بها علي جائزة أفضل كتاب في معرض القاهرة السنوي للكتاب في نفس العام .. ولم يقف بعدها قلم المسيري عن العطاء بل بذل جهداً خارقاً في هذا المجال ليقدم لنا : ـ موسوعة المصطلحات الصهيونية . ـ أرض الوعد . ـ تقد الصهيونية السياسية. ـ البروتوكولات واليهودية والصهيونية . ـ في الخطاب والمصطلح الصهيوني . كما قدم المسيري في خلال رحلة إبداعه الكثير من الكتب في مجالات الفكر والأدب منها : ـ إشكالية التحيز / جزءان . ـ العالم من منظور غربي . ـ الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان . ـ العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة . ـ مختارات من الشعر الرومانتيكي الإنجليزي . ـ أغاني الخبرة والبراءة / ديوان شعر للأطفال . عير كتاب هام عن سيرته الذاتية بعنوان رحلتي الفكرية صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر . وفي لقاء تليفزيوني ـ أذيع الجزء الثاني منه بعد منتصف ليلة 8 يوليو 2008 ـ في قناة " دريم " الفضائية المصرية أجراه معه الصحفي الشاب أحمد المسلماني عبر برنامجه الطبعة الأولي ، تحدث المسيري وبإفاضة عن هموم الوطن ، وقدم جل خبراته الفكرية لأجيال هي في حاجة ماسة وشديدة لها .. ويتحدث الرجل بفخر عن علاقته بالكاتب الكبير محمد حسنين هيكل ـ أستاذ الصحافة المصرية بلا منازع في رأيي الشخصي ـ تكلم عنه بحب وبأدب جم كما هو معروف عن المسيري دمث الخلق والمتواضع لأقصي حد ، فقال أن هيكل قد اخبره قبل أن يخرجه الرئيس الراحل أنور السادات من مؤسسة الأهرام العتيدة بأنه قد آن الأوان ليترك العمل في الأهرام ، وقال في مجمل حديثه أن هيكل كان علي استعداد تام للتحالف مع السادات لو أن الرئيس حافظ أولاً علي بقاء القطاع العام الذي كان أحد الدعامات والركائز التي ساعدت علي نصر أكتوبر 1973م لأن القطاع العام هو الموئل الكبير الذي تحمل تبعات هذا النصر وحقق بذلك المزيد من الإستقرار ، وثانياً البعد تماماً عن عقد أي تحافات مع الغرب . وعبد المسيري مصري صميم جاء من أعماق الريف المصري كما العظماء والنبلاء الذين ولدوا علي أرضه من أمثال العبقري الفذ رفاعة رافع الطهطاوي ، ورجل العسكرية المصرية والهندسة علي باشا مبارك ، والأمام المجدد الشيخ محمد عبده ، والزعيم الكبير سعد باشا زغلول قائد ثورة 1919 م ، والصحفي القدير عبد الله النديم ، والزعيم الكبير مصطفي باشا النحاس ، والعبقري أحمد لطفي السيد أستاذ الجيل ، و عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين ، والرجل العظيم أحمد أمين الذي أرجو أن يدرس كتابه " حياتي " لطلاب المدارس ، والزعيم الخالد جمال عبد الناصر قائد ثورة 23 يوليو 1952 ، والكاتب الكبير عباس محمود العقاد صاحب المواقف المشرفة ضد الطغيان والظلم ، والدكتور مصطفي مشرفة ، ونبوية موسي ولويس عوض وسلامة موسي ورشدي سعيد ، هؤلاء الذين قدموا من ريف هذا الوطن إلي سحر المحروسة .. ولد المسيري لأسرة من أسر الطبقات الوسطي المصرية في العام 1938م ، في مدينة دمنهور عاصمة محافظة البحيرة بشمال الدلتا ، وتلقي تعليمه الإبتدائي والثانوي في مدارسها ثم التحق بكلية الآداب جامعة الأسكندرية قسم اللغة الإنجليزية في العام 1955م ، وعين معيداً بذات القسم عقب تخرجه .. كان الراحل العظيم يؤكد علي عظمة مامن الله عليه من نعمة وهي القدرة علي التحليل ، كما كان المسيري يمتلك علي المستوي الشخصي حساً إنسانياً عالياً ، وعاش فترة شبابه بين نهايات العهد الملكي وبدايات ثورة يوليو ورأي من الأجدر به أن يبتعد عن أي من التشكيلات السياسية أو الإتحادات .. وفي العام 1963م سنحت له فرصة السفر إلي الولايات المتحدة حيث حصل في العام التالي لسفره ـ 1964ـ علي درجة الماجستير من جامعة كاليفورنيا ، وفي العام 1969م حصل علي الدكتوراة من جامعة ريتجرز ، قرر بعدها العودة لأرض الوطن الذي نُكب قبل عامين بهزيمة يونيو 1967م ليعمل بالتدريس في جامعة عين شمس وعدة جامعات عربية منها جامعة الملك سعود في الفترة من 1983: 1988م كما عمل أستاذاً زائراً بأكاديمية ناصر للعلومالعسكرية وجامعة ماليزيا الإسلامية ، كما كان عضواً بمجلس الخبراء بمركز الدراسات الإستراتيجية والسياسية في الفترة من 1970: 1975م ثم مستشاراً ثقافياً لوفد الجامعة العربية لدي هيئة الأمم المتحدة .. كان المسيري رجلاً مصرياُ خالصاُ ، اهتم حتي الرمق الأخير من حياته بالعطاء وكان يستعد لتقديم عدة كتب قبل أن يرحل عنا بجثمانه منها : ـ كتاب الفكر الصهيوني من هرتزل حتي الوقت الحاضر . ـ من هم اليهود؟ وماهي اليهودية ؟ أسئلة الهوية والأزمة الصهيونية . كما كان بصدد تقديم موسوعة بعنوان الصهيونية وإسرائيل . نال المسيري في حياته العديد من الجوائز وحاز علي الكثير من أوجه التكريم حيث تم اختياره هذا العام ـ2008 ـ للحصول علي جائزة القدس وهي واحدة من أهم الجوائز في عالمنا العربي التي يمنحها الإتحاد العام للأدباء والكتاب العرب بإجماع من وفود 14 دولة عربية صوتت لصالحه حيث غاب لمرضه الشديد ـ كان من المفترض أن يتسلم الجائزة في شهر نوفمبر8 200م ـ كما حصل هذا العام ايضاً علي جائزة رجل العام من نقابة صيادلة مصر . لم الراحل العظيم يألوا جهداً في سبيل المشاركة في كل منتدي أو حوار أو لقاء يهم هذا الوطن ، بل بلغ به الحال لأن يشارك في يناير من العام الحالي في مظاهرة من أمام مسجد السيدة زينب رضي الله عنها في تحدٍ لمواجهة الغلاء الذي كشف عن أنيابه ليلتهم فقراء هذا الوطن ووقوده في وقت الشدة والأزمات .. لم يخش المسيري عصي أو هراوات عسكر الأمن المركزي وضباطه ، بل وقف صامداً ـ وهو المريض ـ ككل المصريين الشرفاء الذين لا يهمهم ولا يساورهم من هم سوي هذا الوطن .. كان المسيري رحمه الله رمزاً للبساطة في ملبسه حتي أنه ابتكر جلباباً من قماش مصري بسيط شد انتباه كل من عرفه أو التقاه .. رحم الله الدكتور عبد الوهاب المسيري ، وعوض هذا الوطن الذي سبيقي علي مدي الدهر عظيماً بأبنائه العاشقين لثراه خيراً.. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ محمد عبده العباسي بورسعيد / مصر رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان